#غذاء_الروح
الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات
إن الإنسان مخلوق له طبيعة خاصة فهو مقسوم بين النفس والروح ولكل منهما غذاؤه الخاص الذي يقتات به، فالروح سماوية غذاؤها مرتبط بكل ما هو سماوي، أما الجسد فأصله التراب وغذاؤه الطعام والشراب.
والأصل في تكوين الجسد أن يأكل الإنسان ليعيش ولا يعيش ليأكل، وعلى الإنسان أن يأكل قدر حاجته، فقلة الطعام مشكلة وكثرته مشكلة أكبر، وتعتبر التخمة أم المشاكل الصحية ومن أسباب الأمراض المختلفة، فثلث المعدة للطعام وثلثه الآخر للشراب وثلثه الأخير للهواء.
أما الروح تلك السر الرباني، وكونها مرتبطة بملكوت سماوي وليس أرضي فغذاؤها مرتبط بما يسموا بها ويهدئ من روعها، ولدينا كمسلمين غذاء وضعه خالق الروح، حيث تعتبر قراءة القرآن الكريم أو الاستماع لتلاوته وخصوصا اذا ما قرأنا بخشوع وتمعن واذا ما كان صوت القارىء هادئا ومريحا للأعصاب من الأسباب المباشرة لسمو الروح والتحليق بها بملكوت الله.
ولدى الغرب وغير المسلمين ومتذوقي الفن تعتبر الموسيقى وخصوصا الكلاسيكية الهادئة أيضا مصدرا لراحة الروح.
وبعض البشر ممن يعشق الشعر وخصوصا المحكم المعبر ممن ترتاح له الروح وتنتعش بسماعه وقراءته. وكذلك الرسم والتصوير والنحت والفنون الإبداعية بكافة أشكالها والرياضة وبعض اشكال الابداع غذاءا للروح.
ويعتبر النظر إلى الطبيعة الخلابة والماء الجاري أو الراكد من أسباب راحة النفس وهدوئها، بل والجلوس بأجواء عائلية إيجابية مدعاة لذلك.
أما الحب والشعور الحقيقي به بغض النظر عن نوعه: حب الاولاد أو الزوج أو الوطن أو الرموز القيادية من أسباب التحفيز العاطفي والشعور براحة البال.
إن منغصات الحياة المختلفة بما فيها متطلباتها و أجواء العمل من أسباب الراحة النفسية أو حزنها.
فعلينا أن نتحرى ما يريحنا ويهدي أنفسنا ونبتعد عن تلك المنغصات التي كثرت في هذه الأيام للحفاظ على ما تبقى لنا من أسباب السعادة والراحة النفسية.
وفي الختام كن جميلا ترى الوجود جميلا، فالأساس لذلك كله نابع من أعماقنا.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: من أسباب
إقرأ أيضاً:
السهر بعد منتصف الليل يهدد صحتك النفسية والبدنية .. اعرف الأضرار وطرق الوقاية
بعض العادات المرتبطة بالسهر ليلا المتكرر بعد منتصف الليل، يمكن أن تؤثر سلبا على الصحة العامة للجسم.
مخاطر السهر لمنتصف الليل يومياكشفت دراسة حديثة أن السهر ليلا يؤثر سلبًا على دورات النوم الطبيعية ويؤدي إلى اضطرابات صحية متعددة، أبرزها زيادة الوزن، سوء المزاج، التوتر، وضعف التركيز.
وبحسب الخبراء، إن السهر بين الحين والآخر قد لا يُسبب ضررًا فوريًا، لكن عندما يتحول إلى عادة يومية، فإنه يعطل الساعة البيولوجية للجسم تدريجيًا، ما يُسبب تأثيرات سلبية تراكمية يصعب تجاهلها مع مرور الوقت.
ويحتاج البالغون من 7 إلى 9 ساعات من النوم يوميًا، والنوم المنتظم قبل منتصف الليل ضروري للحفاظ على التوازن الجسدي والعقلي.
وقد يؤدي السهر الدائم إلى العديد من المشاكل الصحية، وفقا لما نشر في موقع “تايمز ناو”، ومن أبرزها ما يلي:
ـ زيادة الوزن:
الحرمان من النوم يؤثر على هرموني الجريلين واللبتين المسؤولين عن تنظيم الشهية، مما يُعزز الرغبة في تناول الأطعمة عالية السعرات، خاصة خلال ساعات الليل المتأخرة، وهو ما يؤدي إلى تراكم الدهون حول منطقة البطن.
ـ اضطراب الحالة المزاجية:
يؤثر السهر على إنتاج السيروتونين والدوبامين، وهما ناقلان عصبيان يساعدان على تنظيم المزاج. انخفاض مستوياتهما قد يؤدي إلى التهيج، الشعور بالإحباط، وانعدام الحافز، حتى قبل بدء اليوم.
ـ ارتفاع التوتر والقلق:
قلة النوم ترفع مستوى هرمون الكورتيزول المعروف بهرمون التوتر، ما يزيد الشعور بالقلق والتوتر، ويرفع ضغط الدم ويضعف الجهاز المناعي.
ـ تراجع التركيز والذاكرة:
النوم هو الوقت الذي يقوم فيه الدماغ بتنظيم الذكريات والتخلص من السموم. عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يؤثر مباشرة على صفاء الذهن وقدرتك على التركيز.
وأفاد الخبراء بأن الاهتمام بالنوم المبكر والانتظام في جدول نوم ثابت قبل منتصف الليل يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الصحة العامة.
كما أن الالتزام بإيقاع الساعة البيولوجية للجسم يساهم في تحسين توازن الهرمونات، وصحة الأمعاء، والكبد، ويُعزز الحالة النفسية.
ونصح الباحثون، بالنوم المنتظم وذلك لأنه ليس رفاهية، بل ضرورة صحية. كلما منحت نفسك وقتًا كافيًا من النوم الجيد، كلما تحسّن أداؤك اليومي، ومزاجك، وجودة حياتك بشكل عام.