معرض المدينة المنورة للكتاب 2024 يناقش الفكر الجمالي في الأدب والفلسفة
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
أقام معرض المدينة المنورة للكتاب 2024 ضمن برنامجه الثقافي ندوة حوارية عنوانها "جسور الفكر والجمال.. تلاقيات بين الفلسفة والفنون"، قدّمها الدكتور عبدالله الهميلي، وأدارها الدكتور شتيوي الغيثي.
وتناولت الندوة التي حضرها أكاديميون ومهتمون بالأدب والشعر ، مفهوم الفلسفة والفنون وكيفية تداخلهما، وتسليط الضوء على العلاقة الوثيقة بين الفكر الجمالي في الأدب والفلسفة عبر رحلة لخوض أسبار التاريخ .
وبدأت الندوة بعرض مرئي عن تاريخ الفنون، ثم تناولت موضوعات "التصورات الفلسفية" والصور والتأملات الشعرية الجمالية، مؤكدة أهمية إضفاء العمل الفني الإبداعي بُعده القيمي، والتطرق للاعمال الأدبية الإبداعية، التي أسهمت في وضع الحلول للمشكلات المجتمعية والتعبير عن الواقع بشكل راق.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: أخبار السعودية معرض المدينة المنورة للكتاب آخر أخبار السعودية
إقرأ أيضاً:
الأيديولوجيا في الأدب: روح مبدعة أم ظلّ ثقيل؟
هزاع أبو الريش (أبوظبي)
في زوايا الإبداع، حيث تنبض الكلمات وتتشكل المعاني، يبرز سؤال لا يزال يشغل النقاد والمبدعين على حد سواء: هل يستطيع النص الأدبي أن يتحرر من أيديولوجيا كاتبه، أم أن كل عمل فني يحمل في طياته بذرته الفكرية الأولى؟ هذا التساؤل كان محور نقاش بين مجموعة من الكُتّاب والمبدعين الذين التقيناهم، فكانت آراؤهم كمرآة تعكس تنوع الرؤى وحدّة الإشكال.
في البداية يرى الإعلامي والكاتب سليمان الهتلان، أن «الكاتب لا يمكنه القطيعة التامة مع قناعاته وأفكاره، فهي تتسلل إلى نصوصه شاء أم أبى». ويضيف: «الكتابة الإبداعية المؤدلجة، حين تتحول إلى وسيلة دعائية مباشرة، تُفقد النص جمالياته وتُحيله إلى خطابٍ سياسي أو ديني لا يُغري بالتأمل، بل يغلق أبواب التفكير الخلّاق». ومع ذلك، يحذر من أن تكون القناعة الفكرية طاغية على روح النص، فتُقصي الفن لصالح التلقين.
حوار دائم
أما الكاتب محفوظ بشرى، فتبنى رؤية فلسفية أعمق حين قال: «النص الأدبي يبدأ من موقف الكاتب الوجودي، لذا لا يمكن أن يكون معزولاً عن أيديولوجيته، لكنّ القرّاء بدورهم يسقطون أيديولوجياتهم على النص، وهكذا يبقى النص في حالة حوار دائم بين ذوات متعددة». ويضيف بشرى أن تعدد القراءات لا يسجن النص، بل يحرّره من التجمّد، ويمنحه حياة متجددة مع كل قارئ.
لحظة شعور
أما الشاعر والكاتب خالد العيسى، فيدعو إلى الانعتاق من عباءة الأيديولوجيا قدر الإمكان، قائلاً: «الإبداع يجب أن يخرج من لحظة شعور خالصة، لا من قوالب فكرية مسبقة. فالأيديولوجيا قد تُثقل النص، وتحدّ من عفويته وتدفقه».
ويُقرّ العيسى بأن الأفكار الراسخة في اللاوعي تتسلل بلا استئذان، لكنه يرى أن مسؤولية المبدع تكمن في وعيه بمدى تأثيرها، وسعيه لتقديم نص خالص، يلامس الروح قبل أن يُحاكم العقل.
طيف من الحقيقة
في كل رؤية من هذه الرؤى طيف من الحقيقة، فالنص الإبداعي لا يولد في الفراغ، بل ينبثق من ذات الكاتب، محمولاً على قلقه الفكري وتجاربه. لكنه في الوقت ذاته، لا يكتمل إلا حين يُقرأ ويتأوّل ويتحوّل في وعي المتلقي. فهل الأيديولوجيا لعنة النص أم سرّ نضوجه؟ الجواب على الأرجح… في سطور كل قارئ.