سرايا - بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران بغارة إسرائيلية، برز أمام حركة حماس تحدي الفراغ في قيادة الحركة، خاصة أن نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الشيخ صالح العاروري قد اغتيل في بيروت قبل أشهر أيضا. ولذلك بات على حركة حماس ترميم هرم القيادة بشكل سريع لمواجهة تحديات الحرب الإسرائيلية على غزة ومواكبة السياقات السياسية والدبلوماسية المرافقة للحرب واهمها التفاوض مع الوسطاء من اجل الوصل الى صفقة تضع حد للحرب وتنجز صفقة تبادل وتعيد ترتيب وضع الحركة في الداخل، وتواكب التحديات لما بعد الحرب ان توقفت.

المعروف أن لحركة حماس مجلس شورى ينتخب أعضاء القيادة، وهو صاحب الرأي في اختيار الشخصيات التي تمثل الحركة في مراتب ومستويات قيادية على المستوى السياسي.

 

وسيقوم هذا المجلس بمهمته في ملئ الفراغ في القيادة بعد استشهاد رئيس المكتب السياسي ونائب رئيس المكتب السياسي.

 

في صلاة الجنازة على جثمان الشهيد إسماعيل هنية في الدوحة كان الامام في الصلاة هو نائب قائد الحركة في غزة خليل الحية ولهذه الامامة دلالة رمزية لدى الحركات الإسلامية، فهل صلاة الحية كإمام بالمصلين هو إشارة ان الحركة ستختار خليل الحية خلفا للشهيد هنية.

 


هذا غير محسوم حتى الآن، لكن ما يميز خليل الحية انه الأكثر تواصلا مع الخارج ومع كل أصدقاء وحلفاء الحركة، وكان له دور بارز خلال الحرب في الجهود السياسية والعلاقات الخارجية، يتمتع خليل الحية باحترام وتنسيق عال مع حزب الله والجهاد الإسلامي وايران وحركة انصار الله وحتى مع سورية الذي استقبله فيها بعد قطيعة دامت 12 عاما الرئيس السوري بشار الأسد.

 


خليل الحية من أسرة مناضلة ومجاهدة وقدّم من عائلته عدد كبير من الشهداء، كما ان التصاقه ومعرفته بغزة كبيرة جدا، وربما هو الشخصية السياسية في الحركة الأقرب الى قادة القسام الجناح العسكري لحركة حماس وصاحب البطولات و التضحيات الجسام في معركة طوفان الأقصى.

 


كل ذلك يضع خليل الحية في موقع مثالي لقيادة الحركة، ويعرف المقربون منه مدى صلابته وشجاعته وحُسن إدارته لعلاقات الحركة الخارجية، ولا يمكن انكار حقيقة ان الرجل محبوب جدا وذا شعبية عالية، وقريب من الناس البسطاء، وقد يشار اليه والى أسامة حمدان القيادي في الحركة باعتبارهما شخصيتان شعبيتان متواضعتان ومتلاصقتان مع الحالة الشعبية والتواصل اليومي.

 


لكن تبرز أيضا حظوظ رئيس المكتب السياسي السابق للحركة خالد مشعل الرجل على الرغم من غيابه نسبيا عن الصورة الا ان له مكانته وتاريخه في الحركة، وكاد ان يدفع حياته في عملية اغتيال فاشلة في عمان عام 1997 اسمها الموساد عملية “سايروس”.

 


الظروف السياسية والخيارات الحزبية التي كان مسؤولا عنها في حقبة سابقة فرضت ان يكون خارج هرم قيادة “حماس” حسب ما يقول بعض المقربين. ولكن مازال الرجل الذي قاد الحركة لسنوات يتمتع بعلاقات عربية ودولية واسعة وقد يكون الشخصية المفضلة بالنسبة لقطر وتركية وقيادة حركة الاخوان المسلمين الدولية وحتى ربما بعض الدول الأوروبية.

 

في السنوات الماضية ظل مشعل ملتصقا بمقر اقامته في الدوحة، لم يعرف له نشاط خارجي خاص بالحركة او مشاركة الا ما ندر في وفود الحركة في المناسبات واللقاءات السياسية الهامة. تقول بعض المصادر ان الجانب الفكري السياسي لمشعل خضع لكثير من المراجعات والتحولات، لكن دون ان تكون خارجه عن الاطار العام الذي تؤمن به حركة حماس. يبدو الرجل اقرب لجماعة الاخوان المسلمين في الفضاء السياسي والفكري وفي التصورات والمقاربات لمختلف الساحات في المنطقة العربية منه الى خصوصية حماس كحركة مقاومة وتحرر وطني في فضاء انتمائها الإسلامي، علـى الرغم من ذلك يسجل له ان دعم اجماع الحركة في إعادة العلاقات مع دمشق، علـى الرغم من ان المسألة عنده تبدو شخصية لكونه كان على رأس الحركة في دمشق حين أعلنت قرار خروجها عام 2011.

 


عودة خالد مشعل لقيادة المكتب السياسي قد تنعكس على مسار الحركة في التقارب من دمشق، فقد تفضل سورية التعامل مع قيادات الحركة لكن يظل مشعل الرجل المدلل سابقا لديها بمثابة جرح حسب تعبير بعض السوريين، وقد لا يكون حزب الله مرتاحا للتعامل معه، فقد زار خالد مشعل بيروت دون أن يلتقي أيا من قيادات المقاومة اللبنانية، بالمقابل ثمة تقارب ميداني وبالدم بين حزب الله والجماعة الإسلامية التي تقاتل مع الحزب في جنوب لبنان، وعلاقات مشعل بالجماعة ممتازة، وقد يكون هذا مدخلا لإصلاح ما انقطع هذا اذا كان مشعل راغبا. وما ينطبق علـى حزب الله ينطبق على إيران، فلم يزر خالد مشعل ايران منذ وقت بعيد، بينما وفود الحركة منذ معركة السابع من أكتوبر تنسق مع الجمهورية الإيرانية بشكل مستمر. فكيف سيقود الحركة في ظروف الحرب المصيرية على غزة دون التواصل والتنسيق مع جبهات الإسناد والحلفاء؟

 


تبقى هذه في نطاق التكهنات، وقد تختار الحركة اسما خارج إطار هذا الثنائي القيادي، فحركة حماس لديها قيادات متمرسة، وأثبت جيلها الشاب أنه على قدر المسؤولية ولديه خبرات وكفاءات عالية المستوى.

 


أيا كان في قيادة الحركة وأين كان من ستختاره حماس، يجب احترام إرادة كوادرها وأنصارها، والتعامل مع المكتب السياسي الجديد ومن يرأسه باعتباره يمثل كل المناضلين والمجاهدين في الحركة ويمثل خيار المقاومة في الشعب الفلسطيني.

إقرأ أيضاً : عن صفقة التبادل .. نتنياهو: لن نخرج من محور فيلادلفيا ومعبر رفح إقرأ أيضاً : "كومبارس" ضم أكثر من 100 ممثل .. انكشاف تفاصيل أكثر في واشنطن لـ "مسرحية التصفيق لنتنياهو"إقرأ أيضاً : هذا هو الموعد الذي ستوجه فيه إيران "ضربتها الإنتقامية" لـ (إسرائيل) - تفاصيل

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: رئيس قيادة رئيس غزة مجلس الرأي رئيس رئيس غزة الله الله الرئيس الناس رئيس عمان قيادة المنطقة الله الله الله ايران غزة قيادة الشعب عمان قيادة إيران المنطقة لبنان مجلس الرأي الناس الله غزة الشعب رئيس الرئيس ايران رئیس المکتب السیاسی خلیل الحیة الحرکة فی فی الحرکة حرکة حماس خالد مشعل حزب الله

إقرأ أيضاً:

بذكرى اغتيال هنية.. حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي نصرة لغزة

#سواليف

دعت #حماس اليوم الثلاثاء، إلى #تصعيد #الحراك_العالمي مطلع شهر أغسطس المقبل نصرة لغزة والقدس والمسجد الأقصى والأسرى في #فلسطين، ووفاء لذكرى رئيس المكتب السياسي للحركة #إسماعيل_هنية.

ودعت حماس، إلى “تصعيد الحراك العالمي أيام الجمعة والسبت والأحد (1 و2 و3 آب/أغسطس)، وكل الأيام القادمة، ضد استمرار العدوان و #الإبادة و #التجويع الصهيوني في #غزة”.

وقالت في بيان: “ليكن يوم الأحد 3 آب/أغسطس يوما عالميا لنصرة غزة والقدس والأقصى والأسرى في فلسطين، وفاء واستجابة لدعوة شهيد فلسطين والأمة القائد إسماعيل هنية (أبو العبد)”.

مقالات ذات صلة توضيح من الضمان حول تقديم جوائز وإعانات مالية بقيمة 200 دينار 2025/07/29

كما دعت حماس، “جماهير الأمة العربية والإسلامية، والأحرار في العالم، إلى مواصلة الحراك الجماهيري العالمي أيام الجمعة والسبت والأحد (1 و2 و3 آب/أغسطس)، وكل الأيام القادمة، في كل المدن والساحات والعواصم حول العالم؛ عبر المسيرات الحاشدة، والمظاهرات الغاضبة، ضد استمرار العدوان الصهيوني، والإبادة الجماعية، والتجويع الممنهج بحق أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزة”.

ودعت الحركة كذلك إلى “تصعيد كل أشكال التظاهر والاعتصامات أمام السفارات الصهيونية والأمريكية، وسفارات الدول الداعمة للاحتلال، في كل أنحاء العالم، حتى يتوقف العدوان والتجويع الصهيوني ضد الأطفال والنساء والمرضى والمدنيين الأبرياء”.

وختمت حماس بيانها معتبرة أنه “من الوفاء لغزة، ولدماء القادة الشهداء، أن يكون يوم الأحد يوما وطنيا وعربيا وإسلاميا وعالميا، وحراكا متواصلا، وممارسة كل أشكال الضغط السياسي والدبلوماسي والشعبي، حتى تتوقف حرب الإبادة والتجويع ضد غزة.”

واغتيل إسماعيل هنية، في 31 يوليو 2024 في العاصمة الإيرانية طهران، إثر غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته خلال زيارته لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

مقالات مشابهة

  • قيادي في حماس لـCNN: الحركة تضع شرطا للعودة إلى المفاوضات
  • عام على اغتيال إسماعيل هنية.. حماس: دماء القادة مناراتٌ على درب التحرير
  • بعد إخراس «الحية».. مصطفى بكري يكشف أباطيل حماس حول الدور المصري في غزة
  • الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد "حماس" إسماعيل هنية
  • حماس تحيي الذكرى الأولى لاغتيال إسماعيل هنية
  • في ذكرى استشهاده.. حماس تُحيي إرث هنية.. ارتقى قائدًا كما عاش مقاومًا
  • حسام الغمري: الخائن «خليل الحيّة» يُصوّر نفسه على أنه بطل |فيديو
  • بين خطابين.. خليل الحية والجنرال السيسي
  • بذكرى اغتيال هنية.. حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي نصرة لغزة
  • المجلس الوطني يرد على تصريحات خليل الحية بشأن مصر