عربي21:
2025-05-15@13:01:49 GMT

أفريقيا بين حبال لينين وحبال الغرب

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

يُنقل عن لينين قوله: (أمدد الحبال للغرب في أفريقيا، فهي قادرة على شنقه.)  تذكرت تلك المقولة وأنا أشاهد مقاطع سحل واستجواب وقتل قوات فاغنر في مالي على أيدي مقاتلي نصرة الإسلام، ومقاتلي الطوارق، بعد أن خال فلاديمير بوتين أن الطريق غدا ممهداً له بعد انسحاب فرنسا من أفريقيا، ولم يدرِ أن الانسحاب قد يكون فخاً أو حبلاً  فرنسياً له لشنقه، تطبيقاً لما قاله لينين، فأرسل بوتين قواته وطائراته ومرتزقته للحلول محلّ القوات الفرنسية، ولكن بدا المشهد أخيراً مرعباً للروس، فما سعوا طوال سنوات وسنوات إلى تقديم الصورة القوية، والصورة الناعمة عن روسيا تبددت أخيراً في مقاطعة أزواد التي غدت رعباً حقيقياً للروس ومثلث برمودا حقيقي، فكانت الحبال الفرنسية أقوى من الحبال الروسية التي حلم بها لينين لشنق الغرب، إذن شنقت الحبال الفرنسية بوتين ومرتزقته من قوات فاغنر.



تتولى جبهة نصرة الإسلام في إقليم أزاد بكيدال شمالي مالي مهمة القتال ضد القوات الروسية وتحديداً مرتزقة فاغنر، ومعها بالطبع قوات محلية وقبلية، وحتى تنظيم الدولة، وكانت نصرة الإسلام قد قاتلت سابقاً ضد القوات الفرنسية، وقد تعهد في مقطع فيديو عام 2015 قائد الجبهة عبد الرحمن ظاظا بقتال الفرنسيين، وقد أرغمهم  مع آخرين لاحقاً على الانسحاب، لتأتي القوات الروسية ومرتزقتها لدعم الجيش المالي الذي بدا متخوفاً من الجماعات الإسلامية المسلحة وقبائل الطوارق.

اللافت أن جبهة نصرة الإسلام والمقاتلين المحليين من الطوارق على رغم قلة حيلتهم، وقلة إمكانياتهم تمكنوا من الفتك بالقوات الروسية والمالية الموالية لها بهذا الشكل المرعب، الذي لن تفيق روسيا وبوتين من صدمته، وهي المشغولة في جبهة أوكرانيا، وقد أسفر قتال الأيام الثلاثة المتواصلة عن قتل وجرح وأسر العشرات، فضلاً عن ضرب الصورة الذهنية للروس في أذهان الكثيريين وهي خسارة خطيرة وكبيرة أمام الرأي العام العالمي، وقد تسرب عن عرض قدمه الطوارق إلى أوكرانيا بتسليمهم الأسرى لتتم المفاوضة عليهم بينهم وبين روسيا، وهو إن صح فيُعد نقلة نوعية وخطيرة لروسيا وحربها، وتضعها أمام جبهة عالمية لقتالها ممتدة من أوكرانيا إلى مالي، وربما تمتد إلى جبهات ساخنة أخرى، وما أكثر أعداء روسيا اليوم، بعد أن أجرمت في سوريا وليبيا وغيرهما من البلدان.

تتولى جبهة نصرة الإسلام في إقليم أزاد بكيدال شمالي مالي مهمة القتال ضد القوات الروسية وتحديداً مرتزقة فاغنر، ومعها بالطبع قوات محلية وقبلية، وحتى تنظيم الدولة، وكانت نصرة الإسلام قد قاتلت سابقاً ضد القوات الفرنسية، وقد تعهد في مقطع فيديو عام 2015 قائد الجبهة عبد الرحمن ظاظا بقتال الفرنسيين، وقد أرغمهم مع آخرين لاحقاً على الانسحاب، لتأتي القوات الروسية ومرتزقتها لدعم الجيش المالي الذي بدا متخوفاً من الجماعات الإسلامية المسلحة وقبائل الطوارق.اقليم أزواد الشمالي المالي والذي يحاذي الحدود الجزائرية يطالب الانفصاليون فيه باستقلال ذاتي، وكان الجيش المالي قد طلب دعماً من القوات الروسية أملاً في استعادة السيطرة عليه، ولكن أتت معارك الأيام الثلاثة الأخيرة لتضرب مصداقية الجيش المالي ومعه القوات الروسية ومرتزقتها، حين تمكن الانفصاليون من إيقاع مجازر رهيبة بالقوات الروسية والمالية الموالية لها، وسيطرت القوات الانفصالية المالية على عدد من العربات والدبابات العسكرية التي كانت بحوزة المهاجمين من قوات فاغنر والجيش المالي الموالي لها، وأعلن المقاتلون الطوارق عن إسقاطهم لمروحية عسكرية تابعة للقوات المالية الحكومية، مما شكل تطوراً نوعياً في أسلوب وتكتيك قتال القوات الانفصالية.

وقد أكد الناطق الرسمي باسم تنسيقية الحركات الأزوادية في مالي محمد المولود رمضان، أن "معارك تينزواتن تشكل مرحلة من مراحل الحرب، وأن هناك خطة موضوعة تشمل عمليات منظمة لاسترداد أراضي الأزوادي من منكا وجاوا و كيدال وتمبكتو وغيرها.

ويعاني الإقليم كله من أزمة أمنية خلفيتها تهميش اقتصادي واجتماعي وسياسي ممتد من مالي إلى بوركينا فاسو فالنيجر، وعام 2015 وقعت الحكومة المركزية في مالي مع الجماعات المحلية في أزواد بالشمال  بواسطة الحكومة الجزائرية المجاورة للإقليم على اتفاق يمنح  الاقليم صفة خاصة، مع حضور سياسي واجتماعي واقتصادي في الحكومة المركزية، لكن الحكومة المركزية بعد أن استدعت الدعم الروسي وقوات فاغنر قبل أعوام، تراجعت عن كل تعهداتها في يناير الماضي، وشنت هجومها لاستعادة الاقليم إلى سيطرتها المركزية، وهو ما ألهب مشاعر الانفصاليين والحركات المناهضة للروس، ومن قبلهم الفرنسيين، فكانت النتيجة الخسائر الضخمة الأخيرة.

خلال العام الماضي قويت شوكة المجلس العسكري في مالي  وذلك بعد دخول قوات فاغنر إلى مالي، وحصوله على الدعم الروسي، حيث تم  طرد القوات الفرنسية، واتهم المجلس البعثة الدولية بالتدخل في الشمال المالي حيث الانفصاليين، واستطاع  المجلس بشكل مؤقت العام الماضي وبدعم روسي السيطرة على كامل الشمال المالي وإخضاع المقاومة فيه، ولكن ذلك لم يطل حتى رأينا مشاهد الرعب الروسية الأخيرة في شمال مالي.

الرمال الأفريقية متنقلة، ولا يمكن التنبؤ بها، والكثير من القوى الاستعمارية لا تأبه للعامل الداخلي، والذي غدا مهماً وحيوياً، وما فشلت فيه فرنسا خلال العقود الماضية، بالتأكيد لن تكون روسيا ناجحة فيه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أفريقيا مالي الرأي أفريقيا مالي رأي الازواد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات الفرنسیة القوات الروسیة نصرة الإسلام الجیش المالی قوات فاغنر ضد القوات فی مالی

إقرأ أيضاً:

حاملات الهيمنة الأمريكية.. سقوط الغرب الإمبريالي

يمانيون/ كتابات/ إبراهيم محمد الهمداني

بلغت الهيمنة العسكرية الأمريكية ذروتها، بعد احتلال العراق وأفغانستان، ولم تكن الولايات المتحدة الأمريكية حينها، قد استخدمت من قوتها المطلقة، إلا أقل من الثلث، حيث اقتصرت على بضعة آلاف من جنود المارينز، بهدف الترويج لأسطورة الجندي الأمريكي السوبرمان، بعد أن ضمنت عدم وجود مقاومة، تهدد حياة جنودها، وتمكنهم من ممارسة أبشع صور التوحش والإجرام، بحق المدنيين الأبرياء العزل، الذين تعرضوا لأسوأ حرب إبادة، وأقذر الانتهاكات الإنسانية، والتعذيب والاغتصاب للرجال والنساء على السواء، وأقسى مشاهد التدمير والخراب الشامل، وغيرها من مظاهر الإجرام والدمار الممنهج، التي وثقها الجيش الأمريكي، وبثتها وسائله الإعلامية وأبواقه المتصهينة، بهدف تكريس صورة القوة المطلقة، في نماذج مختارة، من قوات المارينز، المسنودة بحاملة الطائرات (أيزنهاور)، في تدخلها المحدود، لكنه كان بالغ الأثر، حيث عزز هيمنة مفهوم القوة الأمريكية المطلقة، وأمريكا التي لا تقهر، في الوجدان الجمعي العالمي، وأصبح الأمريكي سيد العالم، بلا منازع، وأصبح مجرد التفكير بالوقوف في وجه أمريكا، أو رفض وصايتها وهيمنتها، بمثابة الانتحار المحقق، والتضحية المجانية العبثية، والقرار الأغبى مطلقاً، مادامت خاتمة الطريق معروفة سلفاً، وكل من ناله غضب أمريكا، لم يُسمع صوته مجدداً، ولم يعرف له أحدٌ طريقا، بعد ذلك.
هكذا صنعت أمريكا، أسطورة القوة المطلقة، والتفوق البري والجوي والبحري، وحصرت العالم بأكمله، داخل أضلاع مثلث القوة والإرهاب، ليبقى رهين الخوف والرعب الدائم، في أكبر عملية استسلام جماعي شهدها التاريخ، لهيمنة واستبداد القطب الواحد، الأمريكي سيد العالم، الذي أحكم قبضته على العالم، من خلال صناعة الجماعات الإرهابية، والتحكم بها في مختلف البلدان، ومن خلال إنتاج خطاب إعلامي، يكرس هيمنته وتسلطه، حسب منطق البقاء للأقوى، لكن تلك القوة المطلقة، وأساطير مثلث الرعب والموت، سرعان ما سقطت في اليمن، الذي واجه قوة أمريكا، وأسقط أوهام التفوق، وكسر الوحشية الأمريكية، وهزم نخبة المارينز، المسنودة بجحافل العملاء والمرتزقة، وأسقط فخر التكنولوجيا الاستخبارية، ممثلة بطائرات MQ9 المسيرة، وقصف البارجات وحاملات الطائرات الأمريكية، الواحدة تلو الأخرى، واخترق منظومات الدفاع الجوي بأنواعها، وقصف قلب يافا المسماة (تل أبيب)، وأوقف ميناء أم الرشراش عن العمل نهائياً، وأدخل ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، منطلقاً في إسناده التصاعدي لغزة، بكل قوة وحكمة وثبات، دون أن يردعه عن واجبه الإنساني رادع، ولن يوقفه سوى وقف العدوان والحصار الإسرائيلي الإمبريالي، على قطاع غزة، في ظل الفشل الذريع والهزائم المخزية، التي مني بها فرعون العصر الأمريكي أمام اليمن، حيث لم يعد لضرباته الجوية الانتقامية، أي أثر يذكر على الفعل العسكري اليمني المتصاعد، وأمام معادلة الردع والرعب، التي أرساها اليمن براً وبحراً وجواً، لم يعد لأسطورة القوة الأمريكية المطلقة، أي قيمته أو معنى، ولم يعد أمام أمريكا وإسرائيل وحلفائهما، إلا إيقاف العدوان والحصار على غزة، والاستسلام بشروط مجاهدي الفصائل، ومحور الجهاد والإسناد، وغير ذلك لن يكون خياراً صائباً، ولن يعدو كونه انتحاراً محققاً، وهروباً إلى الأمام لا طائل تحته.

مقالات مشابهة

  • القوات الروسية تسيطر على بلدتين جديدتين في دونيتسك
  • القوات الروسية تسيطر على بلدة ميخايلوفكا في دونيتسك
  • قراصنة روس يخترقون القوات المسلحة الأوكرانية ويمنعونهم من تتبع الطائرات الروسية
  • علي جمعة: الإسلام ليس دين حرب ولم ينتشر بالسيف
  • حاملات الهيمنة الأمريكية.. سقوط الغرب الإمبريالي
  • كاتب بريطاني يتساءل: متى يقول الغرب للجرائم في غزة كفى؟
  • كيف نظم الإسلام سلوك المسلم في مجلسه مع الآخرين؟.. علي جمعة يوضح
  • ليبيا تحت صفيح ساخن: بعد مقتل الككلي وعودة شبح داعش!!
  • ديالى.. كشف فساد مالي في مصرف حكومي بقيمة ملياري دينار
  • روسيا ترد على ضغوط الغرب لوقف الحرب: لغة الإنذار غير مقبولة