اليمنيون يعلقون على الغارات الإسرائيلية في الحديدة.. عدوان سافر منح الحوثي ما يريد
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
أشعل القصف الإسرائيلي على ميناء مدينة الحديدة الساحلية (غربي اليمن)، مساء السبت، ردودا واسعة ومنددة من قبل السياسيين والناشطين والصحفيين والباحثين اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي.
وبعد عصر اليوم، دوت انفجارات قوية في مدينة الحديدة؛ إثر غارات جوية، قال إعلام جماعة الحوثي إنها استهدفت منشآت تخزين النفط في الميناء، وأسفرت عن سقوط أكثر من 80 مدنيا بين قتيل وجريح.
وتبنى الاحتلال الإسرائيلي هذه الغارات. وقال متحدث الجيش الإسرائيلي "طائراتنا الحربية شنت غارات على أهداف لجماعة الحوثي بمنطقة ميناء الحديدة في اليمن"، مشيرًا إلى أن الغارات هي “رد على الهجمات الحوثية طيلة الأشهر الماضية".
وتوالت ردود فعل اليمنيين في مجملها تنديدا بهذه الغارات التي وصفوها بـ "السافرة"، وقالوا إنها "منحت الحوثي ما يريد"، محملين جماعة الحوثي المسؤولية.
وفي السياق قال وزير الخارجية السابق الدكتور ابوبكر القربي، "مهما اختلف اليمنيون حول قضاياهم إلا انهم يبقون موحدين في موقفهم من حق الفلسطينيين في تحرير أرضهم ومواجهة حرب الإبادة".
وأضاف "أما عدوان اسرائيل على اليمن فيعكس عقلية التدمير والهروب من هزيمة عسكرية بعد خسارة أخلاقية وجرائم حرب موثقة تدين اسرائيل وداعميها".
من جانبها أدانت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة غرب البلاد.
وقالت كرمان "أدين العدوان السافر لدولة الاحتلال الاسرائيلي الارهابية المارقة على أبناء شعبنا في محافظة الحديدة".
وأضافت: "لقد اصبحت هذه الدولة المارقة تمثل خطرا بالغا على الأمن والسلم الدوليين".
مندوب اليمن لدى اليونسكو محمد جميح، "في 2018 ضغط البريطاني والأمريكي لوقف معركة الحديدة، ضد الحوثي، بحجة الخشية من تعرض مينائها للتدمير، وروجوا لـ "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
وأضاف "اليوم تدمر إسرائيل أهدافاً مدنية بالميناء، في عدوان سافر على اليمن، لم يمس الحوثي، غير أن "الإنسانيين المرهفين" نسقوا للهجوم وبلعوا ألسنتهم".
الدبلوماسي اليمني السابق، مصطفى احمد نعمان علق بالقول "لم يكن من المتوقع ولا الممكن إلا أن ترد إسرائيل على العملية التي قامت بها جماعة الحوثيين أمس في تل ابيب، لأنها كسرت نظرية الردع الوهمي الذي تتحدث عنه وتتباهى به".
وقال "ليس مستغربا أن يكون الرد الإسرائيلي قبيح كالعادة ضد منشآت مدنية معظمها مملوك لرجال أعمال يمنيين معروفين كما تفعل في فلسطين ليل نهار منذ 1948".
وأردف "نعم أنا ضد كل ما يمارسه الحوثيون في بلادي مع الضعفاء، وأنا ضد كل تسلطهم وعبثهم وبطشهم وقهرهم وفسادهم، وضد اعتقادهم بأنهم يحملون رسالة إلهية وانهم يقودون مسيرة يسمونها قرآنية، ولكني ضد هذا الاعتداء القبيح والغاشم على بلادي"، مستدركا بالقول "ما فعلته اسرائيل لن يؤثر ويصيب إلا المواطن البسيط وسيزيد من معاناته وفقره ومرضه".
مدير مكتب الجزيرة في اليمن سعيد ثابت اكتفى بالمثل الشعبي الذي يقول "قطة الويل تجلب كل الأفاعي"
الباحث السعودي، مهنا الحبيل غرد بالقول "الآن بيني غانتس بعث رسالة أمام العالم علنية بأن العمل هو لصالح أصدقائنا وهو يقصد الرياض، وأقول هنا كنصيحة في وقت استراتيجي خطير، أن هذا فخٌ لكم يحول فيه تصفية الحسابات عليكم".
وأضاف "لم تستمع قيادة السعودية لكل تحليلاتنا السياسية لـ 20 عاما في مآل المشروعين المعاديين في تل أبيب وطهران، اليوم الحلب مباشر ضدكم، فأدني درجات الوعي الجيوسياسي في أقصى انتباه واجب، هو القيام السريع والمباشر في الإتجاه المعاكس للحملة الصهيونية الأمريكية"، متابعا "واقول لهم سوف ترون كيف ستستثمر طهران الجحيم على أهلنا في اليمن وكيف سيرتد عليكم"، في إشارة إلى السعودية.
وقال الحبيل "تغيير الموقف من غزة ومن حرب اليمن والخروج من تقاطعات خندق الصهاينة وصفقات الغرب وطهران، هو من يصنع النجاح المضيع منكم مراراً".
القيادي الحوثي السابق، علي البخيتي "كتب :عدونا عبدالملك الحوثي وهو الذي قصف الحديدة، هذا المعتوه يتمترس بأكثر من 25 مليون يمني ولا يملك منظومة دفاع جوي ويتحرش بأقوى الدول في العالم".
وأضاف "إسرائيل ليست كالولايات المتحدة وبريطانيا، إسرائيل ستدك ما تبقى من بنية تحتية، وستكون أهدافها اقتصادية لتدمر حياة الناس كما تفعل في غزة، ومعتوه صعدة "عبدالملك الحوثي" لا يملك أي منظومة دفاع جوي، فقط يجلب المشاكل ثم يبكي على الضحايا والخسائر، التي سيتحملها المواطن العادي طبعًا".
الكاتب الصحفي وليد البكس قال "هذه مقدرات بلد حولوها أهداف للعدوان نتيجة الفشخرة والدجل".
في حين قال الصحفي محمد المخلافي "منعت بريطانيا وأمريكا تحرير ميناء الحديدة بحجة الجانب الإنساني والتأثير على الناس غذائياً، والهدف من تحريره كان تخليص اليمنيين من شر الحوثي إلى الأبد، وعندما أرسل مسيرة إلى طفلهم المدلل، ضربوا الميناء عن بكرة أبيه".
وأضاف "مبادئ الغرب تنهار أمام أعيننا".
الشاعر عامر السعيدي يقول "لا يوجد تعريف أخلاقي ولا سياسي ولا عسكري لهذا القصف، إلا أنه عدوان إسرائيلي على اليمن، يرفضهُ كل قلبٍ سليم".
فيما كتب الصحفي عبدالحكيم هلال، القصف الاسرائيلي على الحديدة في اليمن، ليس هناك من مستفيد من ذلك، أكثر من جماعة الحوثي، وليس هناك من متضرر أكثر من الشعب اليمني".
كذلك الإعلامي محمد الضبياني "مقدرات اليمنيين وممتلكاتهم تحترق وتدمر ويتم نسفها عن بكرة أبيها في عدوان آثم، فيما يقهقه الحوثي الإرهابي فرحا كون هذه العمليات تمنحه بطولة زائفة وتغسل جرائمه الممتدة لعقدين من الزمن ضد اليمنيين، وهذه قاعدة الإمامة والحوثي الثابتة " الحجر من القاع والدم من رأس القبيلي ".
الصحفي فتحي بن لزرق، هو الآخر قال "القصف الإسرائيلي الذي تعرضت له الحديدة فعل مدان ومرفوض وإدانته من الجميع أمر يجب ألا يخضع للمزايدة السياسية".
وأضاف "نختلف في كل شيء وسنعارض الكثير من المواقف والقضايا والسياسات إلا في اللحظة التي تتعرض فيها بلادنا لعدوان خارجي وإسرائيلي على وجه التحديد".
وتابع "هنا فقط يجب أن يرتفع الصوت الرافض لهذا العدوان، لأنه وفي اللحظة التي سنعجز فيها عن إدانة عدوان إسرائيلي لن نستطيع بعدها أن نتحدث عن أي مشروعية لأي قضية وطنية نحملها أو ندافع عنها".
أيضا الكاتب الصحفي توفيق السامعي، تساءل بالقول: ألم تقف أمريكا وبريطانيا بكل قوة ضد تحرير الحديدة من المليشيات الحوثية الارهابية بحجة الدواعي الإنسانية؟!
وقال: لماذا الآن يدمرون ميناء الحديدة؟! هل انتهى الإنسان في تلك المناطق ولم يعد لهم وجود ليدمروا البنى التحتية لليمن؟! ألم تعطهم المليشيا الحوثية الإرهابية هذه الذريعة ويخدم بعضهم بعضا؟!
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن اسرائيل الحديدة غارات جوية الحوثي میناء الحدیدة جماعة الحوثی فی الیمن
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية: ما المخاطر المترتبة على اليمن ودول الخليج جراء توسع الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟ (ترجمة خاصة)
قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية إن الشرق الأوسط بما فيه اليمن ودول الخليج العربي يقف على حافة حرب إقليمية شاملة جراء الحرب التي بدأتها إسرائيل، في 13 يونيو الجاري على إيران.
وذكرت المجلة في تحليل للباحثة نام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "تشاتام هاوس"، وترجم أبرز مضمونه إلى اللغة العربية "الموقع بوست" يتأرجح الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية واسعة النطاق. بعد أن شنت إسرائيل حملة قصف متواصلة استهدفت البنية التحتية النووية الإيرانية، وقيادة النظام، ومستودعات النفط والغاز، في محاولة - على حد تعبير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - "لإضعاف وتدمير وإزالة خطر" التسلح النووي الإيراني المحتمل.
وأضافت "ردّت إيران بوابل من الصواريخ الباليستية، وانسحبت من المفاوضات النووية مع واشنطن. كانت الدول العربية قلقة من الانجرار إلى حرب بين إيران وإسرائيل منذ أن بدأت الدولتان في المناوشات غير المباشرة قبل عام ونصف. ولكن مع اتساع رقعة القتال، ومع مرور الصواريخ بشكل روتيني فوق منطقة الخليج بأكملها، لا تتساءل الدول المجاورة الآن عما إذا كان الصراع سيصل إليها، بل متى".
وتابعت "لا تزال هناك فرصة ضئيلة لتجنب حرب شاملة. ولكن مع تراجع واشنطن، على ما يبدو، عن الدبلوماسية، يقع على عاتق دول المنطقة وقف الصراع. فالدول العربية وتركيا فقط، في نهاية المطاف، تتمتع بعلاقات عمل جيدة مع إسرائيل وإيران والولايات المتحدة".
ودعت على هذه الدول أن تطرح مقترحات لخفض التصعيد، وإطلاق مبادرة وساطة إقليمية تُمكّنها من التواصل مع الأطراف المتحاربة والعمل كوسيط بينها، وقالت "سيظلّ لزامًا عليها إشراك واشنطن، لكن لا يمكنها الاعتماد عليها".
وأكدت أنه في حال فشلت الدول العربية وتركيا، ستتّخذ الحرب طابعًا إقليميًا. وقد تواجه هذه الدول هجمات على بنيتها التحتية من قِبل إيران. وسينتشر الخوف وعدم اليقين بين شعوبها.
عالقون في مرمى النيران
"لسنوات، اعتبرت الحكومات العربية كلاً من إيران وإسرائيل دولتين مثيرتين للمشاكل. إنّ توسّع إيران الأيديولوجي، وتطوير برنامجها النووي، ودعمها للميليشيات التابعة لها في العراق ولبنان واليمن، بالإضافة إلى نظام بشار الأسد السابق في سوريا، جعلها تُشكّل تهديدًا لجيرانها منذ فترة طويلة"، وفق التحليل.
وحسب التحليل فإنه في عام 2019، راقب العالم العربي بقلق هجوم إيران، وفقًا لمحققين من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والسعودية، على منشآت النفط السعودية. (نفت إيران تورطها لكنها رحبت بالضربات). لقد شعروا بالضيق عندما حولت طهران الحوثيين، الذين كانوا في السابق تمردًا محليًا في اليمن، إلى تهديد بعيد المدى ضرب في عام 2022 موقع بناء ومنشأة نفطية في أبو ظبي.
وقالت "لقد كانت علاقات دول الخليج مع إسرائيل أفضل، على الأقل في السنوات الأخيرة. لكن حرب إسرائيل المطولة والوحشية في غزة، ومعاملتها للفلسطينيين في الضفة الغربية، وتوسعها الاستيطاني، وعدم رغبتها في الانخراط في محادثات السلام أو الأمن بعد الحرب، أثارت مخاوف من أنها هي الأخرى قوة مزعزعة للاستقرار".
وطبقا للباحثة فقد حظيت إنجازاتها العسكرية، التي تشمل إضعاف قيادة حماس وحزب الله وبنيتهما التحتية، واستهداف القوات الإيرانية في سوريا، وتنفيذ ضربات عسكرية ضد إيران نفسها، بإعجاب هادئ في الأوساط الأمنية الخليجية.
وأشارت إلى أن الحكومات العربية مضطرة بشكل متزايد إلى مواجهة الغضب الشعبي الجماهيري إزاء حملة إسرائيل في غزة التي زادت من تعثر عملية التطبيع. كما تعارض هذه الحكومات استمرار الضربات العسكرية الإسرائيلية في سوريا ما بعد الأسد، مما أدى إلى مزيد من عدم الاستقرار في وقت يريد فيه معظم العالم العربي أن تعيش سوريا في سلام.
وتوقعت دخول الولايات المتحدة الحرب قريبًا نيابةً عن إسرائيل. وقالت "إذا حدث ذلك، فستكون إيران أكثر ميلًا لاستهداف الدول العربية، التي تضمّ قواعد عسكرية أمريكية متعددة".
"بالنسبة لدول الخليج، ستكون الهجمات الإيرانية على القواعد الأمريكية، أو البنية التحتية للطاقة في الخليج، أو السفن في مضيق هرمز بمثابة كارثة". كما تقول الباحثة.
وأضافت "ستُعرّض صادرات النفط للخطر، وتُدمّر ثقة المستثمرين، وتُخرّب اقتصاداتها المعتمدة على الكربون، وتُقوّض مساعيها الاقتصادية الأخرى، مثل مبادرة رؤية السعودية 2030. كما قد تُفاقم هذه الهجمات الصراع في اليمن، حيث من المرجح أن يستأنف الحوثيون المتمردون هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، ويوجهون ضرباتٍ مباشرة إلى دول الخليج".
وأردفت "سيعاني السكان العرب المدنيون من أي هجمات تُهدد إمدادات الغذاء، أو تُلوث المياه، أو تُؤدي إلى اضطراباتٍ إلكترونية. وإدراكًا منها للمخاطر التي تواجهها، تُصبح هذه الدول أكثر يأسًا لمنع امتداد الصراع".
الوسطاء
لتجنب التعرض للهجوم، وفق التحليل سعت الدول العربية جاهدةً إلى النأي بنفسها عن تصرفات إسرائيل. أدانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الحملة العسكرية الإسرائيلية. ودعا الأردن إلى خفض التصعيد. وأصدرت عُمان وقطر تصريحاتٍ شديدة اللهجة ضد الضربات الإسرائيلية، تعكس مخاوفهما من أن إسرائيل تُخرب عمدًا الجهود الأمريكية الإيرانية للتوصل إلى اتفاق نووي. وكانت تركيا على نفس القدر من الانتقاد، حيث عرض الرئيس رجب طيب أردوغان "بذل كل ما في وسع بلاده" "لمنع التصعيد غير المنضبط".
وقالت "ليس من الواضح ما الذي يقترحه أردوغان بالضبط. لكن الجهات الفاعلة الإقليمية تتمتع بمكانة فريدة ومصداقية ونفوذ كافٍ لوقف التصعيد بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة. تحافظ دول الخليج على خطوط اتصال مباشرة مع كل من طهران وواشنطن. وتستضيف قوات أمريكية، وتتوسط في محادثات عبر قنوات خلفية، وتفهم الحسابات الأمنية لكلا الجانبين. كما أصبح لديها الآن سبلٌ للتحدث مع إسرائيل، علنًا أو سرًا. في هذه اللحظة الحرجة، يجب على الحكومات الإقليمية استخدام كل هذه الإمكانات ليس فقط لإدارة التداعيات، بل أيضًا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وتمهيد الطريق للعودة إلى الدبلوماسية النووية والإقليمية الأوسع.
ولتحقيق ذلك، تقترح الباحثة على الحكومات الإقليمية إطلاق مبادرة دبلوماسية، ربما تحت رعاية جامعة الدول العربية أو مجموعة اتصال أصغر بقيادة خليجية، تستخدم معلومات استخباراتية موثوقة وقنوات خلفية دبلوماسية لإقامة محادثات غير مباشرة بين ممثلي إسرائيل وإيران".
وقالت "يمكنها استخدام هذه الشبكة للدفع نحو فترة تهدئة بين إيران وإسرائيل، يتفق خلالها البلدان على الحد من الهجمات، وخاصة على المناطق المدنية ذات الكثافة السكانية العالية. وفي الوقت نفسه، يجب على الدول العربية وتركيا فتح قناة دبلوماسية منفصلة تركز على حماية البنية التحتية للطاقة والبحرية، بالإضافة إلى منع الأزمات البيئية والصحية التي قد تنجم عن الهجمات على المنشآت النووية.
ومن شأن هذه المبادرات العامة أن تُثبت للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن خفض التصعيد والمفاوضات هما أفضل سبيل للمضي قدمًا، وهو ما تريده المنطقة. كما أنها ستمهد الطريق لمحادثات حول وقف إطلاق نار كامل واتفاق سلام دائم. كما تقول.
كما أكدت أن العمل الإقليمي المنسق ضروري لمنع وقوع كارثة أوسع. في البداية، قد يبدو من الصعب تخيّل موافقة ترامب على هدنة بوساطة حكومة أجنبية. لكن دول الخليج العربي كانت أول الدول التي زارها الرئيس الأمريكي بعد عودته إلى البيت الأبيض، وقد منحت زيارته قادة الخليج شعورًا متجددًا بأن واشنطن لا تستمع فحسب، بل تتوافق أيضًا مع مخاوفهم الأمنية الجوهرية.
واستدرك "قد تكون إسرائيل أكثر ترددًا من الولايات المتحدة في قبول اتفاقية سلام بوساطة خليجية. لكن دولتين خليجيتين، البحرين والإمارات العربية المتحدة، أصبحتا شريكتين اقتصاديتين واستراتيجيتين رئيسيتين لإسرائيل. كما ترغب إسرائيل في تطبيع العلاقات مع السعودية، ويدرك المسؤولون الإسرائيليون أن القيام بذلك سيكون أسهل بكثير إذا تراجعوا عن الحرب مع إيران.
وخلص تحليل الباحثة إلى أن تحقيق اتفاق سلام سيكون أمرًا بالغ الصعوبة. فإيران وإسرائيل مُتمسّكتان بمواقفهما. ويبدو أن الصراع يتصاعد لا يهدأ. ومع ذلك، فإن العالم بحاجة ماسة إلى جهد دبلوماسي جاد ومستمر لخفض التصعيد. يجب أن يشمل هذا الجهد إيران وإسرائيل، وأن تدعمه الولايات المتحدة. ولكن لا يمكن قيادته، أو على الأقل تحفيزه، إلا من قِبل دول المنطقة.