الجيش هو الحّل الوحيد لكل المشاكل
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
أصبح عمره 79 ولا يزال في عزّ الشباب والعطاء. قد ينقصه العتاد، ولكنه يملك من الإرادة والعزم والصلابة ما يفيض. ففي مثل هذا اليوم من كل سنة نتذكره، وهو الذي لا ينسانا على مدى 365 يومًا في السنة. نقف إلى جانبه مرّة، وهو لا يتركنا لحظة. ولكثرة ما يقف إلى جانبنا نتوه في العدّ.
إنه عيد الجيش. لا نملك ما نهديه إياه سوى قلم من رصاص.
فهذه المؤسسة هي مدرسة في الوطنية والنضال والانضباط. وتكاد تكون من بين مؤسسات الدولة الوحيدة الباقية في منأى من جرثومة الطائفية، التي تنهش الجسم اللبناني وتجعله مثقلًا بكمّ كبير من أسباب عدم التقدّم والتطور في مسار بناء الدولة الحديثة القائمة على الكفاءات وليس على المحسوبيات. في المفاصل الأساسية من حياة الوطن كان الجيش دائمًا تلك الخشبة، التي يتمسّك بها اللبنانيون، على رغم أن البعض لا يزال يشكك بدوره، وبما يمكن أن يكون عليه، وقد يكون لدى هذا البعض ما يبرر هواجسه، وذلك بفعل الموروثات التي حفلت بها سنوات الحرب، التي تركت بصماتها في أكثر من مكان، إذ ما بين الواقع والمرتجى خيط رفيع من الحساسيات الناتجة عن ظروف موضعية ومحطات لا يمكن محو آثارها ببعض من شعارات. ومع أن لدى البعض هذه الهواجس يجهد الجيش بما يتحلى به من مناقبية وإنضباطية لتبديد الهواجس والاثبات، بما لا يقبل الشك والريبة، أنه لكل الوطن، وأن حساباته غير حسابات من يحاولون تثمير إنجازاته لمصالحهم الخاصة. فمن نهر البارد إلى أحداث عبرا وإلى "فجر الجرود"، وفي كل شبر من أرض لبنان لا يزال الجيش هو هو. فالهدف لم يتغيّر ولا الاسلوب. ما تغيّر هو محاولات البعض لرسم صورة له تشبههم، وهو الذي لا يشبه سوى الوطن بكل أطيافه وتلاوينه. يقال إنه الملاذ الأول والأخير، وفي ذلك حقيقة لا ينكرها لا هذا الفريق ولا ذاك الطرف. فالكل يجمعون على دوره الدفاعي، وإن شاركه فيه غيره، سياسيًا وعسكريًا، لكنه يبقى فوق كل ذلك عصّيًا على رفض تقزيم دوره والبقاء على تصميمه في نزع الألغام من طريقه، وعدم جعله شبيهًا لأي كان. ما قام به الجيش وما سيقوم به ستمتد مفاعليه لأجيال وأجيال وسيكون له وقع مختلف تماما عما كانت عليه الأوضاع في السابق، لأنه سيكسب ثقة ناسه أكثر من أي يوم مضى، وسيرون فيه صورة الوطن الذي يحلمون به، بعيدا عن زواريب السياسة التي لا بداية لها ولا نهاية. في عيده، وهو عيد كل الوطن وكل اللبنانيين، وقفة وفاء منا له، هو الواضع حياته على كفه واصبعه على الزناد ليرد الأذى الآتي من بعيد ومن قريب عن كل واحد منا من دون استثناء أو تفرقة.
فهذه المؤسسة هي خشبة خلاص والعمود الفقري للاستقرار الأمني، الذي هو الأساس المتين للاستقرار السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والنفسي.
في عيد الأعياد الوطنية نقف مرّة جديدة من بين الكثير من المرّات، نتذكرّ هذا الكمّ الهائل من تضحيات بذلها جنود مجهولون لم يكونوا ينتظرون تنويهًا أو وسامًا أو مكافأة ما، لأن من يبذل نفسه عن أبناء وطنه يكون في أسمى درجات الإمحاء والبطولة، التي لا يفهمها سوى الشهداء الأحياء، الذين إما فقدوا بصرًا، أو يدًا، أو رجلًا، وهم لا يزالون يحملون عياءهم بصبر وإيمان بأن ما بذلوه لم يذهب سدى.
فقبل ساعات من الأول من آب استهدف العدو الإسرائيلي حيًّا من أحياء الضاحية الجنوبية في مسلسل من الردّ والردّ المضاد. وفي الوقت الذي يبدو فيه الحلّ بالنسبة إلى البعض بعيدًا يحّل عيد الجيش ليذكرّنا بأنه هو الحّل الوحيد، لأن له وحده الحقّ في أي أن يحمل السلاح على كل شبر من أرض الوطن، وهو الوحيد القادر على الانتشار حيثما يجب أن ينتشر. وأينما يحّل يحّل معه السلام وتعود الطمأنينة ويسود الأمن والأمان. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بن جامع: “الدبلوماسية السبيل الوحيد لمعالجة الملف النووي الإيراني”
ألقى الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، كلمة خلال جلسة مجلس الأمن حول الوضع في إيران.
قال بن جامع إن “المجلس يعقد جلسته اليوم لتنفيذ القرار 2231 لعام 2015 الذي صادق على خطط العمل المشتركة بشأن برنامج إيران النووي.”
وأضاف سفير الجزائر أن هذه الجلسة تنعقد خلال مرحلة حرجة ونحن نتحلى بالتفاؤل بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار بوساطة من الولايات المتحدة الأمريكية وقطر.
وأكد الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة: “نحن نرحب بهذا الإنجاز الدبلوماسي الهام الذي وضع حدا لـ 12 يوما من التصعيد الخطر.”
وواصل “أن التطورات الأخيرة برهنت عن هشاشة أمننا الجماعي ومخاطر استهداف المرافق النووية وبشكل خاص تلك الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.”
وتابع أن “أحداث الأيام الماضية شددت على الحاجة الملحة لتطبيق مبادئ منظومة عدم الانتشار النووي.”
واعتبر ذات المتحدث أن “وقف إطلاق النار يمثل تطورا إيجابيا ويذكر بأهمية احترام القواعد القانونية الدولية بما في ذلك تلك الواردة في نظام الضمانات للوكالة الدولية للطاقة الذرية.”
وأكد أن “ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية أساسية للحرص على استخدام الطاقة النووية بشكل خالص لأغراض سلمية”.
وشدد بن جامع على أن “الدبلوماسية تبقى السبيل الأفضل والوحيد لمعالجة المسائل المتصلة ببرنامج إيران النووي والأمن الإقليمي”.
وختم بدعوته إلى ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وكافة أنواع أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط.