ماجد المرهون
MajidOmarMajid@outlook.com
قِيل إنَّ "تِسعة أعشار الرزق في التجارة"، ويُقال كثيرًا في الحث ومراتب الترغيب على التجارة، والتي تستند إلى القانون الأزلي في العرض والطلب، وستبقى عقيدةً تُلزمُ عند استتباب شروطها المُتعاقدين ما بقي الإنسان مستمرًا بين الإيجاب والقبول بضوابطه الثلاثة -الرضا والسبب والمحل- ولن ينصرف ذهن الإنسان بدايةً إلى سوء الظن طالما أنَّ معاينة المعروض مُمكنة، ولا إلى التعسُّف بما أنَّ القبول مبنيٌّ على محض الإرادة دون إرغام، وقد يتوسَّط البائع والمشتري أو المتعاقدين طرفٌ ثالث يُعرف بالسمسار، ويقوم مقام التوفيق بين الأطراف نظير أجرٍ معلوم، وهو شأن معهود منذ القِدم ومشروع حيث لا يزال المبدأ العام يعمل تحت ضمانة الموازين الحاكمة للحرية في المُوافقة أو الرفض دون إكراه، فتبقى جميع الحقوق مكفولة بين كل الأطراف.
يجبُ علينا التفريق بين مِهنتي السَمسرة وإدارة الأعمال، فهما يختلفان عن بعضهما اختلافًا نوعيًّا، وقد يقع البعض في حالةٍ من عدم التمييز بينهما، كأن يستحوذ السمسار مثلًا على مجموعةِ عقود تأجير ليس لاسمه طرف فيها أو ملكياتٍ لا يملكها ثم يقوم بدورةِ مفاضلةٍ لا تخلو من مراوغة المزايدة أو المُناقصة والتطور إلى تحديد الأسعار برفعها أو خفضها، مُستغلًا قوة الطلب التي قد ترتفع أحيانًا في بعض المواسم أو المناسبات، وبذلك يكون هذا السِّمسار قد أدخل نفسه في التجارة وهو ليس بتاجر وتلبَّستهُ شخصية مُدير الأعمال وتسلط عليه شيطان الاحتكار، ولسان حالهِ يقول عند الصباح بلهجةٍ جميلةٍ: "بين البائع والمشتري يفتح الله"، وعند المساء: "الرزق يحب الخفِّية"، وبلا شك أنَّه شديد القناعةِ بشرعيةِ ما يقوم به؛ إذ إنه لا يزال يعمل تحت مبادئ العرض والطلب والإيجاب والقبول وقوانين الحرية واللا إكراه.
لم يعد أمر مُنافسة الوافد للمواطن في الكثير من المهن والأعمال خفيًّا، ولم يعُد بالأمر الذي نتحدث عنه في صيغة الحياء والخجل، وإن كانت تَغلِبنا العاطفة بحق الجميع للسعي في أرض الله الواسعةِ للكسب والخوف من قطع الأرزاق وغيرها من رمزيات الشَّفقة الحسيَّة، إلا أنه عندما يلجأ الوافد عامدًا بنفسه للتبطين في اقتحام مهنةٍ ليست ضمن تخصصه، بل والعمل في مهنٍ متعددةٍ تعود عليه بالمنفعة الشخصية وعلى غيره بالضرر فإن ذلك شأن يجرح الشاعرية الحانية ويقدح في القوانين الحاكمة ويستدعي وقفة تفكر ولحظة تأمل وتدخلٍ جادٍ للسيطرة والإمساك بزِمام الأمور واستعادة التوجيه إلى المسار الصحيح.
قد لا ينظُر المواطنون إلى موسم الخريف بأنَّه الدجاجة التي تبيض ذهبًا؛ حيث إنَّ الغالبية الساحقة غير مستفيدةٍ ماديًّا، بعكس بعض الوافدين الذين يترقبون البيض الذهبي وما يفقس منه، وقد أعدوا له العدة، وباتوا في ترقبٍ لموعده، وبما أنَّه موسم محدودٍ لا يزيد على ثلاثة أشهر، فإنه من الضرورة بمكان استثماره قدر الإمكان واستغلال كل الفُرص المُتاحةِ وغير المُتاحة، لتحقيق أكبر قدرٍ من الكسب بأقل قدرٍ من الإنفاق وبصرف النظر عن اعتبارات حسن التعامُل التي عرف بها مُجتمعنا والقوانين التنظيمية المؤطرة للتعاملات التجارية، فضلًا عن اللامبالاة بانعكاسات ذلك على السُمعة العامة للمنطقةِ مُستقبلًا، إنهم لا يأتون من الفضاء ولا ينزلون مع المطر عندما يكثرون فجأة في الخريف كما يكثر العشب بشكلٍ لافت للنظر ومُثيرٍ للعجَب، وحتى في المواقع التي يُفترض أن لا يعمل بها سوى المواطن ثم تقل أعدادهم بعد نهاية الموسم؛ ذلك لأنهم متواجدون بيننا، لكنهم فعَّلوا خاصية تعددية المِهن.
لا شك أنَّ أكثر ما يُؤرق الزائر لمحافظة ظفار في موسم الخريف هو ضمان محلٍ مناسبٍ لإقامته والنزول به دون منغصات، ومن الطبيعي أن يدور تفاوض وتفاهم بين المُؤجر والمستأجر، وقد يتوسطهما سِمسارٍ يسعى للمواءمة بين الطرفين، وكل ذلك ليس بغريب ولا يزال في إطار المقبول وحيز المعقول، ولكن الغريب في الأمر هو اختراق الوافد لإطار تلك الصورة التعاقدية التقليدية متحدثًا بصفةِ المالك أحيانًا ثم التاجر في صفةٍ أخرى وصولًا إلى السِّمسار النهِم والذي لن يطيل كثيرًا في التفاوض ولن يعتني بحسن اختيار كلماته أو لياقات تعبيراته، إذ إنَّ لُغة المال قد تسيدت الموقف وتسلطت على الصورة العامة جراء زيادة الطلب، ومع نشوء أية تظلمات أو نشوب خلافات، فإنَّ الوافد السِّمسار سوف يختفي من المشهد كاملًا ويذوب كما يذوب الملح في الماء ولا أقول السكَّر.
لن أُغرق كثيرًا في منافع وأضرار العمالة الوافدة، فهي عُملةٌ تحتمل الوجهين، وقد تحدَّث الكثير من العارفين في شأنها وهي موجودة في مظانها، وستستمر أهمية استجلاب الأيدي العاملة الوافدة ضمن الأولويات ومُقتضى الضرورات، ولكن إغراق سوق العمل بهم سيدفع بالأجور إلى التدني وهي نتيجة حتمية لندية المنافسة، كما سيُسهم في تقليل الجودة التي يدعمها تعدُّد المِهن على مستوى الفرد، وقد تصل إلى الغش وانتحال التخصصات، وستظهر علاقة عكسية مع تدنِّي مستوى الأجور والجودة إزاء تضخم أعداد الوافدين، وبالتالي عزوف المواطن عن بعض الأعمال لعدم الجدوى.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
زيارة مفاجئة لقناة السويس.. وزير الكهرباء يتفقد مسار خط الربط المصري- السعودي
كتب- محمد صلاح:
قام الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، اليوم الثلاثاء، بزيارة ميدانية مفاجئة إلى منطقة قناة السويس وموقع برجَي عبور القناة في مسار خط الربط الكهربائي المصري- السعودي؛ لمتابعة مستجدات الأعمال والوقوف على الواقع الفعلي لمجريات تنفيذ البرجَين اللذين يبلغ ارتفاعهما 205 أمتار، وكذلك الموقف التنفيذي للأبراج الداعمة لربط الخطوط الهوائية على برجَي عبور القناة، والاطمئنان على سير العمل في المشروع العملاق الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط من حيث الحجم وتكنولوجيا التصنيع والتشغيل والاستخدام على خطوط الربط مع الشبكات الكهربائية.
وتفقد عصمت أعمال تنفيذ البرج الشرقي لقناة السويس، وتابع سير العمل واختبارات التحميل وأعمال العزل والتركيبات والتثبيت والانتهاء من توريد المهمات اللازمة للجزأين السفلي والعلوي، والتنسيق في ما يخص الأنظمة الرادارية وغيرها من مجريات التنفيذ بالتنسيق والتعاون مع جميع الجهات المعنية.
وراجع وزير الكهرباء خطة العمل، موجهًا بتكثيف عدد العمالة في إطار الالتزام بالجداول الزمنية لإنهاء الأعمال الخاصة ببرجَي عبور القناة، والانتهاء من المشروع وربطه على الشبكة الموحدة للكهرباء في مصر والسعودية، في ضوء رؤية الحكومة لإيجاد حلول مستدامة للحفاظ على استقرار الشبكة القومية الموحدة وتحسين جودة التغذية.
واستمع عصمت إلى شرح تفصيلي من مسؤولي الموقع حول الوضع الراهن للمشروع ومعدلات تنفيذ الأعمال والمخطط الزمني وموعد الانتهاء، في إطار مخطط تشغيل الخط وربطه على الشبكة الموحدة، وخطة العمل الحالية ومراجعة تنفيذ ما تم التوجيه به خلال الاجتماعات مع الشركة المنفذة، والتعاون والتنسيق بين كل الأطراف المعنية؛ لتكثيف العمل وزيادة عدد الورادي والانتهاء من الأعمال الفنية الخاصة بارتفاع الأبراج في مناطق المرتفقات المحيطة بالمطارات وعبور خطوط البترول، بالإضافة إلى قناة السويس وبعض المناطق الأخرى في مسار خط الربط.
وأكد وزير الكهرباء مواصلة الجولات الميدانية والزيارات إلى جميع مواقع العمل؛ لا سيما مشروع الربط الكهربائي المصري- السعودي في إطار الخطة المتكاملة لرفع كفاءة منظومة الطاقة وإيجاد حلول عاجلة ومستدامة لاستقرار الشبكة الموحدة وتحسين جودة الخدمة، مشيرًا إلى الاعتماد على الطاقات المتجددة ورفع كفاءة تشغيل محطات التوليد وخفض استخدام الوقود وإيجاد حلول عملية للفقد في شركات التوزيع.
وأوضح عصمت الالتزام بالخطة الزمنية للمشروع الذي يهدف إلى استغلال الاختلاف في وقت الذروة بين شبكتَي البلدَين؛ لتعظيم الاستفادة من قدرات التوليد في مصر والسعودية، وخفض معدلات استهلاك الوقود والتشغيل الاقتصادي للشبكة، موضحًا أن هذا المشروع يعد ربطًا بين أكبر شبكتَين كهربائيتَين في المنطقة، ونواة لربط كهربائي عربى شامل.
جدير بالذكر أن مشروع الربط الكهربائي المصري- السعودي بقدرة 3000 ميجاوات، ويتكون من 3 محطات محولات ضخمة ذات جهد عالٍ؛ الأولى في شرق المدينة بالسعودية، والثانية في تبوك، والثالثة في مدينة بدر شرق القاهرة، ويربط بينها خطوط هوائية يصل طولها إلى نحو 1350 كيلومترًا وكابلات أخرى بحرية، ويعمل على التنفيذ تحالف من 3 شركات عالمية.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور محمود عصمت قناة السويس وزير الكهرباءتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
زيارة مفاجئة لقناة السويس.. وزير الكهرباء يتفقد مسار خط الربط المصري- السعودي
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك