تسببت الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قرى وبلدات جنوب لبنان في دمار كبير بالمباني، فضلا عن نزوح ما يقرب من 90 ألف شخص من منازلهم جراء الاعتداءات الإسرائيلية، التي تأتي في ظل تصاعد حدة المواجهات بين الاحتلال وحزب الله.

وأظهر تحليل لصور الأقمار الصناعية وصور الرادار وسجلات النشاط العسكري، أجرته "بي بي سي"، نزوح مجتمعات بأكملها وتضرر آلاف المباني ومساحات واسعة من الأراضي على الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.



ووفقا لـ"بي بي سي"، فإن التحليل كشف أن أكثر من 60 بالمئة من المجتمعات الحدودية في لبنان قد عانت من نوع من الضرر نتيجة للغارات الجوية والمدفعية الإسرائيلية.

ولفت إلى أن أكثر من 3200 مبنى تعرض لأضرار منذ 10 تموز /يوليو. وكانت بلدات عيتا الشعب وكفركلا وبليدا من بين الأكثر تضررا.

ويعتمد التحليل على بيانات جُمعت  بواسطة الباحث كوري شير من مركز الدراسات العليا بجامعة نيويورك، وتستند إلى مقارنات بين صورتين منفصلتين، الأمر الذي يكشف عن التغيرات في ارتفاع أو هيكل المباني ويشير إلى حدوث ضرر.


وتعرضت عيتا الشعب لقصف واسع النطاق، حيث وقع ما لا يقل عن 299 هجوماً منذ  تشرين الأول /أكتوبر الماضي، في حين تعرضت المباني الواقعة على طول الطريق الرئيسي للمدينة.

ووصف عمدة عيتا الشعب، ماجد الطحيني، البلدة بأنها "كأنها تعرضت لزلزال"، مشيرا إلى استشهاد 17 شخصا من غيتا الشعب جراء الغارات الإسرائيلية.

وقال الطحيني في حديثه لـ"بي بي سي"، إن "منظر الدمار مروع"، وأضاف أن "بيوت العيتا أصبحت مجرد هياكل وتحولت إلى أنقاض".

وفي السياق ذاته، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي بلدة كفركلا بأكثر من 200 هجمة، ما تسببفي تدمير العديد من المتاجر والأسواق ومحلات الخدمات في مركز البلدة.

كما تعرضت بليدا للقصف نحو 130 مرة على الأقل منذ أكتوبر/تشرين الأول، ما أدى إلى إتلاف العديد من المباني بالإضافة إلى صيدلية، بحسب موقع أكلد.

وكان تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية الأسبوع الماضي، وثق تحول أجزاء واسعة من قريتي العديسة وكفركلا وقرى أخرى جنوب لبنان إلى أنقاض نتيجة القصف الإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة التي تمكنت من إجراء جولة ميدانية مع القوات الأممية، إن مساحات واسعة من العديسة وقرية كفركلا المجاورة تحولت إلى مساحات من الركام الخرساني، يتناثر فيها حديد التسليح والكابلات الكهربائية والأثاث المقلوب. ولم تكن هناك أي علامات على الحياة أيضا.

ولا تزال المباني القليلة الواقعة على طول الطريق الرئيسي في العديسة والتي نجت من الضربة المباشرة تحمل ندوب القصف المتكرر للقرية بالقنابل الثقيلة، حيث تحطمت نوافذها وتركت أبواب المرآب المعدنية تتلوى وملتوية، وفقا للتقرير.

أضرار لدى الاحتلال
وفي الجانب الفلسطيني المحتل، قدرت "بي بي سي" أن "إسرائيل" ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل كانت الأكثر تضررا، حيث تأثر حوالي 55 كيلومتراً مربعاً من الأراضي، مقارنة بـ 40 كيلومترا مربعا في لبنان.

وذكرت بعض التقديرات الأخيرة الصادرة عن هيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية، أن هذا الرقم قد يصل إلى 87 كيلومترا مربعا.

وهناك تقارير عن تضرر 1,016 وحدة سكنية منذ بداية التصعيد، مع 75% من الأضرار الناجمة عن صواريخ وقذائف ومسيرات تابعة لحزب الله. والباقي بسبب أنشطة قوات الاحتلال العسكرية في المنطقة، حسب مديرية الأفق الشمالي التابعة لوزارة حرب الاحتلال.

وتتصاعد المخاوف من تحول المواجهات بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي إلى حرب شاملة، ما تسبب في تحذيرات دولية وأممية من مغبة تحول "لبنان إلى غزة ثانية"، في ظل مخاوف من اتساع رقعة الحرب المتواصلة على قطاع غزة.


وفي حزيران/ يونيو الماضي، شدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على جاهزية جيشه لتنفيذ "عملية مكثفة في لبنان إذا لزم الأمر"، متعهدا بـ"إعادة الأمن إلى الحدود الشمالية لإسرائيل".

ومنذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تتواصل المواجهات على الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة بين دولة الاحتلال من جهة وبين حزب الله وفصائل المقاومة الإسلامية الأخرى في لبنان.

ويشدد حزب الله على عزمه على وقف إطلاق النار جنوب لبنان في حال جرى إيقاف الحرب المستمرة على قطاع غزة، موضحا أن "جبهة الإسناد اللبنانية هدفها استنزاف العدو وتفويت الفرصة عليه لحسم المعركة في غزة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية لبنان الاحتلال الفلسطينية حزب الله لبنان فلسطين حزب الله الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی جنوب لبنان فی لبنان بی بی سی

إقرأ أيضاً:

عاجل. الجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه

أكد الجيش الإسرائيلي أن الجيش السوري الجديد يقوم بمهاجمة القوافل التي تحاول تهريب الأسلحة من سوريا إلى حزب الله، مما يضع مزيدًا من العقبات أمام الحزب في تجديد مخزونه العسكري. اعلان

أصدر الجيش الإسرائيلي تقريرًا مفصلًا عن أنشطته العسكرية ضد حزب الله في لبنان خلال فترة وقف إطلاق النار الممتدة 243 يومًا، في وقت تكثف فيه واشنطن ضغوطها على بيروت للإسراع بإصدار قرار رسمي من مجلس الوزراء اللبناني يلزم الحكومة بنزع سلاح الحزب، بحسب ما ذكرت مصادر لوكالة "رويترز"

تنفيذ مئات الغارات وتدمير آلاف الصواريخ

أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه نفذ حوالي 500 غارة جوية في لبنان خلال فترة 243 يومًا من وقف إطلاق النار. وذكر أنه قضى على أكثر من 230 عنصرًا من حزب الله ودمر قرابة 3 آلاف صاروخ تابعة للحزب خلال نفس الفترة. كما أشار إلى أن العديد من الصواريخ التي تم تدميرها هي صواريخ قصيرة المدى.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن حزب الله يواجه حاليًا صعوبات كبيرة في ملء المناصب القيادية، وهو غير قادر على تنفيذ توغلات داخل الأراضي الإسرائيلية أو الدخول في مواجهة طويلة الأمد مع الجيش الإسرائيلي. ويعود ذلك إلى الضغوط المستمرة التي يتعرض لها الحزب من عمليات الاستهداف والمراقبة.

Related "الكلمات لن تكون كافية"... باراك ينبه لبنان وحزب الله من استمرار الجمود في ملف السلاحالأمين العام لحزب الله يُحذّر من "ثلاثة مخاطر" ويؤكد: جاهزون للمواجهةشحنات الأسلحة مستمرة إلى اليمن ولبنان.. إيران تعزز قوة الحوثيين وترمم ترسانة حزب الله؟ تمركز الأسلحة ومحاولات إنتاج المسيّرات

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن حزب الله نقل معظم أسلحته إلى شمال الليطاني، ولا يزال بحوزته آلاف الصواريخ، معظمها قصيرة المدى. لكن الجيش لفت إلى وجود نقص في منصات إطلاق الصواريخ، حيث أن مئات من هذه الصواريخ قادرة فقط على الوصول إلى وسط إسرائيل، ما يحد من قدرة الحزب على التصعيد.

كما نفى وجود شبكة أنفاق متصلة تابعة لحزب الله، موضحًا أن الأنفاق الموجودة هي محلية وغير متصلة بشكل واسع. وأشار إلى أنه رصد مؤخرًا محاولات لاستئناف إنتاج الطائرات المسيّرة (الدرونز) في ضاحية بيروت الجنوبية، مما يشكل تحديًا جديدًا في مراقبة القدرات العسكرية للحزب.

تعطيل تهريب الأسلحة

أكد الجيش الإسرائيلي أن الجيش السوري الجديد يقوم بمهاجمة القوافل التي تحاول تهريب الأسلحة من سوريا إلى حزب الله، مما يضع مزيدًا من العقبات أمام الحزب في تجديد مخزونه العسكري.

هذه المعطيات تعكس استمرار التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية رغم اتفاق وقف إطلاق النار، وتوضح التحديات التي تواجه حزب الله في ظل الضغوط العسكرية المتواصلة من قبل الجيش الإسرائيلي.

الضغوط الأميركية متواصلة وحزب الله يرفض تسليم سلاحه

في سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة لوكالة رويترز عن تكثيف واشنطن لضغوطها على الحكومة اللبنانية من أجل الإسراع بإصدار قرار رسمي من مجلس الوزراء يلزمها بنزع سلاح حزب الله. وأوضحت المصادر أن المبعوث الأميركي توماس بارّاك لن يتوجه إلى بيروت ما لم تقدّم الحكومة التزامًا علنيًا تجاه هذا الملف.

وأكدت المصادر أن حزب الله رفض علنًا تسليم ترسانته بالكامل، لكنه يدرس سرًا تقليصها، في حين طلب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي من واشنطن ضمان وقف إسرائيل ضرباتها كخطوة أولى نحو التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار.

في المقابل، أفادت رويترز بأن إسرائيل رفضت قبل أيام اقتراح برّي بوقف ضرباتها تمهيدًا لتطبيق وقف إطلاق النار في لبنان، مما يبرز تعقيدات ملف الهدنة على الأرض.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • 3 شهداء من منتظري المساعدات بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي
  • سموتريتش: القرى المدمرة في جنوب لبنان لن يعاد بناؤها
  • 12 شهيدا باستهداف إسرائيلي لطالبي المساعدات في قطاع غزة
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه
  • عدتها جزءًا من مؤامرة التهجير القسري.. الخارجية الفلسطينية تُحذِّر من مخططات الاحتلال الإسرائيلي لضم قطاع غزة تدريجيًا
  • فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة
  • شهيد في غارة إسرائيلية على بنت جبيل جنوب لبنان (شاهد)
  • ورقة تحليلية: فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة
  • الاحتلال الإسرائيلي يجرف أراضي لتوسيع بؤرة استيطانية جنوب جنين
  • الجيش الإسرائيلي يغتال مسؤول عمليات ومدفعي في حزب الله جنوب لبنان