عائشة الماجدي: شهداء المخابرات العامة
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
كُنت من أوائل الذين طالبوا بإرجاع هيئة العمليات وإعطاء الجهاز كامل الصلاحيات وكتبت مرارًا وتكرارًا أن حل هيئة العمليات هي غلطة كبيرة في حق المنتمين لها وحقنا نحن كشعب سوداني يستأمن أمن البلد للمخابرات كواحدة من الأجهزة الأمنية المهمة جدًا …
أجد نفسي أن لدي معزة خاصة وود كبير لهيئة العمليات وأبطالها الرجال الرجال ولدي إعتقاد جازم بأن هؤلاء الشباب هم من نسيج المجتمع الرجولي الضاوي لهم في زقاقات البلد دفاتر وشجون تحكي عن معرفتهم لبعض الذين خانوا البلد وباعوها في سوق النخاسة والعمالة ولكن هولاء الرجال فضلوا عدم فضح العملاء والاحتفاظ بخبثهم في غياهب الجُب وتساموا فوق الجروح بالتضميد ورباطة الجاش وعزة النفس .
هؤلاء الأسود يحبون تراب هذا البلد من غير جزاء ولا نغمات صياح علي أحد المسارح والتصفيق الهُتافي يعملون بصمت ويمتصون غضب الكل عندما يصبوا عليهم وابل شتيمة وأخري طعن من الخلف يقابلوا كل ذلك ببذل مزيدًا من كتابة شيك علي بياض في كرفة ريحة دعاش تراب دارفور و بحر ابيض وسكنات وسنار والشمال وغيرها ..
قدمت هيئة العمليات او قول المخابرات العامة خيرها شبابها
أرادوا أن يرسلوا لنا رسالة في بريدنا هي أنكم كنتم تدخرونا لليالي الكالحات والسود وهذا يومنا رغم ما تجرعوا من ظلم من بعض الشعب وكل الأجهزة الامنية إلا أنهم حينما نادي المنادي حيّا علي الجهاد تدافعوا وحملوا السلاح يدافعوا عن الأرض والحرائر وكل شئ بلا مقابل ..
هؤلاء الرجال حملوا أرواحهم في كفوفهم بعد أن طبع أحدهم في صباح أسود قُبلة علي وجه أمه قبل أربعة أشهر وودع زوجته واولاده وحمل السلاح وأصبح يطارد المرتزقة الجنجويد الخونة من بيوت الناس ومستشفيات المرضي وفي حساباتهم أن هذه الأرض لنا ،،،
فعلًا هي أرضكم وعِرضكم وما سواكم مرتزقة وجنجويد ..
رحم الله شهداء المخابرات العامة اليوم وأنزل الله عليهم مُزنًا من الرحمة والرضوان وأسكنهم الفردوس الأعلى …
عائشة الماجدي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
نخب متأسرلة… وطنيون بالتقسيط
#سواليف
#نخب_متأسرلة… وطنيون بالتقسيط
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
في زمن تتكالب فيه #التحديات على الأمة، وتغلي فيه شوارع #فلسطين بالدم والقهر، ينبثق مشهد محزن – بل صادم – من داخل بعض الزوايا المعتمة في أوطاننا. مشهد لنخب متنفذة تعيش في أبراج عاجية، منفصلة كلياً عن نبض الشارع، لا تسمع أنين المقهورين، ولا تشعر بوجع #الوطن، ولا ترى في فلسطين أكثر من عنوان عتيق في كتب الجغرافيا.
الطامة الكبرى ليست في بعد هذه النخب عن الواقع فقط، بل في تخلي بعضها عن بديهيات الانتماء الوطني. فبعض هؤلاء لم يكتفِ بالانفصال عن هموم الناس، بل بات يروّج لخطاب “واقعي” جديد، لا يرى في إسرائيل عدواً تاريخياً، بل شريكاً سياسياً، وجاراً يجب التفاهم معه… وكأننا نحن المبالغون في الغضب، المصرّون على الذاكرة، والمتمسكون بحقوقنا، نحن من نعيش في الماضي، بينما هم يوزعون علينا دروساً في “الواقعية” و”الانفتاح”!
مقالات ذات صلة غوتيريش: الفلسطينيون بغزة يواجهون أكثر الفترات وحشية 2025/05/24نعم، بعض هذه النخب – ويا للأسف – قد “تأسرلت”، وتماهت مع خطاب العدو، حتى صارت ترى في الاحتلال فرصة، وفي التطبيع بطولة، وفي المقاومة تهوراً. هؤلاء لا يرون في مشاهد الدم الفلسطيني إلا أخباراً جانبية، ولا في اغتيال الأطفال والنساء سوى “تفاصيل معقدة”، بينما يعتبرون كل من يرفض هذا المسار إما ساذجاً أو رجعياً أو غير ناضج سياسياً.
ولأن المأساة لا تأتي فرادى، فإن هؤلاء المتأسرلين لم يكتفوا بتبديل قناعاتهم فحسب، بل أخذوا على عاتقهم تلميع أنفسهم كحماة للوطن، ومتفوقين في الانتماء! يتحدثون عن السيادة والكرامة والاستقلال، وهم في الواقع أوّل من ساوم عليها تحت الطاولة. يزايدون علينا بوطنيتهم المصطنعة، ويسوّقون أنفسهم كمصلحين، بينما هم وكلاء غير معلنين لثقافة الاستسلام، ورُسل التطبيع الناعم.
ولعل الأخطر من كل هذا، أنهم باتوا يهاجمون من يتمسك بفلسطين وعدالتها، من يرفض الانحناء أمام العدو، ويصفونه بالمتشدد أو المتطرف. فالخيانة عندهم أصبحت “وجهة نظر”، والاحتلال “معطى يجب التكيف معه”، والتطبيع “حكمة سياسية”! في عالمهم المقلوب، يصبح المقاوم عبئاً، والمناضل خطرًا، والمطبّع مفكراً تقدمياً!
إن ما نراه اليوم من هذه الشريحة هو نموذج فجّ لما يسميه البعض “سياسة ما بعد الحقيقة”، حيث تزور الوقائع بلا خجل، وتُلبس الخيانة ثوب المصلحة الوطنية، ويُصنع من الجلادين شركاء سلام. هي حالة متقدمة من الانفصال عن التاريخ، والاحتقار للذاكرة، والانحياز للعدو باسم الواقعية.
لكن، رغم كل هذا التزييف، يبقى الشارع العربي نابضاً بفطرته السليمة، لا تنطلي عليه هذه المسرحيات الرخيصة. وعي الناس اليوم أقوى من كل عمليات التجميل التي تقوم بها هذه النخب. والشعوب، التي حفظت فلسطين عن ظهر قلب، لن تخون بوصلتها، مهما علا ضجيج المطبعين.
ختاماً، نسأل: هل بقي من يصفق لهؤلاء بعد كل ما انكشف؟ هل ما زال فيهم من يجرؤ على بيعنا “وطنية بالتقسيط” ونحن ندفع الثمن كاملاً من دمنا وكرامتنا؟ لعل الإجابة تأتينا من الشارع، من النبض الصادق، من عيون الأطفال الذين حفظوا أسماء الشهداء قبل أسماء الأناشيد، ومن اللاجئ الذي ما زال يحتفظ بمفتاح الدار لأنه مؤمن بالعودة، لا بالتعايش مع الاحتلال.
فأما هؤلاء… فليسوا منّا، ولا من روح هذا الوطن.