المملكة المتحدة تواجه أعنف أعمال شغب منذ أكثر من 10 سنوات
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
تهز أعمال الشغب على نطاق غير مسبوق المملكة المتحدة، وخاصة إنجلترا، بعد الهجوم بالسكين الذي قتل فيه ثلاثة أطفال. وأصيب عشرة أشخاص آخرين في ساوثبورت، يوم الاثنين 29 جويلية.
منذ الهجوم بالسكين الذي قُتل فيه ثلاثة أطفال، تضاعفت المظاهرات المعادية للأجانب والإسلاموفوبيا والمناهضة للمهاجرين في العديد من المدن البريطانية.
ودعا رئيس الوزراء كير ستارمر إلى القيام “بكل ما يلزم لتقديم هؤلاء البلطجية إلى العدالة في أسرع وقت ممكن”.
وتعرض فندقان للهجوم في أقل من 24 ساعة، واستهدفت الشرطة بالمقذوفات. ونظمت مظاهرات مناهضة للمهاجرين في عدة مدن خلال أسبوع.
ولم تشهد البلاد مثل هذا التفشي منذ عام 2011، بعد وفاة الشاب المختلط العرق، مارك دوغان، الذي قتلته الشرطة في شمال لندن.
ومنذ يوم الثلاثاء 30 جويلية، جرت مظاهرات معادية للأجانب من ليفربول إلى هال عبر بلفاست، ليدز، وسندرلاند. وفي ساوثبورت، تم استهداف مسجد.
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن فريقًا من وكالة فرانس برس حطم المتظاهرين الكاميرا الخاصة به.
وفي ألدرشوت، تجمع عشرات الأشخاص الذين يحملون لافتات مكتوب عليها كلمات معادية لطالبي اللجوء بشكل سلمي. وخرجت مظاهرات أخرى، لا سيما في بولتون وويماوث.
وفي يوم الأحد، هاجم حوالي 700 شخص فندقًا يأوي طالبي اللجوء في روثرهام.
وألقيت مقذوفات مثل الزجاجات والعلب والكراسي وقطع طويلة من الخشب على المبنى وعلى ضباط الشرطة المصطفين أمامه.
وقالت الشرطة المحلية إن عشرة من ضباط الشرطة على الأقل أصيبوا في الموقع. لكن لم يصب أي من موظفي الفندق أو النزلاء.
وحطم بعض المشاركين نوافذ المؤسسة، وأشعلوا النار، وألقوا مقذوفات على الشرطة، بينما ردد آخرون شعارات مثل “أطفئوهم”.
وبعد ساعات قليلة، تم استهداف فندق آخر، هذه المرة في برمنغهام، من قبل “مجموعة كبيرة من الأفراد”. حسبما أعلنت الشرطة المحلية، التي حددت أن أحد عملائها أصيب.
ما هو رد فعل الحكومة؟ووصفت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر هذه الأفعال بأنها “مروعة للغاية”. في حين وعد رئيس الوزراء بأن حكومته ستفعل “كل ما يلزم لتقديم هؤلاء البلطجية إلى العدالة في أسرع وقت ممكن”.
ووعد كير ستارمر بأن “أولئك الذين شاركوا في أعمال العنف هذه سيواجهون القوة الكاملة للقانون”.
كما وضعت وزارة الداخلية نظام حماية للمساجد التي يمكن أن تكون موضعاً لأعمال الكراهية.
ويمكن لأي مسجد إبلاغ السلطات للاستفادة منه، لكن موارد الشرطة لن تكون كافية، بحسب المجلس الإسلامي.
وقال مديرها شوكت واريش لوكالة فرانس برس إن شركة أمن المساجد، التي تقدم خدمات أمنية للمساجد. تلقت طلبات من “أكثر من 100 مسجد” من بين نحو 2000 مسجد في البلاد.
وأشارت الشرطة أيضًا إلى أنها اعتقلت ما يقرب من 150 شخصًا منذ يوم السبت.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
الرجل الخفي الذي يقرب واشنطن من أبوظبي ويقود الصفقات التريليونية.. من هو؟
في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة في الشرق الأوسط، تحولت العلاقة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة إلى شراكة استراتيجية شاملة حيث يبرز في هذا السياق رجل يهودي أمريكي يحمل الجنسية الإماراتية، يلعب دورًا حيويًا كحلقة وصل بين واشنطن وأبو ظبي، مساهماً في إتمام صفقات ضخمة تريليونات الدولارات.
في تقرير موسع نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، وتحت عنوان "الرجل السري: اليهودي المسؤول عن الصفقات الضخمة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة" كشف عن الدور المحوري لشخصية غير معروفة نسبيًا للجمهور لكنها حاضرة بقوة خلف كواليس أكبر الصفقات الاقتصادية والسياسية بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة.
وبحسب التقرير أن المحامي اليهودي الأمريكي مارتي إيدلمان، المقرب من الرئيس دونالد ترامب وعائلة آل نهيان الحاكمة في أبو ظبي، هو العقل المدبر لهذه التحالفات والاستثمارات الضخمة التي تتجاوز قيمتها التريليونات.
ويذكر التقرير أن الرئيس الأمريكي عقب زيارته الأخيرة إلى الخليج عاد محملاً بسلة من الالتزامات الاستثمارية الكبرى، كان من بينها التزام سعودي ضخم ببرنامج استثماري في السوق الأمريكية بقيمة مئات المليارات، وطائرة فاخرة من قطر، وعرض ضوئي مهيب في برج خليفة بأبو ظبي، حيث أضاء البرج بالكامل بألوان العلم الأمريكي في مشهد يعكس عمق العلاقة الاستراتيجية بين الطرفين.
لكن التفاصيل الحقيقية للصفقة الكبرى التي أبرمت في أبو ظبي كانت بعيدة عن هذا البهرج، حيث أوضحت يديعوت أحرونوت أن الصفقة تتعلق بتوسيع التعاون التكنولوجي والتجاري بين الإدارة الأمريكية والإمارات، مع تركيز خاص على مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، في إطار عقد يمتد للعقد المقبل تبلغ قيمته الإجمالية حوالي 1.4 تريليون دولار.
المثير في الأمر، كما أشارت الصحيفة، هو أن هذه الاتفاقية تعزز موطئ قدم شركات الذكاء الاصطناعي المملوكة أو الممولة من صناديق إماراتية في السوق الأمريكية، من خلال تبادل المعلومات، وتطوير أنظمة الاستشعار، وإنشاء مرافق تصنيع بالشراكة مع كبرى الشركات مثل OpenAI، وأوراكل، وحتى شركات تتبع إيلون ماسك، وهذا التعاون أثار قلق خبراء الأمن القومي وأعضاء في الكونجرس الأمريكي، الذين يحذرون من احتمال تسرب معلومات حساسة إلى جهات خارجية.
وحسب مصادر من الجانبين الأمريكي والإماراتي، فقد كان الشرط الأساسي لتقدم الصفقة هو المشاركة الشخصية للمحامي اليهودي مارتي إيدلمان، الذي وصفته الصحيفة بأنه "الرجل الخفي الذي يحمل مفاتيح الغرفة التي تُتخذ فيها القرارات الحاسمة".
ويبلغ إيدلمان من العمر 83 عامًا، وهو محامٍ من نيويورك، مقرب من ترامب ومن كبار أفراد آل نهيان في الإمارات، ويحمل الجنسية الإماراتية، مما يجعله حلقة وصل فريدة بين الطرفين.
وأكدت يديعوت أحرونوت أن إيدلمان، الذي بدأ مسيرته كجندي في حرب فيتنام، ثم تحول إلى محامٍ متخصص في المعاملات العقارية الدولية، أصبح مستشارًا رئيسيًا لصناديق الاستثمار الإماراتية وأفراد العائلة المالكة، وبالأخص للرئيس محمد بن زايد وشقيقه طحنون بن زايد، المعروف بلقبه "الشيخ الجاسوس" ورئيس جهاز الأمن الإماراتي.
ويبرز التقرير كيف أن إيدلمان كان جزءًا من الفريق الاستراتيجي الذي ساعد الإمارات على الانتقال من دولة نفطية إلى دولة مبتكرة في مجال التكنولوجيا والاستثمار، حيث أصبح حارسًا لرأس المال الإماراتي الذي يقدر بنحو 1.7 تريليون دولار، يمثل حوالي 6 بالمئة من احتياطيات النفط العالمية.
من بين إنجازاته المهمة، حسب التقرير، مساهمته في صفقة استحواذ أبو ظبي على نادي مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم عام 2008، التي مثلت نقطة تحول في حضور الإمارات في المجال الرياضي العالمي، بالإضافة إلى دوره في افتتاح حرم جامعة نيويورك في أبو ظبي، وتسهيل صفقات ضخمة في مجال الرقائق الذكية مع شركات مثل إنفيديا.
وأكدت يديعوت أحرونوت أن إيدلمان استطاع بفضل علاقاته العميقة مع دوائر الحكم في واشنطن وأبو ظبي، بما في ذلك علاقته الوثيقة بصهر ترامب جاريد كوشنر، أن يبرز كوسيط رئيسي في تنفيذ اتفاقيات مثل اتفاقيات إبراهيم وتعزيز التعاون الاقتصادي بين إسرائيل ودول الخليج.
ومن الملفت أيضًا، أن إيدلمان هو من بين القلائل الذين منحوا الجنسية الإماراتية رغم كونه يهوديًا أمريكيًا، في خطوة تعكس مكانته المميزة في الدولة، حيث كانت الإمارات تمنح الجنسية للأفراد الذين قدموا "مساهمات استثنائية".
وفي الختام سلطت الصحيفة الضوء على الأهمية الاستراتيجية لإيدلمان في الزيارة الخليجية لترامب، حيث رافقه من وراء الكواليس، وحضر الاجتماعات التي ناقشت إنشاء مصانع الرقائق وتطوير مشاريع الطاقة مع شركاء إماراتيين وأمريكيين، مما يعكس حجم النفوذ الذي يتمتع به هذا "الرجل الخفي" في توجيه العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الشرق الأوسط والولايات المتحدة.