قطع الإنترنت في بنجلاديش وسط احتجاجات طلابية
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
تشهد بنجلاديش إغلاقًا كاملاً للإنترنت في الوقت الذي تحاول فيه حكومتها قمع الاحتجاجات الطلابية واسعة النطاق التي أسفرت عن مقتل 32 شخصًا على الأقل، وفقًا لوكالة فرانس برس.
تتركز الاضطرابات حول نظام الحصص في البلاد الذي يقضي بتخصيص ثلث الوظائف الحكومية لأقارب المحاربين القدامى الذين قاتلوا من أجل استقلال بنجلاديش عن باكستان عام 1971.
في يوم الخميس، أفادت التقارير أن عدة آلاف من المتظاهرين في دكا، عاصمة بنجلاديش، اقتحموا هيئة الإذاعة الحكومية بي تي في، وحطموا النوافذ والأثاث وأضرموا النيران في مكاتبهم، مما أدى إلى محاصرة "العديد" من الأشخاص بالداخل، وفقًا لما جاء على الصفحة الرسمية لقناة بي تي في على فيسبوك. أفادت قناة الجزيرة أن 17 شخصا لقوا حتفهم يوم الخميس خلال اشتباكات مع الشرطة. للسيطرة على الوضع، أغلقت السلطات البنجلاديشية الوصول إلى الإنترنت والهاتف في جميع أنحاء البلاد، وهي ممارسة شائعة في جنوب آسيا لمنع انتشار الشائعات والمعلومات المضللة وممارسة سيطرة الدولة. قامت NetBlocks، وهي شركة عالمية لمراقبة الإنترنت تعمل في مجال الحقوق الرقمية، بتحليل بيانات الشبكة الحية التي أظهرت أن بنجلاديش كانت في منتصف "إغلاق شبه كامل للإنترنت على المستوى الوطني".
يعد قطع الإنترنت وسيلة شائعة للقضاء على الصراعات في بلدان حول العالم. وفقًا لمنظمة مراقبة الإنترنت Access Now، يستمر عدد عمليات قطع الإنترنت حول العالم في الارتفاع كل عام. في عام 2023، قامت 39 دولة بشكل جماعي بإغلاق الوصول إلى الإنترنت أكثر من 160 مرة لمجموعة متنوعة من الأسباب بما في ذلك الاحتجاجات والامتحانات والانتخابات.
وكثيرا ما حجبت بنجلادش خدمة الإنترنت لقمع المعارضة السياسية والناشطين. في نهاية عام 2023، خفضت أداة البحث CIVICUS Monitor، التي توفر بيانات عن حالة المجتمع المدني والحريات في ما يقرب من 200 دولة، تصنيف الفضاء المدني في بنجلاديش إلى "مغلق"، وهو أدنى تصنيف ممكن، بعد أن فرضت البلاد ستة عمليات إغلاق للإنترنت في العام السابق. سنة. وقالت منظمة Access Now إن ذلك جعل بنجلاديش خامس أكبر مرتكب لعمليات قطع الإنترنت في عام 2022.
وكانت هيئة تنظيم الاتصالات في البلاد قد تعهدت بمواصلة الوصول إلى الإنترنت خلال الانتخابات العامة في بنجلاديش في بداية عام 2024، لكن تلك الفترة الانتخابية انتهت الآن. وعلى الرغم من هذا التعهد، منعت بنجلادش الوصول إلى المواقع الإخبارية خلال انتخاباتها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قطع الإنترنت الوصول إلى
إقرأ أيضاً:
محكمة ألمانية تقضي بالسجن مدى الحياة لقائد مليشيا تابع للأسد
أصدرت محكمة ألمانية حكما بالسجن مدى الحياة بحق قائد سابق لمليشيا سورية تدعم الرئيس المخلوع بشار الأسد لارتكابه "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" خلال الحرب السورية.
ودانت محكمة مدينة شتوتغارت في جنوب غرب البلاد أمس الثلاثاء المقاتل السابق البالغ 33 عاما بارتكاب جرائم من بينها القتل والتعذيب والخطف بين عامي 2012 و2014.
وأفادت المحكمة في بيان بأن جلسات الاستماع التي بدأت في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2024 تخللتها إفادات لحوالي 30 شاهدا، معظمهم يتحدرون من سوريا وأتوا من أنحاء مختلفة من العالم، بعضهم من البرازيل وبلجيكا وهولندا، وحضر الجلسات أيضا ضحايا لهذه الجرائم.
وأتاح سقوط بشار الأسد الذي أُطيح في ديسمبر/كانون الأول 2024، وبات لاجئا في روسيا، للشهود خلال المحاكمة تقديم أدلة جديدة ضده، منها صور ومقاطع فيديو لمراكز احتجاز ومنازل محروقة.
ووصفت المحكمة المتهم بأنه زعيم فصيل شيعي كان نشطا في مدينة بصرى الشام بجنوب سوريا ومدعوما من حزب الله اللبناني.
ووفقا للمحكمة، تعاونت هذه المجموعة بشكل فاعل مع نظام الأسد المخلوع "عبر تنفيذ هجمات عديدة، وترهيب السكان المدنيين السنّة المحليين الذين يُعتبرون معارضين للنظام"، بهدف دفعهم إلى الفرار من المدينة.
وأشارت محكمة شتوتغارت إلى أن مسلحي الفصيل المذكور "كانوا يقتحمون منازل المدنيين السنّة في الليل ويسحبونهم من غرفهم، ثم يجمعونهم في الفناء أو في الشارع".
وخلال هجوم في أغسطس/آب 2012 نفذه أكثر من 20 عنصرا من عناصر المليشيا مسلحين ببنادق كلاشنيكوف، قُتل طالب يبلغ 21 عاما بالرصاص، ونُهب منزله وأُضرمت فيه النيران، وفقا للمحكمة.
إعلانوكانت والدة الضحية وشقيقه طرفين مدنيين في المحاكمة، كما أدين المتهم باعتقال مدنيين سُنة وإساءة معاملتهم طوال العامين التاليين، وتسليمهم للمخابرات العسكرية السورية التابعة للنظام المخلوع التي مارست التعذيب بحقهم لاحقا. وذكرت المحكمة أن هؤلاء احتُجزوا في ظروف مروعة في مراكز احتجاز مختلفة.
ولم يتسنّ معرفة ما إذا كان الحكم الصادر ضد قائد المليشيا السابق التابع للأسد قطعيا أم يخضع لدرجات تقاض أخرى.
ولاحقت السلطات الألمانية قضائيا عددا من المشتبه بارتكابهم جرائم خلال الصراع في سوريا بناء على مبدأ الاختصاص القضائي العالمي، حتى بعد إطاحة الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ووصل بعضهم إلى ألمانيا خلال أزمة الهجرة الكبرى في عامي 2015 و2016، عندما لجأ أكثر من مليون سوري وأفغاني وعراقي إلى البلاد.
وفي محاكمة شتوتغارت، أُلقي القبض على المتهم في جنوب ألمانيا في ديسمبر/كانون الأول 2023.
وفي أول محاكمة دولية تُعقد في ألمانيا بشأن انتهاكات نظام بشار الأسد، حُكم على أنور رسلان، الضابط الكبير السابق في أجهزة المخابرات السورية، في يناير/كانون الثاني 2022 بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل 27 سجينا وتعذيب ما لا يقل عن 4 آلاف آخرين في فرع الخطيب السيئ الصيت بدمشق في عامي 2011 و2012.
ولا تزال محاكمات أخرى جارية في البلاد؛ ففي فرانكفورت يُحاكم طبيب سوري سابق منذ عام 2022 بتهمة تعذيب مدنيين وقتلهم أثناء عمله في مستشفيات عسكرية تابعة للنظام المخلوع.
كذلك تجري محاكمات على خلفية جرائم ارتُكبت في سوريا في أماكن أخرى من أوروبا، لا سيما في فرنسا والسويد.
وفي حين أن كثيرا من السوريين بألمانيا قد أبلغوا المحاكم في السنوات الأخيرة عن مشتبه بهم في ارتكاب انتهاكات في وطنهم، فإن سقوط بشار الأسد هدّأ مخاوف بعض ممّن كانوا يخشون تعريض أحبائهم في سوريا للخطر، وفق منظمات حقوقية.
إعلانوأدى النزاع في سوريا، الذي اندلعت شرارته باحتجاجات سلمية قُمعت بعنف من قبل النظام المخلوع عام 2011، إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص، ونزوح الملايين، وتدمير اقتصاد البلاد وبنيتها التحتية.