تذكرنى قصة فرعون ليلة غريبة رأى فرعون فى منامه، أن ناراً أقبلت من جهة بيت المقدس حرق فيها بيوت الأقباط ولم تلمس بنى إسرائيل، خاف فرعون مما رأى فجمع السحرة والكهنة ليسألهم فقالوا له: إنه سيولد من بنى إسرائيل غلاماً يكون على يديه هلاك ملك فرعون، حينها قرر فرعون أن يقتل كل مولود ذكر من بنى إسرائيل وبعد فترة أصدر فرعون قرار بأن يقتل الأطفال فى عام ويتركوا فى عام آخر.
و كان فرعون مستعداً للقضاء على عدوه الضعيف، كان فى قمة قوته وجبروته، كان متخيل إنها موضوع سهل هيخلص، كان مرتب كل حاجة ومش فى مخيلته أى إحتمال للهزيمة!، لكنه واجه ما كان ينكر، واجه القوة التى لا ترد، واجه تغيير قوانين الطبيعة بكن فيكون، البحر تبدل لموسى وعاد كما هو لفرعون وجنده، ليغرق فرعون، ويكون عبرة لكل طاغية وظالم على مر التاريخ، وينجو موسى ومن معه من الضعفاء بقوة ملك الملوك.مهما كان ضعفك، فهو بالله قوة، ومهما كانت قوتك فهى بدون الله ضعف.
علشان نفتكر فيها تلاشى قوة أكبر طاغية فى التاريخ، وليعتبر من هم دونه فى الطغيان سبحان الله.
لكن مع كل مايحدث من ظلم وحرب وأوبئة وتغيرات وأحداث عجيبة لا نتعظ أبدا، تذكرنا أننا لا نملك من أمرنا شىء، وأن الأمر كله لله، ونحن كبشر ممكن ننتهى كلنا بشوية مطر، بفيرس لا يرى بالعين المجردة يخلص الموضوع، ولو شويه دم وقفوا بس فى شريان، خلاص، شوية ميه يشرقونا. لقمه تقف فى زور حد تاخذ روحه فجأه. إحنا كائنات لا نملك لأنفسنا حول ولا قوة، لا نملك نفع ولا ضر، لا نملك حياتنا ولا موتنا.
الناس اللى بتظلم وتقتل وتغدر وتخون، وتأكل أموال ناس بالباطل، نماذج نراها فى حياتنا أصدقاء فرعون الحقيقه إحنا ولا حاجة !!، والحقيقة الأكيدة، لا حول ولا قوة إلا بالله.
هكذا حال ابن آدم، يحفر قبرا ولا يدرى متى يحفر قبره، متى تنتهى هذه الحياة الفانية؟، لا يدرى متى يرحل ويترك كل شيء غالى وعزيز، ويدخل فى هذه الحفرة، وحشه وكربه، فقد فارق الأهل والأصدقاء والشلة، ونزل بين التراب يلفه ويضمه، لن تنفعه نفوذه وسلطانه وأمواله، وإن كثر عددها وعظم ما يملكه، لن ينفعه سوى عمله، إن كان صالحا فاز ونجح، وإن كان غير ذلك، فالله يعينه فالدنيا مخيفه، الأيام فيها تمر سريعا وكأنها تركض لشئ لا يعلمه إلا الله، ومعها المفاجأت التى لاتخطر على بال، لكن ما زال بعض الناس يلهثون وراء الدنيا وزخارفها، وكأنهم لا يدركون أن هذه الحياة قصيرة، وأن الموت حتم لا مفر منه، ينسون أنهم يحفرون قبورهم بأيديهم وأن كل يوم يمضى هو خطوة أقرب إلى الآخرة، أين هم من ذكر الموت؟، أين هم من العمل الصالح الذى يزودهم بهذه الرحلة المجهولة؟.. إننا بحاجة إلى أن نتذكر الموت فى كل لحظة، وأن نعيش حياتنا وكأننا سنموت غدًا.
فالموت لا ينتظر أحدًا، ولن ينفعنا الندم حين نصل إلى نهايتنا فلنعمل ونبادر بالخير قبل أن يفوت الأوان، ولنجعل من هذه الحياة جسرًا للعبور إلى الآخرة بسلام.. فمنذ أيام فارق الحياه زملاء غاليين علينا جدا، زملاء المهنة وعشرة العمر، أرواح طيبة كانوا ينثرون عبيرهم الطيب فى كل مكان.. فجأة وبدون مقدمات استيقظنا على خبر وفاتهم، فلم يفارقون حتى اللحظات الاخيرة، فى لحظة واحِدة تغيَّر كلّ شَيءٍ وتبدّلت الحياة، رحلَ أشخاصٌ فجأة علىٰ غيرِ مَوعدٍ ودون سَابِ إنذار، هدمت بيوت، بِما حمِلت مِن أسرارٍ وحكايات، يتمت أطفال وتَشرَّدَت أسر وعائِلات.. العِبرة فى الثبات.. إذا اشتدت المغريات، أمّا زمن العافية فكُلّنا ثابتون، العبرة فى الرضا وقت البلاء.. أمّا فى رغد العَيش كلنا عن الله راضون، العبرة فى الثقة بالله عندَ تأخّر الإجابة.. أمّا عندَ حصول المطلوب كلنا واثقون.. العبرة فى الخلَوات، أمّا فى الأصل كلنا صالحون فـ اللهم إنا نَعوذ بك مِن مَوت الفجأة فى ساعةِ الغَفلة ،معذوربِك من سوءِ المآل وتبدل الحال ، ونسألك ياربنا حسن الخاتمة.
سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية.
MAGDA [email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ماجدة صالح لا نملک
إقرأ أيضاً:
الموت لحماس؟ أم الحياة لغزة؟
الموت لحماس؟ أم الحياة لغزة؟
د. #هشام_عوكل – أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولية
الموت لحماس… #ترامب يعود بحفّار القبور!
اعتدنا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن ينقلب على الصديق ويضرب الحليف ويطرد الموظف عبر تغريدة! لكن أن ينتقل إلى موقع “حفّار قبور سياسي” فهذا جديد حتى على مقاييس الرجل.
في خطابه بتاريخ 25 يوليو الحالي أعلن ترامب أن “حماس لا تريد السلام بل تريد الموت”… والأسوأ من ذلك أن مستشاره ويتكوف لم يتردد في الدعوة إلى “إعادة النظر في أسلوب تعامل واشنطن مع حماس” في تلميح واضح إلى تجاوز المسار التفاوضي نحو خيار التصعيد الشامل. وكأن الإدارة الأمريكية من خلال مستشاريها، تتعمد تجاهل مبادرة حسن النية التي قامت بها حماس حين أفرجت عن رهينة يحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب الإسرائيلية في خطوة أرادت بها إيصال رسالة إيجابية إلى الجانب الأميركي. ومع ذلك لم تُقرأ هذه المبادرة كما ينبغي ولم تُحسب في ميزان السياسة الأميركية التي تبدو منشغلة بمنطق القوة أكثر من منطق التفاهم.
كل هذا يعيدنا إلى حقيقة ترامب كما عرفناه: لا يؤمن بالوسطاء ولا بالحلول بل بالتهديد المباشر… حتى لو كان الثمن إشعال الشرق الأوسط بأكمله.
الولايات المتحدة: راعٍ للصراع لا للسلام
بعيدًا عن كوميديا ترامب السوداء ما تكشفه هذه التصريحات هو انقلاب حقيقي في سلوك واشنطن من دور “الوسيط” إلى دور الشريك المباشر في الحرب.
وإذا كانت الولايات المتحدة تدّعي دومًا أنها تلعب دورًا إنسانيًا في حماية المدنيين فإن ما يحدث في غزة – من إبادة بطيئة وصمت عالمي مدوٍّ – لا يمكن فهمه إلا بوصفه تواطؤًا صريحًا ومباشرًا.
بل إن الحديث المتكرر عن “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” أصبح غطاءً أميركيًا جاهزًا لإلغاء وجود الشعب الفلسطيني من على الخارطة. وهذا يجعل واشنطن تتحمّل مسؤولية سياسية وأخلاقية وتاريخية في هذه المجازر.
اعترافات بلا مخالب: هل يعنينا أن تعترف فرنسا؟
بعدما أعلنت دول مثل إيرلندا وإسبانيا والنرويج اعترافها بدولة فلسطين تساءل كثيرون: هل بدأ الغرب يُعيد النظر في مواقفه؟
لكن الحقيقة أن هذه الاعترافات رغم رمزيتها لا تملك أي قوة تنفيذية ما دامت غير مرتبطة بإجراءات عملية تُلزم إسرائيل بوقف الاحتلال والتوسع.
وما دام البيت الأبيض لم يُعلن موقفًا داعمًا لهذا التوجّه فإن هذه الاعترافات تبقى أقرب إلى بطاقات تهنئة حزينة توزّع في جنازة جماعية… لا تغيّر شيئًا من حقيقة الموت تحت الركام.
ماكرون وترامب… خطبة اعتراف ومجزرة موازية
حين أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية تحرك ترامب فورًا للرد، مؤكدًا أن هذا الكلام “خارج السياق”، وملوّحًا بتهديد مباشر لحماس وكأن الاعتراف الفرنسي جريمة تستوجب العقوبة الجماعية!
وهنا يتجلّى التناقض الفاضح في الأداء الغربي: اعتراف لفظي بحق الفلسطينيين يقابله دعم مادي وسياسي كامل لإسرائيل.
ماكرون يلقي خطبة رومانسية عن “السلام”، ثم يصمت حين تُقصف مدارس الأونروا!
وواشنطن تصرخ “الموت لحماس” ولا ترفّ لها جفن أمام آلاف الأطفال المشوّهين.
أسئلة بلا إجابة… أم إجابات بلا أمل؟
وسط كل هذا الركام تبرز تساؤلات تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها تقرر مصير غزة برمّتها:
هل ما زال مشروع “الهدنة لستين يومًا” الذي تحدّثت عنه بعض الوساطات قابلاً للتطبيق؟
وهل إعلان حماس استعدادها للتخلي عن السلطة مجرّد مناورة إعلامية أم واقع جديد يُفرض على الأرض؟
وأخيرًا هل بات تسليم سلاح حماس للسلطة الفلسطينية خيارًا مطروحًا… أم مستحيلًا يُراد فرضه بالقوة؟
زاوية حادة تسئل
في هذه السلسلة الدرامية حيث يُوزّع الموت بالمجان وتُدفن العدالة تحت الأنقاض نقف أمام سؤال لا يطرحه السياسيون في مؤتمراتهم ولا الإعلاميون في نشراتهم:
من يطعم أطفال غزة؟
من يكفكف دموعهم؟
ومن يمنع عنهم الموت القادم من السماء… ومن الجدار… ومن الصمت العربي؟