قال محمد علي فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ والنظم الخبيرة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إنَّ البلاد تشهد انكسارًا كبيرًا في درجات الحرارة السائدة خلال هذه الأيام بسبب التدهور المؤقت للمرتفع الجوي نتيجة ضغط الكتلة الشمالية الأقل حرارة.

توغل الكتلة الهوائية طوال الأسبوع

أضاف أنَّ بداية الانكسار ستكون من اليوم الأحد على قطاعات شمال الجمهورية، لما يصل إلى 3 درجات مئوية، مع انخفاض ملحوظ على وسط الدلتا والقاهرة وبني سويف والفيوم والمنيا لكن تستمر الأجواء شديدة الحرارة، مع انكسار طفيف على مناطق إقليم الصعيد، على أن يستمر توغل الكتلة الهوائية طوال الأسبوع، ما يساعد في خفض درجة الحرارة لتصل إلى 5 درجات على مناطق شمال الدلتا والوجه البحري والقاهرة وحتى سوهاج، لتعاود الارتفاع مرة أخرى يوم الجمعة، مع استمرار تساقط الأمطار الرعدية على هضبة الجلف الكبير والوادي الجديد وشرق العوينات.

الثلث الأخير من الصيف شديد الحرارة

أشار «فهيم» إلى أنَّه يجب الوضع في الاعتبار أننا في نهاية الأسبوع من الشهر القبطي «مسرى» ما يعني أن البلاد تمر في الثلث الأخير من الصيف شديد الحرارة، لكنها أقل من شهر «أبيب»، لافتًا إلى تلك الفترة سوف تشهد موجات عالية من الرياح، على السواحل الشمالية والإسكندرية والبحر الأحمر وتصل فيها الأمواج إلى مترين.

توصيات زراعية هامة خلال المرحلة الراهنة

وفيما يتعلق بالاحتياطات والتوصيات الزراعية، أوضح أنَّه يجب تكثيف عمليات تحجيم الفاكهة مثل المانجو والزيتون والبرتقال والليمون والتينو الجوافة، بمركبات البوتاسيوم والسيتوكينينات منخفضة التركيز، ورش المبيدات الخاصة بآفات دودة الحشد على الذرة والحشرات القشرية والبق الدقيقي وبراعم الزيتون وديدان الأوراق والثمار، مع عدم الاستعجال في زراعة محاصيل العروة الصيفية والنيلية في البطاطس والبنجر والفاصوليا والفراولة والخرشوف والثوم والبصل الصعيدي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأمطار الرعدية الزراعة العروة الصيفية الزيتون تغير المناخ

إقرأ أيضاً:

القاتل الصامت في الصيف: حين تذوب الأعصاب على نار الكهرباء المنقطع

29 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: وسط موجات الحر الشديدة التي تضرب العراق هذا الصيف، تعود إلى الواجهة فرضية العلاقة العضوية بين ارتفاع درجات الحرارة وتصاعد معدلات الجريمة، في مقاربة تبدو للوهلة الأولى علمية الطابع، لكنها تخفي وراءها أسئلة أعمق عن طبيعة المجتمع، ومتانة النظام القيمي، وسرّ تماسك السلوك الجمعي تحت أقسى الضغوط المناخية.

وارتكز الخبير القانوني علي التميمي في تحذيره الأخير إلى دراسات دولية أجريت في بيئات مختلفة مثل الولايات المتحدة واليابان، خلصت إلى نتائج متشابهة: الطقس الحار يرفع منسوب العدوانية. وليس الأمر مجرد سرد بياني، بل يرتكز على تجارب مخبرية خضعت فيها عيّنات بشرية لاختبارات في غرف متفاوتة الحرارة، لتظهر النزعة العدوانية أكثر وضوحاً لدى من وُضعوا في الأجواء الحارة.

وحذر الخبير القانوني علي التميمي، من تأثير ارتفاع درجات الحرارة على تصاعد معدلات الجريمة، مشيراً إلى أن دراسات عالمية أثبتت وجود علاقة مباشرة بين الطقس الحار والسلوك العدواني.

وقال التميمي في تصريح للمسلة، إن “دراسات أُجريت في الولايات المتحدة شملت سبع ولايات، وأخرى مماثلة في اليابان، أكدت أن درجات الحرارة المرتفعة ترتبط بازدياد جرائم العنف والاعتداءات”، مشيراً إلى أن “تجارب مخبرية وضعت أشخاصاً في غرف بدرجات حرارة مختلفة، أظهرت أن من وُضعوا في الغرف الحارة كانوا الأكثر ميلاً للسلوك العدواني”.

وأضاف، أن “الحرارة الشديدة تؤثر سلباً على الجهاز العصبي، ما يسبب الانزعاج والإحباط ويزيد من الاندفاع نحو العنف والنزاعات، لكنها ليست العامل الوحيد وراء الجريمة، إذ تتداخل معها أسباب أخرى مثل الفقر والبطالة وتعاطي المخدرات”.

وبيّن، أن “أخطر الجرائم التي ترتكب تحت هذه التأثيرات هي القتل والتعذيب والسب، خاصة مع تراجع التركيز نتيجة قلة النوم والإرهاق، لاسيما مع الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي”.

وأوضح أن “اختلال توازن مادتي السيروتونين والتستوستيرون في الدماغ نتيجة الحرارة يسهم في اضطراب المزاج والسلوك، ما ينعكس بزيادة معدلات الجريمة”، لافتاً إلى أن “دراسة فرنسية أثبتت أن نسب الجرائم في المناطق الحارة أعلى مقارنة بالأقاليم الباردة”.

وترتبط هذه النتائج، بحسب التميمي، بتأثير الحرارة المباشر على الجهاز العصبي واضطراب المزاج، نتيجة اختلال مستويات السيروتونين والتستوستيرون، وهما مادتان عصبيتان أساسيتان في تنظيم الانفعالات وضبط السلوك. ويكتمل المشهد بظروف اقتصادية واجتماعية مرافقة، مثل الفقر، والبطالة، وسوء الخدمات، وانقطاع الكهرباء، وكلها تزيد من تأزم السلوك الفردي وتفتح الباب أمام اندفاعات غير عقلانية.

ويتضح أن المشكلة لا تكمن فقط في الحرارة كعامل منفرد، بل في ما تسميه الأدبيات الجنائية “البيئة المؤجِّجة للجريمة”، أي تضافر جملة من الظروف الضاغطة التي تفقد الإنسان توازنه. لكن، وبحسب التميمي، فإن ما يميز المجتمع العراقي تحديداً هو بقاء منظومته القيمية، الدينية والاجتماعية، حاضرة بقوة كمكبح أخلاقي وسلوكي، خاصة خلال المناسبات الدينية كرمضان، حيث تزداد درجات الحرارة وتقل الموارد، لكن العنف لا يتصاعد بنفس النسبة.

ويفتح هذا التحليل نافذة على أهمية سياسات الأمن الوقائي لا الأمني، أي بناء استراتيجيات مجتمعية للتخفيف من آثار التغيرات المناخية على الصحة النفسية والسلوك العام، في ظل التحولات المناخية التي باتت مرشحة لأن تصبح العامل الخفي في إنتاج الجريمة وتهديد التماسك الاجتماعي.

 

 

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الصيف هيقلب شتا.. استعدادات في الإسكندرية لتوقعات سقوط أمطار
  • موعد انكسار الموجة الحارة.. طقس شديد الحرارة رطب على القاهرة
  • «الأرصاد»: الجمعة بداية آخر أشهر الصيف.. وتوقعات بارتفاع الحرارة على هذه المناطق
  • الحرارة أعلى من معدلاتها والجو شديد الحرارة
  • القاتل الصامت في الصيف: حين تذوب الأعصاب على نار الكهرباء المنقطع
  • طقس شديد الحرارة والرطوبة يسيطر على مصر اليوم.. والعظمى تصل 45 درجة
  • شديد الحرارة رطب نهارا.. الأرصاد تُحذر من طقس اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025
  • الصيف هيطول؟.. خبير مناخ يحذر: ممكن يوصل 140 يوما بدلًا من 90 لهذا السبب
  • أجواء معتدلة شمالاً وحرارة مرتفعة جنوباً في ليبيا
  • أجواء شديدة الحرارة تُسيطر على طقس فلسطين