قوات قاسم سليماني.. تشكيل إرهابي جديدة يعزز نفوذ إيران في اليمن والمنطقة
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
تحت مسمى "قوات قاسم سليمان" بدأت إيران بتشكيل ذراع عسكري موحدة من عدة فصائل مسلحة تابعة لها في اليمن وعدة دول واقعة تحت نفوذها، وتأتي هذه الخطوة ضمن مخطط يهدف إلى حماية وجودها ونفوذها بالمنطقة.
الذراع العسكري الجديد يشابه بشكل كبير قوات الحرس الثوري الإيراني، وهذه القوة الموحدة ستعمل بإدارة مباشرة من طهران وفق ما أفادت به مصادر أمنية يمنية.
وتأسيس "قوات قاسم سليمان" يأتي عبر هيكل تنظيمي هرمي يتطابق ويتشابه مع قوات الحرس الثوري الإيراني. ويتركز دور حزب الله اللبناني في المشاركة المباشرة في مستويات إدارية وتنظيمية لبناء هذه القوة الإيرانية الجديدة.
واعتبر خبراء أن تلك القوة "بمثابة ذراع عسكرية مركزية لما يُسمى محور المقاومة بقيادة إيران، في محاولة من طهران لحماية وجودها ونفوذها بالمنطقة، ولتكون قادرة على تحمل أي ضغوط أكثر".
وبحسب تقرير "العين الإخبارية" فإن القوة الجديدة يشارك في هيكلها مقاتلون من فصائل وجماعات موالية لإيران في اليمن ولبنان والعراق وسوريا. يبلغ قوامها في المرحلة الأولى 10 آلاف مقاتل، 20% منهم من عناصر مليشيات الحوثي، ومن المرجح أن يرتفع ويتسع عدد هذه القوات في مراحل تالية.
وفق المصادر الأمنية اليمنية فإن مليشيات الحوثي استكملت مؤخرا نقل 1300 عنصر من مقاتليها العقائديين الأكثر تطرفا إلى إيران، للعمل بتلك القوة. وأن المقاتلين الحوثيين الذين نقلوا هم من قوام 2000 مقاتل حوثي تعتزم المليشيات باليمن المشاركة بهم في هيكل وبناء القوة العسكرية الجديدة التي تشرف طهران على تأسيسها بمشاركة إدارية وتنظيمية مباشرة من حزب الله اللبناني.
وأكدت المصادر، أن قائمة العناصر الحوثية التي حددتها المليشيات لنقلهم إلى إيران، تخرجوا جميعهم في "المراكز الدينية الطائفية الأساسية التابعة للمليشيات الحوثية والتي تفرض فيها آليات صارمة لغسل أدمغة المشاركين وتدريبهم كنخبة لا سيما المراكز المنتشرة بمعقلها الأم صعدة".
وكشف التقرير أن هذا العدد الكبير من المقاتلين الحوثيين غادر اليمن إلى الخارج عبر رحلات جوية تابعة لخطوط اليمنية من مطار صنعاء الدولي أو عن طريق التهريب بحراً صوب الساحل الأفريقي، وتحديداً إلى السودان قبل نقلهم جواً إلى العراق وإيران. وحصل الكثير من المقاتلين الحوثيين على جوازات سفر من مناطق الشرعية على أنهم مواطنون وبالأخص محافظة المهرة أقصى شرق البلاد.
وكشفت المصادر، أن وحدة أمنية متخصصة لإيران وحزب الله عملت وتعمل كشبكة لتنسيق نقل المجاميع الكبيرة من مليشيات الحوثي والبالغ عددهم 1300 عنصر حتى الأسبوع الماضي، فيما تستعد لنقل من تبقى من قوام مقاتلي الحوثي المكلفين بالمشاركة بالـ"القوة الموحدة" التي تشيدها طهران.
بحسب خبراء ومراقبين أمنيين، فإن انخرط الحوثي في النسبة الأعلى من القوة الموحدة التي تشيدها إيران، يعزز بالمجمل دوره وحضوره الإقليمي ضمن وكلاء طهران التي تسعى لربطهم مركزيا للتحرك على كل الاتجاهات والعمل كجبهة موحدة بالمنطقة.
وطبقا للخبراء، فإن "تشكيل القوة الجديدة، يجعلها بمثابة جناح عسكري مركزي لما يسمى محور المقاومة بقيادة إيران لحماية وجودها ونفوذها بالمنطقة، ولتكون قادرة على تحمل أي ضغوط أكثر من أي دولة إقليمية أخرى".
لم تتضح الصورة بعد بشأن القيادي الحوثي حسين عبدالله مستور الشعبل الذي ينتحل رتبة "عميد" وقتل الأسبوع الماضي بغارات أمريكية على مواقع كتائب حزب الله العراقية؛ إذ رجحت بعض المصادر الأمنية أنه كان مشاركا "في القوة المركزية الجديدة التي تشيدها إيران" كون بعض الحوثيين الذين انتقلوا من اليمن كانوا بالفعل في العراق الذي يعد أحد الوجهات الأخيرة بعد إيران.
فيما قالت مصادر أخرى، إن من بين المهام لحسين مستور، العمل كأحد المسؤولين على مجاميع تبتعثهم المليشيات دوريا لتلقي تدريبات عسكرية متخصصة ومشتركة مع عناصر لكتائب حزب الله على يد خبراء إيرانيين متواجدين بمعسكرات محصنة ببلدة جرف الصخر شمال محافظة بابل إلى الجنوب من بغداد.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: ملیشیات الحوثی حزب الله
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط: الرياض ترفض استنساخ نموذج الحوثي عبر تحركات الانتقالي في حضرموت.. عاجل
قالت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية أن التَّحركاتُ الأحاديَّة التي قامَ بها المجلسُ الانتقالي في حضرموتَ قبل أيامٍ هيَ محاولةٌ لخلق واقع يتجاوز المجتمعَ المحلي وتوازناته، متجاهلاً الطبيعةَ الخاصةَ لهذه المنطقة، التي طالمَا حافظت على مسافةٍ سياسيةٍ عن مراكزِ التوتر. هذا مَا يفسّر الحزمَ الذي أظهرته السعودية في بيانها، حيث أعلنت بوضوح رفضها القاطع لسيطرة المجلس الانتقالي على حضرموت، وعدّت ذلك خرقاً مباشراً للمرحلة الانتقالية وتقويضاً لسلطة الحكومة الشرعية، ومحاولة تستدعي مواجهةً سياسية لا تُبنَى على منطق السلاح.
وعلقت الصحيفة "إن الرياض ترفض وجود نسخة مشابهة لمليشيا الحوثي في المحافظات الشرقية اليمنية.
وأضافت " إنَّ المجلسَ الانتقاليَّ يتحمَّل مسؤوليةَ التجاوزات التي ارتكبتها قواتُه خلالَ الأيام الماضية في حضرموت، وما حدثَ من اعتقالات أو إخفاء قسري ونهبٍ وإخلاء للمنازل بالقوة، وهي أفعالٌ مقلقة وتتقاطع مع ممارساتِ الميليشيا الحوثية، ما يجعلُ رفضَ الرياض قاطعاً لأي محاولة لاستنساخِ هذا النموذج في الجنوب أو الشرق.
وقالت الصحيفة صباح الجمعة، في مقال رأي للصحفي زيد بن كمي حمل عنوان: "ماذا يحدث في حضرموت": "إن المجلس الانتقالي يتحمَّل مسؤوليةَ التجاوزات التي ارتكبتها قواتُه خلالَ الأيام الماضية في حضرموت، وما حدثَ من اعتقالات أو إخفاء قسري ونهبٍ وإخلاء للمنازل بالقوة".
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الممارسات "أفعالٌ مقلقة وتتقاطع مع ممارساتِ الميليشيا الحوثية، ما يجعلُ رفضَ الرياض قاطعاً لأي محاولة لاستنساخِ هذا النموذج في الجنوب أو الشرق".
وذكرت الصحيفة "القضية ـ كما تراها الرياض ـ تخصُّ أبناءَ الجنوب بكلّ تنوّعهم، ومن غيرِ المقبول تحويلُها إلى ذريعةٍ لفرض السّيطرةِ أو تغيير الوقائعِ بالقوة"، مشددة على أن "أيَّ محاولةٍ لفرض السَّيطرة عَنْوَةً على محافظةٍ بحجم حضرموتَ مجردَ اصطدامٍ بتاريخ لا يقبل الهيمنةَ المفاجئةَ ولا التحولات القسريَّة.
ووصفت الصحيفة تحركات الانفصاليين "التَّحركاتُ الأحاديَّة التي قامَ بها المجلسُ الانتقالي في حضرموتَ قبل أيامٍ هيَ محاولةٌ لخلق واقع يتجاوز المجتمعَ المحلي وتوازناته، متجاهلاً الطبيعةَ الخاصةَ لهذه المنطقة، التي طالمَا حافظت على مسافةٍ سياسيةٍ عن مراكزِ التوتر".
وأكدت أن موقف الرياض رافض بوضوح لكل تحركات الانفصاليين الأحادية "حيث أعلنت بوضوح رفضها القاطع لسيطرة المجلس الانتقالي على حضرموت، وعدّت ذلك خرقاً مباشراً للمرحلة الانتقالية وتقويضاً لسلطة الحكومة الشرعية، ومحاولة تستدعي مواجهةً سياسية لا تُبنَى على منطق السلاح".
كما أشارت الصحيفة إلى الموقف السعودي الداعي إلى ضرورة انسحابِ قوات المجلسِ الانتقالي من محافظتي حضرموتَ والمهرة، وعودةِ الأوضاع إلى ما كانت عليه، وتسليمِ المواقع والمعسكراتِ إلى قوات درع الوطن، موضحة أن هذا الإصرارُ ليس مجرد إجراءٍ عسكري، بل محاولةٌ لقطع الطّريق أمام تكرار نماذجِ انفلاتٍ مشابهة شهدها اليمنُ خلالَ العقد الماضي، ولمنعِ انزلاقِ حضرموتَ إلى فوضَى لا طاقة لها بها.