توغلت القوات الأوكرانية في مدينة «كورسك» الروسية الثلاثاء الماضي، وتكبدت بسببه القوات الروسية خسائر هائلة في هجوم غير مسبوق، دفع موسكو إلى إعلان حالة الطوارئ، وتزويد القوات بتدابير إضافية للقتال المستمر منذ 5 أيام تقريبًا، بحسب وكالة «رويترز».

وأعلنت موسكو نقل دبابات ومدفعية وأنظمة صواريخ إضافية إلى منطقة كورسك الجنوبية، وفرضت إجراءات لمواجهة الهجوم الأوكراني والتوغل المفاجئ على الأراضي الروسية.

15 شاحنة عسكرية روسية محترقة

وأظهر مقطع فيديو قافلة تضم نحو 15 شاحنة عسكرية- روسية محترقة متباعدة على طول طريق سريع في منطقة «كورسك»، في دليل على الخسائر التي لحقت بالجيش الروسي، بحسب ما نشرته «رويترز».

قتال عنيف بين الجيشين الروسي والأوكراني

ووفقًا لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، يواجه الجيشان الروسي والأوكراني قتالا عنيفًا على مسافة 600 ميل من الحدود بينهما، بالإضافة إلى خط المواجهة داخل أوكرانيا، وقال جندي أوكراني إن كييف لديها دافع لنقل القتال إلى روسيا رغم المخاطر.

مخاوف من استخدام السلاح النووي التكتيكي

ويعد الهجوم الكبير على «كورسك» تصعيدًا خطيرًا من كييف ضد موسكو، خاصة، بعد الدعم العسكري الكبير الذي تلقته من حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يشير إلى مخاطر تحرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومخاوف من استخدام السلاح النووي التكتيكي.

ميدفيديف يهدد برلين

ما يزيد من مخاطر التصعيد، ما قاله نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف وهو شخصية مقربة من «بوتين»، حول رؤية الدبابات الألمانية في منطقة «كورسك» الروسية التي يمكن أن تؤدي إلى وصول الدبابات الروسية إلى برلين، بحسب وكالة «رويترز».

قلق في أروقة وزارة الدفاع الروسية

قال محمد البابا، الخبير في الشأن الأوكراني، إنّ التوغل الأوكراني داخل العمق الروسي في مقاطعة «كورسك» عملية مفاجأة للروس أدت إلى انهيار الخطوط الدفاعية الحدودية، ما سبب حالة من القلق في أروقة وزارة الدفاع الروسية.

وأشار إلى أنّ التقدم السريع للقوات الأوكرانية يأتي كرسالة واضحة إلى روسيا، بأنّ أوكرانيا لن تستسلم بل ستنفذ خطوات لتفرض استراتيجية الأرض مقابل الأرض.

وأوضح «البابا»، في تصريحات لـ«الوطن»، أن العملية العسكرية تأتي في ظل الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، التي حصلت على سلاح تكتيكي واستراتيجي في الفترة الماضية، عبارة عن صواريخ بعيدة المدى أو مقاتلات «إف-16»، يمكن أن تغير مسار الحرب.

انتظار الرد الروسي

وأكد أنه سيكون هناك ردًا روسيًا، ومن المتوقع أن تهاجم القوات الروسية المناطق التي سيطرت عليها أوكرانيا وتحاول استعادتها، لكن ذلك سيكون له ثمنًا كبيرًا في محاور أخرى، خاصة في وجود قيادة عسكرية أوكرانية جديدة تستخدم تكتيكات مفاجأة للروس.

هل يستخدم بوتين السلاح النووي التكتيكي؟

ونفى الخبير في الشأن الأوكراني استخدام فلاديمير بوتين السلاح النووي التكتيكي، مشيرًا إلى أن الحديث عن قدرة «بوتين» على اتخاذ مثل هذه الخطوة مبكرًا: «لا يمكن لأحد مهما كانت قدرته أن يتخيل ما سيحصل في حال أقدمت روسيا على التفكير في اتخاذ مثل هذه الخطوة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا الحرب الروسية الأوكرانية كورسك فلاديمير بوتين

إقرأ أيضاً:

مسيّرات تستهدف سان بطرسبورغ خلال مشاركة بوتين في الاحتفال بيوم البحرية

قالت السلطات الروسية، إن طائرات مسيّرة أوكرانية استهدفت اليوم الأحد، مدينة سان بطبرسبورغ، تزامنا مع زيارة الرئيس فلاديمير بوتين المدينة للاحتفال بيوم البحرية، في وقت تستمر فيه الضربات الجوية المتبادلة والاشتباكات على خطوط الجبهة.

ووصل الرئيس الروسي إلى مقر البحرية في المدينة على متن زورق سريع للدوريات البحرية، حيث تابع تدريبات شاركت فيها أكثر من 150 سفينة و15 ألف عسكري في المحيط الهادي والمحيط المتجمد الشمالي وبحر البلطيق وبحر قزوين.

وأعلن بوتين عن إعادة هيكلة البحرية الروسية وتعزيز تسليحها، وذلك في اختتام مناورات بحرية واسعة النطاق.

زار بوتين سان بطرسبورغ وشارك في بعض فعاليات يوم البحرية، في وقت أعلن فيه المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلغاء العرض السنوي بهذه المناسبة.

وقال بيسكوف إن إلغاء العرض السنوي مرتبط بالوضع العام ولأسباب أمنية بدرجة أولى.

وجاء الإعلان عن قرار إلغاء عرض يوم البحرية إثر إسقاط 10 مسيّرات أوكرانية حلقت في محيط سان بطرسبورغ.

وأغلقت السلطات مطار بولكوفو في المدينة عدة ساعات صباح اليوم، مما أدى إلى تأجيل 57 رحلة جوية وتحويل مسار 22 رحلة إلى مطارات أخرى، قبل أن تستأنف عمليات الإقلاع والهبوط لاحقا.

وقال المدون الروسي ألكسندر يوناشيف، وهو ضمن مجموعة رسمية من الصحفيين المسافرين مع المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن المتحدث أخبره بأن رحلتهم من موسكو إلى سان بطرسبورغ تأخرت ساعتين بسبب هجوم بطائرات مسيّرة.

وكان الرئيس الروسي حضر العام الماضي عرض يوم البحرية في سان بطرسبورغ، علما أنه افتتح أول عرض للبحرية في العام2017.

وبعد ضربات روسية بالمسيّرات والصواريخ أوقعت قتلى وجرحى أمس السبت، توعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرد باستخدام المسيّرات بعيدة المدى.

القوات الروسية تستهدف مواقع أوكرانية براجمة صواريخ (أسوشيتد برس) ضربات جوية واشتباكات

في التطورات الميدانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن دفاعاتها الجوية دمرت 291 طائرة مسيّرة أوكرانية في مناطق متفرّقة، منها موسكو وبريانسك وكورسك وشبه جزيرة القرم خلال الساعات الـ24 الماضية.

إعلان

من جهتها، قالت إدارة منطقة فولغوغراد في جنوب روسيا، إن‭ ‬أوكرانيا شنت هجوما على المنطقة باستخدام طائرات مسيرة، وأضافت أن الحطام المتساقط من الطائرات المدمرة أدى إلى تعطل إمدادات الكهرباء للسكك الحديدية وحركة القطارات في جزء من المقاطعة.

كما أسفر هجوم أوكراني بالمسيّرات عن إصابة شخص في مقاطعة لينينغراد الروسية (شمال غرب)، بحسب حاكم المنطقة.

وفي الإطار نفسه، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في مقاطعة خيرسون (جنوب أوكرانيا) أن شخصين قتلا وأصيب 8 جراء هجوم أوكراني بالمسيّرات على سيارة مدنية.

وتوازيا مع صد الهجمات الأوكرانية، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن طائرات حربية ومسيّرة روسية قصفت منشآت إنتاج طائرات مسيّرة ومراكز تحكم داخل أوكرانيا.

في الجانب الآخر، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية اليوم، أن دفاعاتها أسقطت 78 من مجموع 83 مسيّرة "انتحارية" أطلقتها روسيا، مشيرة إلى أن 5 مسيّرات تمكنت من الوصول إلى أهداف في شرق البلاد.

كما أكدت الإدارات العسكرية في كل من خاركيف وسومي ودونيتسك تنفيذ القوات الروسية هجمات مركبة بقنابل موجهة، تزامنا مع الهجمات بالمسيّرات، إضافةً إلى ضربات بالمدفعية والصواريخ قصيرة المدى نحو بلدات ومناطق قريبة من جبهات القتال مما أسفر عن وقوع أضرار مادية.

من جانبها، أفادت هيئة الأركان الأوكرانية بوقوع 153 اشتباكا بين القوات الأوكرانية والروسية على طول جبهات القتال شرق وجنوب أوكرانيا خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأشارت الهيئة إلى محاولات القوات الروسية تنفيذ هجمات باتجاه مواقع القوات الأوكرانية في كل من خاركيف وسومي (شمال شرق)، وأكدت صد محاولات التوغل الروسية، وتكبيد القوات المهاجمة خسائر في الأرواح والمعدّات.

كما أوضحت هيئة الأركان الأوكرانية، أن الهجمات الروسية تتركّز في اتجاه مدينة باكروفسك بمقاطعة دونيتسك، حيث سُجّل أكثر من 60 اشتباكا، إضافة الى محاولات اختراق لحدود مقاطعة دنيبرو-بتروفسك (وسط شرق أوكرانيا).

المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف (رويترز) اتهامات للغرب

على الصعيد السياسي، نقلت وكالات أنباء روسية اليوم عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله، إن روسيا تفضل السبل السياسية والدبلوماسية لحل النزاع في أوكرانيا، لكن اعتبر أن كييف والغرب يرفضان هذا المسار.

وأضاف بيسكوف أن روسيا تواصل عمليتها العسكرية في أوكرانيا لأن "كل مقترحات الحوار قوبلت بالرفض، سواء من أوكرانيا أم من الدول الغربية"، وفق تعبيره.

وانتهت الأربعاء الماضي الجولة الثالثة من المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول دون إحراز أي اختراق.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أول أمس الجمعة، إن المفاوضين الأوكرانيين والروس بحثوا إمكانية عقد لقاء بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بيد أن الكرملين استبعد إمكانية حدوث اجتماع بين الرئيسين قريبا.

وفي حين تطالب أوكرانيا بانسحاب القوات الروسية من أراضيها لتحقيق السلام، تتمسك روسيا بتحقيق كل أهداف "عمليتها الخاصة" في أوكرانيا، وتشترط تنازل كييف عن المناطق الأوكرانية التي ضمتها موسكو، إضافة إلى تخلي أوكرانيا عن رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

إعلان

مقالات مشابهة

  • زالزال عنيف يضرب قبالة السواحل الروسية وتحذيرات من تسونامي مدمر
  • قائد أخمات الروسية: كييف ترمي بكل ثقلها لوقف التقدم الروسي باتجاه مقاطعة سومي
  • 16 قتيلاً وعشرات الجرحى في قصف روسي عنيف يستهدف منطقة زابوريجيا الأوكرانية
  • ترامب يدرس تقليص مهلة التوصل لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • بوتين يعلن إعادة هيكلة وتعزيز تسليح البحرية الروسية عقب مناورات واسعة
  • مسيّرات تستهدف سان بطرسبورغ خلال مشاركة بوتين في الاحتفال بيوم البحرية
  • مناورات «عاصفة يوليو».. بوتين يعلن إعادة هيكلة شاملة وتعزيز تسليح البحرية الروسية
  • بوتين يعلن إعادة هيكلة البحرية الروسية وتعزيز تسليحها
  • الدفاع الروسية: ضربنا مواقع لإنتاج المسيرات والتحكم بالدرونات بعيدة المدى الأوكرانية
  • بوتين: العلاقات الروسية القيرجيزية تسهم في استقرار الفضاء الأوراسي