أكدت موسكو أن الاعتراف سيساهم في تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي، لا سيما في مجالات مكافحة الإرهاب والطاقة. اعلان

أعلنت حكومة طالبان، الخميس، أن روسيا أصبحت أول دولة تعترف رسمياً بـ"الإمارة الإسلامية"، ووصفت الخطوة بأنها "قرار شجاع" من شأنه أن يفتح الباب أمام دول أخرى للسير في الاتجاه ذاته.

وجاء هذا الإعلان عقب لقاء بين وزير خارجية طالبان أمير خان متقي والسفير الروسي لدى كابول دميتري جيرنوف، حيث قال متقي في مقطع نُشر عبر منصة "إكس": "هذا القرار الشجاع سيكون مثالاً يحتذى.

لقد بدأت عملية الاعتراف، وكانت روسيا في الطليعة".

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التابعة لطالبان، ضياء أحمد تكال، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، أن روسيا "أول دولة تعترف رسمياً بالإمارة الإسلامية"، وهو الاسم الذي تستخدمه الحركة لوصف نظامها السياسي.

ووصف متقي الاعتراف الروسي بأنه "مرحلة جديدة من العلاقات الإيجابية والاحترام المتبادل والانخراط البنّاء"، حسب بيان للخارجية على "إكس". ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية عبر "تلغرام" إن الاعتراف الرسمي "سيعزز تطوير التعاون الثنائي البنّاء بين البلدين في مجالات متعددة"، مشيرة إلى إمكانيات تعاون اقتصادي وتجاري في قطاعات الطاقة، والنقل، والزراعة، والبنية التحتية.

مقاتل من طالبان ورجل أفغاني يعانقان بعضهما البعض بعد أداء صلاة عيد الأضحى في مسجد شاه دو شامشيرا في كابول، أفغانستان، السبت 7 يونيو 2025. AP Photo

وأعربت موسكو عن استعدادها لمواصلة دعم كابول في جهود "تعزيز الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات"، مشيرة إلى خطوات سابقة لتطبيع العلاقات مع طالبان، أبرزها شطب الحركة من قائمة "المنظمات الإرهابية" في أبريل الماضي، والموافقة على اعتماد سفير لطالبان في العاصمة الروسية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وصف طالبان، في يوليو 2024، بأنها "حليف في مكافحة الإرهاب"، في خطوة لافتة ضمن مسار تقارب تدريجي منذ سيطرة الحركة على الحكم في 2021 بعد انسحاب القوات الأجنبية وسقوط الحكومة المدعومة من الغرب.

وفي حين كانت السعودية وباكستان والإمارات العربية المتحدة الدول الوحيدة التي اعترفت بحكومة طالبان في فترتها الأولى (1996–2001)، فإن الحكومة الحالية سعت بشكل حثيث لنيل الاعتراف الدولي، خصوصاً من دول الجوار والقوى الكبرى مثل الصين وروسيا. ومع أن عدداً من الدول، مثل الصين وباكستان، قبلت سفراء لطالبان في عواصمها، إلا أنها لم تقدم بعد على الاعتراف الرسمي.

لكن هذه الخطوة الروسية أثارت انتقادات من قبل ناشطات أفغانيات ومنظمات حقوقية. وقالت النائبة السابقة في البرلمان الأفغاني، مريم سليمانخيل، إن الاعتراف "يُضفي شرعية على نظام يمنع الفتيات من التعليم، ويمارس الجلد العلني، ويؤوي إرهابيين خاضعين لعقوبات من الأمم المتحدة"، مضيفة: "الخطوة تبرهن أن المصالح الاستراتيجية تتغلب دوماً على حقوق الإنسان والقانون الدولي".

أما النائبة السابقة فوزية كوفي فاعتبرت أن الاعتراف بطالبان "لن يجلب السلام، بل سيشرعن الإفلات من العقاب، ويهدد ليس فقط أمن الشعب الأفغاني بل أيضاً الأمن العالمي".

Relatedألمانيا تسعى لاتفاقات مباشرة مع طالبان وسوريا بشأن ترحيل المهاجرين وطالبي اللجوءالسياحة تعود تدريجياً إلى أفغانستان.. وطالبان تفتح الأبواب رغم القيودالرجال في قبضة الخوف: حين يصبح البيت فرعاً لشرطة طالبان

ولا تزال أسماء عديدة من قيادات طالبان مدرجة على قوائم العقوبات الدولية، بما في ذلك من قبل مجلس الأمن الدولي، ما يزيد من تعقيد مشهد الاعتراف الدولي الشامل بالحركة. ومع ذلك، يبدو أن موسكو اختارت المضي بخطوات أحادية تعكس أولوياتها الاستراتيجية في آسيا الوسطى والمنطقة الأوسع.

العلاقة الروسية - الأفغانية

تعود العلاقة الروسية - الأفغانية إلى القرن التاسع عشر، حين بدأت الإمبراطورية الروسية أولى اتصالاتها مع كابول عام 1837، ثم أصبحت أول دولة تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع أفغانستان عام 1919 بعد تحولها إلى الاتحاد السوفيتي. لاحقاً، شكّل الغزو السوفييتي لأفغانستان عام 1979 لحظة مفصلية، أدى إلى اندلاع "مقاومة مسلحة" أسست لاحقاً لحركة طالبان.

ومنذ عودة طالبان إلى السلطة عام 2021 بعد انسحاب القوات الأميركية، برزت روسيا كواحدة من الدول القليلة التي سعت لتعزيز التعاون مع كابول. في أبريل 2024، شطبت المحكمة العليا الروسية طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية، ما أزال – بحسب المبعوث الرئاسي الروسي زامير كابولوف – "العقبة الأخيرة أمام تعاون كامل" بين الطرفين. ورغم عدم وجود اعتراف دولي رسمي بحكومة طالبان، تحتفظ روسيا بسفارة وقنصلية عامة في البلاد، وأبدت استعدادها لاعتماد سفير من الحركة.

في سياق متصل، أعلنت موسكو استعدادها لتقديم مساعدات "متخصصة" لطالبان في مواجهة تنظيم "داعش – ولاية خراسان"، الذي تعتبره تهديداً مباشراً، لاسيما بعد تبنيه لهجمات على المصالح الروسية، من بينها تفجير قرب سفارة موسكو في كابول عام 2022، والهجوم على قاعة كروكس في موسكو عام 2023، والذي أوقع أكثر من 130 قتيلاً.

كما تسعى روسيا إلى توسيع علاقاتها التجارية مع أفغانستان، خاصة في مجالات الطاقة والنقل، وتخطط لاستخدامها كممر عبور لتصدير الوقود إلى باكستان والهند، في ظل العقوبات الغربية المفروضة عليها. ويُطرح مشروع إنشاء خطوط سكك حديدية وأنابيب غاز عبر الأراضي الأفغانية، في إطار ممر النقل الدولي "الشمال-الجنوب".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: سوريا إسرائيل غزة حركة حماس دونالد ترامب ضحايا سوريا إسرائيل غزة حركة حماس دونالد ترامب ضحايا طالبان روسيا أفغانستان فلاديمير بوتين سوريا إسرائيل غزة حركة حماس دونالد ترامب ضحايا ألمانيا الاحتباس الحراري قطاع غزة حروب البرنامج الايراني النووي مستشفى الشفاء ـ مجمع الشفاء طالبان فی أول دولة

إقرأ أيضاً:

أول دولة.. روسيا تعلن اعترافها رسميا بالحكومة الأفغانية

أعلنت روسيا، الخميس، اعترافها رسميا بالإدارة الأفغانية التي تشكلت بعد تغيير الحكم عام 2021، لتصبح أول دولة تعترف بحكومة طالبان المؤقتة في كابل.

 

أفاد بذلك زامير كابولوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان، في تصريح لوكالة الأنباء الروسية "ريا".

 

وردا على سؤال عما إذا كانت روسيا تعترف رسميا بالحكومة الأفغانية من عدمه، قال كابولوف: "نعم، تعترف رسميا بالحكومة الأفغانية".

 

وفي سياق متصل، ذكر بيان صادر عن الخارجية الروسية، الخميس، أن نائب وزير الخارجية أندريه رودينكو التقى "غول حسن" الذي تم تعيينه حديثا سفيرا لأفغانستان لدى موسكو.

 

وأشار البيان إلى أن حسن سلم أوراق اعتماده إلى رودينكو.

 

وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت مشاهد نشرتها الصحافة الروسية العلم الذي تستخدمه حكومة طالبان المؤقتة يرفرف فوق السفارة الأفغانية في موسكو.

 

من جهة أخرى، ذكر بيان صادر عن وزارة خارجية الحكومة الأفغانية المؤقتة أن السفير الروسي الجديد لدى كابل دميتري زاهرنوف، قدم أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية بالوكالة أمير خان متقي.

 

وبحسب البيان، أبلغ زاهرنوف، متقي، أن الحكومة الروسية قررت الاعتراف رسميا بالإدارة الأفغانية، ووصف ذلك بأنه "خطوة تاريخية".

 

في حين رحب متقي بالقرار الروسي، مشيرا إلى أنه "مرحلة جديدة في العلاقة الإيجابية والاحترام المتبادل والمشاركة البناءة بين البلدين".

 

وبهذا القرار الذي اتخذته روسيا، تعد هذه المرة الأولى التي تعترف فيها دولة بالحكومة الأفغانية التي تشكلت بعد تغيير النظام في 15 أغسطس/ آب 2021.

 

وسيطرت حركة طالبان على أفغانستان في 15 أغسطس 2021، بالتزامن مع انسحاب القوات الأمريكية في نهاية احتلال دام نحو عشرين عاما.


مقالات مشابهة

  • روسيا تعترف رسميًا بحكومة طالبان وتستقبل سفيرًا أفغانيًا في موسكو
  • موسكو تقرر الاعتراف بحكومة طالبان الأفغانية.. والأخيرة تصفه بالقرار الشجاع
  • روسيا تصبح أول دولة تعترف بحكومة طالبان منذ توليها السلطة في 2021.. ما السبب؟
  • أول دولة.. روسيا تعلن اعترافها رسميا بالحكومة الأفغانية
  • روسيا تعترف رسميًا بحكومة طالبان في أفغانستان
  • موسكو تعترف رسميا بإمارة أفغانستان الإسلامية
  • الخارجية الروسية: موسكو تعترف رسميا بإمارة أفغانستان الإسلامية
  • روسيا أول دولة تعترف بحكومة طالبان في أفغانستان
  • روسيا تعترف رسميا بإمارة أفغانستان الإسلامية التي تقودها حركة طالبان