الثورة نت:
2025-05-21@17:02:31 GMT

من بيروت 1982 إلى غزة 2024

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

 

 

لم يكن في بيروت 1982 حركة مقاومة اسمها حماس، ولا حركة الجهاد، ولم يكن في لبنان في ذلك الوقت قائداً اسمه محمد الضيف أو يحيى السنوار أو زياد النخالة، كان في بيروت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ومجموعة من قادة التنظيمات الفلسطينية، أخذت على عاتقها محاربة “إسرائيل”، والعمل على إنهاء الاحتلال “الإسرائيلي”، وعودة اللاجئين، واتخذوا المقاومة طريقاً لتحقيق أهدافهم الوطنية والإنسانية.

ومع ذلك، تعرضت بيروت إلى الحصار والدمار، وأهالت الطائرات الإسرائيلية على المدنيين في بيروت مئات أطنان الصواريخ والقنابل الأمريكية، وظل الموت يطارد المدنيين، وظلت عمارات بيروت الجميلة تتهاوى تحت القصف الصهيوني لأكثر من شهرين، تعذب خلالها الشعب الفلسطيني واللبناني، وعانا المدنيون خلالها ويلات الإرهاب الصهيوني، حتى وصل الإرهاب حد ذبح المئات في مخيمات صبرا وشاتيلا.

وفي سنة 1986، لم يكن في الساحة الفلسطينية لا محمد الضيف ولا يحيى السنوار ولا هنية حين هاجم العدو الإسرائيلي العاصمة تونس، وانقض على المناضل صلاح خلف والعمري، ولم يكن زياد النخالة سنة 1988حين تسلل الصهاينة إلى قلب العاصمة التونسية، واغتالوا البطل أبو جهاد، وغيره من القادة الذين لاحقتهم القذائف الإسرائيلية والصواريخ في المدن الأوروبية.

ولم يكن في الساحة الفلسطينية محمد الضيف ولا خالد مشعل، حين اقترف الصهاينة المجازر في دير ياسين وقبية، وتسببوا في نكبة 48، ولم يكن يحيى السنوار قائداً، حين هاجمت الطائرات الإسرائيلية مدرسة بحر البقر في مصر، وذبحت مئات الطلاب على مقاعد الدرس، ولم يكن على رأس القيادة الفلسطينية إسماعيل هنية حين قتل الصهاينة آلاف الجنود المصريين في سيناء، بعد أن وقعوا أسرى في قبضة الجيش الإسرائيلي 1967، ولم يكن خالد مشعل مسؤولاً حين هاجمت الطائرات الإسرائيلية بلدة قانا في الجنوب اللبناني، وقتلت وجرحت المئات من اللبنانيين، ولم يكن محمد الهندي في العراق حين هاجمت الطائرات الإسرائيلية المفاعل النووي العراقي.

حرب الإبادة ضد أهل غزة ليست حديثة العهد بالإرهاب الصهيوني، ولا هي قرينة بوجود حركة حماس، ولم يكن السنوار هو السبب في تحريك شرطة بن غفير لذبح الأسرى في السجون، وتعذيب سكان الضفة الغربية، ولم يكن محمد الضيف هو السبب في جرجرة الجيش الصهيوني للاعتداء على مدن الضفة الغربية، وإقامة مئات الحواجز، وضم الكتل الاستيطانية، كما لم يكن المفتي الحاج أمين الحسيني هو السبب في تدمير يافا وحيفا والسبع واللد والرملة واسدود وبيت دراس وحمامة سنة 1948، ولم يكن محمد الضيف هو السبب في خطة الحسم للصراع الذي صاغها الإرهابي سموتريتش.

كانت الأطماع الإسرائيلية وما زالت هي المحرك للسياسة الإسرائيلية التي تقوم على ذبح الفلسطيني، بغض النظر عن اسمه، وبغض النظر عن انتمائه، ودون الالتفات لوظيفته، ودون تحديد جنسه ذكراً كان أم أنثى، فالهدف الصهيوني الأسمى هو القضاء على كل من يمت بصلة إلى فلسطين، سواء كان الحاج أمين الحسيني قبل نكبة 48، أو كان أبو عمار بعد ذلك، أو كان السنوار ومحمد الضيف في هذه الأيام، وذلك لأن المعركة بين العرب الفلسطينيين والصهاينة تجري على الأرض، وهذا ما ترجمته السياسة الإسرائيلية التي اعتمدت حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، وهذا ما ترجمه الإعلام الإسرائيلي ومن يدور في فلكه من مرتزقة وعملاء، وهو يحملون قيادة الشعب الفلسطيني مسؤولية التدمير والخراب، ولهذا أدعى العدو الإسرائيلي أنه يحارب المفتي الحاج أمين الحسيني، ولا يحارب الشعب الفلسطيني، وادعى العدو أنه يحارب المخربين بقيادة أبو عمار، حرصاً منه على سلامة الشعب الفلسطيني، ويدعي العدو أنه يحارب السنوار والضيف ورجال حماس حرصاً من الصهاينة على مصلحة الشعب الفلسطيني!

ولما كانت حرب الإبادة ضد الشعب اللبناني والفلسطيني في بيروت تستهدف البندقية الفلسطينية، فإن حرب الإبادة ضد أهل غزة تستهدف البندقية الفلسطينية، وتشليح الفلسطيني من مقومات الوجود، وجعله كومة من الخرق البالية لا تصلح طعاماً للبهائم، وهذا ما لم يتحقق في غزة، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

غزة صامدة حتى ولو دمرها العدو على رأس ساكنيها، يكفي أن يظل فلسطيني واحد، وبيدٍ واحدة ليرفع علم فلسطين، ويعلن الانتصار.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

خادم الحرمين يوجه باستضافة 1000 من أسر الشهداء والأسرى والجرحى من الشعب الفلسطيني

وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، اليوم الاثنين، باستضافة 1000 من أسر الشهداء والأسرى والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني على نفقته الخاصة، لأداء مناسك الحج لهذا العام 1446هـ، ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية.

وأكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، أن هذه الاستضافة تأتي امتدادًا لما توليه القيادة من حرص على تيسير أداء مناسك الحج لأبناء الشعب الفلسطيني، وفقا لما نقلته وكالة أنباء السعودية (واس).

وأشار إلى أن الوزارة باشرت فور صدور التوجيه بوضع خطة تنفيذية متكاملة لتقديم التسهيلات والخدمات للحجاج الفلسطينيين، بدءًا من مغادرتهم بلادهم وحتى عودتهم بعد أداء المناسك، وسط منظومة متكاملة خلال إقامتهم في مكة المكرمة، والمدينة المنورة.

وأوضح آل الشيخ أن البرنامج استضاف منذ انطلاقه عام 1417هـ أكثر من 64 ألف حاج وحاجة من مختلف دول العالم، وهو ما يعكس الجهود المستمرة لقيادة المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، وتعزيز مكانتها كونها قلبًا للعالم الإسلامي وقبلةً للمسلمين.

اقرأ أيضاًوزير الأوقاف يهنئ خادم الحرمين الشريفين وولي العهد بذكرى يوم التأسيس الـ 95

شيخ الأزهر يهنئ خادم الحرمين وولي العهد بذكرى يوم التأسيس

ولي العهد السعودي يطمئن الجميع على خادم الحرمين الشريفين: «الملك بصحة جيدة»

مقالات مشابهة

  • فصائل المقاومة الفلسطينية توجه التحية للجيش اليمني وأنصار الله على الوقفة الصادقة لإسناد الشعب الفلسطيني
  • الرئيس الفلسطيني يصل إلى مطار بيروت في زيارة للبنان تستمرّ 3 أيام
  • زيارة عباس إلى بيروت.. السلاح الفلسطيني على طاولة المفاوضات وسط تحذيرات لبنانية
  • مسير وعرض لطلاب الدورات الصيفية في حجة تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • أدانت بشدة تصعيد الاحتلال وتوسعه شمال وجنوب غزة.. السعودية تحذر من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني
  • وزير الشؤون الإسلامية: الشعب الفلسطيني له مكانة كبيرة في قلوبنا .. فيديو
  • وزير الشؤون الإسلامية: الشعب الفلسطيني له مكانة كبيرة لدى القيادة والشعب السعودي
  • برلمانية: موقف مصر من دعم حقوق الشعب الفلسطيني ثابت لا يتغير
  • خادم الحرمين يوجه باستضافة 1000 من أسر الشهداء والأسرى والجرحى من الشعب الفلسطيني
  • الإمارات تدعو لحل مستدام لمستقبل غزة والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي