زهير عثمان

شهدت الأوضاع الإنسانية في السودان تدهورًا حادًا خلال الأشهر الأخيرة، حيث أعلن عن حالة مجاعة في منطقة شمال دارفور. وتواصل الجهات الإنسانية والهيئات الدولية الدعوة للتحرك العاجل لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في البلاد. يُعاني العديد من المواطنين، بما في ذلك النساء والأطفال، من الجوع وسوء التغذية، ويواجهون تحديات هائلة في الحصول على المساعدات اللازمة.


الوضع الراهن إعلان المجاعة , في بيان صحفي، دعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بعد تأكيد حالة المجاعة في شمال دارفور. وفقًا للتقارير الأممية، فإن علامات التحذير من المجاعة كانت قد بدأت منذ أشهر، وقد تفاقم الوضع بشكل كبير، مما أدى إلى وفاة العديد من الأشخاص بسبب الجوع وسوء التغذية.
الأسباب الرئيسية للأزمة , الصراع المستمر: تستمر النزاعات المسلحة في المنطقة، مما يسهم في تفاقم الأزمة الإنسانية. يؤثر الصراع بشكل مباشر على قدرة المجتمع المحلي على الوصول إلى الغذاء والمياه والخدمات الصحية.
1. التهجير والنزوح: تسبب النزاع في نزوح جماعي للأفراد داخل السودان، مما يزيد من عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية. يعيش العديد من النازحين في ظروف صعبة، مع نقص في الغذاء والمياه والخدمات الأساسية.
2. الأزمات الاقتصادية: يعاني السودان من أزمة اقتصادية خانقة، حيث تدهورت الأوضاع الاقتصادية بشكل ملحوظ، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني. تأثير التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية يؤثر بشكل كبير على قدرة الأسر على تلبية احتياجاتها الأساسية.
الجهود الإنسانية والدعوات للتدخل , دعوات لتقديم المساعدات
دعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى وقف إطلاق النار في السودان لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة. وقد أكدت المفوضية أن وصول العاملين الإنسانيين والمساعدات هو أمر حيوي لإنقاذ الأرواح وتلبية الاحتياجات العاجلة للمتضررين.
تكثيف دعم المانحين الدوليين
طالب منسق المفوضية الإقليمي، مامادو ديان بالدي، بتكثيف دعم المانحين الدوليين للأزمة الإنسانية. ويشير إلى أن الدعم الدولي يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في توفير الموارد اللازمة لتلبية احتياجات الغذاء والرعاية الصحية للمجتمعات المتضررة.
التحديات أمام تقديم المساعدات
1. الوصول إلى المناطق المتضررة: تتعرض جهود تقديم المساعدات للعرقلة بسبب النزاعات المسلحة والصعوبات اللوجستية في الوصول إلى المناطق النائية والمضطربة.
2. الأمن وحماية العاملين الإنسانيين: تواجه فرق الإغاثة خطرًا متزايدًا بسبب الوضع الأمني غير المستقر. تأمين سلامة العاملين في المجال الإنساني يعتبر تحديًا كبيرًا.
3. تنسيق المساعدات: التنسيق بين المنظمات الإنسانية والهيئات الحكومية أمر ضروري لضمان توزيع المساعدات بشكل فعّال وعادل.
تأثير الأزمة على السكان
الأثر على الأطفال والنساء
يعد الأطفال والنساء من الفئات الأكثر تأثراً بالأزمة. الأطفال يعانون بشكل خاص من سوء التغذية الحاد، مما يؤثر على نموهم وتطورهم. النساء، خاصة الحوامل والمرضعات، يواجهن تحديات إضافية في الحصول على الغذاء والرعاية الصحية.
الأثر على الصحة العامة تساهم أزمة الغذاء في زيادة معدلات الأمراض المعدية وسوء التغذية، مما يزيد من الضغوط على النظام الصحي المحلي. انتشار الأمراض والوفيات المرتبطة بسوء التغذية يشكلان تحديًا كبيرًا للجهود الإنسانية.
تتطلب الأزمة الإنسانية في السودان استجابة عاجلة ومنسقة من المجتمع الدولي لتلبية الاحتياجات الأساسية للمتضررين. يتطلب الوضع الحالي وقفًا فوريًا للنزاع، وتكثيف الدعم المالي والإنساني، وتحسين قدرة العاملين في المجال الإنساني على الوصول إلى المناطق الأكثر تضررًا. إن الدعم الدولي والإجراءات السريعة يمكن أن يكون لها تأثير كبير في التخفيف من معاناة السكان وإنقاذ الأرواح.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: إلى المناطق الوصول إلى فی السودان

إقرأ أيضاً:

تنديد أممي بفشل مؤسسة غزة الإنسانية واتهام للاحتلال بعسكرة المساعدات

نددت الأمم المتحدة، الجمعة، بأداء "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، ووصفتها بأنها فشلت في أداء دورها الإنساني في قطاع غزة، الذي يشهد أوضاعاً كارثية نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عشرين شهراً.

وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، ينس لاركه، في مؤتمر صحفي عقده في جنيف: "أعتقد أنه يمكننا القول إن مؤسسة غزة الإنسانية فشلت من حيث المبادئ الإنسانية. فهي لا تقوم بما يجب أن تقوم به أي عملية إنسانية، أي تقديم المساعدات للناس حيثما كانوا، بشكل آمن ومحايد".

وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الانتقادات لطبيعة عمل المؤسسة، التي أنشئت مؤخراً وتعمل خارج منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، وتتسم أساليبها بالغموض وعدم الشفافية. 

كما تُتهم المؤسسة بـعسكرة المساعدات، وتوزيعها على أسس غير عادلة، ما يفاقم حالة الفوضى ويقوض الثقة في العملية الإنسانية برمتها.

وترفض وكالات الأمم المتحدة ومعظم المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في قطاع غزة التعاون مع هذه المؤسسة، في ظل تزايد التقارير عن سقوط عشرات الضحايا الفلسطينيين قرب نقاط توزيع المساعدات، نتيجة إطلاق نار من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.


مجازر متكررة خلال توزيع المساعدات
ومنذ انطلاق عمليات "مؤسسة غزة الإنسانية" فعلياً في 26 أيار/مايو الماضي، أدت آلية توزيع المساعدات في بعض الحالات إلى مجازر بحق المدنيين.

ففي أوائل حزيران/يونيو الجاري، قُتل نحو ثلاثين فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء تجمعهم للحصول على مساعدات، بحسب ما أفاد به الدفاع المدني الفلسطيني في غزة. وقد برر الاحتلال الأمر بأنها أطلق طلقات تحذيرية، وهو ما نفته شهادات ميدانية.

وأكد لاركه أن الأمم المتحدة مستعدة لاستئناف عمليات الإغاثة الإنسانية الواسعة في القطاع، بشرط أن يسمح الاحتلال الإسرائيلي بمرور عدد كاف من شاحنات المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم.

وفي سياق متصل، ارتكب الجيش الإسرائيلي سلسلة مجازر جديدة، الجمعة، أسفرت عن استشهاد 20 فلسطينياً على الأقل في قصف وغارات استهدفت مناطق مختلفة في قطاع غزة، لا سيما خلال تجمعات لتلقي المساعدات الغذائية.

وفي شمال القطاع، استشهد خمسة فلسطينيين في قصف استهدف نقاط انتظار للمساعدات، أبرزها عند دوار النابلسي جنوب مدينة غزة، وقرب المدرسة الأمريكية شمال غرب المدينة. كما استُشهد فلسطيني آخر في قصف استهدف منطقة الجامع العمري في جباليا البلد.

أما في وسط القطاع، فقد أفاد مصدر طبي استشهاد تسعة فلسطينيين أثناء انتظارهم المساعدات قرب منطقة المطاحن بدير البلح، إثر قصف إسرائيلي مباشر. 

كما استشهد فلسطيني آخر وأصيب 12 آخرون في قصف قرب ما يعرف بـحاجز نتساريم، واستشهد أربعة آخرون في دوار مكيبمخيم المغازي.


وفي جنوب القطاع، أصيب عدد من النازحين جراء قصف طال خيمة كانوا يقطنونها في مواصي خانيونس، بينما واصلت قوات الاحتلال عمليات القصف والنسف شرقي مدينة حمد بخان يونس، وطالت الغارات المنطقتين الغربية والشرقية من رفح وخان يونس على التوالي، مع تحليق مكثف للطائرات الحربية وقصف مدفعي متواصل.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، ارتكاب إبادة جماعية ممنهجة بحق سكان قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، متجاهلة قرارات محكمة العدل الدولية ونداءات الأمم المتحدة بوقف العدوان.

وأسفرت هذه الحملة عن سقوط أكثر من 183 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، في ظل دمار هائل طال البنية التحتية، ومجاعة أودت بحياة العديد من المدنيين، بينهم أطفال رُضع.

ويُعد الوضع الإنساني في غزة من الأسوأ في العالم حالياً، حيث يعيش مئات الآلاف من السكان في ظروف نزوح قسري، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء، وتدهور كامل في النظام الصحي.

مقالات مشابهة

  • بين تهنئة محمد كاكا ودعم حفتر … ماذا يحدث في خاصرة السودان الغربية؟
  • كيكل: قواتنا تتقدم في كردفان وإلى دارفور وحتى آخر الحدود السودانية
  • متعهد أمني أميركي يفضح “مؤسسة غزة الإنسانية”
  • إيكونوميست: هل مؤسسة غزة الإنسانية مؤامرة وأداة إسرائيلية؟
  • “كمبوكمبو” منسق حاكم إقليم دارفور يزور جرحي معركة الكرامة في الخرطوم
  • تنديد أممي بفشل مؤسسة غزة الإنسانية واتهام للاحتلال بعسكرة المساعدات
  • "لقمة مغمسة بالدماء"... فلسطينيون يروون معاناتهم في الحصول على المساعدات من مؤسسة "غزة الإنسانية"
  • السودان: توقعات بمعدلات أمطار عالية وفيضانات وحرارة مرتفعة
  • السودان.. لجنة إغاثية تتهم (الدعم السريع) بقتل 8 أشخاص في الفاشر
  • غزة.. مقتل 60 فلسطينيا معظمهم قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية