صحيفة الاتحاد:
2025-05-14@21:05:53 GMT

حالات العزلة.. كيف ألهمت المبدعين؟

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

هزاع أبوالريش (أبوظبي)
الحالات الصعبة التي تعصف بالإنسان تجعله يرى نفسه، ويقترب من ذاته، مستغلاً تلك اللحظات بطريقة إيجابية رغم سلبيتها المؤذية للنفس، والطاقة التي تستنزف في حينها.. حالات من العزلة واليأس والحزن أثرت الفكر وأضافت للإنسانية ما قدمه أصحابها من أعمال سردية، ولمسات فنية، ومؤلفات أدبية لم تزل تسكن وجدان البشرية، والحياة.

. حالات ربما تكون سلبية بعض الشيء، ولكنها حفزت «ميكانيزمات» جديدة عملت على إثارة اللاشعور لدى الفرد، وجعلته يسطر مشاعره بسيمفونية الإبداع المُلهم.
 إذا عُدنا إلى دفاتر التاريخ فسنلاحظ هناك الكثير من الأسماء التي نبشت في أحزانها ولحظاتها المؤلمة عن أسطورة الخلود، فمنهم فلاسفة وكتَّاب وفنانون وموسيقيون عالميون، مثل «بيتهوفن» و«موتسارت» و«فان جوخ»، وغيرهم الكثير من الشخصيات التي برزت أسماؤها، ولمعت مشاعرها تحت تأثير تلك اللحظات، والحالات المريرة.
العزلة أم الإبداع
وفي هذا السياق، قال الكاتب عبدالله محمد السبب: «تماماً، كما أنّ الحاجة أم الاختراع، فالعزلة أم الإبداع، لاسيما في مجال الكتابة بشتى أنواعها، فالمبدع الحقيقي هو الذي يتصالح مع غربته لصالح نفسيته المحطمة، ومع آلامه لصالح آماله، ويستثمر عزلته عن الناس بما يفجر طاقاته الإبداعية، فيقرأ كثيراً لينعكس أثر القراءة العميقة والمتنوعة تلك على قلمه بما يؤدي إلى مخرجات فكرية وأدبية وثقافية»، وذلك كما هي الحالة الأزمة التي مر بها العالم بأسره في أواخر عام 2019، واستفحل أمرها في المجتمع الدولي انطلاقاً من عام 2020، وهنا نتحدث عن جائحة «كورونا» التي انعكست إيجاباً على المشهد الإبداعي من خلال عشرات، بل مئات الإبداعات المتنوعة، (أشعار، قصص، روايات، مسرحيات، أفلام، مسلسلات، وفنون تشكيلية، وغيرها…).

روح الإيجابية
أضاف الكاتب سيف محمد المنصوري: كما تقول القاعدة «الإبداع خرج من رحم المعاناة»، فاستخلاص الاستنتاجات الإبداعية من الحالات السلبية يعود إلى المرء وما يشاهده من زاويته الخاصة الممتزجة بالإيجابية، رغم السوداوية المخيمة على المشهد بعض الشيء، فهذه الحالات تصبح قاتلة ما لم يتم استثمارها بطاقة مليئة بروح الإيجابية التي تحقق نموها المشروع والبنَّاء في الصالح الإنساني، وتبشر بأمل فكري يسعى للنهوض والتحقق مع الوقت، مبيناً: «حالات قاسية تمر أحياناً على الإنسان، ومن خلال هذه الحالات يستطيع أن يختبر مشاعره ويضعها تحت المجهر، ليرى شاعريته من كَثب، ومدى تألقها في الظروف الصعبة، وهناك الكثير من المشاعر التي تألقت وأينعت وبرزت نتيجة  الظروف المحيطة بها، ولامست شغاف الحياة بما قدمته من إبداع استحوذ على قلوب ومشاعر الآخرين».

أخبار ذات صلة الأرشيف والمكتبة الوطنية يحتفي بموروث «رحلة المقيظ» متحف الشندغة.. عين على أصالة وتراث الماضي

وأوضحت آمنة القحطاني، إعلامية وصحافية، أن هناك حالات مهمة تمر على الإنسان، وتساهم في إثارة العقل الباطن، مما يجعله يستمد طاقته الكامنة من دوافع تؤهله لأن يبدع ويقدم شيئاً مبتكراً، وإضافة نوعية مميزة، فبعض الحالات قد تشكل وعياً صريحاً، وتحفز قريحة الإبداع وتجعل ملكات الخيال حاضرة لدى الإنسان، وهذا ما يميز الشخصيات المبدعة والمُلهمة كونها تنظر إلى جل الظروف والتحديات، وتذهب بها بعيداً نحو الطريق اللامتناهي، مما يعطيها صوراً وأبعاداً مختلفة عن الشخصيات السطحية والعادية التي لا تستثمر تلك الحالات المحفزة لصالح أفكارها، لتظل في عزلة ما وراء العزلة، وفي يأس ما وراء اليأس، دون الخروج فيما وراء الحالات السلبية بإشراقة إبداعية تزيل العتمة، وتضيء النفس.

النبش في الذات
تابع الكاتب عبدالله السبب، قائلاً: إذن، بقدر ما للعزلة البشرية من آثار سلبية من خلال انقطاع الإنسان المأزوم عن المجتمع وعن مجريات الحياة، بقدر ما هي دافع للنبش في الذات البشرية، واستخلاص الدُرر الإبداعية الكامنة، موضحاً: لكن، هل ثمة من يتلقى تلك المخرجات الإبداعية، ويلتفت إليها بعين الرعاية والاهتمام لتثمر كتبا تضيف للمشهد الثقافي، وتعكس ازدهار الحركة الثقافية الإبداعية في بلد ما؟!

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: فان جوخ الثقافة الكتابة القصص الرواية

إقرأ أيضاً:

المجلس الاقتصادي: ضعف التأطير والإرشاد الفلاحي من أهم الاكراهات التي تواجه الفلاحة العائلية

شدد عبد القادر عمارة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، اليوم الأربعاء، على الأهمية القصوى للفلاحة العائلية الصغيرة والمتوسطة باعتبارها ركيزة أساسية للتنمية الفلاحية والقروية المستدامة في المغرب، مؤكدا على ضرورة جعلها أولوية استراتيجية ضمن السياسات العمومية المعنية بالتنمية المحلية الشاملة.

جاء ذلك في كلمة لعمارة، خلال تقديم رأي أعده المجلس، بناء على مقاربة تشاركية وزيارة ميدانية لجهة بني ملال خنيفرة، حيث استقى آراء المواطنين حول هذا الموضوع.

وأكد عمارة أن هذا النمط من الفلاحة يمثل نموذجاً متكاملاً للمعيشة، يساهم في تحقيق الأمن الغذائي للسكان المحليين، وخلق فرص الشغل، وتشجيع الاستقرار في الوسط القروي، والحد من الهجرة القروية.

وكشف تشخيص المجلس لواقع الاستغلاليات الفلاحية الصغيرة والمتوسطة، التي تمثل 70 في المائة من إجمالي الاستغلاليات في البلاد، عن وجود عدة تحديات تعيق تطورها، وفي مقدمة هذه التحديات، يأتي ضعف التأطير والإرشاد الفلاحي الذي اعتبره 27 في المائة من المستجوبين التحدي الأبرز.

كما أضاف عبد القادر عمارة أن هذه الفلاحة تواجه إكراهات أخرى مثل ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج، واضطراب سلاسل التوريد، وطابع المجزء للأراضي وصعوبات تعبئتها وتثمينها.

وطالب رئيس المجلس، بأن تتضمن هذه الخطة إجراءات دعم تتجاوز الأنشطة الفلاحية التقليدية لتشمل مواصلة التأطير، وتوفير البنية التحتية الملائمة، وتنويع الأنشطة المدرة للدخل، وتحسين الولوج إلى الخدمات العمومية.

كما أكد المجلس على أهمية العمل على خصوصية المنتجات المحلية لكل منطقة، وتطوير الزراعات المقاومة للتغيرات المناخية، بالإضافة إلى النباتات العطرية والطبية، لما لها من دور في تكملة الزراعات الأساسية مثل القمح والشعير والفواكه والأشجار.

وأشار عمارة إلى أن المجلس يهدف من خلال هذه التوصيات إلى تحويل الفلاحة العائلية إلى قطاع أكثر إنتاجية وادماجا واستدامة، وذلك من خلال تعزيز اندماجها في سلاسل القيمة، وتقوية قدراتها التفاوضية في الأسواق، وزيادة مساهمتها في استقرار الساكنة القروية، وتحسين الدخل، والحفاظ على النظم البيئية.

وأشار المجلس إلى أن حجم الاستثمارات الموجهة لمشاريع الفلاحة التضامنية، التي يمارسها في الغالب فلاحون عائليون، لم يتجاوز 14.5 مليار درهم، مما يستدعي تعزيز الدعم الموجه لهذا القطاع الحيوي.

كلمات دلالية عبد القادر عمارة، المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، الفلاحة العائلية

مقالات مشابهة

  • افتتاح معرض "الصناعات الإبداعية في الفنون التشكيلية" بشمال الباطنة
  • المجلس الاقتصادي: ضعف التأطير والإرشاد الفلاحي من أهم الاكراهات التي تواجه الفلاحة العائلية
  • عاجل| السيسي يستعرض استراتيجية بناء الإنسان وتطوير المنظومة الصحية (تفاصيل)
  • الصحة العالمية توصي بتدابير للوقاية من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية بعد ظهور 9 حالات جديدة
  • تحذير طبي: الإفراط في شرب الماء قد يؤدي إلى تسمم خطير يهدد الحياة
  • قمة بغداد: العراق.. من العزلة إلى الريادة
  • الرئيس الصيني: التنمّر والهيمنة لن يقودا إلا إلى العزلة الذاتية
  • وفد دولي حقوقي يشيد بالتشريعات العمانية المتوافقة مع الأهداف الأممية
  • وقفة مسلحة في مديرية الجراحي بالحديدة إعلاناً للنفير والجهوزية لمواجهة العدوان
  • انطلاق المبادرة الوطنية «مدارسنا أحلى بالقيم» بمديرية تعليم بورسعيد