عبقرية المكان والزمان في «العالم علمين»
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
بمجرد انطلاق الجملة الغنائية الشهيرة من فيلم «مافيا»: «زي ما هيّ حبّها.. بحلوها ومرّها» واعتلاء المطرب مدحت صالح مسرح مدينة العلمين الجديدة، وسط صيحات آلاف الجماهير من حاضري حفل افتتاح النسخة الثانية من مهرجان "العالم علمين 2024"، الخميس، بدا وكأن خمسين يوماً من الإبداع والتفرّد في طريقها إلى الساحل الشمالي، لاستقبال "مليوني زائر"، حرصت خلالها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على تضفير كل عناصر الجاذبية لمختلف أعمار وثقافات الجمهور المصري والعربي، باستحداث مفهوم جديد في قاموس "التصييف" فلم يعد الأمر مقصوراً على بضع حفلات موسيقية راقصة مساءً، ومسابقات كرة شاطئية صباحاً، وإنما برز مهرجان "العلمين" بشكل أعمق من كل التصورات.
بزغ البعد القومي المنشود، بإعلان تخصيص "60%" من الأرباح لصالح أهالينا في فلسطين، وفي اليوم الأول للمهرجان، رقص آلاف الحضور مع "الدبكة الفلسطينية" التي قدمتها الفرقة الفلسطينية للتراث والفلكلور، وبعد غياب طويل عاد الكينج محمد منير ليشدو أجمل أغانيه في ثاني أيام المهرجان، في باكورة قائمة "نجوم الغناء" المليئة بأسماء رنانة نادراً ما تلتقي تحت سماء واحدة: ماجدة الرومي، كاظم الساهر، عمرو دياب، هاني شاكر تامر حسني، حمزة نمرة وفرق جماهيرية مثل "كايروكي" و"مسار إجباري" و"طبلة الست"، و"فؤاد ومنيب"، ونجوم شباب مثل رامي جمال وكارمن سليمان ولؤي، وخبرة كل من الموسيقار المصري العالمي عمر خيرت ونادر عباسي.
قمة الذكاء أن تستثمر قواك الناعمة لتحقيق أهداف وطنية سامية، وهو ما حدث بالفعل، ويحدث حالياً على أرض مدينة العلمين التي وضعها المهرجان على خريطة السياحة العالمية بكافة أشكالها، بفضل جهود "50" شركة مصرية، وسواعد "50" ألف عامل واصلوا الليل بالنهار لتكون المدينة بتلك الفخامة وذلك البهاء، المدينة المليونية التي تتفرّد على طول الساحل الشمالي بإمكانية استيعاب أكثر من "3" ملايين شخص، فهي ليست "مصيفاً عابراً" فحسب، وإنما تمتلك ملامح الطبيعة الساحرة ذات التراث التاريخي، وتحتضن "10" آلاف وحدة سكنية، ما جعل المعادلة تتخطى حدود الجمال.
أشهر إعلاميي مصر يقدمون برامجهم خلال الفعاليات، بدأت منى الشاذلي بتقديم برنامجها في أول أيام المهرجان، وتتوالى مفاجآت "صاحبة السعادة" إسعاد يونس، و"4 شارع شريف" للمذيع شريف مدكور، أما محبو الرياضة فإن لهم ما يشتهون من مسابقات لمختلف ألعاب البادل والكرة الطائرة والسلة، وسباقات السيارات والقفز بالمظلات والبطولات القتالية، كما يلتقي عشاق الساحرة المستديرة مع مباراة تجمع أساطير الأهلي والزمالك، بعيداً عن أجواء التعصب مع مشاهير القطبين في الزمن الجميل، بينما هواة الألعاب الرقمية في عصر التكنولوجيا فهم على موعد مع مسابقة "Insomnia".
استحدثت النسخة الثانية للمهرجان، لأول مرة، "سياحة الطعام"، بتنظيم فعالية "Bites by the sea" يشارك فيها كبار "الطهاة" في مصر، أما الحيوانات الأليفة الخاصة بالمصيفين، التي تكون في الغالب عائقاً دون استمتاعهم بالرحلات، فقد ابتكر صناع المهرجان "كوكو كابانا" كمساحة آمنة لتقديم الرعاية الطبية والترفيهية وتسلية الكائنات الرقيقة التي لها طرق مختلفة للمتعة، يمكنها الآن قضاء وقت لطيف داخل "العلمين"، أما عن الشواطئ الخلابة، فقد خصصت إدارة المهرجان أحدها للدخول "المجاني" للجمهور، لتحقيق التوازن الاجتماعي، في وقت حرج من "التغيرات المناخية" التي جعلت العالم يتصبب عرقاً، ويسعى الجميع للهروب نحو البحر ليطفئ نيران الحر، ومن يرغب في "الغوص" بأعماقه فهناك فعالية تتيح له ذلك، أما من يهوى "التحليق" في الجو، فليشارك في مسابقات "باراموتور" خلال أيام المهرجان، ليستكشف الطبيعة الساحرة من فوق السحاب.
ولأن "أبو الفنون" قيمة راسخة في الوجدان العربي، قرر "العالم علمين" عرض مجموعة من المسرحيات الضخمة لكبار النجوم: كريم عبد العزيز، نيللي كريم، مصطفى خاطر، كريم محمود عبد العزيز، عائشة بن أحمد، حسن الرداد، إيمي سمير غانم، ومع الترفيه تحلو الحياة وتتلوّن بأجمل الألوان، ويا حبذا لو حضرت الثقافة جنباً إلى جنب مع المتعة والتسلية، ومن هذا المنطلق ينظم مهرجان العلمين مشاركات فرق الفنون الشعبية التي تقدم التراث المصري الأصيل من مختلف المدن والمحافظات من الإسكندرية والعريش والوادي الجديد وأسوان والإسماعيلية ومطروح والأقصر، مع عروض للأوبرا والعرائس ومعارض الحرف اليدوية، وفقرات السيرك القومي ومسابقات "الصوت الذهبي"، وأوركسترا "بيت العود".
ويتبنى المهرجان رؤية جديدة لأطفالنا، ويشهد مفاجأة بتواجد النجم أحمد أمين، وقيادته لفعالية مميزة لأول مهرجان مخصص للأطفال داخل مهرجان الكبار بالعلمين، يحمل عنوان "نبتة"، وهو عنوان فلسفي يمكن تأويله من النباتات والأطفال وحتى الأفكار، ويضم مهرجان "نبتة" عروضاً مسرحية وورش عمل تفاعلية وأنشطة حركية إيقاعية وكتابات إبداعية ومعارض فنية، وبرنامج "نبتة برينور" لتشجيع الأطفال على استكشاف أرواحهم الريادية من خلال مهارات التعبير الفني، وأعلن "أمين" أن أروع سمات الطفل هي حب الحياة والخيال الواسع، وأن جزءاً في بناء الشخصية سيعلمهم فيه زراعة النباتات ورعايتها، مع تعلم الموسيقى والثقافة، كمشروع متكامل لصناعة الطفل ليكون إنساناً نافعاً لنفسه ولوطنه، والمفاجأة الأكبر أن "نبتة" سيحكي للأطفال الرواية الفلسطينية الحقيقية التي حاول الصهاينة تشويهها على مدار عقود.
"كن إنساناً أولاً": أحد مبادئ المهرجان الذي لم تغِب عنه اللمسات الإنسانية، بدعم ذوي الهمم وإتاحة مشاركتهم خلال الفعاليات بأريحية وتخصيص مقاعد مميزة لهم، وإطلاق مسابقات في الرياضات التي تناسبهم، كما يمنح أسر الشهداء مزايا استثنائية وتذاكر مجانية لحضور جميع الفعاليات التي يقام أكثر من نصفها خلال فترة النهار، ترشيداً لاستهلاك الكهرباء، واعتماداً على الطاقة الشمسية والمولدات الكهربائية، وفي الثلاثين من أغسطس يحل موعد الحفل الختامي الذي يحييه مغني الراب الشهير "ويجز"، وكانت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أطلقت قناة "المتحدة لايف U LIVE"، لنقل الفعاليات طيلة أيام المهرجان، ودشنت موقعاً إلكترونياً للتعرف على البرنامج وحجز التذاكر من خلاله، مع منافذ منتشرة بالقاهرة والجيزة والإسكندرية.
اقرأ أيضاًنفاذ تذاكر الفئة الأولى لحفل عمرو دياب بمهرجان العلمين 2024
تبدأ من 550 جنيه.. أسعار تذاكر وشروط حفل حمزة نمرة وسعاد ماسي بمهرجان العلمين 2024
محمد منير يهدي الشعب الفلسطيني أغنية «يالعمارة» في حفله بمهرجان العلمين
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مهرجان العلمين 2024 تذاكر حفلات مهرجان العلمين 2024 مهرجان العلمین أیام المهرجان
إقرأ أيضاً:
الجمعة.. بدء فعاليات "مهرجان الجبل الأخضر" لتسليط الضوء على المقومات السياحية وجذب الزوار
الجبل الأخضر- العُمانية
تشهد ولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية، الجمعة، بدء فعاليات "مهرجان الجبل الأخضر 2025 والملتقى الصحفي بالجبل الأخضر" بميدان الاحتفالات في سيح قطنة، ويستمر حتى 30 أغسطس المُقبل مستهدفًا تقديم تجربة صيفية متكاملة تبرز طابع الولاية البيئي الفريد.
يرعى حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان معالي الشيخ سباع بن حمدان السعدي أمين عام الأمانة العامة للاحتفالات الوطنية، بحضور سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية.
ويعكس الحدثان توجه محافظة الداخلية نحو تكامل الأدوار بين المؤسسات الحكومية والمجتمع والإعلام، بما يُسهم في إبراز منجزات التنمية، وتحقيق مستهدفات "رؤية عُمان 2040" في تعزيز مكانة المحافظات على خارطة الاستثمار والسياحة.
ويشتمل المهرجان على تقديم عروض الليزر والدرون، وأمسيات فنية وثقافية، وأنشطة رياضية وعائلية، إلى جانب سوق مفتوح يضم أركانًا للأسر المنتجة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومنصات لعرض منتجات زراعية محلية كالرمّان والعسل والمشمش والأعشاب الجبلية.
وتشارك في فعاليات المهرجان 65 مؤسسة صغيرة ومتوسطة و10 مزارعين، كما أسهم في توفير 60 فرصة عمل مؤقتة في مجالات التنظيم والخدمات اللوجستية، بما يعكس مستوى المشاركة المجتمعية الفاعلة.
وأكد سعادةُ الشيخ سلطان بن منصور الغفيلي والي الجبل الأخضر أن الولاية تحرص على إبراز مقوماتها وتفعيل دور المجتمع المحلي في دعم التنمية، مشيرا إلى أهمية تكامل الجهود بين الجهات الرسمية والأهلية في إنجاح هذه المبادرات.
ووضح سعادتُه أن المشروعات الجاري تنفيذها تركز على تحسين جودة الحياة وتعزيز الجذب السياحي، لافتًا إلى أنَّ ولاية الجبل الأخضر تعد نموذجًا في التنمية الجبلية المستدامة بما تملكه من موارد طبيعية وإرث ثقافي.
من جهته، قال أحمد بن سالم التوبي مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بمحافظة الداخلية رئيس لجنة تنظيم المهرجان إن المهرجان يُعد منصة لتسويق الفرص السياحية والاقتصادية التي تزخر بها الولاية، ويُجسد توجه المحافظة نحو تمكين المجتمع المحلي.
ويواكب المهرجان افتتاح الملتقى الصحفي بالجبل الأخضر، تحت رعاية سعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري محافظ الداخلية، بمشاركة أكثر من 70 صحفيًّا من مختلف وسائل الإعلام العُمانية، ويُنظم بشراكة بين محافظة الداخلية وجمعية الصحفيين العُمانية، وغرفة تجارة وصناعة عُمان فرع الداخلية، وجامعة نزوى.
ويهدف الملتقى إلى استعراض المشروعات التنموية والخدمية المنفذة بمحافظة الداخلية، والتركيز على الجهود المبذولة لتطوير المناطق الجبلية وتهيئة بيئة جاذبة للاستثمار، إلى جانب تعزيز التواصل بين الإعلاميين ومسؤولي المحافظة.
ويتضمن البرنامج جلسة حوارية مع سعادة المحافظ، تتخللها عروض مرئية حول أبرز المبادرات، إضافة إلى زيارات ميدانية لعدد من المشاريع والمعالم السياحية، من بينها قرية السوجرة الأثرية.
وتشهد ولاية الجبل الأخضر تنفيذ مشروعات تنموية تتجاوز قيمتها 4.5 مليون ريال عُماني، تشمل تطوير شبكة الطرق، وإنشاء مرافق عامة وترفيهية، وتحسين الخدمات الأساسية، ضمن توجهات التنمية المستدامة.