عربي21:
2025-12-14@01:22:17 GMT

أنقرة تتوقع فوز ترامب وتفضِّله

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

أدان رئيس الجمهورية التركي، رجب طيب أردوغان، محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، خلال تجمع انتخابي بولاية بنسيلفانيا، وقال في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، إنه يتقدم بأخلص تمنياته بالسلام لترامب وعائلته وأحبابه، مؤكدا أن "تركيا ستقف إلى جانب الشعب الأمريكي الصديق والحليف".

ولم يكتف أردوغان بهذه الإدانة، بل واتصل أيضا بترامب ليجدد إدانته لمحاولة اغتياله، ويعبر عن حزنه جراء الهجوم المسلح الذي استهدفه.

الرئيس التركي في المكالمة الهاتفية التي أجراها مع الرئيس الأمريكي السابق، وصف محاولة الاغتيال بأنها "اعتداء على الديمقراطية"، وقال إن "موقف ترامب الشجاع بعد الهجوم كان مثيرا للإعجاب"، مضيفا أن ترامب "أظهر قيادة قوية برسائله المطمئنة عن الوحدة بعد محاولة الاغتيال". ولا يخفى على متابع للعلاقات التركية الأمريكية أن هذه التصريحات التي تحتوي ثناء مبالغا فيه، تهدف إلى دغدغة مشاعر مرشح الجمهوريين للانتخابات الرئاسية التي ستجري في الولايات المتحدة في شهر تشرين الثاني / نوفمبر القادم.

أنقرة، كمعظم عواصم المنطقة، تتوقع فوز ترامب، في الظروف الراهنة، ليصل إلى المكتب البيضاوي لفترة رئاسية ثانية، كما أنها تفضل فوز مرشح الجمهوريين على فوز مرشح الديمقراطيين لأسباب عديدة، على رأسها رغبة ترامب في سحب القوات الأمريكية من سوريا. وترى أنقرة أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى توسيع المساحة التي تتحرك فيها، وتمنح تركيا فرصة أخرى للقيام بعمليات عسكرية جديدة للقضاء على خطر حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا.

الولايات المتحدة تدعم حزب العمال الكردستاني في سوريا بالمال والسلاح. وقد تجد رغبة ترامب في سحب القوات الأمريكية من سوريا معارضة قوية من البنتاغون. وإن تم تجاوز تلك العقبة فمن الممكن أن تملأ الفراغ روسيا وإيران، إن ترددت تركيا في تقديم الخطوات اللازمة في الوقت المناسب. ومن المعلوم أن كلتا الدولتين هما أيضا تحمي المنظمة الإرهابية وتدعمها لاستغلالها ضد تركيا كورقة ضغط وابتزاز. وبالتالي، على الحكومة التركية أن تستعد لكافة السيناريوهات كي لا تضيع الفرصة.

الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مستهل ولايته عيَّن بريت ماكغورك منسقا لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن الأمريكي، الأمر الذي أثار حينه استياء أنقرة. ويعتبر ماكغورك "الوجه الظلامي للسياسة الأمريكية تجاه المنطقة"، وأحد عرَّابي خطة تقسيم سوريا لصالح حزب العمال الكردستاني ومشروعه الانفصالي.

ها هو أردوغان ما زال يتربع على كرسي رئيس الجمهورية، وسيحكم تركيا حتى إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2028، إن لم يتم تقديم موعده. وأما بايدن فسيخرج من المعترك السياسي بعد عدة أشهر ليبقى في ذاكرة التاريخ كرئيس اضطرّ لسحب ترشحه لولاية ثانية تحت ضغوط حزبه بسبب تدهور صحته العقليةوكان الرجل مبعوث الولايات المتحدة لدى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" حين أعلن ترامب في ولايته الأولى عن قرار الانسحاب من سوريا، وقدَّم استقالته احتجاجا على القرار. وكان ترامب علَّق على استقالة ماكغورك قائلا: "ماكغورك الذي لا أعرفه، عيَّنه الرئيس أوباما عام 2015. وكان من المفترض أن يرحل في شباط / فبراير، ولكنه استقال قبل الأوان"، كما وصفه بــ"الاستعراضي"، مضيفا أن "الأنباء الكاذبة تضخم هذا الحدث الذي لا يساوي شيئا"، في إشارة إلى الاستقالة. ومن المؤكد أن ماكغورك، المعروف بعدائه لتركيا، سيفقد منصبه في حال فاز ترامب في الانتخابات.

هناك ملفات مختلفة أدَّت إلى تأزم العلاقات التركية الأمريكية، منها شراء تركيا منظومة أس-400 الصاروخية من روسيا. وأسفرت هذه الأزمة عن استبعاد تركيا من برنامج مقاتلات أف-35. وكان ترامب انتقد حصول تركيا على المنظومة الروسية، وقال إن الولايات المتحدة لن تبيع أنقرة طائرات من طراز أف-35، إلا أنه في ذات الوقت كان منصفا في تحميل مسؤولية ما آلت إليه العلاقات التركية الأمريكية، حيث قال إن إدارة أوباما رفضت أن تبيع الأتراك صواريخ باتريوت، واستمر هذا الموقف لمدة طويلة، وحين بدَّل البيت الأبيض موقفه من هذا الملف كانت تركيا قد وقعت عقدا مع روسيا، ودفعت أموالا طائلة. وقد تجد أنقرة في ولاية ترامب الثانية فرصة للعودة إلى برنامج مقاتلات أف-35، بعد أن أبرمت في ولاية بايدن صفقة مع واشنطن لشراء 40 مقاتلة جديدة من طراز أف-16، بالإضافة إلى 79 من مجموعات التحديث لأسطولها الحالي من ذات المقاتلات.

احتضان الولايات المتحدة لكبار قادة جماعة غولن المتورطة في محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف 2016 ملف آخر يسمِّم العلاقات بين أنقرة وواشنطن. وكان ترامب في نهاية 2018 أبلغ أردوغان أن واشنطن تعمل على ملف تسليم زعيم الجماعة، فتح الله كولن، إلى تركيا. وعلى الرغم من ذلك، لم يتم التقدم في هذا الملف في ولاية ترامب الأولى. وتأمل أنقرة في أن يأتي التقدم المطلوب في ملف تسليم فتح الله كولن وكبار قادة جماعته في ولاية ترامب الثانية، في حال فاز الأخير في تشرين الثاني / نوفمبر المقبل.

الرئيس الأمريكي الحالي خلال حملته الانتخابية عام 2020 وصف أردوغان بــ"المستبد"، وتوعد في التدخل في شؤون تركيا من خلال دعم أحزاب المعارضة للإطاحة بالرئيس التركي عبر صناديق الاقتراع. وشهدت تركيا تطورات وانتخابات خلال ولاية بايدن تشير إلى ذاك التدخل الذي توعد به الرئيس الأمريكي، إلا أن المعارضة التركية فشلت في القيام بتلك المهمة. وها هو أردوغان ما زال يتربع على كرسي رئيس الجمهورية، وسيحكم تركيا حتى إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2028، إن لم يتم تقديم موعده. وأما بايدن فسيخرج من المعترك السياسي بعد عدة أشهر ليبقى في ذاكرة التاريخ كرئيس اضطرّ لسحب ترشحه لولاية ثانية تحت ضغوط حزبه بسبب تدهور صحته العقلية، بعد أيام من قوله إنه لن يسحب ترشحه إلا "إذا نزل الله من السماء وأمره أن يخرج من السباق".

*كاتب تركي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تركيا الانتخابات امريكا تركيا انتخابات مواقف رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی فی ولایة ترامب فی

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: مبعوث ترامب سيلتقي نتنياهو ضمن اتصالات سرية تمهيدا للمرحلة الثانية في غزة

إسرائيل – ذكرت وسائل إعلام عبرية أن المبعوث الأمريكي توم باراك سيصل إلى إسرائيل يوم الاثنين المقبل في إطار الاتصالات السرية بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة.

وأوضح موقع “والا” العبري: “من المتوقع أن يصل المبعوث الأمريكي توم باراك، إلى إسرائيل يوم الاثنين المقبل، حيث يأتي وصوله في خضم تسارع ملحوظ في المحادثات السياسية والأمنية تمهيدا للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وهي محادثات تجري بعيدا عن الأضواء، لكنها تثير العديد من التوترات”.

وأضاف الموقع: “في خضم كل هذا، استهدفت إسرائيل رائد سعد الرجل الثاني في حركة الفصائل، وهي عملية لم تبلغ إسرائيل الأمريكيين عنها إلا بعد وقوعها، في الوقت نفسه، تواصل إسرائيل عرقلة الضغوط الأمريكية للتحرك سريعا نحو المرحلة التالية، ريثما يعاد جثمان ران غويلي”.

وأشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة تعمل بالفعل مع شركائها في الاتفاق ومع الدول الوسيطة على الخطوات اللاحقة، حتى وإن كانت الإعلانات الرسمية لا تزال متأخرة.

كما أضاف أن “زيارة باراك لإسرائيل ليست وليدة الصدفة. فقد أشار علنا في الأيام الأخيرة إلى الجهود الأمريكية الرامية إلى استقرار الساحة الإقليمية عبر تحسين العلاقات مع أنقرة، بل وألمح صراحة إلى معارضة إسرائيل لانضمام تركيا إلى القوة متعددة الجنسيات المزمع مشاركتها في غزة”.

وأوضح باراك، خلال مؤتمر صحفي في واشنطن، أنه “على الرغم من أن إسرائيل تنظر بعين الريبة إلى العلاقات الوثيقة بين أنقرة وحركة الفصائل، فإن واشنطن تعتقد أن لتركيا دورا محتملا على الأرض”.

كما أكد باراك أن “تركيا وقطر كانتا عاملا رئيسيا في تحقيق وقف إطلاق النار وإعادة الأسرى، لأنهما تركتا قنوات الاتصال مفتوحة، وأن الجيش التركي لديه القدرة على المساهمة في استقرار الوضع وخفض التوترات”.

 

المصدر: RT + إعلام عبري

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: مبعوث ترامب سيلتقي نتنياهو ضمن اتصالات سرية تمهيدا للمرحلة الثانية في غزة
  • الرئيس التركي: مناقشة خطة السلام بين أوكرانيا وروسيا مع ترامب بعد لقائه بوتين
  • أردوغان يُبلغ بوتين باستعداد أنقرة لقبول أي صيغة للمفاوضات بشأن أوكرانيا
  • تركيا: لا تعديل على منظومة إس-400 ومحادثات إف-35 مستمرة
  • أردوغان يؤكد لبوتين: تركيا مستعدة لاستضافة المفاوضات بشأن أوكرانيا بأي صيغة
  • تركيا ترد على تصريحات السفير الأمريكي بشأن منظومة إس- 400
  • الكرملين: روسيا ترحب بجهود تركيا للتوصل إلى تسوية في أوكرانيا
  • تركيا.. تدني شعبية الحركة القومية يضع تحالف أردوغان أمام خيارات صعبة
  • ترامب يتباهى: أحرر المعتقلين في تركيا بمكالمة مع أردوغان!
  • مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية لصالح إلغاء قانون قيصر ورفع العقوبات عن سوريا