شيخ الأزهر ينعى وزير الأوقاف الأسبق.. ويؤكد: قضى عمره خادما للعلم والدين
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، ينعى فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، العالم الجليل أ.د محمد علي إبراهيم محجوب، وزير الأوقاف الأسبق وأستاذ الشريعة الإسلامية والأحوال الشخصية بجامعة عين شمس، الذي وافته المنية اليوم، بعد رحلة حياة قضى معظمها خادما للعلم والدين، مدافعا عن الإسلام والمسلمين.
خالص العزاء والمواساه
ويتقدم فضيلة الإمام الأكبر بخالص العزاء والمواساة إلى أسرة الفقيد الراحل، داعيا المولى عز وجل أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يغفر له ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أسرته وذويه الصبر والسلوان، "إنا لله وإنا إليه راجعون
على الجانب الآخر استكمل جناح الأزهر بمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب "ورش الحكي"، اليوم الخميس، بتناول كتاب "الأطفال يسألون الإمام" بركن الطفل، بالتعاون بين قطاع المعاهد الأزهرية ومجلة نور.
وأوضحت معلمة رياض الأطفال أن الكتاب تناول موضوعات مهمة تدور في أذهان الكثير من الأطفال، متناولة أهم الموضوعات والإجابة عليها من واقع الكتاب ومنها: أين الله، من خلق الله، هل تراني أمي المتوفية، هل يأكل الشيطان معي إذا أكلت بيدي اليسرى أو لم أذكر اسم الله قبل الأكل؟ ، لماذا خلق الله بعض البشر بصفات بها نقص، هل يحبني الله؟ كيف أصل إلى محبة الله لي، ماذا سنجد في الجنة؟ وهل في الجنة ألعاب؟.
كما تناولت بعض الموضوعات التي تتعلق ببعض السلوكيات الخاطئة والإجابة عليها لتصححها للأطفال ومنها: يسخر مني زملائي في المدرسة بسبب لون بشرتي السمراء، لماذا خلقني الله هكذا؟، أتعرض لمضايقة التلاميذ لأن وجهي به آثار حروق، كما تناولت بعض سلوكيات الأباء الخاطئة في تعاملهم مع أبنائهم وهو واضح في إجابة فضيلة الإمام في الكتاب من خلال سؤال يضربني أبي أحيانا عندما أحصل على درجات ضعيفة في المدرسة، فضلا عن الجواب على سؤال هل نثاب عندما نساعد غير المسلم؟ مختتمة بالإجابة على سؤال أعالج من السرطان وأتسائل هل مرضي عقاب من الله على ذنب فعلته.
من جانبه أوضح خالد الوليلي، منسق مجلة نور بجناح الأزهر، أن كتاب "الأطفال يسألون الإمام" غيّر الكثير من المفاهيم المغلوطة للأطفال وكذلك الكبار، كما قدم إجابات وافية شافية كانت تشغل أذهان الأباء والأبناء، موضحا أنه أكثر الكتب مبيعا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر شيخ الأزهر وزير الأوقاف الأسبق ابراهيم محجوب الشريعة الإسلامية
إقرأ أيضاً:
المشرف على الرواق الأزهري: الاجتهاد فريضة إسلامية والحرية الفكرية منهج علماء هذه الأمة
عقد الجامع الأزهر اليوم الثلاثاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان: "مكانة العقل وبناء المجتمع"، وذلك بحضور كل من؛ الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، والدكتور مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، تقديم الإعلامي دكتور محمد مصطفى.
قال الدكتور عبد المنعم فؤاد في بداية الملتقى على أن الادعاء بجمود الإسلام وغياب الحراك الفكري والاجتهاد فيه هو جهل بحقيقته، فالعلاقة بين العقل والدين في الإسلام متجذرة، حيث يمثل القرآن الكريم إعجازًا عقليًا يدفع المؤمن نحو التفكر والتدبر، ويتجلى هذا التكامل في نهج النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يضع كل كلمة في محلها، فتحمل كلامه معاني ومغازي عميقة؛ ولذا يوصف بأنه "سيد العقلاء"، فالإسلام، الذي جاء به النبي، هو الذي علمنا منهج التفكر والتدبر، والقرآن الكريم هو أساس الفهم والتدبر لا مجرد الاستسلام السلبي للأوامر.
وأضاف الدكتور عبد المنعم فؤاد، أن علماء الأمة الإسلامية هم أول من أسسوا لمنهج الحرية الفكرية، ويتجلى ذلك في التنوع الفقهي والمنهجي بين رخص ابن عباس، وعزائم ابن عمر، وعقلية أبي حنيفة، وواقعية الإمام الشافعي، ومنطقية الغزالي، وموسوعية ابن تيمية، ورقائق الجيلاني، وفلسفة ابن رشد، ومنهجية الرازي، ووسطية الأزهر؛ لأن الاجتهاد فريضة إسلامية، وتتأكد هذه الحقيقة بالنظر إلى منهج الإمام أبي حنيفة القائم على اجتهاده واجتهاد تلاميذه أبي يوسف ومحمد الذين كان يأخذ بآرائهم رغم اختلافهم، وكذا بتعدد فتاوى الإمام الشافعي للمسألة الواحدة بين العراق ومصر، ووجود أكثر من فتوى لبعض المسائل عند الإمام أحمد بن حنبل.
وأكد المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، على المنزلة المحورية للعقل في الإسلام، ولو نظرنا في القرآن الكريم نجد أن كلمة "العقل" ومشتقاتها وردت فيه ما يزيد عن 300 مرة، وتتجلى هذه الأهمية القصوى في أن التكليف الشرعي يسقط عن غير العاقل؛ فالعقل هو مناط التكليف، وقد أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة بلسان أهل النار أنفسهم، حيث قالوا: "قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير"، مما يبرهن على أن قضية العقل بالغة الأهمية؛ إذ هو الأداة الأساسية التي تمكن الإنسان من معرفة المولى سبحانه وتعالى واستيعاب رسالته، مؤكدًا بذلك أن الإسلام دين يقوم على الاقتناع الفكري والبحث عن الحقيقة، لا على التسليم الأعمى.
من جانبه أكد الدكتور مجدي عبد الغفار أن نعمة العقل هي من أجل النعم على الإطلاق، فهي الميزان الذي يحدد مكانة الفرد في مجتمعه، والأداة الأساسية التي يتحقق بها إعمار الإنسان للأرض، وبناءً على ذلك، وأن أي مسعى لـ "عمار" بلادنا وأوطاننا وأمتنا يقوم على ثلاثة أركان جوهرية: الإنسان، حيث يكون (الإنسان قبل البنيان)، ثم يليه ركن الوعي، والركن الثالث هو العبادة (الساجد قبل المساجد).
أوضح الدكتور مجدي عبد الغفار أن التدبر في آيات الكون هو المنهج الإلهي الذي سلكه المولى – سبحانه وتعالى- مع سيدنا إبراهيم عليه السلام للوصول إلى اليقين، حيث قال تعالى: " وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ" وهذا التوجيه الرباني بالنظر والتفكر يجب أن يلتزم به الدعاة والعلماء اليوم، لأنه هو الحديث الأكثر نفعًا وفائدة، وهو المنهج الذي سار عليه السلف من علماء هذه الأمة، فنجد قول أحد علمائها الإمام الجويني: "لولا العقل ما فهمنا حقيقة النقل"، لأن العقل هو أساس التكليف، والنقل (الشرع) هو أساس الهداية، ولا يوجد أي تعارض أو خلاف بينهما؛ فكلاهما مصدر للعلم والمعرفة، ويعملان بتناغم للوصول إلى الحقائق الإيمانية والكونية.