لماذا تقلق أوروبا من اختيار ترامب لـ "جي دي فانس" نائباً؟
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
اختار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يوم الاثنين، السناتور عن ولاية أوهايو "جي دي فانس" لمنصب نائب الرئيس في إطار سعيه للعودة إلى البيت الأبيض.
من "منتقد لاذع" إلى حليف شرسولد فانس ونشأ في ميدلتاون بولاية أوهايو. التحق بالمارينز وخدم في العراق، وتخرج لاحقًا من جامعة ولاية أوهايو وكلية ييل للحقوق.
صنع فانس اسمًا لنفسه من خلال مذكراته التي حققت مبيعات عالية، ونُشرت بالتوازي مع ترشح ترامب للرئاسة للمرة الأولى.
كان فانس أحد أشد منتقدي ترامب، ووصفه مسبقاً بأنه «خطير» و«غير لائق» للمنصب، وقال إنه يمكن أن يكون "هتلر أمريكا"، ولكنه عدل عن رأيه بعد لقاء جمعه بترامب في العام 2011.
بمجرد انتخابه، أصبح فانس حليفًا شرسًا لترامب في كابيتول هيل، حيث دافع بلا توقف عن سياساته وسلوكه.
وفي حين أنه غير معروف سياسيًا، إلاّ أنه أثار الدهشة في الأوساط السياسية بعد أن شغل منصب عضو مجلس الشيوخ في العام الماضي.
إن خطابه المناهض للمساعدات الأوكرانية والضغط من أجل حظر الإجهاض على مستوى البلاد يشيران إلى أن فانس، على عكس نائب الرئيس السابق مايك بنس، ينتمي إلى سلالة أكثر شعبوية في السياسة الجمهورية الأمريكية.
يبدو أن قرار ترامب باختيار فانس لمنصب نائب الرئيس قد أثار قلق أوروبا.
يُنظر إلى فانس على أنه يرغب بوضع الولايات المتحدة أولاً على حساب الدول الأخرى، بما يشمل أوكرانيا.
ففي وقت سابق من عام 2024، لعب دورًا مركزيًا في الجهود المبذولة لإيقاف المساعدات الأوكرانية.
وعندما فشلت الجهود، كرر موقفه قائلاً: "لقد تمكنا من أن نوضح لأوروبا وبقية العالم أن أمريكا لا تستطيع كتابة شيكات على بياض إلى أجل غير مسمى".
وفي الماضي، انتقد أيضًا ما اعتبره اعتماد أوروبا المفرط على الولايات المتحدة في الاستثمار العسكري.
في فبراير، تحدث فانس إلى "بوليتيكو" شارحاً الأسباب التي تحتم على الولايات المتحدة تقديم مساعدة محدودة لأوكرانيا.
قال فانس: «نحن ببساطة لا نملك القدرة لدعم الحرب البرية في أوروبا الشرقية إلى أجل غير مسمى. وأعتقد أنه يتعين على القادة توضيح ذلك لسكانهم».
وأضاف: «إلى متى من المتوقع أن يستمر هذا؟ كم من المتوقع أن تكون التكلفة؟ والأهم من ذلك، كيف يفترض بنا بالفعل إنتاج الأسلحة اللازمة لدعم الأوكرانيين؟».
وفي أبريل، تحدث في قاعة مجلس الشيوخ، وهاجم كلاً من حلف شمال الأطلسي وأوروبا لإنفاقهما «القليل جدًا» لتعزيز الدفاع.
يأتي اختيار فانس للمنصب في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى إصلاح العلاقة التجارية المتضررة بين بروكسل وواشنطن.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تفاعل واسع للمشاهير مع محاولة اغتيال ترامب: «إنه الأقرب إلى الرئاسة» البيتكوين تتجاوز حاجز 60 ألف دولار بعد محاولة اغتيال ترامب بعد محاولة اغتيال ترامب.. بايدن في مرمى الاتهامات دونالد ترامب جو بايدن الانتخابات الأمريكية الحرب في أوكرانياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: ضحايا إسبانيا بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مقديشو تحالف ضحايا إسبانيا بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مقديشو تحالف دونالد ترامب جو بايدن الانتخابات الأمريكية الحرب في أوكرانيا ضحايا إسبانيا بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مقديشو تحالف منظمة الصحة العالمية لتوانيا وقاية من الأمراض حركة الشباب الصومالية دونالد ترامب بحار السياسة الأوروبية یعرض الآن Next نائب الرئیس
إقرأ أيضاً:
لماذا يرفع المتظاهرون علم المكسيك في احتجاجات أمريكا؟
أثارت مشاهد لمتظاهرين يلوّحون بالأعلام المكسيكية خلال احتجاجات في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، موجة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا في الأوساط المحافظة، التي اعتبرت هذه الأعلام “دليلا على عدم وطنية”، خلال المظاهرات المناهضة لحملات الترحيل التي تنفذها السلطات الفدرالية.
مشهد بحر من الأعلام المكسيكية الحمراء والبيضاء والخضراء في احتجاجات مناهضة للترحيل هذا الأسبوع في لوس أنجلوس، استغله المحافظون للقول إن هذه المظاهرات مناهضة للهوية الأميركية، مما دفع بعض المتظاهرين إلى التفكير في ترك الأعلام في منازلهم، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.
وانتشرت صور مثيري الشغب الملثمين وهم يلوحون بالأعلام المكسيكية فوق سيارات أجرة مشتعلة بسرعة على منصات التواصل المحافظة. وأشار الجمهوريون إلى هذه المشاهد باعتبارها سببًا كافيًا لقرار الرئيس ترامب استدعاء الحرس الوطني، ودليلاً على تجاوز الهجرة الحدود المقبولة في كاليفورنيا.
وقال ستيفن ميلر، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض ومهندس السياسات الداخلية للرئيس ترامب، يوم الأحد عبر منصة X: “انظروا إلى كل هذه الأعلام الأجنبية… لوس أنجلوس أرض محتلة”.
وبالنسبة لكثير من الأميركيين، بمن فيهم بعض الليبراليين، قد يبدو من غير المنطقي مواجهة سياسات الترحيل برفع علم دولة أخرى.
لكن المتظاهرين قالوا هذا الأسبوع إنهم يعتبرون العلم المكسيكي رمزًا للتحدي ضد سياسات ترامب المتعلقة بالهجرة أو رمزًا للتضامن مع المكسيكيين الأميركيين. لقد أصبح العلم المكسيكي جزءًا مألوفًا من المشهد في جنوب كاليفورنيا خلال العقود الماضية، حيث يُعلّق على الشاحنات ويُرفع على الجسور. ونادرًا ما تشهد المنطقة تجمعات كبرى دون وجود علم مكسيكي أو أكثر، سواء في مباريات كرة القدم أو احتفالات فريق دودجرز.
وأصر الذين واصلوا رفع العلم على أهمية تكريم تراثهم وعدم الخضوع لترامب، رغم إدراكهم للأثمان السياسية المحتملة. وأكدوا أن العلم لا يمثل ولاءً وطنيًا بل يعكس جذورهم التشكانية (Chicano) وليس انتماءً للمكسيك.
وقد لامس الجدل جوهر ما يعنيه أن تكون “أميركيًا” – وهل الحرية تشمل حقك في رفع أي علم تختاره؟
وقالت بوني غارسيا، 32 عامًا، وهي مواطنة أمريكية من مواليد لوس أنجلوس لنيويورك تايمز: إنها فكرت في شراء علم أمريكي قبل حضورها مظاهرة يوم الاثنين ضد نشر الحرس الوطني، لكنها قررت حمل علمين صغيرين يمثلان بلدَي والديها: غواتيمالا والمكسيك.
وأضافت: “أنا فخورة بكوني أمريكية، لكنني في هذه المرحلة فخورة أكثر بكوني من كاليفورنيا، وبمشاهدة هذا التنوع، وبأن الناس لم ينسوا جذورهم. أعتقد أن هذا هو السبب وراء خوف ترامب من التنوع والتمثيل؛ لأنه لا يريد للناس أن يتذكروا، بل أن ينساهم… ولن أسمح بذلك”.
في احتجاجات لوس أنجلوس، شكّلت الأعلام المكسيكية الغالبية، وكان معظم من رفعوها من الشباب الأميركيين المنحدرين من أجداد مكسيكيين. كما ظهرت أعلام أمريكية وأخرى من دول أمريكا الوسطى، وحتى أعلام فلسطينية. ورفع بعض المتظاهرين أعلامًا هجينة تمزج بين ألوان وشعار المكسيك ونجوم العلم الأميركي.
في بلدٍ من المهاجرين، يستخدم الأميركيون أعلام دول أخرى للاحتفال بثقافاتهم، مثل الأميركيين الإيرلنديين في يوم القديس باتريك أو الأميركيين الإيطاليين في يوم كولومبوس. لكن في كاليفورنيا، حيث يشكل اللاتينيون أكبر شريحة، وتحديدًا المكسيكيون الأميركيون، فإن العلم المكسيكي يُرفع طوال العام كرمز للفخر الثقافي.
ومع ذلك، فإن صور الأعلام أثارت نقاشًا داخل أوساط النشطاء في كاليفورنيا حول ما إذا كان اختيار هذا العلم يمنح ترامب ذريعة لمزيد من التصعيد. وقد اقترح بعض التقدميين على وسائل التواصل أن يستبدل المتظاهرون أعلامهم الأجنبية بأعلام أمريكية، لأن التظاهرات تُبث على المستوى الوطني يوميًا.
وقال البعض على اليسار إن من المهم أيضًا التأكيد على أن العلم الأميركي لا يحتكره أنصار حركة “اجعل أمريكا عظيمة مجددًا”، بل هو رمز لجميع الأميركيين، بمن فيهم من يعارضون سياسات الترحيل.
لورينا غونزاليس، رئيسة اتحاد العمال في كاليفورنيا، توجهت إلى وسط لوس أنجلوس يوم الاثنين ومعها 60 علمًا أمريكيًا صغيرًا لتوزيعها.
وقالت عبر الهاتف: “التلويح بالعلم المكسيكي لا يزعجني، لكنني أعتقد أنه من المهم تذكير الناس بأنني فخورة جدًا بكوني أميركية”. غونزاليس هي نائبة ديمقراطية سابقة وابنة عامل زراعي مهاجر.
وقد شهدت كاليفورنيا هذا الجدل من قبل. ففي التسعينات، سعى الحاكم الجمهوري بيت ويلسون إلى إنهاء تقديم الخدمات العامة للمهاجرين غير الموثقين، مستخدمًا حججًا مشابهة لحجج ترامب اليوم. آنذاك، كان البيض يشكلون الأغلبية في الولاية، لكن التوقعات أشارت إلى أن اللاتينيين سيصبحون الأغلبية، وهو ما حدث في 2014.
وكان ويلسون وراء اقتراح قانون 187 في 1994، الذي منع الخدمات العامة عن المهاجرين غير الموثقين. وقال مايك مدريد، مؤلف كتاب “قرن اللاتينيين: كيف تغيّر أكبر أقلية في أمريكا الديمقراطية”، إن انتشار الأعلام المكسيكية خلال تلك الحملة دفع الناخبين بعيدًا عن التأييد، وساهم في إسقاط القانون.
اقرأ أيضاًتقاريرجهود متكاملة تُوَفِّرُ خدمات نوعية لـ 1.6 مليون حاج
وقال مدريد: “تفقد القضية طابعها الدستوري والحقوقي عندما تبدأ برفع علم أجنبي”. واليوم يرى أن رفع العلم المكسيكي قد يُستخدم مجددًا كأداة للمحافظين هذا العام، مضيفًا: “ذلك يضر باللاتينيين وبسكان كاليفورنيا. الأمر سيئ لدرجة أنني أتساءل أحيانًا إن كان الأمر مدبرًا عمدًا”.
كيفن دي ليون، الزعيم التشريعي السابق وعضو مجلس مدينة لوس أنجلوس، قال إن مشهد الأعلام أعاده إلى أيامه كمنظم عمالي في التسعينات. وأضاف: “لو أتيحت لنا فرصة الإعادة، لكنا حملنا الأعلام الأميركية… لقد ارتكبنا خطأً في اليسار حين تركنا اليمين يستحوذ على العلم الأميركي وكأنه ملكهم وحدهم. لكننا أمريكيون كأي أحد آخر. لا ينبغي أن نسمح للآخرين بأن يحتكروا العلم وكأنه رمزهم الحصري”.
فرناندو غيرا، رئيس مركز دراسات لوس أنجلوس في جامعة لويولا ماريماونت، وافق على أن رفع العلم المكسيكي كان غير فعّال سياسيًا هذا الأسبوع، لكنه استبعد زوال جاذبيته في مدينة نصف سكانها تقريبًا من أصول لاتينية.
وقال: “من الناحية الاستراتيجية، هل يجب رفع العلم المكسيكي بهذه الطريقة في الاحتجاجات؟ لا. لكن هل يمكن منع ذلك؟ لا”.
ماريا فلوريس، 52 عامًا، مكسيكية المولد وعضو في اتحاد عمال الأغذية، وتحمل الجنسية الأميركية منذ أكثر من 20 عامًا، رفعت العلم المكسيكي هذا الأسبوع.
قالت فلوريس إنها تملك علمًا أمريكيًا، لكنها تتردد في رفعه خلال احتجاج مناهض لترامب، لأن نجوم العلم وخطوطه أصبحت مرتبطة كثيرًا بحركة ترامب.
وأضافت: “الآن، قد يبدو رفع العلم الأميركي تصرفًا سيئًا بسبب إدارة ترامب… إذا وضعت العلم الأميركي أمام منزلي، سيظن جيراني أنني من أنصار ترامب”.
وأشارت إلى أحد أقاربها المقيمين بشكل غير نظامي، والذي حاول لسنوات الحصول على إقامة قانونية دون جدوى.
وقالت بالاسبانية: “أنا أحمل العلم من أجل عائلتي وكل من لا يملك أوراقًا… أنا صوتهم”.