المبعوث الأمريكي: فتوى تحريم القتل في سوريا "خطوة عظيمة" نحو دولة القانون
تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT
المبعوث الأمريكي يرحب بفتوى سوريا التي تحرم الثأر والقتل خارج القانون، واصفًا إياها "خطوة أولى عظيمة" نحو دولة قانونية. الفتوى تُلغي الشرعية عن المحاكم الموازية، وتؤكد العدالة عبر القضاء، في ظل دعوات سابقة من المفتي لوقف الفتنة ونبذ الانتقام. اعلان
رحب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك بإصدار "المجلس الأعلى للإفتاء" في سوريا فتوى تحرم جميع أشكال القتل والانتقام خارج إطار القانون، واصفاً الخطوة بأنها "خطوات أولى عظيمة لحكومة سورية جديدة تسير نحو سوريا جديدة".
وجاء في كلام المبعوث الأمريكي عبر إكس: أن الفتوى تعكس "قطيعة مع إرث استبدادي"، وتنزع الشرعية عن المحاكم غير الرسمية وهياكل السلطة الموازية التي نشأت خلال حقبة النظام السابق، كما أنها تعيد تأكيد أولوية سيادة القانون كأساس للدولة.
وأكد باراك أن هذه الفتوى تمثل "خطوة تأسيسية نحو بناء دولة قانونية ذات سيادة"، حيث تتحقق العدالة عبر القضاء وليس بالقوة أو العرف.
فتوى تحظر الثأر الفردي وتدعو إلى القضاء الشرعيوفي بيان رسمي، أعلن المجلس الأعلى للإفتاء في سوريا تحريم الانتقام والثأر الفردي، وشدد على ضرورة اللجوء إلى القضاء الشرعي في التعامل مع الجرائم وتحقيق الحقوق.
وأكد البيان أن "حفظ الدماء والأعراض والأموال" مسؤولية شرعية، وأن أي اعتداء على الأنفس محظّر شرعاً.
وقال المجلس إن "الانتقام خارج القانون يزرع الفوضى، ويؤدي إلى إشاعة الفُرقة والعداوات، ويهدم أسس العدل والسلم الأهلي". وحذّر من الدعوات العامة إلى الثأر، مؤكداً رفض الإسلام للغلو في العقوبة.
وشدد البيان على أن تحقيق العدالة يتطلب وجود تشريعات عادلة، وتسريع إجراءات التقاضي، وإقصاء القضاة الفاسدين، وضمان حماية حقوق الضحايا.
نداء سابق للمفتي: "إياكم والفتن... فهي لا تُبقي ولا تذر"وفي أبريل الماضي، دعا مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ أسامة الرفاعي إلى الوحدة الوطنية ورفض دعوات الانتقام، محذراً من خطورة الانجرار خلف ردود الفعل التي قد تؤدي إلى تفكك النسيج المجتمعي السوري.
وقال الرفاعي في كلمة متلفزة: "إياكم والفتن، فإنها يُدرى أولها ولا يُعلم آخرها، وهي لا تُبقي ولا تذر، والجميع فيها خاسر"، وأضاف أن "دماء السوريين محرّمة شرعاً"، مشدداً على أن "كل قطرة دم تُراق هي خسارة لا تُعوّض".
وطالب المفتي المواطنين بأن يكون صوت العقل هو الحكم، ودعا إلى ترك العدالة تأخذ مجراها بعيداً من الانفعالات، قائلاً: "أطفئوا الفتنة، فلكم في ذلك أجر عظيم، وفيه حفظ لأرواحنا وكرامتنا."
Relatedالمرصد السوري لحقوق الإنسان: مقتل 8 مدنيين علويين بإطلاق نار من عناصر حاجز أمني في ريف حماةبينهم "أبو عمشة".. الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على كيانات وأفراد لارتباطهم بمجازر الساحل السوريتوتر أمني واسع في ريف جبلة: اقتحامات وحرائق وضحايا مدنيون وسط صمت رسميخلفية أمنية متفاقمةتأتي الفتوى الجديدة في ظل حالة من الانفلات الأمني والفوضى في مختلف المناطق السورية، والتي تصاعدت منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي وسيطرة "هيئة تحرير الشام" بقيادة أحمد الشرع المعروف بالجولاني على الحكم.
ورغم إعلان الهيئة عن تحوّلها السياسي تحت اسم "حكومة انتقالية"، إلا أن اتهامات بارتكاب مجازر بحق مجموعات سكانية مختلفة، خاصة الطائفة العلوية، ما زالت تلاحقها، كان أبرزها ما وقع في مارس الماضي حين قتل مئات المدنيين على أيدي مقاتلي الهيئة.
ويأمل السوريون أن تسهم الفتوى الأخيرة في وضع حد لثقافة الثأر، وإنعاش ثقافة الدولة ومؤسساتها، لكن التحدي الأكبر يبقى في التطبيق العملي على الأرض.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة ألمانيا إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة ألمانيا سوريا ضحايا تركيا الولايات المتحدة الأمريكية أحمد الشرع إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة ألمانيا فرنسا أوكرانيا قطاع غزة أوروبا إيلون ماسك فلسطين المبعوث الأمریکی
إقرأ أيضاً:
600 سنة سجن.. القضاء الأمريكي يوجه تهما جديدة لـ محمد المصري
وجهت محكمة بولاية كولورادو الأمريكية، أمس الخميس، تهمًا جديدة لمواطن مصري يُدعى محمد سليمان (45 عامًا)، من بينها الشروع في القتل وارتكاب جرائم كراهية، بعد هجوم بزجاجات حارقة استهدف فعالية مؤيدة لإسرائيل، أقيمت في بولدر لتسليط الضوء على قضية الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وأكد الادعاء العام في الولاية أن المتهم، الذي دخل الولايات المتحدة بتأشيرة سياحية عام 2022 ويقيم حاليًا بشكل غير قانوني، يواجه ما يصل إلى 600 عام من السجن إذا أدين بكامل التهم الموجهة إليه، والتي تشمل 28 تهمة بالشروع في القتل، وجرائم تتعلق باستخدام معدات حارقة، والاعتداء، وإساءة معاملة الحيوانات بعد إصابة كلب خلال الهجوم.
وأفاد ممثلو الادعاء بأن المتهم ألقى عبوات حارقة على حشد من المشاركين في الفعالية التي نظمتها منظمة "ران فور ذير لايفز"، بينما كان يهتف "فلسطين حرة"، مما أسفر عن إصابة عشرة أشخاص من بين 15 تأثروا بالهجوم، بينهم ثلاثة لا يزالون في المستشفى. وتتراوح أعمار المصابين بين 25 و88 عامًا.
وخلال مثوله الأول أمام محكمة مقاطعة بولدر، ظهر سليمان مرتديًا زي السجن البرتقالي، ومقيد اليدين والقدمين خلف زجاج سميك، فيما لم يصدر أي تعليق من مكتب محامي الدفاع العام المعني بتمثيله.
من المقرر أن يمثل سليمان اليوم الجمعة أمام المحكمة الاتحادية لمواجهة تهم بارتكاب جرائم كراهية، وهي تهم يمكن أن تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة. وتزامنًا مع ذلك، أعلنت السلطات الأمريكية احتجاز زوجته وأبنائه الخمسة، في خطوة تمهّد لترحيلهم، غير أن قاضيًا اتحاديًا أصدر قرارًا مؤقتًا يوم الأربعاء بمنع ترحيلهم الفوري وتعليق إجراءات الإبعاد السريع بحقهم.
ويأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد التوترات المرتبطة بالحرب الدائرة في قطاع غزة، والتي ألقت بظلالها على الشارع الأمريكي، وسط تزايد الاعتداءات التي تستهدف المواطنين اليهود ومؤسسات مرتبطة بإسرائيل. وقد سبق هذا الحادث هجوم مسلح أمام المتحف اليهودي في العاصمة واشنطن الشهر الماضي، أدى إلى مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية.
وتقول السلطات إن سليمان كان يقيم مؤخرًا في مدينة كولورادو سبرينجز، وأنه تجاوز فترة إقامته المسموح بها بموجب التأشيرة السياحية، كما انتهى تصريح عمله، ما يجعله في وضع قانوني غير نظامي داخل الأراضي الأمريكية.
تحقيقات مستمرةتواصل السلطات الأمريكية تحقيقاتها في الحادث، وسط إدانات واسعة من مسؤولين محليين ويهود أمريكيين، اعتبروا أن هذا الهجوم يندرج في إطار تصاعد "معاداة السامية" في البلاد. ومن جانبها، لم تصدر المحكمة أي قرارات نهائية حتى الآن بشأن مصير عائلة المتهم أو تطورات الاتهامات الفدرالية المرتقبة.