عربي21:
2025-12-14@06:01:16 GMT

أفريقيا بين حبال لينين وحبال الغرب

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

يُنقل عن لينين قوله: (أمدد الحبال للغرب في أفريقيا، فهي قادرة على شنقه.)  تذكرت تلك المقولة وأنا أشاهد مقاطع سحل واستجواب وقتل قوات فاغنر في مالي على أيدي مقاتلي نصرة الإسلام، ومقاتلي الطوارق، بعد أن خال فلاديمير بوتين أن الطريق غدا ممهداً له بعد انسحاب فرنسا من أفريقيا، ولم يدرِ أن الانسحاب قد يكون فخاً أو حبلاً  فرنسياً له لشنقه، تطبيقاً لما قاله لينين، فأرسل بوتين قواته وطائراته ومرتزقته للحلول محلّ القوات الفرنسية، ولكن بدا المشهد أخيراً مرعباً للروس، فما سعوا طوال سنوات وسنوات إلى تقديم الصورة القوية، والصورة الناعمة عن روسيا تبددت أخيراً في مقاطعة أزواد التي غدت رعباً حقيقياً للروس ومثلث برمودا حقيقي، فكانت الحبال الفرنسية أقوى من الحبال الروسية التي حلم بها لينين لشنق الغرب، إذن شنقت الحبال الفرنسية بوتين ومرتزقته من قوات فاغنر.



تتولى جبهة نصرة الإسلام في إقليم أزاد بكيدال شمالي مالي مهمة القتال ضد القوات الروسية وتحديداً مرتزقة فاغنر، ومعها بالطبع قوات محلية وقبلية، وحتى تنظيم الدولة، وكانت نصرة الإسلام قد قاتلت سابقاً ضد القوات الفرنسية، وقد تعهد في مقطع فيديو عام 2015 قائد الجبهة عبد الرحمن ظاظا بقتال الفرنسيين، وقد أرغمهم  مع آخرين لاحقاً على الانسحاب، لتأتي القوات الروسية ومرتزقتها لدعم الجيش المالي الذي بدا متخوفاً من الجماعات الإسلامية المسلحة وقبائل الطوارق.

اللافت أن جبهة نصرة الإسلام والمقاتلين المحليين من الطوارق على رغم قلة حيلتهم، وقلة إمكانياتهم تمكنوا من الفتك بالقوات الروسية والمالية الموالية لها بهذا الشكل المرعب، الذي لن تفيق روسيا وبوتين من صدمته، وهي المشغولة في جبهة أوكرانيا، وقد أسفر قتال الأيام الثلاثة المتواصلة عن قتل وجرح وأسر العشرات، فضلاً عن ضرب الصورة الذهنية للروس في أذهان الكثيريين وهي خسارة خطيرة وكبيرة أمام الرأي العام العالمي، وقد تسرب عن عرض قدمه الطوارق إلى أوكرانيا بتسليمهم الأسرى لتتم المفاوضة عليهم بينهم وبين روسيا، وهو إن صح فيُعد نقلة نوعية وخطيرة لروسيا وحربها، وتضعها أمام جبهة عالمية لقتالها ممتدة من أوكرانيا إلى مالي، وربما تمتد إلى جبهات ساخنة أخرى، وما أكثر أعداء روسيا اليوم، بعد أن أجرمت في سوريا وليبيا وغيرهما من البلدان.

تتولى جبهة نصرة الإسلام في إقليم أزاد بكيدال شمالي مالي مهمة القتال ضد القوات الروسية وتحديداً مرتزقة فاغنر، ومعها بالطبع قوات محلية وقبلية، وحتى تنظيم الدولة، وكانت نصرة الإسلام قد قاتلت سابقاً ضد القوات الفرنسية، وقد تعهد في مقطع فيديو عام 2015 قائد الجبهة عبد الرحمن ظاظا بقتال الفرنسيين، وقد أرغمهم مع آخرين لاحقاً على الانسحاب، لتأتي القوات الروسية ومرتزقتها لدعم الجيش المالي الذي بدا متخوفاً من الجماعات الإسلامية المسلحة وقبائل الطوارق.اقليم أزواد الشمالي المالي والذي يحاذي الحدود الجزائرية يطالب الانفصاليون فيه باستقلال ذاتي، وكان الجيش المالي قد طلب دعماً من القوات الروسية أملاً في استعادة السيطرة عليه، ولكن أتت معارك الأيام الثلاثة الأخيرة لتضرب مصداقية الجيش المالي ومعه القوات الروسية ومرتزقتها، حين تمكن الانفصاليون من إيقاع مجازر رهيبة بالقوات الروسية والمالية الموالية لها، وسيطرت القوات الانفصالية المالية على عدد من العربات والدبابات العسكرية التي كانت بحوزة المهاجمين من قوات فاغنر والجيش المالي الموالي لها، وأعلن المقاتلون الطوارق عن إسقاطهم لمروحية عسكرية تابعة للقوات المالية الحكومية، مما شكل تطوراً نوعياً في أسلوب وتكتيك قتال القوات الانفصالية.

وقد أكد الناطق الرسمي باسم تنسيقية الحركات الأزوادية في مالي محمد المولود رمضان، أن "معارك تينزواتن تشكل مرحلة من مراحل الحرب، وأن هناك خطة موضوعة تشمل عمليات منظمة لاسترداد أراضي الأزوادي من منكا وجاوا و كيدال وتمبكتو وغيرها.

ويعاني الإقليم كله من أزمة أمنية خلفيتها تهميش اقتصادي واجتماعي وسياسي ممتد من مالي إلى بوركينا فاسو فالنيجر، وعام 2015 وقعت الحكومة المركزية في مالي مع الجماعات المحلية في أزواد بالشمال  بواسطة الحكومة الجزائرية المجاورة للإقليم على اتفاق يمنح  الاقليم صفة خاصة، مع حضور سياسي واجتماعي واقتصادي في الحكومة المركزية، لكن الحكومة المركزية بعد أن استدعت الدعم الروسي وقوات فاغنر قبل أعوام، تراجعت عن كل تعهداتها في يناير الماضي، وشنت هجومها لاستعادة الاقليم إلى سيطرتها المركزية، وهو ما ألهب مشاعر الانفصاليين والحركات المناهضة للروس، ومن قبلهم الفرنسيين، فكانت النتيجة الخسائر الضخمة الأخيرة.

خلال العام الماضي قويت شوكة المجلس العسكري في مالي  وذلك بعد دخول قوات فاغنر إلى مالي، وحصوله على الدعم الروسي، حيث تم  طرد القوات الفرنسية، واتهم المجلس البعثة الدولية بالتدخل في الشمال المالي حيث الانفصاليين، واستطاع  المجلس بشكل مؤقت العام الماضي وبدعم روسي السيطرة على كامل الشمال المالي وإخضاع المقاومة فيه، ولكن ذلك لم يطل حتى رأينا مشاهد الرعب الروسية الأخيرة في شمال مالي.

الرمال الأفريقية متنقلة، ولا يمكن التنبؤ بها، والكثير من القوى الاستعمارية لا تأبه للعامل الداخلي، والذي غدا مهماً وحيوياً، وما فشلت فيه فرنسا خلال العقود الماضية، بالتأكيد لن تكون روسيا ناجحة فيه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أفريقيا مالي الرأي أفريقيا مالي رأي الازواد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات الفرنسیة القوات الروسیة نصرة الإسلام الجیش المالی قوات فاغنر ضد القوات فی مالی

إقرأ أيضاً:

القوات الروسية تنفذ 6 هجمات ضد المؤسسات العسكرية الأوكرانية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها نفذت 6 هجمات ضخمة، منها غارة واسعة النطاق، ضد منشآت الطاقة والصناعة العسكرية الأوكرانية، ومراكز تجمّع القوات الأوكرانية والمرتزقة الأجانب، إضافة لإحراز تقدم كبير على جميع جبهات العملية العسكرية الخاصة، خلال أسبوع واحد.

الكرملين: روسيا ترحب بجهود تركيا للتوصل إلى تسوية في أوكرانيا بوتين: العلاقات بين روسيا وإيران تتطور بشكل إيجابي

وقالت الوزارة في بيان: "ردًا على الهجمات الإرهابية التي شنتها أوكرانيا على أهداف مدنية في روسيا، نفذت القوات المسلحة الروسية غارة جوية واسعة النطاق وخمس غارات جماعية، في الفترة من 6 إلى 12 ديسمبر، بما في ذلك باستخدام صواريخ كينجال الفرط صوتية".

استهدفت هذه الغارات مؤسسات الصناعات العسكرية الأوكرانية، ومنشآت الوقود والطاقة التي تدعم عملياتها، وبنية النقل والمطارات والموانئ التي تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية، وورش التجميع، ومناطق التخزين، ومواقع التحضير قبل الطيران، ومواقع إطلاق الطائرات المسيرة البعيدة المدى، ومستودعات الوقود والمعدات العسكرية والتقنية، ونقاط الانتشار المؤقتة للقوات المسلحة الأوكرانية والمرتزقة الأجانب.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في البيان: "خلال الأسبوع الماضي، وفي منطقة مسؤولية مجموعة قوات "الشرق"، خسرت القوات المسلحة الأوكرانية أكثر من 1580 جنديًا، و26 مركبة قتالية مدرعة، و78 سيارة، و8 مدافع ميدان، و4 محطات حرب إلكترونية، و3 مستودعات للذخيرة والمعدات".

وأضافت الوزارة أن وحدات مجموعة قوات "الشرق" واصلت تقدمها في عمق دفاعات العدو، وتمكنت من تحرير قرية أوستابيفسكي في مقاطعة دنيبروبتروفسك.

وجاء في البيان: "تم دحر ستة ألوية ميكانيكية، ولواءين من قوات المشاة الآلية، ولواء محمول جواً، ولواء مظلي، ولواءين هجوميين مظليين، وثلاثة أفواج هجومية من القوات المسلحة الأوكرانية، وثلاثة ألوية بحرية، ولواءين للدفاع الإقليمي، وأربعة ألوية من الحرس الوطني في منطقة نفوذ قوات "المركز".

وبلغت خسائر العدو في هذا الاتجاه أكثر من 3130 جندياً، ودبابتين، و17 مركبة قتالية مدرعة، و29 مركبة، و4 مدافع ميدانية

وأضافت الوزارة أن مجموعة قوات "الغرب" دحرت أربع فرق ميكانيكية، ولواء محمول جواً، ولواءين هجوميين من القوات المسلحة الأوكرانية، ولواء للدفاع الإقليمي، ولواءين من الحرس الوطني.

وبلغت خسائر العدو في هذا الصدد أكثر من 1530 جنديا، ودبابتين، و34 مركبة قتالية مدرعة (منها 17 مركبة غربية الصنع)، و98 مركبة، و11 مدفعا ميدانيا. كما تم تدمير7 محطات حرب إلكترونية و47 مستودعا للذخيرة.

مقالات مشابهة

  • أنظمة الدفاع الجوي الروسية تدمر 141 مسيرة أوكرانية
  • الخارجية الروسية: زيلينسكي إرهابي يبتز قادة الغرب بسبب الفساد
  • الجيش الأوكراني يعلن استهداف مصفاة نفط في ياروسلافل الروسية
  • بوتين وأردوغان: محاولات الاستيلاء على الأصول الروسية ستقوض النظام المالي الدولي
  • الدفاع الروسية تعلن القضاء على مجموعة من القوات المسلحة الأوكرانية في غوليايبولي
  • القوات الروسية تنفذ 6 هجمات ضد المؤسسات العسكرية الأوكرانية
  • القوات الروسية تُحرر بلدتين في مقاطعة خاركوف
  • القوات الروسية ترفع العلم في مدينة سيفيرسك بعد تحريرها
  • القوات الروسية تسيطر على بلدة بخاركيف
  • القوات الروسية تسيطر على بلدة بخاركيف.. ومليون قتيل أوكراني