مدبولي: جادّون في تنفيذ الدعم النقدي إذا طالب به الحوار الوطني
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، إنّ الدولة جادة تماما في تنفيذ الدعم النقدي إذا كانت آلية الحوار الوطني تطالب بتنفيذه.
وأضاف مدبولي، في مؤتمر صحفي، أذاعته قناة إكسترا نيوز: «إذا حسبنا قيمة الدعم الذي يجب أن تحصل عليه الأسرة في الرغيف، فهو 750 جنيها شهريا تقريبا، ولكن يجب أن نعلم أن بعض المواطنين يتركون البطاقات التموينية في المخابز نظير الحصول على مبلغ قدره 300 أو 350 جنيها شهريا».
ولفت مدبولي إلى أن الحكومة لديها قاعدة بيانات ضخمة الآن بخصوص المستحقين للدعم، وغير المستحقين، ولكن نحن نطلب من الحوار الوطني ابتكار آليات يتفق عليها المجتمع لتوزيع الدعم سواء نقدي أو عيني.
وتابع رئيس الوزراء: «وبالتالي، لو كانت هناك منظومة دعم نقدي، فإن المبلغ كله ستحصل الأسرة عليه، ويجب حساب آليات تنفيذه لضمان حوكمته، وهذا ما أطلبه من الخبراء والحوار الوطني».
وواصل: «بالنسبة إلى دعم الكهرباء، وجدنا في الريف، أن بعض العمائر مركب فيها عداد واحد باسم شخص واحد، والعداد مقسم على العمارة كلها، فخرج مواطنون كثيرون من الدعم ولم يكن يجب أن يخرجوا، فتراجعنا وأوقفنا الأمر لفترة ما، وبالتالي أتمنى أن يساعدنا الخبراء في معايير وآليات استحقاق الدعم، فيجب تطبيق منظومة محوكمة وأن يذهب الدعم إلى مستحقه وأن يزيد الدعم كل سنة».
وأكد، أن الدولة المصرية حققت منظومة جيدة جدا في البيانات، مشيرًا إلى أن هيئة الرقابة الإدارية بذلت جهدا هائلا، وأصبحت لدينا منظومة مطمئنة فيما يخص البيانات، ولكن هناك حاجة إلى المعايير والأفكار لكيفية وضع منظومة الدعم وآليات تنفيذها.
اقرأ أيضاًمدبولي: لن نبيع شركات الأدوية والسيارات والنسيج المملوكة للدولة
مدبولي: إعلان خطة تطوير منظومة التعليم والقضاء على كثافة الفصول خلال أسبوعين
مدبولي: الدولة تهدف لمساهمة القطاع الخاص في الاستثمارات العامة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإعلام الحوار الوطني الدعم النقدي الدكتور مصطفى مدبولي رؤساء تحرير الصحف رئيس الوزراء مدبولي
إقرأ أيضاً:
حرب السودان تخرج عن السيطرة
يبدو السودان اليوم كأنه يقف عند مفترق طرق خطير بعد التطورات التى شهدتها مدينة الفاشر هذا الأسبوع، فاستيلاء ميليشيا الدعم السريع على عاصمة شمال دارفور لم يكن مجرد انتصار ميدانى، بل تحول إلى مؤشر صادم على دخول البلاد مرحلة جديدة، تعيد إلى الأذهان السيناريو الليبى الذى تجمد سياسياً وعسكرياً طوال خمسة أعوام، وهكذا يجد السودان نفسه منقسماً فعلياً إلى كيانين، شرق يحتفظ بالمدن التاريخية الكبرى تحت سيطرة الجيش، وغرب واسع يضم دارفور وكردفان ويقع بالكامل تحت قبضة ميليشيا باتت تتحكم فى معظم إنتاج الذهب وما تبقى من النفط.
سقوط الفاشر المدينة التى كان يقطنها نحو مليون ونصف المليون إنسان، جاء بعد حصار تجاوز الـ500 يوم، وبسقوطها انتهى وجود الدولة السودانية عملياً فى دارفور، المدينة تعرضت خلال تلك الفترة لعزلة خانقة، منظمات الإغاثة منعت من دخول مخيمات النازحين مثل نيفاشا وزمزم تركت لمصيرها وشهدت الأحياء عمليات قتل وإعدامات ميدانية ودفناً جماعياً، كما طالت الاعتداءات المستشفيات وبيوت العبادة فى مشاهد وثقتها مجموعات تابعة للميليشيا نفسها.
هذه الانتهاكات لم تكن مجرد فوضى حرب بل عكست طبيعة مشروع عسكرى يتوسع بثبات ويستند إلى دعم إقليمى واضح، فسيطرة الميليشيا على غرب السودان لا تقتصر على الجغرافيا بل تمتد إلى ثروات حيوية من معادن وبترول، وتشمل إقليما يلتقى مع حدود جنوب السودان وإفريقيا الوسطى وليبيا وتشاد، وهى مناطق تجرى فيها صراعات نفوذ معقدة، وتشير المعطيات إلى أن تشاد باتت منصة لاستقبال الدعم العسكرى الخارجى، بينما وفرت إحدى الدول الإقليمية أسلحة متقدمة ومقاتلين أجانب لتعزيز قدرات هذه الميليشيا وجاء إعلان قائد الدعم السريع فى أبريل الماضى عن تشكيل حكومة موازية بعد مشاورات استضافتها كينيا ليضيف بعداً سياسياً صريحاً لما يجرى، فالحديث لم يعد عن ميليشيا تتحرك داخل حدود الدولة بل عن كيان يسعى لبناء سلطة موازية تمتلك السلاح والموارد والعلاقات الإقليمية، فى ظروف تعجز فيها الدولة المركزية عن استعادة زمام المبادرة.
وفى ظل هذا المشهد تبدو فرص الحسم العسكرى ضئيلة، وهو ما يدفع البلاد نحو حالة شبيهة بالوضع الليبى، واقع منقسم، وحدود رخوة وهدوء مضطرب يستند إلى موازين قوى وليس إلى حل سياسى، غير أن ما يزيد الصورة تعقيداً هو الطموح الأثيوبى فى استغلال هشاشة السودان بحثاً عن منفذ له على البحر الأحمر، وهو ما قد يجر أطرافاً إقليمية إضافية إلى الصراع، ويحول الوضع السودانى من حرب داخلية إلى مواجهة تتجاوز حدود الدولة.
خلاصة المشهد أن السودان يعيش لحظة إعادة هيكلة، ليس فى الخريطة فحسب بل فى توازنات القوى وعلاقات الإقليم، وبينما تتقدم الميليشيات وتتراجع الدولة يبقى المواطن السودانى هو الطرف الأكثر خسارة، يدفع ثمن حرب تدار فوق أرضه ومن حوله بينما يغيب أفق الحل وتتعاظم المخاطر يوماً بعد يوم.
اللهم احفظ مصر والسودان وليبيا