روبوتات دقيقة توصل الأدوية إلى أماكن صعبة في الجسم
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
يُبطّن المخاط الرئتين والمعدة والأمعاء والعينين ويحميها، كما يحمي الخلايا من العوامل الممرضة والمهيجات عن طريق حجزها في غشاء لزج. لكنّ هذه الحماية أيضا قد تمنع وصول بعض العلاجات الدوائية.
قد لا يكون المخاط هو المكان الأول الذي تتوقع أن تجد فيه روبوتات صغيرة، غير أن هذه الروبوتات قد تحل مشكلة إيصال بعض الأدوية للأماكن المستهدفة.
لذا فإن دكتور الكيمياء الباحث بمعهد الهندسة الحيوية في كتالونيا ومعهد برشلونة للعلوم والتكنولوجيا، دمج وزملاؤه في الجمعية الكيميائية الأميركية هذه الإستراتيجيات، وصنعوا روبوتات نانوية مدعومة بمركب بيروكسيد الهيدروجين المحطِّم للمخاط.
وأظهرت النتائج التي نشرت في مجلة إيه سي إس نانو في 17 يوليو/تموز الحالي، أن "الروبوتات المخاطية" الصغيرة المدعومة بالإنزيمات يمكنها التحرك عبر الطبقة الدفاعية اللزجة، وربما توصيل الأدوية بشكل أكثر فعالية.
ولبناء الروبوتات النانوية ربط الباحثون إنزيمات الكاتاليز بجسيمات السيليكا المسامية. وإنزيم الكاتاليز إنزيم مضاد للأكسدة يعمل على تحليل بيروكسيد الهيدروجين إلى ماء وأكسجين.
ويمكن ملء المسام في هذه الجسيمات بجزيئات الدواء، مما يساعدها على التسلل عبر الدفاعات المخاطية. وأظهرت الاختبارات الأولية أن إنزيمات الكاتاليز دفعت الروبوتات عن طريق استخدام بيروكسيد الهيدروجين كوقود وتحويله إلى أكسجين وماء.
وبعد ذلك، بنى الفريق نموذجا من طبقة مخاط الأمعاء باستخدام خلايا الأمعاء البشرية المزروعة في المختبر، ومرّت الروبوتات عبر طبقة المخاط في النموذج في غضون 15 دقيقة دون الإضرار بشكل كبير بالخلايا الموجودة تحتها.
وبالنظر إلى أن المخاط عادة ما يُطهَّر ويُجدَّد كل 10 دقائق إلى 4.5 ساعات، فإن هذا الإطار الزمني السريع يمكن أن يمنع احتجاز الروبوتات أو إزالتها بواسطة طبقة المخاط.
ودعمت الاختبارات الإضافية على قولون الفئران هذه النتيجة، وأظهرت أن الروبوتات النانوية لم تتسبب بتلف الخلايا أو الأنسجة أثناء عبور الطبقة اللزجة. يعتقد الباحثون – وفقا لموقع يوريك أليرت– أن روبوتاتهم المخاطية هي مرشح واعد لأنظمة توصيل الأدوية، خاصة إلى تلك الأماكن التي يعيقها حاجز المخاط.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
«لسنا متلهفين».. وزير الخارجية الباكستاني يضع شروطاً صعبة للحوار مع الهند
أعلن وزير الخارجية الباكستاني، محمد إسحق دار، أن بلاده منفتحة على استئناف الحوار مع الهند بهدف تخفيف حدة التوتر، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن إسلام آباد “لن تسعى بنشاط” إلى هذا الحوار ما لم تُظهر نيودلهي استعدادًا جديًا لمعالجة القضايا الجوهرية، وعلى رأسها ملف كشمير.
وقال دار في مؤتمر صحفي بالعاصمة إسلام آباد: “إذا طلبوا الحوار، وعلى أي مستوى، فنحن مستعدون، لكننا لسنا متلهفين لذلك”، في إشارة إلى أن الكرة باتت في ملعب الهند، وأن أي انفتاح لن يُترجم على الأرض ما لم يترافق مع نوايا صادقة من الجانب الآخر.
وتأتي تصريحات دار في أعقاب أسابيع من التصعيد بين القوتين النوويتين في جنوب آسيا، بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف في 22 أبريل قافلة أمنية هندية قرب بلدة باهالغام في منطقة جامو وكشمير، وأسفر عن مقتل 25 جنديًا هنديًا ومواطن نيبالي.
واتهمت نيودلهي جهاز الاستخبارات الباكستاني بالتورط في الهجوم، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة، حيث رفض رئيس الوزراء شهباز شريف “بشكل قاطع” الاتهامات، معتبرًا أنها “محاولة لتصدير الأزمة الداخلية الهندية إلى الخارج”.
وفي تصعيد خطير، أعلنت وزارة الدفاع الهندية في 7 مايو تنفيذ عملية عسكرية تحمل اسم “سيندور” استهدفت ما وصفته بـ”البنية التحتية للإرهاب” داخل الأراضي الباكستانية.
وأكدت الوزارة أن العملية لم تستهدف منشآت عسكرية، فيما ردت السلطات الباكستانية بأن الضربات استهدفت خمس بلدات، وأسفرت عن مقتل 31 مدنيًا وإصابة 57 آخرين، محمّلة الهند المسؤولية عن “انتهاك صارخ للسيادة”.
وفي أعقاب التصعيد، توصل الجانبان إلى اتفاق لوقف القصف والعمليات العسكرية بجميع أشكالها– برًا وجوًا وبحرًا– اعتبارًا من 10 مايو، وذلك بعد محادثات مكثفة بين كبار القادة العسكريين من الجانبين.
وأعلن الجيش الهندي لاحقًا أنه تم الاتفاق على اتخاذ تدابير فورية للحد من التوتر وسحب القوات من الخطوط الأمامية.
وتعد هذه التطورات من أخطر المواجهات بين البلدين منذ سنوات، وتسلط الضوء مجددًا على هشاشة الوضع في كشمير، واستمرار الخلافات العميقة التي تجعل أي تقارب بين الطرفين رهيناً بحسابات إقليمية ودولية معقدة.