دعوة المعارضة إلى مناقشة موضوع الحرب.. حوارٌ أم هجوم على حزب الله؟
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
لا تزال المعارضة تصرّ على رئيس مجلس النواب نبيه برّي لكي يدعو إلى عقد جلسة نيابيّة لمُناقشة موضوع الحرب في جنوب لبنان، في الوقت الذي ترفض فيه حضور جلسات تشريع في ظلّ الفراغ الرئاسيّ، الأمر الذي أخذته الكتل التي تدور في فلك فريق الثامن من آذار كحجة لرفض طرح نواب "القوات" و"الكتائب" و"تجدد" وبعض المستقلين.
وتنطلق المعارضة من طرحها في الذهاب إلى مجلس النواب للتحدّث عما يجري في جنوب لبنان من أساس الحوار الذي يُنادي به برّي و"حزب الله" لانتخاب رئيس للجمهوريّة. ويقول مراقبون إنّ نواب المعارضة يستغلّون مبدأ الحوار الذي يدعو رئيس مجلس النواب إلى تطبيقه، لمساءلة "الثنائيّ الشيعيّ" وخصوصاً "حزب الله". ويُشير المراقبون إلى أنّ مناقشة موضوع الحرب سيكون، بحسب المعارضة، كنوع من الحوار تحت قبة البرلمان، حيث سيُبدي الجميع رأيه بما يحدث على الحدود الجنوبيّة.
وتُؤكّد مصادر نيابيّة معارضة في هذا الإطار أنّ الأهميّة الآن هي لملف الحرب والعمل على عدم توسعتها إلى لبنان في ظلّ رغبة العدوّ الإسرائيليّ بإكمال المعارك في غزة وفي رفح حتّى النهاية، وتعريض "حزب الله" البلاد للخطر عبر إقحامه في نزاعٍ غير معنيّ به. وتُشدّد المصادر عينها على أنّ الكتل المعارضة ستُطالب نواب المجلس بتبنّي قرار يُلزم الجميع باحترام الـ1701 كمقدمة لوقف إطلاق النار وإعادة الهدوء والإستقرار إلى المناطق الجنوبيّة.
كما تلفت المصادر النيابيّة المعارضة إلى أنّ الجيش هو الضمانة الوحيدة لضبط الحدود مع فلسطين المحتلة، وهناك مطالبة ليس فقط داخليّة وإنّما خارجيّة لزيادة أعداد عناصره في الجنوب كيّ يضمن الأمن إلى جانب "اليونيفيل". وتعتبر المصادر النيابيّة أنّ الجلسة لو دعا إليها برّي فإنّها ستشهد نقاشاً هو بمثابة حوار بشأن مسألة مهمّة وطارئة جدّاً لا يُمكن الاستمرار بتجاهلها عبر تحكم "حزب الله" وحده بقرار الحرب والسلم. وتُضيف المصادر أنّ "المقاومة" تُشجع غيرها من الفصائل على التسلّح وعلى استباحة السيادة اللبنانيّة عبر شنّ هجمات من الأراضي الجنوبيّة لاستهداف المستوطنات والمواقع الإسرائيليّة، وهو أمر غير مقبول.
وقد يرى "حزب الله" وحلفاؤه أنّ دعوة المعارضة يُراد منها انتقاد دور "المقاومة" والمطالبة بانسحاب مقاتليها إضافة إلى تسليم سلاحها إلى الجيش عبر تطبيق القرارات الدوليّة. وتُعلّق مصادر نيابيّة من فريق الثامن من آذار على فكرة المعارضة، وتقول إنّ الهدف منها هو التصويب على إنجازات "الحزب" وشهدائه في مُساندة غزة وهو واجبٌ لوقف المجازر بحقّ الشعب الفلسطينيّ عبر الضغط على الحكومة الإسرائيليّة والتضييق عليها من جنوب لبنان.
وتُتابع المصادر أنّه لا يُمكن القبول باحتجاز العمل التشريعيّ من جهّة، وبالموافقة على حضور جلسات تزيد من الشرخ بين اللبنانيين من جهّة ثانيّة، بينما هناك شهداء يسقطون في الجنوب دفاعاً عن الجميع. وتُؤكّد المصادر النيابيّة أنّ "حزب الله" مع تطبيق القرار 1701 وإعادة الهدوء إلى المناطق الحدوديّة بشرط وقف إسرائيل عدوانها على الشعب الفلسطينيّ.
وترى المصادر أنّ "حزب الله" وضع لبنان في موقع قويّ حيث أصبح العدوّ غير قادر على شنّ حربٍ ولا بتوسعة رقعة قصفه بل باحترام "قواعد الإشتباك"، وهذه العوامل يجب الاستفادة منها لتحقيق النصر في الميدان ووقف الأعمال القتاليّة في فلسطين كما في الجنوب.
وختاماً، يقول المراقبون إنّ طرح المعارضة سيكون مصيره مُشابهاً لمبادرتها الرئاسيّة، لأنّ "الثنائيّ الشيعيّ" لن يقبل بالدخول في نقاش يتعارض كليّاً مع قناعاته. ويعتبر المراقبون أنّ الجلسة المخصصة للوضع في الجنوب لن تُعقد لأنّها تُجسّد التباين الكبير بين اللبنانيين بما يتعلّق بموضوع المقاومة وسلاحها، وهذه المشكلة بحاجة إلى حوارٍ هادئ للتطرّق إلى الإستراتيجيّة الدفاعيّة والتهديدات الإسرائيليّة.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بري يرفض الاحتكاكات بين اللبنانيين واليونيفيل ويدعو لمعالجة الوضع بحكمة
بيروت "د ب أ" "العمانية": أعرب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، عن رفضه وقوع أي احتكاكات بين أهالي بعض القرى في جنوب لبنان والقوات الدولية "اليونيفيل"، ودعا إلى معالجة أي سوء تفاهم بهدوء.
وشدد بري، في تصريح لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية نشر الجمعة، على أنه "يرفض الاحتكاكات الميدانية التي وقعت مع دورياتها مؤخرا في بعض بلدات الجنوب، سواء كان المشاركون في تلك الاحتكاكات هم مناصرون لحركة أمل أم لحزب الله اللبناني، مؤكدا أنه "مع قوات اليونيفيل في الجنوب ظالمة أم مظلومة".
وقال بري"صحيح إن تحركات اليونيفيل على الأرض يجب أن تتم بالتنسيق مع الجيش اللبناني وبرفقته، لكن إذا لم يحدث ذلك أحيانا فينبغي تفادي المبالغة في رد الفعل، وعدم التصرف بتهور"، مشددا على "ضرورة معالجة أي سوء تفاهم بهدوء وحكمة".
وأشار إلى أن اليونيفيل تعرضت لاعتداءات إسرائيلية عدة خلال الحرب الأخيرة على لبنان، ونحن نعرف أن العدو الإسرائيلي لا يريد بقاءها في الجنوب، وهذا يكفي حتى نكون معها".
واعتبر بري أنه "مع اقتراب استحقاق التجديد لقوات الطوارئ الدولية، لا يتوجب ارتكاب أي أخطاء على الأرض قد يستفيد منها الساعون إلى إنهاء مهمتها في لبنان أو ربما تعديل صلاحياتها".
وأوضح أن "وجود القوات الدولية في الجنوب ينطوي أيضا على بعد اقتصادي حيوي، وهي أوجدت نوعا من دورة اقتصادية تنعكس إيجابا على سكان القرى".
وأكد بري أن "إعادة الإعمار هي من أولى الأولويات بالنسبة إليه، وبنبغي أن تكون كذلك بالنسبة إلى الحكومة"، قائلا إنه "يعول على دور أساسي لمجلس الجنوب في مواكبة ورشة الإعمار واختصار مراحلها".
وعن سبل تمويل ورشة الإعمار قال بري "إنها مسؤولية الحكومة شاءت أم أبت، وعليها أن تؤدي واجبها على هذا الصعيد، وأن تضع ملف الإعمار في طليعة بنود البحث مع الدول الشقيقة والصديقة، خصوصا انها باشرت تعزيز علاقات لبنان مع الخارج".
وردا على سؤال عن أن بعض الخارج يربط تمويل إعادة الإعمار في لبنان بسحب سلاح حزب الله من كل لبنان، قال بري " الاتفاق لا يلحظ ذلك، ونحن نفذنا كليا ما يتوجب علينا بموجب اتفاق وقف إطلاق النار لناحية سحب السلاح من جنوب الليطاني".
وشدد بري على أهمية الانتخابات البلدية التي تمت في جنوب لبنان "في تحد للظروف الصعبة الناتجة من تداعيات العدوان الإسرائيلي"، لافتا إلى أنه " سيكون على البلديات المنتخبة أن تؤدي دورا فعالا في مشروع الإعمار عندما ينطلق، وعليها وضع كل طاقاتها وخبراتها في خدمته".
وأشار بري إلى مساهمة كل من حزب الله وحركة أمل في حماية المناصفة داخل المجلس البلدي للعاصمة بيروت ، معتبرا أنها "ليست أمرا ثانويا، بل لعلها واحدة من أهم الخطوات، إذ إن بيروت هي عاصمة لبنان وقلبه النابض، وبالتالي أي انقسام أو تقسيم فيها سينعكس على كل لبنان وسيتعدى الحدود البلدية إلى ما هو أخطر، ولذا فإن ما فعلناه كان له مردودا وطنيا كبيرا نعتز به".
يذكر أن الفترة الماضية شهدت وقوع عدة إشكالات بين أهالي بعض القرى في جنوب لبنان ودوريات من اليونيفيل، بسبب دخول الدوريات إلى منطقة أملاك خاصة في البلدات، بدون مرافقة الجيش اللبناني.
في الأثناء شن طيران الاحتلال الإسرائيلي اليوم غارات استهدفت أطراف بلدة شمسطار في البقاع شرقي لبنان. وبحسب "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية، شن طيران الاحتلال الإسرائيلي 4 غارات متتالية على أطراف بلدة شمسطار، لجهة بلدة طاريا غرب بعلبك في البقاع شرق لبنان.
وكانت سلسلة غارات إسرائيلية قد استهدفت مساء الخميس عددًا من المناطق في جنوب لبنان. يذكر أن إسرائيل لم تلتزم ببنود اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر ولا تزال تنفذ غارات جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت كما لا تزال قواتها في خمس نقاط جنوب لبنان.