سواليف:
2025-06-06@23:36:51 GMT

الحسابات الحساسة بين عمان وطهران

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

#الحسابات_الحساسة بين #عمان و #طهران  – #ماهر_أبو طير

أقرأ تقريرا عبر موقع BBC عن العلاقات الأردنية الإيرانية، معنون بعنوان يقول..”العلاقات الأردنية الإيرانية..السعي لتحقيق حسن الجوار يواجه تاريخا مثقلا بالتوترات والاتهامات وسحب السفراء” ، والتقرير لم يأت بمفاجئ لكنه يستحق التعليق والتوافق والتضاد أيضا.

التقرير المطول يستعرض علاقات الأردن وإيران منذ عهد الشاه، مرورا بقدوم الخميني للحكم، والتوترات الأردنية الإيرانية الشديدة منذ الحرب العراقية الإيرانية، مرورا بمحطات مختلفة، أغلبها على صلة بخروقات مخابراتية في الأردن، وما يرتبط بإغراءات إيرانية على مستوى الدعم الاقتصادي والسياحة الدينية، وما يرتبط أيضا بمهددات الحدود الأردنية السورية والعراقية، والوضع في فلسطين ولبنان، وتأثير كل هذه الدول على الأردن مرورا باليمن.

تزامن التقرير مع زيارة وزير الخارجية الأردني الى طهران في توقيت فاصل، سبقه بشهور عبور الصواريخ والمسيرات الإيرانية سماء الأردن في طريقها إلى الاحتلال الإسرائيلي، وسط مخاوف من تكرار ذات النمطية في حال قررت إيران الرد مجددا عبر سماء الأردن، وهذا أمر مستبعد حتى الآن، وفقا لمعلومات مؤكدة تتحدث سراً عن جدولة الرد الإيراني، لعل وقفا للحرب في غزة يحدث نهاية هذا الأسبوع، أو لكون الرد الإيراني سيأتي بوسائل مختلفة عن نمطية شهر نيسان في كل الأحوال، أو عبر منصات بديلة في الإقليم، بعيدا عن الأردن مرحليا.

مقالات ذات صلة مكاننا من الإعراب 2024/08/11

يمكن القول بكل صراحة أن تحسين العلاقات الأردنية الإيرانية وهو ما تحدث عنه الوزير في طهران يبدو “استحالة عاطفية” في هذا التوقيت على الأقل، فرضتها اللحظة الحرجة، وهذا يعني أن الزيارة برمتها تكتيكية وتستهدف خفض التصعيد، وتجنيب الأردن الرد الإيراني.

بالمقابل هناك قوى سياسية أردنية، تريد تحسين العلاقة مع طهران، والتوازن في العلاقات وعدم معاداتها، خصوصا، ان هؤلاء يعتقدون ان بقية التحالفات الأردنية مع غير إيران هشة ووظيفية وغير مجدية، فوق أن تحسين العلاقة بنظرهم يجنب الأردن انقلابات العلاقات الدولية والإقليمية، واحتمالات التصالح مع إيران، في توقيت قد يخرج فيه الأردن فرقا في الحسابات.

تتجلى الاستحالة هنا لاعتبارات أبرزها أن الأردن وإيران يقفان في معسكرين مختلفين أصلا منذ النشأة والتأسيس وعبر الممارسات المتراكمة، ولكل معسكر مواصفاته، واشتراطاته، وتعريفاته، كما أن التقارب بين البلدين يبدو ممكنا تكتيكيا وبشكل مؤقت في التوقيت الحالي ضمن حدود دنيا فقط لاحتياجات طهران البراغماتية لقنوات عربية أو دولية للتواصل مع الولايات المتحدة أو غيرها، أو لغايات توظيف إيران لخاصرة الأردن للضغط على الأمن الإقليمي وترقية شروط تفاوضها الإستراتيجية، كون الأردن البلد الوحيد في الهلال الخصيب الذي ما يزال خارج النفوذ الإيراني حتى الآن، بما يعنيه ذلك من كلف جوار لفلسطين، وتأثيرات ذلك على إسرائيل.

لكن الابتعاد الأردني الإستراتيجي عن طهران لم يمنع عمان من التواصل مع طهران مؤخرا، وهذا يعني أن القنوات ليست مغلقة تماما، وربما يفترض الأردن هنا على الأقل توقف طهران عن اعتبار الأردن مجرد ساحة يتم استهدافها أو المرور منها، خصوصا، ان الأردن لديه خواصر أمنية حساسة مؤلمة في علاقاته الإقليمية، وهي خواصر متطلبة أيضا.

يرى محللون هنا أن حسابات الأردن برغم كل نقاط الضعف يجب أن تتنبه إلى سيناريوهين بخصوص العلاقة مع إيران، الأول احتمالات انفجار حرب شاملة في كل المنطقة واين سيقف الأردن فيها، وماهية تصنيفه، ومدى قدرته على حماية نفسه من المعسكر الإيراني وعواصمه، بحيث لا يكون مستهدفا، والثاني احتمالات قطف إيران لثمار دورها الإقليمي في أي تسوية دولية محتملة مع طهران والتي ستعيد التموضع في المنطقة، وبحيث لا يلتحق الأردن بقافلة إعادة صياغة خرائط الجغرافيا والنفوذ، أو يخرج من إعادة رسم الإقليم بخسائر لا يريدها.

سقوف الأردن اليوم محددة فقط بعزل الأردن عن الرد الإيراني إذا وقع، قدر الإمكان، والكلام عن العلاقات الثنائية الفاعلة، مجرد عنوان دبلوماسي في صياغات البيانات الرسمية، فيما نفوذ إيران الإقليمي بات كالسوار يحيط الأردن من كل الجهات، بما لا يمكن تجاوزه أو اغفاله.

حسابات التقارب والتباعد بين الأردن وإيران معقدة وغامضة جدا.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: عمان طهران ماهر أبو الأردنیة الإیرانیة الرد الإیرانی

إقرأ أيضاً:

وهم ضعف إيران.. هل يقود التصعيد إلى حرب إقليمية؟

ناقش تقرير في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، التصورات الغربية عن ضعف إيران ويشكك في فعاليتها، موضحًا أن سياسة "التفاوض أو القصف" تعتمد على وهم هشاشة إيران التي لا تزال تملك نفوذًا معتبرًا رغم ما تكبدته من خسائر إقليمية فضلا عن تطوريها قدرات ردع متقدمة تشمل الصواريخ والطائرات المسيّرة.

وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الدبلوماسية الجارية بين إيران والولايات المتحدة تُبشّر بأملٍ حذرٍ في كسر الجمود بشأن البرنامج النووي الإيراني. ولكن رفض إيران التخلي عن تخصيب اليورانيوم ونقل مخزونها إلى الخارج قد يؤدي إلى انهيار المحادثات. وقد تلجأ الولايات المتحدة أو إسرائيل إلى شنّ غارات جوية على البنية التحتية النووية الإيرانية.

وذكرت المجلة أن سياسة "التفاوض أو القصف" ترتكز على اعتقاد بأن إيران ضعيفةٌ حاليًا، وبالتالي يُمكن إجبارها على قبول مطالب مُبالغ فيها. تُصوَّر إيران عادةً على أن دفاعاتها الجوية مُتدهورة، واقتصادها مُنهك، وسياساتها الداخلية هشة. و

قد أدّى اغتيال قاسم سليماني في 2020 إلى تراجع محور المقاومة الإيراني، كما أثار هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ردا عنيفًا ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان، مما عجّل من تراجع نفوذهما، ومثّل سقوط نظام الأسد في سوريا أخطر انتكاسة استراتيجية لإيران منذ عقود. 

وأشارت المجلة إلى أن إيران لا تزال قوة لا يمكن تهميشها رغم تراجعها. لقد ضعفت حماس وقُتل العديد من قادتها، لكنها لم تُهزم بل عززت الحركة صفوفها ولا تزال تحتجز رهائن رغم القصف الإسرائيلي المتواصل والعمليات البرية. وتُشير زيارة كبار قادة حماس إلى طهران في فبراير/ شباط إلى استمرار العلاقات بينهما.

أما حزب الله، جوهرة الردع الإيرانية، فقد تلقى ضربات موجعة حيث أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل زعيمه وكبار قادته، لكنه لا يزال مسلحًا وله نفوذ سياسي من خلال تحالفه مع حركة أمل، وربما يردّ إذا تعرضت إيران لهجوم. ورغم انسحاب القوات الإيرانية من سوريا، فإن فلول نظام الأسد والأقلية العلوية قد لا تُتيح لإيران القدرة على تسليح حزب الله. 



ورغم الانتكاسات التي واجهتها إيران فإن نجاحات إسرائيل الميدانية لم تُترجم إلى انتصارات استراتيجية مستدامة. وفي الوقت نفسه، تتغلغل إيران بعمق في العراق من خلال وحدات الحشد الشعبي، وتحافظ على علاقات وثيقة مع رجال الدين الشيعة والحكومة في بغداد. لكن هذه الشبكات الخاملة قد تهدد المصالح الأميركية إذا تعرضت إيران للهجوم، بحسب المجلة.

وأضافت المجلة أن الحوثيين في اليمن أصبحوا الحليف الأكثر صمودًا لإيران؛ حيث عطّلوا حركة الملاحة في البحر الأحمر، وهاجموا إسرائيل الشهر الماضي، وأفادت التقارير باختراقهم الدفاعات قرب مطار بن غوريون.

وقد فشلت حملة قصف أمريكية حديثة في اقتلاعهم ومن شبه المؤكد أن الحوثيين سيدعمون طهران إذا تعرضت لهجوم. كما حققت إيران أيضًا مكاسب دبلوماسية ملحوظة؛ فقد طبّعت العلاقات مع جميع دول الخليج العربي، وأصبحت جميع تلك الدول اليوم تدعم الحل السلمي للأزمة النووية.

وقد عزّزت طهران علاقاتها مع الصين وروسيا أيضا، ففي 2021، وقّعت اتفاقيةً مدتها 25 سنة مع الصين وصادقت مؤخرًا على اتفاقيةٍ مدتها 20 سنة مع روسيا، وتهدف كلتا الاتفاقيتين إلى توسيع التعاون في مجالاتٍ مثل الدفاع والاقتصاد. وعلى الرغم من أن بكين وموسكو قد لا تدافعان عن إيران مباشرةً في حال نشوب حرب، إلا أنهما قد تدعمان المجهود الحربي الإيراني بطرقٍ أخرى.

كما أوضحت المجلة أن بعض المتشددين الأمريكيين ينادون بتفكيك برنامج التخصيب الإيراني بالكامل، إما سلميًا على غرار ما فعلته ليبيا  سنة 2003، أو عبر ضربات عسكرية. لكن على عكس جهود الرئيس الليبي السابق معمر القذافي البدائية، فإن برنامج إيران متقدم حيث أصبحت إيران الآن قوة نووية على عتبة التخصيب. وبالنسبة لطهران، فإن قبول النموذج الليبي سيكون بمثابة الانتحار خوفًا من الموت.

وأشارت إلى أن شن ضربات عسكرية بناءً على فكرة خاطئة عن ضعف إيران هو تكرار للخطأ الذي ارتكبه الديكتاتور العراقي صدام حسين عام 1980، عندما افترض أن إيران بعد الثورة هشة للغاية بحيث لا تستطيع مقاومة أي هجوم، فبدأ عن غير قصد ما أصبح حربًا استمرت قرابة عقد من الزمان. وبالمثل، في 2003، غزت الولايات المتحدة العراق بناءً على معلومات استخباراتية خاطئة، والثقة اليوم في ضعف إيران تعكس تلك الحسابات الخاطئة المكلفة.

وأكدت المجلة أن طهران ستعتبر أي ضربة إسرائيلية عملية أمريكية إسرائيلية مشتركة، معتقدةً أن إسرائيل تفتقر إلى القدرة على التصرف بمفردها، ويمكن أن يتصاعد الهجوم الإسرائيلي بسرعة إلى صراع أوسع؛ بدون تغيير النظام أو غزو بري - وكلاهما مستبعد - فمن المرجح أن تؤدي الضربة إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني، وليس تدميره.

ويمكن أن تؤدي بحسب تقرير المجلة، إلى تداعيات إشعاعية، ووفيات بين المدنيين، وأضرار بيئية، ومن المرجح أن تنسحب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي، وتسرع في صنع القنابل، وتهمش المعتدلين الذين يسعون إلى المشاركة الأمريكية، كما يمكن أن تزعزع خلافة المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، مما يزيد من خطر ظهور خليفة أكثر تشددا.

وغالبا ما يتم التغاضي عن أن عقيدة محور المقاومة ترتكز في جوهرها على حماية الوطن والنظام، مدعومة بترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات المسيرة، ومنصات إطلاق متنقلة، وقواعد محصنة، وقوات مختبرة في المعارك قادرة على خوض حرب تقليدية وغير متماثلة. ورغم أن الضربات الإسرائيلية ألحقت أضرارًا بدفاعات إيران الجوية، إلا أن قدراتها الهجومية لا تزال سليمة إلى حد كبير، مع القدرة على الرد بشكل غير متماثل وإحداث اضطراب في المنطقة.



ولفتت المجلة إلى أن العواقب المترتبة على مثل هذه الضربة قد تشمل ضرب القواعد الأمريكية أو المدن الإسرائيلية أو مواقع الطاقة في الخليج العربي، وقد تعطّل طهران بالتعاون مع الحوثيين مضيقي هرمز وباب المندب في آنٍ واحد، وهذا التهديد وحده كفيلٌ برفع أسعار النفط، وزعزعة الأسواق العالمية، وعرقلة الانتعاش الاقتصادي. 

وأوضحت أن استمرار الصدام الأمريكي الإيراني يتعارض مع تعهد ترامب الانتخابي بتجنب المزيد من "الحروب التي لا تنتهي"، ومن المرجح أن يُعرقل تحوّل المنطقة البطيء من الحرب إلى التنمية الاقتصادية، ورغم التكلفة الباهظة التي قد تدفعها إيران في أي مواجهة عسكرية، إلا أن كلًا من إسرائيل والولايات المتحدة ستدفعان ثمنًا باهظًا أيضا.

كما يعتقد البعض أن الضربات العسكرية قد تؤدي إلى انهيار النظام الإيراني أو تُشعل انتفاضة تُشلّ ردّه الانتقامي، لكنها مجرد تمنيات. فالنظام يسير على مسارٍ غير مستدام، لكنه ليس على شفا الانهيار.

وأكد تقرير المجلة، أن الصعوبات الاقتصادية والقمع خلقت حالة من التقلب، لكن النظام لا يزال متماسكًا ومدعومًا بجهاز أمنيّ قاسٍ، والمعارضة مُجزّأة وتفتقر إلى الرؤية، بينما تخشى الطبقة الوسطى الحذرة الاضطرابات دون وجود بديلٍ قابلٍ للتطبيق. ومن المُرجّح أن تُوحّد ضربةٌ خارجية القاعدة السياسية الإيرانية المنقسمة، وتُؤجّج العزيمة الوطنية، وتُحشد حتى المُنتقدين للدفاع عن الوطن.

وختمت المجلة بأن الهجوم على إيران قد يمنح النظام طوق نجاة بدلًا من تهديده، وقد يعتقد الغرب أنه قادر على إكراه إيران بالتصعيد العسكري، لكن كل ما قد يُحققه هو تجاوز استراتيجي قد يندم عليه في النهاية. وبهذا يُعدّ الاتفاق النووي، القائم على التنازلات المتبادلة أقلّ الطرق خطورةً للمضي قدمًا.

مقالات مشابهة

  • وسام أبو علي عن مواجهة عمان: أكون خائنا إن لم أشارك.. وهذا موقف الأهلي
  • وهم ضعف إيران.. هل يقود التصعيد إلى حرب إقليمية؟
  • بوتين يزور إيران قريبا.. توسيع التحالفات بعيدا عن الغرب
  • بوتين يعرض وساطة نووية بين واشنطن وطهران.. وترامب يتهم إيران بالمماطلة
  • عرض روسي لـ"المساعدة في حل" الملف النووي الإيراني
  • العلاقات المصرية الإيرانية.. إلى أين؟
  • إعلام إسرائيلي نقلًا عن مسؤول أمني: إسرائيل لن تضرب إيران ما دام المفاوضات الأمريكية الإيرانية مستمرة
  • التليفزيون الإيراني يعلن القبض على شبكة إرهابية تابعة لتنظيم داعش
  • المرشد الإيراني: طهران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم
  • السفير الصيني: العلاقات الصينية الأردنية تشهد تطورا مطردا