إلى طريد بيته وحركته وحزبه وسجين جهاز أمنه، في القضارف يجده مهلوعا مفزوعا؛

- لقد كتبت مقالة ألبست فيها الحق بالباطل، ودبجتها بأسباب قد تجعل من أبا أرض فتنة، وصدرت المقالة بقول الله عز وجل : {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} ولم تكملها إلى قوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ}، لأنك محض: {مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} يلقي قوله ولا يلقي له بالا ولا يكترث ليوم الحساب.



- وأنا أطالع ما خطه قلمك الغاشم ومن قبله قلبك الآثم، حاولت إحسان الظن في انتقادات لقرارات الوالي عمر الخليفة البلهاء بمنع الملاحة وحركة المواعين النهرية، التي ألحقها بقرارات تصادر مركبات الدفع الرباعي والدراجات النارية، لأفلجأ دون أدنى سبب إقحام الإشارة المباشرة لكوادر حزب الأمة القومي بالجزير أبا، في تضليل متعمد وتحريض مريض ضدهم بأنهم عون للدعم السريع بزعمكم.

- وأنت تعلم أيها الطريد الرعديد أن كوادر حزب الأمة القومي في الجزيرة أبا غير كل كوادر الأحزاب السياسية السودانية، من الشهامة والمروءة والفراسة والنجدة والكرامة والكرم، والصدق والوفاء ومكارم الأخلاق ما يجعلهم يبلغون مصاف الرضا من كل من عرفهم وألفهم، ولك معهم تجارب شخصية فهم الذين وأدوا عشرات الفتن في أبا وأصلحوا ذات البين وأقالوا عثرة العاثر وأعانوا على نوائب الدهر ولم يقل أحدهم بتجيير صنيعه لحزبه لأنهم يؤمنون أنهم جميعا مالهم ووقتهم ودمهم وجهدهم لأبا ومجتمعها وقدموا كل غال ومرتخص دون من أو أذى.

- تأتي للتحريض عليهم والتعريض بهم لتصفيتهم كما حدث لكثير من كوادرنا مناطق مختلفة وذلك لتجريد أبا من شبابها الذي يغيث المجتمع، ويخدمه في الصحة والتعليم والدعوة والتوعية وحراسة جسورها ومحاربة الفتن واجتثاثها من جذورها، فمن غيرهم يقف في صدارة الأمر عند كلة ملمة؟؟ ومن غيرهم يذب عن حياض أبا بسنانه وبنانه؟؟!! ومن يستجيب لنداء الواجب قبلهم بكل إصرار وعزيمة وهمة؟؟!!

- تقدموا الصفوف الأمامية متصدين لنظامكم الباطل الباطش المستبد لثلاثة عقود، وتعففوا عن الانتقام منكم جراء خستكم ودناءتكم وتحريضكم على زملائكم في الجامعات ممن سامهم جهاز أمنكم بطشا وتعذيبا ولكن لا يرتجى من كلب أن يكف عن نباحه وهز ذيله لأسياده، فدأبك مذ أن كنت طالبا التحريض والتعريض حتى كتبت عند الناس (معرضا) تشي في القريب والغريب وتبث الفتنة حتى في عقر دارك شأنك شأن الذين قيل فيهم: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (102) .

- هؤلاء لا تعوزهم الشجاعة لحمل السلاح والاصطفاف وقد فعلوه لو تعلم وأتوا للسودان ظافرين منتصرين بركون تنظيمكم وحركتكم للتفاوض معهم في جيبوتي، وهم ذاتهم الذين إذا أرادوا أن يقتحموا الآن بوابات اللواء والفرقة بالنيل الأبيض اليوم لفعلوا بعصيهم دون سلاح، ولكنهم ملتزمون بنهج أقره حزبهم وارتضته إرادتهم ولن يحيدوا عنه رافضين للحرب داعين للسلام ويشاركون ضمن مبادرة وطنية معلنة لرفض الحرب تنادي بالسلام وحقن الدماء ويدعموها بكل ما أوتوا.

- نحن كوادر وشباب حزب الأمة القومي في أبا كالأوتاد باقون بها، نردم جاسرها ونصون جسرها، ونعين أسرها، ونود أهلنا ونبر آباءنا ونقر أعينهم بنا، فهم لا بخجلون منا عندما يشار إلى أي منا بالبناء فيقول بكل فخر هذا ولدي وهذا حفيدي، ولم نسمع من أهل أبا إلا الدعوات برحمة الوالدين في حقنا، سنظل في أبا من كرش الفيل شمالا إلى المقرن جنوبا ومن صالح صبورا شرقا إلى الغار غربا باقون إلى أن نلقى الله ونوارى في ثرى سيدي الطيب، وأعلم أنك قد جنيت علينا وما ظلمنا ولكنك كنت ولا زلت من الظالمين سادرا في غيك وماض في ضلالك القديم تطاردك لعنات أبرياء حرضت عليهم وأمهات حرقت حشا أبنائهم.

● ختاما: كنا نعلم طوال فترات اختبائك في أبا أنك متواجد فيها ولم تتجرأ على كتابة ما كتبت اليوم، هاذا وقد كتبته بعد أن أمنت في القضارف وظننت أنك في مأمن أقولها لك (أنظر خلفك جيدا) وتحسس مقعدك، وأما والله إذا تجرأ شخص بالمساس بأحدهم بعد تحريضك هذا فاعلم أنك قد جنيت على نفسك وقد قابلت إحسانهم لأهلك ووالدك بالإساءة والنكران وحينئذ ستضيق عليك الأرض بما رحبت وستتمنى أن تتخطفك الطير أو تهوي بك الريح في مكان سحيق.

انتهى

عروة - ود قباء  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی أبا

إقرأ أيضاً:

“إلى والدي الراحل، في يوم ميلاده…”

“إلى #والدي_الراحل، في يوم ميلاده…”

#هبة_عمران_طوالبة

غدًا، تحلّ الذكرى التي اعتدتُ أن أحتفل بها قربك، أن أعدّ لها الكلمات البسيطة، والضحكة الصافية، والكعكة التي تختصر فرحًا صغيرًا في زحام الدنيا.

غدًا عيد ميلادك يا أبي، لكنك لست هنا.

مقالات ذات صلة علامات التغير في موقف أمريكا من إسرائيل 2025/05/17

غدًا تمرّ السنة مرة أخرى، ولا زلتَ الغائب الذي لم يغب، الحاضر في كل زاوية من حياتي، في كل نظرة، وكل تنهيدة، وكل دعاء يرتفع من صدري خفيًا نحو السماء.

يا أبي،

اشتقت إليك كثيرًا…

وكل يوم يمرّ، أحمله بين يديّ كمن يحمل ذكرى ثقيلة لا يقدر على وضعها ولا يستطيع التخلّي عنها.

كل لحظةٍ من أيامي تذكّرني بك، وكأنك لم ترحل،

وكأنّ الفقد كان كذبة عابرة، سنصحو منها يومًا ونراك عائدًا، تبتسم كأن شيئًا لم يكن.

كنتَ لي معنى الطمأنينة…

حين كنتَ موجودًا، لم يكن للخوف مكان،

كنتَ الجدار الذي لا يهتز، والظلّ الذي لا يغيب،

أما اليوم، فقد صرتَ غيمة تسكن سماء روحي، تمطر حنينًا كلما اشتدت الوحدة.

أتظاهر بالقوة،

لكن الشوق يا أبي لا يرحم،

يتسلّل في كل هدوء، ويخنقني حين ينام العالم من حولي،

فأبكيك في صمتي، وأحدّثك بيني وبين نفسي،

وأشكو إليك كما كنت أفعل دومًا، رغم أنني أعلم أن لا جواب سيأتيني… إلا في الحلم.

كل عامٍ وأنت بعيد…

وكل عامٍ وأنا أحاول أن أحتفل بك بطريقتي،

أن أكتب لك، وأدعو لك، وأخبرك أن حبّي لك لم يتغيّر،

بل زاد…

كبر معي، وتغلغل في تفاصيل أيامي،

وبات جزءًا من كياني لا يُمحى، ولا يُنسى.

رحمك الله كما كنتَ رحيمًا بي،

وأسكنك فسيح جناته كما وسعتني أيامك بحنانك،

وسامحني إن قصّرت بالدعاء أو مرّت أيامي مزدحمة دون أن أذكرك كما يليق بك.

سلامٌ عليك في يوم ميلادك،

وفي كل يومٍ، إلى أن ألقاك…

مقالات مشابهة

  • تعاون إستراتيجي بين المعهد القومي للاتصالات وبنك أبوظبي الأول - مصر لتأهيل كوادر مصرفية رقمية
  • تتضمن العديد من الخدمات عبر كوادر متخصصة.. “الموارد البشرية” تطلق “أنورت” لخدمة “ضيوف الرحمن”
  • البارزاني “يتوقع” أن يشهد العراق مستقبلاً أفضل
  • “مداد” يُعزز كفاءة كوادر السياحة والضيافة في جازان
  • مصطفى بكري: «الذين تطاولوا على مصر عليهم أن يراجعوا أنفسهم»
  • “إلى والدي الراحل، في يوم ميلاده…”
  • ترامب: أحد القادة الذين قابلتهم رجاني أن أساعد أهل غزة لأنهم يتضورون جوعا
  • تنبيه هام من وزارة التجارة التركية للآباء والأمهات الذين يستخدمون هذه المنتجات! خطر صحي جسيم يهدد أطفالكم
  • مجلس النواب الليبي: تكليف النائب العام بمنع عبد الحميد الدبيبة من السفر
  • العراق.. زوجة تقتل زوجها بـفأس واعتداء على كوادر صحية