الجزيرة:
2025-07-05@13:22:09 GMT

ما بعد الديمقراطية المعاصرة | المراجعات الضرورية

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

ما بعد الديمقراطية المعاصرة | المراجعات الضرورية

لا أتعسَ من حال الحالم المنظّر المناضل سنين طويلة من أجل الديمقراطية إلا حال من تضعه الأقدار أخيرًا في موقع تحقيق الحلم فيرى الواقع يكذّب كل ما آمن به. كم خُيِّل لي أن الأقدار كانت تسخر مني إبان رئاستي 2011-2014 وأنا أرى حرية الرأي التي ناضلنا من أجلها، نحن الديمقراطيين السلميين، عقودًا يستغلها إعلام العار ليحقّر الثوريين، ويغرس في أذهان الشعب، أنَّ الثورة وليس الثورة المضادّة سبب كل مصائبه!

كم خُيِّل لي أن الأقدار تسخر مني، وأنا أرى حرية التنظيم التي دفعنا من أجلها ثمنًا باهظًا يستغلُّها رجال أعمال فاسدون لخلق شركات سياسية سموها أحزابًا حصلت في الانتخابات التشريعية سنة 2014 على مقاعد أكثر مما حصلت عليه الأحزاب التي ناضلت طويلًا من أجل الحريّة!

كم سخرت منّا الأقدار جميعًا، ونحن نرى الانتخابات الحرة والنزيهة تحمل لسدة الحكم سنة 2014 قائد الثورة المضادة ووزير داخلية سابقًا لبورقيبة بقي همه الأوحد طيلة رئاسته توريث ابنه، ونفس الانتخابات الحرة توصل للحكم سنة 2019 المنقلب الذي أغلق مجلس النواب بالدبابات، وألقى دستور الثورة في سلة المهملات، واستولى على كل السلطات، ولاحق وسجن كل المناضلين الذين فتحوا له ولأمثاله الباب الذي أغلقه!

ألم يحصل كل هذا بسبب الجهل بأبجديات الصراع ضد استبداد لم يهزمنا إلا بالأسلحة التي دفعنا لحيازتها ثمنًا باهظًا والتي وفّرناها له مجّانًا.

لكن إلى أي مدى كنت على حق في مثل هذا الحكم الصارم على أنفسنا؟

صيف 2022 طلبت مني جامعة هارفارد تدريس موضوع الربيع العربي، وكانت فرصة لألتقي – كما هي التقاليد الجامعية الراسخة هناك – حول فَطور صباح أو غداء مع هذا الأستاذ أو ذاك. كانت هذه اللقاءات – التي يطلبها باحث في العلوم السياسية أو أطلبها – فرصًا ثمينة تختزل على المرء قراءة عشرات الكتب، والشخص الذي تجلس معه ساعة يلخص لك إبانها أهم ما توصل إليه بعد حياة من البحث.

هكذا تعلّمت أنني ربما أسرفت على نفسي وعلى "النهضة"

ما خرجت به من معطيات ومن تحاليل مع كل من ناقشت أن ما حدث في تونس مجرد حالة كاريكاتيرية لوضع مزمن تعاني منه الديمقراطية في العالم أجمع، قد يؤدي إلى أفولها طال الزمان أو قصر حتى في أقدم معاقلها.. أي أن آليات الديمقراطيّة وأساسًا الانتخابات أصبحت أخطر الأدوات لتدمير الديمقراطيّة.

لكل من سيتهمني أنني أشكّك في هذا الركن المقدس للديمقراطية من باب الفشل الذي منيت به في الانتخابات الرئاسية أحيله لكتابي "عن أي ديمقراطيّة تتحدثون؟" الصادر.. سنة 2004.

لمن سيقول لماذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة عندما كنت في الحكم، أردّ بأن إصلاح باخرة معطوبة يكون في الميناء وقت السلم لا وسط المحيط إبان العاصفة وهي بين أمواج الثورة وأمواج الثورة المضادة والربان محاصر بأصدقاء يعتبرونه منافسًا، وبأعداء يعتبرونه خطرًا داهمًا، والاتفاق بين الاثنين رميه خارج السفينة لعلّ المحيط يريحهم جميعًا منه.

يبقى بالعودة لما كتبت سنة 2004 عن خطر الانتخابات المباشرة على الديمقراطية، أنني كنت متعلقًا بوهم إمكانية حلول تقنية لتدارك نواقصها، مثل: مراقبة تمويل الأحزاب والإعلام، أو رفع العتبة الانتخابية في انتخاب مجلس النواب للحد من الفسيفسائية الحزبية التي جعلت من البرلمان التونسي ساحة معارك مضحكة تنفس التونسيون الصعداء لنهايتها بالانقلاب المشؤوم.

لكن قناعتي اليوم أن الخرق اتّسع على الراتق.

مشكلة الديمقراطية.. تقنية أم بنيوية؟

من يتصوّر إمكانية السيطرة على المال الفاسد والإعلام التضليلي وتقنيات الإشهار (الدعاية) المبنية أكثر فأكثر على الذكاء الاصطناعي يغالط نفسه. أكثر من أي وقت مضى من تاريخ المشروع الديمقراطي، من سيحدد مآل الانتخابات ليست "إرادة الشعب"، وإنما إرادة المال والإعلام والإشهار، والأمر بصدد الاستفحال؛ نتيجة تفاقم فاعلية أدوات التضليل والتلاعب هذه. لذلك أصبحنا نرى في سدة الحكم شعبويين ومجانين ومهرجين ومجرمي أميركا والأرجنتين والفلبين والهند، وتونس، وانتظروا ما ستتمخض عنه الانتخابات في أوروبا في العشر سنوات المقبلة.

صحيح أن كل المعارك لا تُخسَر بالضرورة، والدليل انتصار لولا في البرازيل على شعبوي تافه، لكن يجب ألا نغتر، فالشاذة لا تلغي القاعدة وإنما تؤكدها.

الأخطر من الظاهرة ما وراء الظاهرة. ماذا لو كان سقوط الانتخابات في قبضة المال والإعلام (وغدًا الذكاء الاصطناعي) ليست قضية تقنية يمكن معالجتها بحزمة من القوانين القمعية أو التعديلية، وإنما قضية رؤى فكرية تقادمت وخيارات أظهرت التجربة حدودها؟

حلّل ما وراء هذه الانتخابات، تجد أنها تحيل إلى ثلاثة مقدسات علمانية لم يعد مسموحًا لأحد التشكيك فيها، كما هو الحال مع المقدسات الدينية: الفرد والشعب وإرادة هذا الشعب الذي يفترض أن الانتخابات تنطق بها.

المشكلة أن الفرد الذي تقدسه الديانة الفردانية أي الشخص الحرّ القادر على حسن التصرف وحسن الاختيار في الانتخابات أو في اقتناء أحسن وأرخص بضاعة في السوق والذي يجب أن تخدمه السياسة والاقتصاد، هو كائن خيالي لا وجود له إلا في أذهان من خلقوه.

ليس من اختصاصي تتبع جذور العقيدة تاريخيًا وثقافيًا واجتماعيًا، لكن لي فرضية هي أن من وضعوها من فلاسفة وشعراء ومنظّرين كانوا يعانون من عقد نقص مستحكمة لعدم الاعتراف بقيمتهم من مجتمع طبقي؛ فجنحوا للتطرف جاعلين من الفرد – أي في الواقع من ذاتهم كرمز ونموذج كل فرد- مقياس المقاييس وانخرطت الكثير من الذوات المجروحة في هذا التيار لنفس الدوافع النفسية.

البحث عن الفاعل الحقيقي

يطرح هنا السؤال: من هو إذن الفاعل الحقيقي في المجال الاقتصادي والسياسي؟

موضوعيًا نحن أمام طيف واسع من الوضعيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والنفسية تتجسد في مواقف وتصرفات لأفراد متباينين. للتصنيف – وكم نحبّ التصنيف – هؤلاء الأفراد ملائكة أفسدتهم الحضارة، حسب Rousseau أو ذئاب أفسدوا الحضارة حسب Hobbes. قسمهم عالم الاجتماع الإيطالي Carlo Cipolla إلى الأخيار الذين تنتج أفعالهم الخير لهم ولغيرهم، والأشرار الذين تنتج أفعالهم الخير لهم والأذى لغيرهم، والأغبياء الذين تنتج أفعالهم الخير لغيرهم والأذى لأنفسهم، والحمقى الذين تنتج أفعالهم الأذى لأنفسهم ولغيرهم.

قسمتهم شخصيًا إلى المفترس مرتكب كل المظالم، والفريسة ضحية هذه المظالم، والفارس الذي يهبّ لنصرة المظلوم.

أيًا كان التصنيف، الموجودُ دومًا أفراد يتجاور فيهم الجهل والعلم، الخير والشرّ، الذكاء والغباء، القدرة على حسن اختيار ما يصلحهم والآخرين، مثل القدرة على ارتكاب كل الأخطاء والخطايا عمدًا، أو عن غير قصد.

إنها نفس الإشكالية لكن على أوسع نطاق عندما نقفز إلى مستوى الشعب.

نحن هنا أيضًا أمام مفهوم لا شك أنه نبع في عقول وقلوب مفكّرين انتموا إما إلى أقلية طبقية، أو إثنية تصارع ضد التهميش، أو التحقير، أو الاحتلال الخارجي.

من هذه المنطلقات النفسيّة التي ستبقى غامضة، نشأ المفهوم المثالي لكتلة بشرية متجانسة متّحدة: الحق والخير، والأمل، وضمان مشروع حياتي مشترك. المشكلة أن هذا الشعب موجود فقط إبان اللحظة التاريخية التي تسعى فيها مجموعة بشرية لإيجاد دولة تحميها وتمثلها وتخدمها. كنموذج لذلك، الشعب الفلسطيني الذي تعركه وتشكله وتوحد كل مكوناته معاركه المسترسلة منذ سبعين سنة لبناء دولته، ذلك لأنه لا وجود لشعب بدون دولة، مثلما لا وجود لدولة بدون شعب.

ما عدا هذه الحالة العابرة أي عند تشكل الدولة المستقلة، الموجودُ في الواقع مجتمعٌ يتوارث اللامساواة جيلًا بعد جيل ومنخرط في صراع لا يتوقف تارة سلميًا وتارة دمويًا حول تقاسم السلطة والثروة والاعتبار.

هكذا ترى هذا الشعب الواحد ظاهريًا مقسّمًا إلى شعبٍ من الرعايا يعيش بصمت وخنوع تحت الاحتلال الداخلي لطبقة عسكرية أو طائفية أو أيديولوجية، استولت على جلّ السلطة والثروة والاعتبار، وشعبٍ من المواطنين في صراع لا يتوقف لإعادة توزيع أكثر عدلًا.

ويحدثونك عن الشعب كما لو كان نسيجًا مؤلفًا من خلايا لها نفس الخصائص، ونفس المصالح، ونفس التوجهات.

الأخطر من هذا الوهم أن الشعب المخيّل مؤلف من أفراد خيرين لا يريدون إلا الخير للآخرين ولأنفسهم، وأنك إذا تركت لهم حرية الخيار فإنهم سيختارون الأصلح والأكثر التزامًا بالقيم والمصلحة الجماعية.

انظر لما يحدث اليوم في أميركا. الأغلبية الساحقة التي صوتت وستصوت لترامب تعرف أنه زير نساء ومتحيّل ضرائبي وكاذب، لكنها لا تهتم بكل هذه الأوصاف؛ لأنها ترى فيه الرجل الناجح المثير للإعجاب، لا يهم وسائل نجاحه. إذا تذكرنا أن الناس يصوتون لمن يشبههم ولمن يرون أنفسهم فيه، فمعنى هذا أن هناك أغلبية من الناخبين الأميركيين الذين يشبهون ترامب، وأن آخر ما يهمهم القيم العليا التي تدعي النظرية الديمقراطية أنهم يمثّلونها.

عن هذا الوهم يتولد الوهم الأخير؛ أي أن لهذا الشعب الخيالي الكامل الأوصاف المؤلّف من أفراد خيرين واعين مسؤولين، إرادةً صالحة تعبر عنها الانتخابات.

إنه لضرب من التفكير السحري القول بأن هذه الإرادة هي قرار خمسين في المئة زائد صوت واحد من المنتخبين الذين هم جزء من القوائم الانتخابية .. التي هي جزء ممن يحق لهم قانونًا التصويت.. الذين هم أنفسهم جزء من مجموع السكان بمن فيهم من أطفال، ومرضى، وشيوخ، وأجانب.

انتبه أيضًا للتناقض الجذري بين أجزاء المنظومة الفكرية، فالفردانية النظرية تعطي لكل الأفراد نفس القيمة والحقوق، لكن الفردانية العملية تزري عبر الانتخابات بقيمة الذين فقدوا الأغلبية ولو بنسبة 49.9%. فهم سياسيًا والعدم سيّان، وإرادتهم لا تساوي قلامة ظفر.

أهم من هذا. افترض أن كل الشعب الإسرائيلي قرّر بكل حرية في انتخابات لم يلعب فيها المال الفاسد والإعلام الموجه أي دور، أنه لن يقبل أبدًا بقيام دولة فلسطينية، فهل هذه الإرادة مبتدأ الخبر ومنتهاه في قضية الحال؟ طبعًا لا، لأن هناك إرادة أقوى من إرادة الشعب الإسرائيلي ألا وهي إرادة شعب يناضل من أجل حقه في الوجود، وإرادة القانون الدولي المبني على مبادئ وقيم منها حق كل الشعوب في تقرير مصيرها.

نحو اجتهاد جديد

والآن تفحّص هذه "المقدسات" الثلاثة التي تسند آليات الديمقراطية وأساسًا الانتخابات.

كلها خيارات نسبية؛ لأنها لا تعكس إلا خيارات الثقافة الغربية في مرحلة من مراحل تاريخها.

هي لا تتقاطع إجباريًا مع خيارات ثقافية أخرى منها ثقافتنا التي لا تقدّس الفرد والتي ترى في الشريعة لا في إرادة عامة الناس أساس شرعية السلطة. أضف إلى هذا أن العدل بالنسبة إليها سيّد القيم لا الحرية، كما هو الخيار الغربي. ليُسمح لي هنا بالتأكيد على أنني غير منخرط بهذا الرأي في النقاش المبتذل حول نقد المركزية الغربية وإدانة "نفاق" قيمها إلى آخر ما يهرف به القوميون والمتدينون المتطرّفون.

ما أعنيه أن البحث عن حوكمة رشيدة الذي انطلق منذ آلاف السنين في أشكال بدائية – منها الحكم المجالسي للقبيلة أو القرية – اكتسب عبر الديمقراطية الغربية شكله الأكثر تقدمًا وتعقيدًا. لكن هذا الشكل ما زال مبوّبًا لكثير من التغييرات؛ لأنه يرتطم بتحديات غير مسبوقة أظهرت ما فيه من نواقص وعيوب، لا بد من تداركها حتى يتواصل هذا البحث.

لم لا يكون لنا نحن العرب دور في دفع المشروع الديمقراطي إلى أبعد مما أوصله إليه الغرب، وقد أصبحت التجربة ملكًا للعالم أجمع، وذلك في إطار تلاقح الحضارات وضرورة الأخذ بامتنان من كل مورد والعطاء بلا منّ؟

يصبح السؤال في هذه الحالة: على أي خيارات فكرية وقيمية أخرى تكون قاطعة للثقافات يمكن أن نبني آليات جديدة تعيد للمشروع الديمقراطي حيويته المتلاشية وتدفع به قدمًا في طريق سيبقى دومًا طريق الماشي نحو الأفق؟.

 

الحلقة المقبلة: الشرعية البديلة

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هذا الشعب ة التی

إقرأ أيضاً:

مرقص رعى افتتاح ماراثون التطوع 2025: مبادرة رائدة تُجسّد إرادة التغيير من القاعدة إلى القمّة

رعى وزير الاعلام المحامي بول مرقص،  حفل افتتاح "ماراثون التطوع 2025" تحت عنوان "من الجنوب للشمال- كرمالك يا لبنان"، في المعهد العالي للأعمال، حضره بالاضافة الى الوزير مرقص وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، ممثل وزارة الزراعة فادي غانم، ممثلة وزارة الصحة ليندا حجار، مدير المعهد العالي للاعمال مكسانس دويو، مؤسس جمعية "ماراثون التطوع" جورج مراد، مدير Smart Esa كارل غيدا وحشد من المتطوعين والعاملين في الجمعيات التطوعية، وممثلين عن مؤسسات وشركات من القطاع الخاص وجمعيات من المجتمع المدني.

مراد

بعد النشيد الوطني، تلا مراد رسالة موجهة من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى الجمعية ثمن فيها الدور الهام الذي تقوم به في تعزيز روح التطوع والمواطنة الفاعلة وفي توطيد أواصر التعاون بين القطاعين العام والخاص.

وتحدث عن أهداف الجمعية التي تأسست بعد انفجار 4 اب والتي أصبحت تضم نحو 3 الاف متطوع، مشيرا الى ان "هذا الماراثون يمتد على اكثر من43 يوما في كل المناطق اللبنانية وهو يجسد روح الانتماء والمواطنة، وهو أيضا خير تعبير عن لبنان الموحد من شماله الى جنوبه، لبنان العابر للطوائف". 

مرقص

وألقى وزير الاعلام كلمة قال فيها: "يسعدني أن أكون بينكم اليوم، في هذا الحدث الوطني الجامع، الذي يضم الطاقات الشابة والمبادرات المجتمعية، ويعبّر عن جوهر لبنان الحقيقي: شباب ملتزم، ومجتمع مدني نابض، وروح تطوع لا تنكسر ولا تتعب"، مضيفا "انّ ماراثون التطوّع 2025 الذي يمتد لأكثر من 43 يومًا متواصلة،  هو أكثر من مجرّد فعالية؛ إنه نداء وطني مفتوح لكل من يؤمن بلبنان وبطاقاته البشرية، وهو نموذج يُحتذى في العمل المدني والمشاركة الفعّالة، ويمتد عبر مختلف المناطق اللبنانية، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب".

ولفت الى ان "ماراثون التطوع هو مبادرة رائدة تُجسّد إرادة التغيير من القاعدة إلى القمّة. ففي زمن الأزمات المتراكمة، يخرج هذا الحدث ليؤكد أن قوة لبنان ليست فقط في مؤسساته، بل في طاقاته الحيّة التي لا تنتظر بل تتحرّك، تبادر، وتُعطي من دون مقابل. إنه مشروع وطني عابر للطوائف والمناطق، يرسّخ قيم التعاون والتضامن والانتماء، ويؤكد أن العمل التطوعي ليس بديلاً عن الدولة، بل شريك فاعل في بناء دولة حديثة، عادلة، وقادرة".

وقال: "إنّ وزارة الإعلام، برعايتها لهذا الحدث، تؤكد التزامها الثابت بدعم كل ما يُظهر صورة لبنان الإيجابية في الداخل والخارج. فالإعلام ليس فقط ناقلاً للحدث، بل هو شريك في صناعة الأمل، في تسليط الضوء على المبادرات البنّاءة، والوجوه التي تستحق أن نراها على شاشاتنا لا في الصفوف الخلفية، وفي إبراز هذا الوجه المشرق لبلدنا، وفي تسليط الضوء على قصص النجاح، والتجارب الملهمة، والطاقات الشبابية التي تستحق أن تُحتضَن وتُشَجَّع."

وحيا جميع المتطوّعين، "الذين يملأون الساحات والأحياء والمدارس والمراكز برسالتهم النبيلة. وكل الجهات الداعمة من وزارات، وبلديات، وسفارات، ومؤسسات، وكل من آمن بأنّ العطاء هو أساس النهوض الحقيقي، وإلى كل من آمن بأن التطوع ليس بديلاً عن الدولة، بل رافعة لها".

وختم مرقص: "الشكر لمؤسّسي هذا الماراثون، وللجنة التنظيم، ولكل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة، التي نرجو أن تتحوّل إلى تقليد وطني سنوي يعيد ربط اللبنانيين بوطنهم، ويؤسس لمستقبل مختلف. واسمحوا لي أن أخص بالشكر السيّد جورج مراد، والذي عمل بجد ليُخرج هذا الماراثون إلى النور، وليجعله مناسبة سنوية تُعيد ربط اللبنانيين بوطنهم، وترسّخ قيم المواطنة والانتماء والمبادرة. عاش لبنان، عاش العمل التطوعي، وعاشت إرادتكم الحرة التي لا تعرف حدوداً".

السيد

وتحدثت الوزيرة السيد مؤكدة ان "التطوّع ليس مجرّد عمل، بل هو أسلوب حياة ومسار للتغيير الإيجابي. ومن هذا المنطلق، أطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية المنصة الوطنية للتطوع "نحن"  NAHNO VOLONTEERS، بالشراكة مع اليونيسف، وتنفيذ جمعيتي ANERA و LIVELOVE  بهدف تعزيز ثقافة التطوع وتنظيم الجهود الشبابية والمدنية ضمن إطار وطني جامع".

أضافت: "لقد تخطى عدد المتطوعين على المنصة الـ 12000 متطوع وقد سجّل ما يفوق الـ 140 جمعية فرصاً تطوعية على هذه المنصة لتشكل دعوة مفتوحة لكل فرد يريد أن يكون شريكاً في التنمية، وكل شابة وشاب يؤمن بأن لبنان يستحق الأفضل".

وختمت: "لا يسعنا إلا أن نشكر السيد جورج مراد مؤسس ماراثون التطوع على جهوده التي تلاقي جهودنا لتعميم ثقافة التطوع وتطويرها،  شكراً لكل من لبّى النداء، وشارك اليوم، ويشارك كل يوم بصمت وإرادة وعطاء.  معاً نبني مجتمعاً متماسكاً، عادلاً، وشاملاً".

غانم

وتحدث ممثل وزارة الزراعة ناقلا تحية محبة وتقدير من الوزير  نزار هاني الى المشاركين في هذا الحفل، وقال: "نحن لا نفتتح مجرد ماراثون اليوم بل نطلق شرارة امل متجددة لنثبت بأن العمل التطوعي هو قبل كل شيء فعل انتماء وفعل تحرر من اللامبالاة وفعل تحد لكل الظروف".

أضاف: "أنا واحد من الذين أمنوا بان العمل التطوعي ليس نزهة بل مسار حياة. وها أنا اليوم في وزارة الزراعة أواصل هذا المسار مؤمنًا بإن الادارة العامة يمكن أن تكون أيضا  منصة لخدمة الناس ودعم الريف وتمكين المزارعين وتعزيز السيادة الغذائية من خلال سياسات عادلة ومبادرات مستدامة لفريق يؤمن ان التغيير ممكن حين يبنى على القيم والعمل الميداني والتخطيط الشامل".

وتوجه الى الشباب قائلا: "أنتم تعلموننا كل يوم  أن الوطن لا يبنى بالخطابات بل بالأفعال الصغيرة التي تتراكم، وبالقلوب التي تنبض حبا له. ففي وزارة الزراعة لم نكتف بإطلاق الشعارات بل نزلنا الى الميدان، وأطلقنا حملة الزراعة نبض الأرض والحياة، لأننا نؤمن بأن الزراعة ليست قطاعا مهمشا بل قضية سيادية بيئية انمائية ووجودية في آن معا، وفي قلب هذه الحملة قررنا أن نزرع الأمل وبدأنا في زرع 50 الف غرسة زيتون في قانا جنوب لبنان، لنقول للعالم  بأن هذه الأرض باقية خصبة وحية بفضل أيادي الشباب وايماننا بان الزراعة هي درب الصمود والإنماء."

أضاف: "كنتم انتم الى جانبنا في الحقل والفكرة والعطاء. لم يكن مشهدا عاديا برؤية  شباب وصبايا من كل المناطق يزرعون المستقبل بأيديهم ويبادرون. ولهؤلاء أقول باسم وزارة الزراعة شكرا من القلب. أنتم النموذج الذي نحتاج اليه والحلول في زمن الأزمات. وهذا الماراثون هو تأكيد بان هذا البلد ما زال فيه نبض نبضكم انتم".

حجار

وكانت كلمة لممثلة وزارة الصحة قالت فيها:" يسرني ويشرفني ان اقف اليوم بينكم ممثلة المدير العام لوزارة الصحة فادي سنان، في هذه المناسبة التي تعبق بروح العطاء والانتماء مناسبة دعم جمعية ماراثون التطوع، ان العمل التطوعي ليس فقط رسالة بل أسلوب حياة ينعكس ايجابا على الافراد والمجتمعات. هذه المبادرة التي كانت في الصفوف الإمامية تمد يد العون وتزرع البسمة وتنشر التوعية".

أضافت: "ان وزارة الصحة وبتوجيهات مباشرة من مديرها العام تؤمن بأن الشراكة مع المجتمع المدني ومع جمعيات التطوع النشطة هي عنصر أساسي لتحقيق التنمية الصحية المستدامة. وها نحن اليوم نؤكد دعمنا الكامل لكل هذه المبادرات التي تكمل الجهود الرسمية وتضيف الى قدراتنا كدولة ومؤسسات".

وختمت: "كل الشكر لجمعية ماراثون التطوع على كل ما قدمته وتقدمه وكل الإحترام لمؤسس هذه الجمعية على قيادته المميزة وعلى مواقفه الانسانية".

غيدا

أما ممثل المعهد العالي للاعمال مدير Smart Esa كارل غيدا فأعلن أن "Smart Esa هي حاضنة أعمال لديها ثلاث مهام اساسية: الأولى تحفيز ريادة الأعمال ودفع رواد الأعمال للوصول إلى النجاح. والثانية  الابتكار  في ريادة الأعمال ومن هنا نعمل على  مشروع  مع السفارة الفرنسية لمساعدة عشربن مدرسة لتصبح مدارس للمستقبل ليس فقط من خلال تغيير المهارات التي يحتاجها الطلاب ولكن للعمل مثل الشركات الناشئة، لذلك نساعد هذه المدارس العشرين على إدخال النظم البيئية المحلية لبناء رؤية والعمل مع رواد الأعمال. أما الثالثة فهي ملء الفجوات عندما تكون هناك فجوة في النظم البيئية المبتكرة، فنحن نحاول العمل مع الآخرين للتعاون لملء هذه الفجوات في التعليم والثقافة والنظام البيئي المبتكر وفي مجال مدينة الغد".

 واشار الى انه  "اعجب بفكرة  الماراثون التطوعي الذي يسهم في فهم المسؤولية الاجتماعية وقبول التنوع،  إنه نوع من الخدمات للقيادة الجديدة للمواطنين". مواضيع ذات صلة افتتاح معرض "فرص العمل في الشمال 2025" في مجدليا - زغرتا Lebanon 24 افتتاح معرض "فرص العمل في الشمال 2025" في مجدليا - زغرتا 05/07/2025 11:21:33 05/07/2025 11:21:33 Lebanon 24 Lebanon 24 للسنة الخامسة على التوالي.. المراكز الطبية لـ "LAU" قدّمت الدعم الطبي في OMT بيروت ماراثون 2025 Lebanon 24 للسنة الخامسة على التوالي.. المراكز الطبية لـ "LAU" قدّمت الدعم الطبي في OMT بيروت ماراثون 2025 05/07/2025 11:21:33 05/07/2025 11:21:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "رويترز": لم يطرأ أي تغيير على العمليات في قاعدة العديد الجوية في قطر Lebanon 24 "رويترز": لم يطرأ أي تغيير على العمليات في قاعدة العديد الجوية في قطر 05/07/2025 11:21:33 05/07/2025 11:21:33 Lebanon 24 Lebanon 24 بول مرقص: لا يحق لإسرائيل المبادرة في أي عمل عسكري إلا بإبلاغ لجنة المراقبة Lebanon 24 بول مرقص: لا يحق لإسرائيل المبادرة في أي عمل عسكري إلا بإبلاغ لجنة المراقبة 05/07/2025 11:21:33 05/07/2025 11:21:33 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان أفراح ومناسبات قد يعجبك أيضاً "انكسرت الجرة".. هل يجد باسيل حليفا جديدا؟ Lebanon 24 "انكسرت الجرة".. هل يجد باسيل حليفا جديدا؟ 04:00 | 2025-07-05 05/07/2025 04:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد بنت جبيل.. غارة إسرائيلية تستهدف سيارة في شقرا Lebanon 24 بعد بنت جبيل.. غارة إسرائيلية تستهدف سيارة في شقرا 04:10 | 2025-07-05 05/07/2025 04:10:46 Lebanon 24 Lebanon 24 ارتفاع إضافي بالحرارة.. هكذا سيكون طقس نهاية الاسبوع Lebanon 24 ارتفاع إضافي بالحرارة.. هكذا سيكون طقس نهاية الاسبوع 04:00 | 2025-07-05 05/07/2025 04:00:11 Lebanon 24 Lebanon 24 مفتي الجمهورية يلتقي الشرع في دمشق Lebanon 24 مفتي الجمهورية يلتقي الشرع في دمشق 03:59 | 2025-07-05 05/07/2025 03:59:29 Lebanon 24 Lebanon 24 ما حقيقة تعديل رواتب رئيس وأعضاء مجلس الجنوب؟ Lebanon 24 ما حقيقة تعديل رواتب رئيس وأعضاء مجلس الجنوب؟ 03:56 | 2025-07-05 05/07/2025 03:56:43 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة عن الليرة اللبنانية.. خبر جديد Lebanon 24 عن الليرة اللبنانية.. خبر جديد 15:54 | 2025-07-04 04/07/2025 03:54:53 Lebanon 24 Lebanon 24 "بلبلة" في الضاحية بسبب سيارة.. سيدة خرجت منها وهربت! Lebanon 24 "بلبلة" في الضاحية بسبب سيارة.. سيدة خرجت منها وهربت! 12:05 | 2025-07-04 04/07/2025 12:05:17 Lebanon 24 Lebanon 24 إحذروا هذا الفيتامين... الإكثار منه قد يشكل خطرا على صحتكم Lebanon 24 إحذروا هذا الفيتامين... الإكثار منه قد يشكل خطرا على صحتكم 12:30 | 2025-07-04 04/07/2025 12:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 رد "حزب الله".. هذا اقصى ما نستطيع تقديمه Lebanon 24 رد "حزب الله".. هذا اقصى ما نستطيع تقديمه 11:01 | 2025-07-04 04/07/2025 11:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد مسيرة طويلة... الموت يُغيّب فنانة قديرة عن 71 عاماً (صورة) Lebanon 24 بعد مسيرة طويلة... الموت يُغيّب فنانة قديرة عن 71 عاماً (صورة) 07:22 | 2025-07-04 04/07/2025 07:22:41 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 04:00 | 2025-07-05 "انكسرت الجرة".. هل يجد باسيل حليفا جديدا؟ 04:10 | 2025-07-05 بعد بنت جبيل.. غارة إسرائيلية تستهدف سيارة في شقرا 04:00 | 2025-07-05 ارتفاع إضافي بالحرارة.. هكذا سيكون طقس نهاية الاسبوع 03:59 | 2025-07-05 مفتي الجمهورية يلتقي الشرع في دمشق 03:56 | 2025-07-05 ما حقيقة تعديل رواتب رئيس وأعضاء مجلس الجنوب؟ 03:48 | 2025-07-05 وزارة المالية تعلن إعادة العمل بخدمة online فيديو فنانة شهيرة تُثير الجدل بتصريحاتها عن الرجال.. شاهدوا ماذا قالت (فيديو) Lebanon 24 فنانة شهيرة تُثير الجدل بتصريحاتها عن الرجال.. شاهدوا ماذا قالت (فيديو) 04:00 | 2025-07-04 05/07/2025 11:21:33 Lebanon 24 Lebanon 24 عمرو دياب يتعاون مع ابنيه جنا وعبد الله في ألبومه الجديد "ابتدينا" (فيديو) Lebanon 24 عمرو دياب يتعاون مع ابنيه جنا وعبد الله في ألبومه الجديد "ابتدينا" (فيديو) 10:11 | 2025-07-03 05/07/2025 11:21:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "كفاية كده".. إعلامية شهيرة تُعاتب شيرين عبد الوهاب بعد أزمتها في المغرب (فيديو) Lebanon 24 "كفاية كده".. إعلامية شهيرة تُعاتب شيرين عبد الوهاب بعد أزمتها في المغرب (فيديو) 03:28 | 2025-07-03 05/07/2025 11:21:33 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • مرقص رعى افتتاح ماراثون التطوع 2025: مبادرة رائدة تُجسّد إرادة التغيير من القاعدة إلى القمّة
  • جهود كبيرة تبذلها فرق الدفاع المدني لإخماد الحريق الحراجي الذي اندلع بين مشروع دمر وقصر الشعب
  • «الدرقاش»: الديمقراطية خطر على الشعب الليبي
  • سوريا تكشف عن هوية بصرية جديدة.. فما الرسائل التي تحملها؟
  • الرئيس الشرع: الهوية تعبر عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، فنعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج
  • وزير الخارجية: سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري
  • الرئيس الشرع: شعبنا العظيم إن الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة، وإن التنوع الثقافي والعرقي عامل إغناء وإثراء لا فرقة أو تنازع
  • وزير الخارجية: توجت جهودنا برفع العقوبات ورفع علم سوريا في مقر الأمم المتحدة، سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري، والرمزية السورية اليوم أكثر انفتاحاً ترمز إلى الإنسان السوري وثقافته وأرضه
  • إرادة البقاء
  • قيادي بمستقبل وطن: الوطنية للانتخابات نموذج للتنظيم والشفافية وتعزيز الديمقراطية