طلبة معهد موسيقي بغزة يعزفون ويغنون للأطفال بمخيم النصيرات
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
يلتف عشرات النازحين الفلسطينيين خاصة من الأطفال حول مجموعة من الطلبة الذين كانوا يلتحقون بمعهد "إدوارد سعيد" للموسيقى، وهم يعزفون على آلات موسيقية ويرددون أغان وطنية وأناشيد ثورية داخل أحد مراكز الإيواء بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
ورغم أزيز الطائرات الإسرائيلية المسيرة وأصوات الانفجارات، فإن أجواء من الفرحة سادت أوساط الحاضرين الذين بدأ بعضهم بتعلم الموسيقى فيما انخرط بعض آخر في التصفيق.
وتساعد هذه الجلسات الموسيقية في التخفيف من وطأة الضغط النفسي الذي يتعرض له النازحون في مركز الإيواء، خشية استهدافهم من الجيش الإسرائيلي، كما حدث في مرات سابقة بمخيم النصيرات، كما قال فلسطينيون للأناضول.
ويتواصل القصف الإسرائيلي على النصيرات، الذي شهد منذ بداية الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عدة مجازر راح ضحيتها عشرات المدنيين الفلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فنانة تشكيلية فلسطينية تطلق مبادرة تعليم الرسم لتخفيف وطأة الحرب في غزةlist 2 of 2العلاج بصناعة الدمى.. فنان فلسطيني يسعى لإخراج أطفال غزة من أجواء الحربend of listوفي 6 يوليو/تموز الجاري، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن إسرائيل ارتكبت 43 مجزرة وقصفت 17 مدرسة ومركزا لإيواء النازحين داخل مخيم النصيرات منذ بداية الحرب.
ويسعى طلبة المعهد إلى زراعة بصيص من الأمل في قلوب النازحين في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.
ويستخدم الطلبة الموسيقى أداة للتعبير والتسلية، من خلال تعليم العزف على الآلات المختلفة مثل "العود والجيتار والطبل"، فضلا عن تدريب الأطفال على أداء الأغاني الوطنية والشعبية.
ويتجول طلبة المعهد والمتطوعون بين مخيمات النزوح في مختلف المناطق لتنظيم جلسات تعليمية تخفف عن الأطفال ما عايشوه من فقدان أقاربهم ومنازلهم وحقوقهم.
ووجد الأطفال أنفسهم مشاركين في أنشطة ترويحية تجمعهم بعيدا عن أصوات القصف والحرب، حيث عبروا عن استمتاعهم بالأداء الموسيقى متجاهلين ما يحدث حولهم من قصف.
وتشارك النازحة الفلسطينية أم محمد كفينا، في ترديد بعض الأغاني الوطنية ضمن إحدى الفعاليات الموسيقية المنظمة.
وتقول كفينا بنبرة سعيدة للأناضول: "الموسيقى أضفت على حياتنا نوعا من السلام والسرور، وساعدتنا في التغلب على الضغوط النفسية التي أوجدتها الحرب الإسرائيلية".
وتضيف: "بمجرد أن سمعنا صوت الموسيقى أحببنا أن نشارك في هذه الفعالية المخصصة للأطفال للخروج من أجواء الحرب وتخفيف الضغط النفسي الذي نعيشه".
وتبدي كفينا إعجابها بمثل هذه الفعاليات التي تزرع الأمل في نفوس الأطفال وتخفف عنهم آلام الحرب ومعاناتها لا سيما وأن الحرب حرمتهم اللعب والدراسة.
وتدعو كفينا إلى تعليم الموسيقى للأطفال لما لها من دور في التخفيف من الظروف القاسية التي يعيشونها، واصفة إياها بـ"الشيء الجميل".
وختمت قائلة: "رغم وجود القصف الذي تزامن مع الجلسات الموسيقية فإن الأجواء الجميلة كانت تطغى على الظروف المحيطة، ونسي الأطفال أصوات الانفجارات المخيفة وانسجموا مع الأغاني فرحين".
وبدورها تقول الطفلة النازحة ريماس ناصر إن الموسيقى أدخلت الفرحة إلى قلبها وغيرت من نفسية المشاركين رغم الأوضاع الصعبة.
وتضيف: "الموسيقى خففت عنا ضغوط الحياة والمخاوف التي تركها القصف الإسرائيلي، وأنستنا الكثير من المشاهد المؤلمة وزرعت الفرحة في قلوبنا".
وتتابع: "ألا يكفينا 10 شهور من الحرب الإسرائيلية نسينا خلالها كل شيء جميل حتى الدراسة، اليوم استمتعنا بالفعالية الموسيقية ونأمل أن تتكرر دائما".
وتطالب الطفلة ناصر بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، معربة عن آمالها في عودة الحياة إلى طبيعتها واستئناف الدراسة.
ومن جانبها، تعبر الطفلة النازحة ملاك الحافي، عن سعادتها لمشاركتها بهذه الفعالية التي أنستها أصوات القصف ومشاهد الدمار.
وتقول: "نعيش في الخيام على مقربة من المركز، وبمجرد أن سمعنا صوت الموسيقى أحببنا أن نشارك في هذه الفعالية، رغم تزامن الفعالية مع قصف إسرائيلي وتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع فوقنا".
ويرى باسم نصر الله -وهو أحد الطلبة المتطوعين- أن هذه الفعاليات تساهم في "تقديم بيئة آمنة ومريحة للأطفال لتفريغ طاقاتهم السلبية واستعادة الأمل في ظل الحرب القاسية".
ويقول: "نعمل على تعليم الأطفال الأغاني والأناشيد الوطنية مثل موطني واكتب اسمك يا بلادي وخضرا يا بلادي خضرا، ونلمس سعادة كبيرة منهم وفرحة لا توصف تُمدنا بالقوة والإصرار على مواصلة هذه الفعاليات".
ويضيف: "لاحظت أن الأطفال عند حدوث أي قصف أثناء الفقرات الغنائية لا يبدون أي اهتمام أو خوف من أصوات الانفجارات العنيفة، بسبب انسجامهم مع الفرقة وسعادتهم بالأداء".
ولم يفكر نصر الله النازح من شمال قطاع غزة برفقة عائلته، في ترك عمله متطوعا مع معهد "إدوارد سعيد" للموسيقى في أي لحظة، في ظل حالة السعادة الغامرة التي يعيشها الأطفال، وفق قوله.
وطالب العالم بـ"التدخل العاجل والضغط على إسرائيل لوقف حربها المدمرة على غزة حتى يتمكن النازحون من العودة إلى منازلهم وحياتهم الطبيعية بعيدا عن الخوف والخطر المحدق في كل لحظة".
ولأكثر من مرة قالت مؤسسات حقوقية فلسطينية وأممية إن الأطفال والنساء هم الضحية الأكبر لهذه الحرب.
وخلفت حرب إسرائيل على غزة بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أكثر من 126 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح جنوب غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات نفسي الحرب الإسرائیلیة هذه الفعالیات إدوارد سعید الأمل فی
إقرأ أيضاً:
غدًا.. جامعة أسوان تطلق أكبر قافلة مجانية لجراحات التجميل للأطفال
تنطلق فعاليات القافلة السنوية لقسم جراحة التجميل بجامعة أسوان، والتي تستضيفها مستشفى أسوان الجامعي للكشف والتحضير الأولي للحالات، على أن تُجرى العمليات الجراحية خلال الفترة من 6 إلى 10 ديسمبر 2025، وذلك في إطار مبادرة إنسانية وطبية تقدم خدماتها مجانًا للأطفال وأسرهم، تعزيزًا لدور الجامعة في خدمة المجتمع وتقديم رعاية طبية متخصصة في واحدة من أبرز المجالات الدقيقة.
ويأتي تنظيم القافلة هذا العام ثمرة جهد مشترك بين فريق عمل قسم جراحة التجميل وإدارة المستشفيات الجامعية، وبمشاركة نخبة من الخبراء والأطباء والتمريض والتخدير من المنظمة الدولية «Operation Smile» عملية ابتسامة، بما يعكس أهمية التعاون الدولي في دعم الخدمات الصحية وتوفير الخبرات العالمية للأطفال الذين يحتاجون إلى تدخلات جراحية دقيقة. وقد تم فتح أبواب المستشفى لاستقبال الأطفال وتقديم جميع خدمات الكشف والعمليات والعلاج دون أي مقابل، وسط مشاركة واسعة من الكوادر الطبية في تخصصات التخدير والعناية وجراحة التجميل والإصلاح وجراحة الأطفال والتخاطب وطب الأطفال والأسنان والعلاج الطبيعي، إلى جانب التمريض والخدمات المساعدة والتسجيل الطبي، حيث يعمل الجميع بروح تطوعية بهدف تقديم خدمة طبية متقدمة وآمنة.
وتشمل القافلة إجراء جراحات وعلاجات مختلفة للأطفال، من بينها إصلاح العيوب الخِلقية في الوجه واليدين، وعلاج آثار الحروق والحوادث، والتعامل مع الأورام والوحمات الدموية، بهدف تقديم خدمة طبية وجراحية متخصصة لأكبر عدد ممكن من الأطفال داخل محافظة أسوان والمحافظات المجاورة، مع تخفيف الأعباء المادية والنفسية عن أسرهم.
وأكد الدكتور لؤي سعد الدين نصرت القائم بأعمال رئيس جامعة أسوان أن تنظيم هذه القافلة سنويًا يعكس الدور المجتمعي الذي تلتزم به الجامعة تجاه أهالي أسوان، مشيرًا إلى أن الجامعة تحرص على توفير أفضل خدمة طبية في التخصصات الدقيقة، موجهًا الشكر لكل المتطوعين ولشركاء النجاح من منظمة عملية ابتسامة. ومن جانبه أوضح الدكتور محمد زكي الدهشوري عميد كلية الطب أن القافلة تمثل أحد أهم الأنشطة الطبية التي تنفذها الكلية بالتعاون مع مستشفيات الجامعة، وأنها تسهم في تخفيف معاناة الأطفال وأسرهم، خاصة أن بعض الجراحات التي تقدمها القافلة قد تكون غير متاحة بسهولة في أماكن أخرى، مؤكدًا أن جميع فرق العمل تعمل في تناغم كامل لإنجاح هذا الحدث الإنساني والطبي.
شدد الدكتور أشرف معبد مدير مستشفى الجراحة على أن المستشفى تم تجهيزه بالكامل ليستقبل الأطفال ويوفر لهم أفضل ظروف الرعاية خلال إجراء العمليات، مع تطبيق أعلى معايير الأمان والجودة في جميع مراحل الكشف والعلاج وحتى التعافي الكامل. وأوضح الدكتور أحمد قناوي رئيس قسم جراحة التجميل أن الاستعدادات للقافلة بدأت منذ أسابيع طويلة بهدف زيادة عدد الحالات المستفيدة هذا العام وتقديم جراحات أكثر تعقيدًا، لافتًا إلى أن مشاركة خبراء Operation Smile تضيف خبرات مميزة لشباب الأطباء وتتيح للأطفال رعاية طبية تضاهي المراكز العالمية من أجل منحهم فرصة لحياة أفضل وابتسامة أجمل.