المناطق_متابعات

يلوح في الأفق تحول جذري في طريقة علاج إصابات العمود الفقري، مع حصول أول علاج خلوي متجدد في العالم على موافقة المرحلة الأولى من التجارب السريرية. ويُعدّ هذا إنجازًا تاريخيًا يُمكن أن يُعالج بنجاح حالةً كانت، حتى الآن، غير قابلة للشفاء.

وبحسب ما نشره موقع “نيو أطلس” New Atlas، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA والإدارة الوطنية للمنتجات الطبية الصينية NMPA على التجربة السريرية العالمية لعلاج إصابات الحبل الشوكي SCI، والتي يُقدر أنها تُصيب أكثر من 15 مليون شخص حول العالم.

أخبار قد تهمك استشاري في جراحة العظام والمفاصل: “طقطقة” الجسم مجرد تحسن وهمي غير مفيد.. وبعض الممارسات العنيفة قد تسبب مضاعفات 30 ديسمبر 2023 - 4:05 مساءً استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري للأطفال: الفحوصات في فترة الحمل لا تبين تشوهات العمود الفقري لدى الجنين 1 ديسمبر 2023 - 3:24 مساءً

وتُؤثر إصابات الحبل الشوكي على الأشخاص من مختلف الفئات السكانية، وغالبًا ما تنتج عن حوادث المرور والإصابات الرياضية وغيرها من الصدمات، بما يشمل السقوط الخطير وحوادث العمل. لا يوجد علاج حقيقي؛ فالعلاج يقتصر على الإدارة، مع الجراحة وإعادة التأهيل لاستعادة قدرٍ من جودة الحياة. ولكن يعاني غالبًا المصابون من الشلل أو الإعاقة الشديدة مدى الحياة.

تكنولوجيا حيوية

وتمتلك شركة التكنولوجيا الحيوية الصينية “زيلسمارت” XellSmart حاليًا القدرة على تغيير هذا الوضع إلى الأبد، حيث حصل علاجها التجديدي بالخلايا الجذعية متعددة القدرات المستحثة الخيفية iPSC على موافقة كل من هيئات الصحة الأميركية والصينية للدخول في تجربة سريرية.

إن الخلايا الجذعية متعددة القدرات هي، بطبيعة الحال، خلايا جذعية غير ناضجة يمكنها التطور إلى خلايا محددة. في هذه الحالة، تُستخدم هذه الخلايا لاستبدال الخلايا العصبية التالفة أو الميتة الناتجة عن إصابات الحبل الشوكي.

ولا يهدف العلاج إلى إصلاح الإصابة فحسب، بل إلى توفير الأساس لإعادة نمو جميع الخلايا اللازمة لاستعادة وظيفة المنطقة المتضررة.

وأشار بيان صادر عن “زيلسمارت” إلى أن ملايين حول العالم يعانون من إصابات الحبل الشوكي وأن “معظم المرضى يصابون بإعاقة دائمة، مما يؤثر سلبًا على جودة حياتهم. ونظرًا لمحدودية قدرة الجهاز العصبي المركزي على التجدد، يظل إصلاح الأعصاب بعد إصابات الحبل الشوكي أمرًا بالغ الصعوبة”.

سهولة التصنيع

ويأتي خبر التجربة البشرية بعد أربع سنوات من الأبحاث ما قبل السريرية، وتهدف إلى تطبيق واسع النطاق لا يتطلب جمع خلايا من المريض، بل يقدم علاجًا جاهزًا يناسب الجميع، يناسب أي شخص عانى من إصابات الحبل الشوكي، مما يعني أنه في حال اجتيازه مراحل التجربة، فسيكون من السهل تصنيعه بما يشمل نطاقًا واسعًا.

ونظرًا للبحث المعمق في تحديد الأنواع الفرعية للخلايا، فإن الخلايا الخيفية – أي الخلايا من مصادر أخرى، غير الخلايا الأصلية للمريض – من المتوقع أن تكون مخاطر رفضها منخفضة.

خلال 5 إلى 7 سنوات

ومن الناحية الواقعية، يُتوقع أن تكتمل هذه التجربة السريرية في المرحلة الأولى – التي تختبر السلامة والفعالية، بالإضافة إلى معايير الجرعة – بحلول العام المقبل، وفي حال نجاحها، ستنتقل إلى المرحلة التالية، والتي تشمل عددًا أكبر من السكان.

ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الثانية في عام 2028 على أقرب تقدير. ولكن يمكن إنتاج هذا العلاج بكميات كبيرة وتوفيره في السوق خلال خمس إلى سبع سنوات.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: العمود الفقري

إقرأ أيضاً:

"دفقات طاقة" تطلقها الخلايا السرطانية قد تمهد لسياسات علاجية جديدة

توصل فريق من الباحثين في إسبانيا إلى اكتشاف علمي جديد قد يمهد الطريق أمام وضع استراتيجيات علاجية جديدة للقضاء على السرطان. 

فقد وجد العلماء في مركز تنظيم الجينوم في مدينة برشلونة أن الخلايا السرطانية تطلق دفقات من الطاقة عند تعرضها لضغوط داخل الجسم، حيث تتحرك الميتوكوندريا، وهي وحدة إنتاج الطاقة في الخلايا الحية، نحو نواة الخلية السرطانية وتنبعث منها كمية إضافية من الطاقة تساعد في علاج التلف الذي حدث في الحمض النووي للخلية وإنقاذها من الضغوط الخارجية الزائدة.

 

وأكدت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية "Nature Communication" المتخصصة في الأبحاث العلمية، أن الاختبارات المعملية على عينات من أورام تم استئصالها من مرضى أن الخلية السرطانية تضاعف إنتاجها من الطاقة في حالة تعرضها لضغوط، وهو ما يمكن أن يفسر الآليات التي تتبعها الخلايا الخبيثة للبقاء على قيد الحياة داخل الجسم، مثل الزحف داخل الورم أو التسلل عبر مسام الشرايين أو تحمل قوى الضغط داخل مجرى الدم.

 

وقد استخدم الباحثون الإسبان في إطار هذه الدراسة ميكروسكوباً متخصصاً يستطيع ضغط الخلية الحية بحيث لا يزيد عرضها عن 3 ميكرونات، وهو ما يعادل واحدا على 13 من قطر الشعرة البشرية، ولاحظوا أنه في غضون ثوانٍ من حدوث عملية الضغط، تتحرك الميتوكوندريا نحو سطح نواة الخلية وتقوم بإطلاق دفعات من جزيئات "أدينوسين ثلاثي الفوسفات" ATP التي تعرف باسم عملة الطاقة على مستوى الجزيئات داخل الخلية الحية.

وفي تصريحات للموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي" المتخصص في الأبحاث العلمية، تقول الباحثة سارة سديلشي من مركز تنظيم الجينوم وأحد المشاركين في إعداد الدراسة، إن طريقة تحرك وحدات الميتوكوندريا نحو سطح النواة داخل الخلية السرطانية "المحاصرة" تجعلنا نعيد التفكير بشأن دور هذه الوحدات داخل الخلية البشرية الحية، فهي ليست مجرد بطاريات ثابتة لتغذية الخلية بالطاقة، بل إنها تتجاوب عندما يتم استدعاؤها لمواجهة المواقف الطارئة مثل عندما تتعرض الخلية لضغوط خارجية تفوق قدرتها على التحمل.

 

ووجد الباحثون أن وحدات الميتوكوندريا تتجمع على سطح نواة الخلية بشكل محكم لدرجة أن النواة تنضغط للداخل، ولاحظوا حدوث هذه الظاهرة في 84% من حالات تعرض الخلايا السرطانية للضغوط، مقارنة بحالات الخلايا السرطانية التي تتحرك بشكل طبيعي دون التعرض لضغوط. وأطلق الباحثون على هذه التركيبات اسم "الميتوكوندريا المرتبطة بالنواة الخلوية" "Nucleus Associated Mitochondria".

 

ومن أجل التيقن من صحة هذه الفرضية العلمية، استخدم الباحثون مستشعرات مضيئة من مادة الفلورسنت، بحيث تنبعث منها ومضات ضوئية عندما تلتحم جزيئات أدينوسين ثلاثي الفوسفات المشار إليها أعلاه بنواة الخلية، ورصدوا بالفعل زيادة في الومضات بنسبة 60% تقريبا خلال ثلاث ثواني فقط من بدء تعرض الخلية السرطانية للانضغاط.

 

ويقول الطبيب فابيو بيزانو المشارك في إعداد الدراسة إن هذه الومضات هي "مؤشر واضح على أن الخلايا تتأقلم مع الضغوط وتعيد صياغة عملية الأيض داخلها نتيجة لذلك". وقد أظهرت تجارب لاحقة أهمية دفقات الطاقة السريعة لبقاء واستمرارية الخلايا السرطانية، حيث إن الانضغاط الميكانيكي للخلية يؤدي إلى انكسار سلاسل الحمض النووي تحت الضغوط الخارجية وتشابك الجينوم داخل النواة.

 

وتعتمد الخلايا على "فرق إصلاح" داخل الخلية للوصول إلى الأجزاء التالفة في سلسلة الحمض النووي لعلاجها، ولكن هذه الفرق يكون لديها نهم للطاقة في صورة أدينوسين ثلاثي الفوسفات، وبالتالي إذا حصلت الخلايا السرطانية المنضغطة على دفقات الطاقة اللازمة، فإنها تقوم بإصلاح التلف الذي تعرضت له في غضون ساعات، وبدون تلك الدفقات، فإنها تتوقف عن الانقسام والنمو بشكل طبيعي.

 

واستطاع الباحثون أيضا تحديد آلية الهندسة الخلوية التي تسمح بالتحام الميتوكوندريا في نواة الخلية في حالة تعرضها للضغط، حيث لاحظوا أن شبكة من خيوط مادة الأكتين، وهي نفس نوعية الخيوط البروتينية التي تسمح بانقباض العضلات داخل الجسم، تتشكل حول النواة، وأن هذه الشبكة هي التي تقوم بتثبيت الميتوكوندريا في مكانها الصحيح حول النواة.

 

وعندما قام الباحثون بحقن تلك الخلايا بمادة "لاترونسولين" التي تقوم بإذابة الأكتين، انهارت تشكيلات الميتوكوندريا حول محيط النواة وانحسرت دفقات الطاقة التي تغذي الخلية السرطانية. وبناء على هذه التجربة، يرى الباحثون أنه إذا كانت الانبثاثات السرطانية تعتمد على دفقات الطاقة من تجمعات الميتوكوندريا حول النواة لغزو الجسم، فإن استخدام أدوية لإذابة شبكات الأكتين بدون تسميم الميتوكوندريا نفسها يمكن أن يمنع انتشار السرطان في الأنسجة السليمة للجسم.

وتقول الطبيبة فيرينا روبريشت، وهي أحد أعضاء فريق الدراسة، إن مبحث "الاستجابة الميكانيكية للضغوط داخل الخلايا السرطانية يعتبر أحد نقاط الضعف للسرطان التي لم يتطرق إليها العلم بشكل موسع، وقد تفتح الباب على مصراعيه أمام مسارات علاجية جديدة".

 

ويؤكد فريق الدراسة أنه بالرغم من أن هذا البحث يتركز على تأثير الانضغاط على الخلايا السرطانية، فإن استجابة الخلايا الحية بشكل عام تحت الضغط تعتبر بمثابة ظاهرة عامة في علم الأحياء، حيث استطاع العلم رصد انضغاط الخلايا المناعية داخل العقد الليمفاوية وانضغاط الخلايا الجنينية خلال عملية تكون الأجنة داخل الرحم.

 

وتقول الطبيبة سيدلشي: "كلما تتعرض خلية حية للانضغاط بسبب مؤثرات خارجية، تنبعث منها دفقات من الطاقة للحفاظ على سلامة الجينوم داخلها، وقد تسهم دراسة هذه الظاهرة في تغيير جذري لطريقة فهم كيفية بقاء الخلايا الحية عموما على قيد الحياة في حالة تعرضها للإجهاد الميكانيكي".

مقالات مشابهة

  • ثورة في علاج السرطان.. تقنية صينية لإنتاج ملايين الخلايا القاتلة للأورام بتكلفة منخفضة
  • إطلاق خدمة جديدة لعلاج الديسك في مستشفى الجامعة
  • اعتماد عقّار جديد بعد حصوله على موافقة هيئة الدواء المصرية لعلاج السكتة الدماغية
  • "دفقات طاقة" تطلقها الخلايا السرطانية قد تمهد لسياسات علاجية جديدة
  • باحثون صينيون يبتكرون طريقة لتحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا قاتلة للسرطان
  • كسر في الجمجمة والعمود الفقري.. إصابات خطيرة لمصابي حادث الوفد القطري
  • مؤسسة حمد الطبية تتعاون مع شركة عالمية رائدة لتعزيز البحوث السريرية
  • صيدلية طبيعية.. قشر الرمان سر منسي لعلاج الأمراض
  • دراسة: بكتيريا في لقاح النحل تنتج مضادات حيوية تحمي الخلايا والمحاصيل
  • مادلين طبر تكشف كواليس دخول فاروق عطية المستشفى بسبب مشهد الحبل