#ندوات_نضالية
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
حفِل هذا الأسبوع بعدد من الندوات التي تعكس مدى تفاعل الأردني مع فلسطين.
(01)
مقالات ذات صلة الدولة الفلسطينية بين قرارين 2024/07/23التضليل الإعلامي
تفاعَل جمهور النادي الأرثوذكسي مع بيان التل، ونضال أبو زيد، وسعد حتر، والنعيمات، في ندوة أدارتها رلى سماعين على مدى ساعتين.
– تحدث نضال أبو زيد العقيد المتقاعد والخبير العسكري والاستراتيجي، في مصطلحات الضخّ الإعلامي؛ مستعينًا بمفاهيم عسكرية. من وتناول موضوع “الحقن الإعلامي”، واستخدام الإعلام في توجيه الرأي العام. وأوضح أبو زيد أن هناك وسائل إعلامية تستخدم أدواتٍ استخباريةً لتغيير الأنماط الفكرية، والسيطرة على العقول والعواطف. كما تحدث عن خطر المنصّات الرقمية التي تسعى للسيطرة على الأفراد، والمجتمعات لتحقيق أهداف معينة.
– وأشار أبو زيد إلى أننا وفي ظل أمام تطورات الحالة الإعلامية، ظهر مسار الإعلام الهجومي والإعلامي الدفاعي المضاد حالة من شأنها صناعة الخبر بطريقة استخبارية أكثر منها إعلامية، الأمر الذي يفسر حسب “ابو زيد” مقولة إن أغلب وسائل الإعلام موجهة.
– وتحدثت بيان التل بجرأة عن قضايا إعلامية مثل:الحاجة إلى التربية الإعلامية، وأشادت بالتجربة الأردنية في إدماج مفاهيم التربية الإعلامية في المناهج، والكتب المدرسية. وأوضحت أن الدولة ما زالت تعتقل الإعلاميين، فما زلنا بعيدين عن الإعلام الحقيقي. تحدثت بيان بأناقتها المعروفة، وجرأتها الأصيلة عن ضرورة الحرية الإعلامية.
– تحدث سعد حتر عن أساليب الخداع، والتضليل باستخدام تقنيات العصر الرقمي، حيث يمكن تزييف أي خبر وتركيبه واختراعه، وتزييف أي صورة، وأبرزَ حتر ضعف الإعلام الرسمي وغيابه عن الأحداث.
– وتحدث النعيمات عن جهود معهد إدارة الأزمات، والتحديات الإعلامية الرقميّة؛ مقدّمًا أرقامًا دقيقة عن التغييرات، والتبدلات، في الأحداث والمنصات.
– تكمن أهمية الندوة في إثارة قضايا التضليل، وجرأة المواطن في تقديم آراء قطعية في موضوعات لا يمتلك أي معلومات عنها.
– لم تتطرق الندوة إلى حماية المواطنين من التضليل .
– لم تتحدث الندوة عن دور المنافقين في التضليل، ولا دور الأجهزة التي تعمل على غسيل الأدمغة، وجعلها جاهزة لتلقي ما يُضخ لها من معلومات!
(02)
الأسرى تحت الاحتلال
في ندوة ملتقى بيت المقدس في 21/7 تحدث المحامي خالد جحامنة عن ممارسات تقوم به إسرائيل في تعذيب الأسرى، ممارسات لا يمكن لدولة أن تنفذها، فهي سلوك عصابات إجرامية غير مسبوقة، وصفها المحامي المحاضر بأنها تفوق مئتي ممارسة، لا يتخيلها عقل بشري، حيث تجري عمليات التعذيب والاغتصاب أمام الأسرى!
قال أحدهم: تذرّعت الدول المطبِّعة أنها تطبِّع لتقيم جسرًا لمناصرة الشعب الفلسطيني، غير أن واحدة منها لم تتدخل حتى في تطبيق قوانين دولية لحماية الأسرى. كانت ندوة قاهرة ومحزنة!
(03)
نظرة اليهودي إلى الآخر
وفي ندوة كامل العجلوني في ملتقى الرواد الكبار السبت الماضي، قدم أدلة على معتقدات يهودية في احتقار غير اليهودي، سبق أن كتبت عنها بالتفصيل.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ذوقان عبيدات أبو زید
إقرأ أيضاً:
باسم يوسف ينتقد الصورة الإعلامية المغلوطة عن ليبيا والوطن العربي
حاول الإعلامي باسم يوسف، تقديم توضيح لما وصفها "الصورة غير الدقيقة" التي تُرسم عن دول عدة حول العالم، ولا سيما في المنطقة العربية، وذلك في أعقاب زيارته الأخيرة إلى ليبيا، تلبية لدعوة "أيام طرابلس الإعلامية".
وتوقف عند دلالات استمرار تلقي الصور الترفيهية والإعلامية الجاهزة، خصوصا تلك المنتجة في الولايات المتحدة الأمريكية، وما يترتب عليها من استمرار مآس إنسانية، من بينها إبادة الفلسطينيين في غزة على يد دولة الاحتلال، دون ردود فعل من دول تحمي قدسية أرواحهم بوصفهم بشرا.
وأوضح موقع “هسبريس” أن باسم يوسف، الإعلامي المصري المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، يعد صاحب أبرز برنامج ساخر في العالم العربي هو “البرنامج”، وأحد الوجوه المؤثرة اليوم في الكوميديا السياسية الساخرة والنقاش الإعلامي باللغة الإنجليزية.
ونقل عنه قوله إن أول كلمة سمعها من كثيرين في محيطه عندما أخبرهم بنيته زيارة ليبيا كانت: “لم!؟”، مضيفا: “لا ألوم الناس على ذلك، بعد أخبار الصراعات والنزاعات والعواجل غير الجيدة في الغالب، لكن عندما وصلت إلى هنا أحسست بإحساس الغباء الذي كنت أحس به عند حديث الأجانب عن دولنا، كما أحسست بالتقصير لأني لا أعرف عن ليبيا الكثير”.
وخلال مداخلته في فعاليات “أيام طرابلس الإعلامية”، أقر باسم يوسف بأنه بمجرد وصوله إلى العاصمة الليبية، ومشاهدته أضواء المدينة وازدحام السيارات والبنايات الشاهقة والحياة اليومية العادية، شعر بالخجل من نفسه ومن جهله، وفق تعبيره.
وتابع: “دفعتني هذه التجربة إلى التفكير في معلومات وانطباعات تصلنا عن العالم، ولا علاقة لها بالواقع، وهو ما يبلغ درجة أن لا معلومات لي عن جارة لبلدي، وهو جهل الأجانب نفسه الذي نحس به لما يزوروننا في مصر أو الجزائر أو المغرب”.
وأبدى "الكوميدي" السياسي باسم يوسف تصالحا مع الوصف القدحي الذي يطلقه عليه منتقدوه ومعارضوه بـ“الأراجوز”، بل تبناه، قائلا: “أنا كوميديان ترك الطب ليضحك الناس، فوجدت نفسي في معمعة أكبر مني عربيا وغربيا”.
وتطرق إلى ما يردده البعض بشأن الحاجة إلى حضور العلماء والدبلوماسيين والسياسيين والأطباء في مثل هذه المناسبات، منبها إلى أن “صورتنا كعرب ومسلمين عند الآخرين غير جيدة، وهي لا تتشكل عبر الأكاديميين والدكاترة، بل عبر وسائل الإعلام؛ والكوميديين والناس غير الجادين”.
وأضاف أن الغرب “لا يعرفنا غالبا عبر الكتب والمراجع، بل إن كل المعلومات المغلوطة عنا قادمة من الإعلام والترفيه والأفلام التي نعتبرها تفاهة”.
وقدم يوسف مثالا بما ترسخ في الغرب بسبب المخرج ستيفن سبيلبرغ الذي “صوّر اليهود يبنون الأهرام، وبسبب فيلم من ساعتين صار هذا تاريخا رسميا في عقول الناس، رغم أن علماء الآثار يعرفون أن بناء الأهرام يسبق وجود اليهود في مصر بقرون”. واعتبر أن الأمر نفسه ينطبق على صورة الإيرانيين في الولايات المتحدة، بفعل “مسلسلات وأفلام تزرع صورة نمطية”.
وأوضح أن النتيجة لا تتعلق بالصورة فقط، بل بحياة الناس، قائلا إن “ما حدث في فلسطين هو حصيلة بروباغاندا (دعاية) ممنهجة منذ سنين، وما استطاعت القيام به إسرائيل هو نتيجة غسيل دماغ طويل، صنفنا أشرارا ولو دافعنا عن أرضنا، وبأننا نستحق أن يُقتل أبناؤنا داخل منازلنا”.
واستشهد بنموذج سابق، قائلا: “في أفلام الويسترن شجعنا رعاة البقر ضد أصحاب الأرض الهنود الحمر، وأحببنا ممثلا عنصريا مثل جون وين، بسبب البروباغاندا الممررة عبر التسلية”.
وأعرب باسم يوسف عن أسفه لاستمرار النظرة القاصرة للإعلام والفن في العالم العربي باعتبارهما “تسلية فارغة” يُنظر إليها بـ“تعالٍ وكره”، بينما “في الخارج يوجد فن الإسفاف، والفن الجيد، والذي بينهما، ويشكل عقول المجتمعات”.
وتابع: “بعد اهتزاز صورة إسرائيل أُعلنت في كان مسلسلات وأفلام ووثائقيات بمئات الملايين لسرد ‘سبعة أكتوبر’ من وجهة نظرهم وتعويض خسائرهم فعلا”. وأضاف أن عمليات شراء منصات مثل “تيكتوك”، و“براماونت”، و“إتش بي أو”، و“وورنر برادرز” لا تتعلق بالتسلية، بل بـ“السيطرة على ملايين البشر”.
وسرد يوسف مفارقات يصفها بأنه يعيشها كمصري أصبح أمريكيا أيضا، قائلا: “نحن عرب المهجر رأينا الأمور من الداخل، ونعيش واقعا صعبا، فنحن نعيش في بلاد تستحل دماءنا في بلداننا التي تركناها، وهو ما يتم بأموال ضرائبنا، ونحس بعجزنا، وترسيخ صورة سلبية عنا”.
وأضاف أن هذا الواقع يمتد حتى داخل العالم العربي عبر استخدام منصات مثل “غوغل” و“أمازون” و“آبل”، التي وصفها بأنها “متواطئة بالكامل مع إسرائيل”.
وخلال مداخلته في “أيام طرابلس الإعلامية”، خلص يوسف إلى أن “كل هذا التخوف والتوجس من ليبيا يأتي من الجهاز المستطيل (الهاتف)… والعدسة المشروخة عمدا، التي صورت الدولة فيلم رعب، بدل تقديمها بلدا له مشاكله”.
وتابع: “وأقول هذا بعد 12 ساعة من قدومي لطرابلس، جعلتني خلال وقت قليل أخجل من نفسي، مع ما وجدته من كرم وحب وذوق، كفيل بإعادتي مرة ومرات”.
وختم بالتأكيد على أن “التفاؤل والأمل لا يعنيان أن نغفل عن المحاولات المستمرة للسيطرة على الإعلام والعقول، بل ينبغي الاستثمار في الجذب والتركيز لأن السنوات القادمة صعبة”، مضيفا: “سنستمر في الوضع نفسه إذا واصلنا انتظار الآخرين ليصوّرونا أخيارا أم أشرارا أم أمواتا أحياء أم هنودا حمرا، وإذا جعلنا كل دورنا هو البحث عن كيف نبدو في عيون الآخرين”.