ماذا يفعل من ترك الصلاة المفروضة لمدة سنوات ثم عاد للانتظام في تأدية الفرائض؟ هل يجب عليه قضاء من فاته من صلوات طوال السنوات التي لم يكن يصلي خلالها؟ أم أن بداية التوبة والالتزام تُسقط ما سبق؟ أسئلة أجاب عليها فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية.

حكم قضاء الصلوات الفائتة

قال فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الفقهاء أجمعوا على وجوب قضاء الصلاة الفائتة سواء كان تركها بسبب النسيان أو لعذر.

وأوضح العلامة ابن بزيزة المالكي في «روضة المستبين في شرح كتاب التلقين»: (وقد انعقد الإجماع على وجوب قضاء الصلوات الفوائت بنسيان أو نوم).

وأكد مفتي الجمهورية، أنه لا يجوز تأخير قضاء الصلاة الفائتة إلا لعذر، كالسعي لتحصيل الرزق وتحصيل العلم الواجب عليه وجوبًا عينيًّا، وكالأكل والنوم.

حكم قضاء الصلاة المتروكة عمدا

وأوضح فضيلة المفتي، أن الفقهاء اختلفوا في حكم قضاء الصلاة المتروكة عمدًا، قال العلامة ابن بزيزة المالكي في «روضة المستبين في شرح كتاب التلقين»: (واختلف في المتروك عمدًا، والجمهور على وجوب قضائها بعد التوبة والاستغفار). وقال العلامة بدر الدين العيني الحنفي في «البناية شرح الهداية»: (ومن فاتته صلاة.. .قضاها إذا ذكرها، سواء كان فوتها ناسيًا، أو بغير عذر النسيان، أو عامدًا، وبه قال مالك والشافعي، وقال أحمد وابن حبيب: لا يقضي المتعمد في الترك).

وإنما قال الجمهور بقضاء الصلاة المتروكة عمدًا، قياسًا على التنبيه بالأدنى على الأعلى، فقد نبه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، على الصلاة المنسية فيما رواه الإمام البخاري عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا، لا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ»، وهي أدنى من المتعمد تركها فالأعلى تدخل في التنبيه من باب أولى.

وتابع مفتي الجمهورية: «وعليه، فلا ترتفع الصلاة التي فاتت بمجرد التوبة والندم، لأنها لا بدل لها، وقضاؤها واجب، سواء فاتت بعذر غير مسقط لها أو فاتت بغير عذر مطلقًا».

اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية لـ «الأسبوع»: من حق المرأة تولي منصب الإفتاء إذا توافرت فيها هذه الشروط (حوار)

مفتي الجمهورية: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من حرب أهلية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية حكم قضاء الصلوات الفائتة كيفية قضاء الصلوات الفائتة مفتی الجمهوریة قضاء الصلاة

إقرأ أيضاً:

هل كثرة الابتلاءات تعني غضب الله على العبد.. أمين الفتوى يوضح

أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن تساؤل ورد إليه بشأن ما إذا كانت كثرة المرض والابتلاءات تدل على غضب الله تعالى على الإنسان.

وأوضح عثمان أن البلاء لا يعني بالضرورة أن الله غاضب على عبده، بل قد يكون دليلًا على حب الله له، خصوصًا إذا كان من أهل الطاعة، ممن يؤدون الفروض، ويجتنبون الحرام، ويتقون الله في أنفسهم وأهليهم ولا يظلمون أحدًا، فالابتلاء في هذه الحالة يكون لرفع الدرجات وزيادة الأجر.

واستشهد في حديثه بقول النبي محمد ﷺ كما ورد عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه: "من يُرِدِ الله به خيرًا يُصِبْ منه"، أي أن الله يختبر من يحبه بالمرض أو الشدة.

وخلال تصريحات تلفزيونية، أوضح الشيخ أن البلاء قد يكون تكفيرًا للذنوب أو رفعة للمنزلة، مشددًا على ضرورة أن يتجنب الإنسان تفسير الابتلاء على أنه غضب إلهي، بل عليه أن يتعامل معه باعتباره رسالة من الله تشتمل على حكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه.

وأكد عثمان، أن المرض أو الحاجة لا يُعدان علامة على غضب الله طالما العبد قائم بواجباته تجاه ربه، بل قد تكون هذه المحن طريقًا للارتقاء الروحي.

أفضل أدعية السجود.. الإفتاء توصي بـ 5 صيغ عظيمة من السنة النبويةهل صلاة الرجل مع زوجته في البيت تعتبر جماعة؟.. دار الإفتاء تجيب


حكم أرباح لايفات “تيك توك”

قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الأموال التي تجنى من خلال البث المباشر على تطبيقات مثل "تيك توك"، دون تقديم أي محتوى نافع أو هادف، تُعد أموالًا محرّمة شرعًا.

جاء ذلك خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم ، حيث أوضح أن بعض الأشخاص يكتفون بالجلوس أمام الكاميرا دون تقديم أي مضمون يثري المتلقي، سواء كان دينيًا أو معرفيًا أو حتى حواريًا، بينما يتلقّون هدايا تحول إلى أموال.

وأضاف أن هذا السلوك لا يختلف كثيرًا عن التسول، حيث لا يقدم هؤلاء شيئًا مقابل ما يحصلون عليه من مال، مؤكدًا أن مثل هذه الأفعال تعد إساءة للأخلاق، وابتعادًا عن القيم الدينية السليمة، وتجسيدًا لسيطرة المال على العقول والقلوب.

وأكد الشيخ عويضة أن هذه الظاهرة تمثل "فضيحة أخلاقية واجتماعية"، كونها تُعرض الحياة الشخصية للعامة، وتخترق خصوصية البيوت بأساليب لا تليق بالمجتمع المسلم، داعيًا مَن يمارسون هذه الأساليب إلى مراجعة أنفسهم والتوبة الصادقة، لأن ما يحدث تجاوز حدود المنطق والدين.

واختتم بقوله: ما كنا نتصور أن يأتي اليوم الذي تُفتح فيه الكاميرات فقط لكسب المال دون أي قيمة تُقدّم، مشددًا على ضرورة الوقوف أمام هذه الظاهرة ومواجهتها بحزم.

طباعة شارك الابتلاءات غضب الله رفع الدرجات تكفير الذنوب عويضة عثمان دار الإفتاء

مقالات مشابهة

  • هل المواظبة على الصلاة يغني عن قضاء ما فات منها؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يروج التصوير للمواقع السياحية؟.. مهتم يوضح
  • هل كثرة الابتلاءات تعني غضب الله على العبد.. أمين الفتوى يوضح
  • مارون الحلو: دورنا دعم رئيس الجمهورية وسيد بكركي
  • دعاء قضاء الحاجة.. هل يجوز ترديده داخل الصلاة؟
  • المرور يوضح كيفية نقل اللوحات عبر منصة أبشر
  • فضل صلاة الضحى وثوابها للمسلم.. اعرف كيفية أداؤها
  • هل تصح الصلاة مع وجود طلاء الأظافر؟.. الإفتاء تجيب
  • بين خطاب رئيس الجمهورية وتمسّك حزب الله بالسلاح.. هل دخل لبنان مسار المواجهة الداخلية؟
  • اقتسام السلطة واحتساب الشعب