تكريم القاصّ الرّاحل محمد مشه في رابطة الكتّاب الأردنيين
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
عقدت لجنة النقد الأدبي في رابطة الكتّاب الأردنيين بالتعاون مع لجنة القصّة والرّواية ندوة تكريمية للمغفور له بإذن الله القاصّ محمّد عارف مشه في مقرّ الرّابطة الكائن في جبل اللويبدة مساء يوم السبت الموافق العاشر من آب لعام ٢٠٢٤.
افتتح الندوة الشاعر موسى حوامدة الذي قدّم سيرة الفقيد مشة، وسلّط الضّوء على أهمّ منجزاته الأدبية وأشاد بأسلوبه وبمضامين سرده، وعدد مجموعاته القصصية فكانت كما يلي: “شبابيك”، “عصافير المساء تأتي سرّاً”، “حبّك قدري”، “همسة في زمن الضجيج”، “الولد الذي غاب”، “مولاي السلطان قطز”، “بائعة الكبريت”، ومخطوط رواية حمل اسم “عمارة رقم ١٣” وصل إلى القائمة الطويلة لجائزة (كتارا) للروايات غير المنشورة لعام ٢٠٢٣.
وأشار الحوامدة إلى نقطة مهمّة في تجربة المشة، وهي دقّة اختياره لعناوين مجموعاته القصصية التي تعبِّر عن وعي لأهمية العنوان للمجموعة القصصية، الذي هو مفتاح النصّ القصصي، في الوقت ذاته الجامع للقصص التي تحتوي في المجموعة.
انتقل الحديث بعد ذلك إلى الكاتب الدكتور مخلد بركات الذي عرّج على شخصية محمّد مشة وعلى أسلوبه السردي الذي قفز فيه على مألوف القصّ وتقاليده، فكان صاحب جملة قصصية مكثّفة تخلو من الاستعراض اللّغوي. كما أكّد أنّ قصص مشة تماهت مع المدرسة الروسية والواقعية النقدية فقدّم قصصا تنتقد المجتمع بأسلوب مبطّن وغير مباشر. أشار د. بركات أيضا إلى أنّ المرحوم مشة لم يأخذ حقّه كما يجب من حيث تسليط الضوء عليه والاحتفاء بمنجزاته الأدبية.
وكانت كلمة بركات مؤثِّرة، إذ صدرت من القلب كما وصفها هو نفسه، وجاءت عفوية ومعبِّرة اخترقت شغاف قلوب الحاضرين).
قدّم بعد ذلك القاصّ هاني الهندي ورقة نقدية عن الطريقة التي رصد بها المرحوم مشة المخيّم الفلسطيني، فأوضح أهمية التعليم بالنسبة لأبناء المخيّم، فهو سبيل الخلاص من واقع المخيّم المؤلم، وصور التكافل والتضامن الاجتماعي في المخيم رغم ضيق الحال. كما أفرد العديد من القصص التي صوّر فيها توزيع المؤن والذّلّ الذي تعرّض اللاجئون له أثناء التوزيع. كما عالج مشة في قصصه ثيمتَيْ الفقر والجوع وفتكهما بأبناء المخيّمات. وأخيرا كان الاغتراب والرحيل من ضمن المواضيع التي طرحها مشة في قصصه القصيرة.
وأضاف الهندي قائلا: إنّ تجربة المشة القصصية متميِّزة وتعاطت مع اللحظة الفارقة في حياة شخصياته القصصية. في الوقت ذاته أشار إلى أنّ قارئ قصص المشة يلحظ منذ السّطر الأوّل انه يقرأ قصّة قصيرة، وهذه قدرة تميّز بها الرّاحل محمّد المشة٠
انتقل الحديث بعد ذلك إلى الكاتب أسيد الحوتري الذي سلّط الضوء على تقنية “ما وراء القصّ” السردية التي اعتمدها المرحوم مشة في مجموعته القصصية الأخيرة “شارع سقف السيل” موضحا بأّنها أحد خصائص السّرد الما بعد حداثي، وتوظَّف هذه التقنية لأغراض عدّة منها: طرح التساؤلات عن الواقع والخيال، ممارسة الكاتب للنقد الأدبي في نصّه السردي، تقديم نصّ تفاعلي يشارك القارئ في إكماله ويكون هو جزءاً منه. وتجلّت هذه النقاط الثلاث في قصص المرحوم مشة: “بنطلون أحمد”، “الخاص ممنوع”، “العقدة والمنشار”، و”السكين لم تقتله”.
اعتبر الحوتري أنّ المشة من الذين كتبوا القصّة القصيرة، ساعياً بشكل حثيث إلى التجديد وتطوير قصّته بشكل دائم.
هذا وقد ألقت الآنسة ياسمين محمد مشة، ابنة الفقيد، كلمة أسرة مشة، وكانت كلمة مكثّفة مشحونة بالعاطفة، وكأنّها قصّة قصيرة جّدا من القصص التي كان يكتبها المرحوم. شكرت الآنسة ياسمين فيها رابطة الكتاب ولجنة النقد على هذا التكريم، وأبدت مقدار حبِّها وتعلِّقها بوالدها الذي تنبّأ بوفاته عبرة قصّة قصيرة جدّا ذات طابع رمزي. وأكّدت أنّه رغم رحيل والدها إلّا أنّه ما زال حيّا في نصوصه الأدبية.
ويذكر أنّ بنت الرّاحل ياسمين ابهرت الحضور بكلماتها، وتواضعها، إذ افتتحت كلمتها بالقول إنّها تعتذر عن خطأ لها أو عن بعض كلمات لها اعتراها بعض الخلل.
وفي الختام تقدّم الشّاعر موسى حوامدة بالشّكر للنّاقد سليم النّجّار مقرِّر لجنة النقد الأدبي ولأعضاء الهيئة الإدارية الذين حضروا الفعالية وإلى كلّ من شارك في هذه النّدوة. هذا وقدّم نائب رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين الدكتور رياض ياسين درعاً تذكارية لأسرة الفقيد مشة بمشاركة عدد من أعضاء الهيئة الإدارية للرّابطة. مقالات ذات صلة مبادرة البيت العربي: الصيف لا يحلو الا بمكتبتي تعود ببرامج جديدة 2024/08/10
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: المخی م
إقرأ أيضاً:
تكريم الفائزين في مسابقة المحالبة بولاية طاقة
كتب - عادل البراكة
أقامت اللجنة المنظمة لمسابقة محالبة الإبل بولاية طاقة بقاعة متعددة الأغراض بمكتب والي طاقة حفل ختام جرى خلاله تكريم الفائزين في مختلف مسابقات محالبة الإبل التي تُقام بإشراف مكتب والي طاقة، وشهدت مشاركة واسعة من مربي الإبل بولاية طاقة في مختلف الفئات المتمثلة في العمانيات الأصائل (الفطر/الثنو/البكار)، والضرائب (الفطر/الثنو/البكار)، وتأتي المسابقة ضمن الجهود المبذولة للحفاظ على التراث العُماني الأصيل وتعزيز مكانة الإبل في المجتمع، وتشجيع المربين على الاهتمام بالسلالات المحلية ذات الجودة العالية.
وتضمن حفل الختام قصيدة شعرية ألقاها الشاعر مسلم بن سعيد المعشني، وعرضًا مرئيًا حول المسابقة، وقام سعادة الشيخ طارق بن خالد بن الوليد الهنائي والي طاقة ورئيس اللجنة المنظمة للمسابقة، بتكريم الجهات المساهمة في إنجاح المسابقة والحاصلين على المراكز الأولى في مختلف فئات المسابقة المتمثلة في منافسات العمانيات الأصائل - (فئة البكر)، وحصل ماجد بن أحمد بن علي عامر على المركز الأول، بينما حصل عبدالله بن أحمد بن سعيد العوائد على المركز الثاني، وحل علي بن مسلم علي كيزروت المعشني في المركز الثالث.
أما في منافسات العمانيات الأصائل - (فئة الثنو) حصل يحيى بن أحمد بن سعيد محاد المعشني على المركز الأول، وحل أزد بن حديد بن سعيد الشحري في المركز الثاني، بينما حصل أحمد بن علي فيزح المعشني على المركز الثالث.
بينما في منافسات العمانيات الأصائل - (فئة الفطر) حصل سعيد بن أحمد علي كيرداس الشحري على المركز الأول، وجاء سعيد بن أحمد بن سالم المعشني في المركز الثاني، فيما حل علي بن محمد علي أزد المعشني في المركز الثالث.
وفي منافسات الضرايب - (فئة البكر) حصل سالم بن محمد بن سالم مكشيش المعشني على المركز الأول، وحل خالد بن أحمد بن زغون المعشني في المركز الثاني، بينما حصل يحيى بن أحمد سعيد بن محاد المعشني على المركز الثالث.
وفي منافسات الضرايب - (فئة الفطر) حصل على المركز الأول أحمد بن علي بن محمد بن فيزح المعشني، وجاء في المركز الثاني سالم بن حديد بن سعيد الشحري، وحل ثالثًا علي بن أحمد بن زغون المعشني.
وفي منافسات الضرائب - (فئة الثنو) حصل على المركز الأول شاكر بن سالم بن حسن المشيخي، وحصل سهيل بن بخيت بن جمعان المشيخي على المركز الثاني.
وحول المسابقة، قال الشيخ فيصل بن سالم كوفان عضو اللجنة المنظمة لمسابقة محالبة الإبل بولاية طاقة: تأتي المسابقة من منطلق توجهات و"رؤية عُمان 2040" التي تدعو إلى تعزيز الهوية الوطنية والثقافية، وتمكين المجتمعات، وتنمية الاقتصاد القائم على الثقافة، فقد رحب سعادة الشيخ والي طاقة بهذه الفكرة التي تقدم بها عدد من أبناء الولاية، وتمكينهم من تنظيم وإقامة هذه المسابقة تشجيعًا للشباب، ولتكون باكورة انطلاق لمسابقات قادمة، مؤكدًا وجود الدعم لمثل هذه المبادرات المجتمعية.
وأوضح أن مكتب والي طاقة سعى إلى دعوة كافة الجهات الحكومية في الولاية للتعاون وإنجاح المسابقة، كما قدم خطابات للقطاع الخاص الشريك الدائم لمثل هذه المبادرات التي تهدف إلى تشجيع مربي الإبل على الاهتمام بتراثهم والحفاظ عليه، والاهتمام بتحسين سلالات الإبل الأصيلة، وتنشيط القطاع السياحي والثقافي والاقتصادي، وتعزيز القيمة الاقتصادية للإبل ومنتجاتها، وإيجاد سوق لتداول الإبل.
وأضاف: من الآثار المتوقعة لهذه المسابقة الحفاظ على الهوية وتعزيز الارتباط بالتراث، والتعرف على سلالات الإبل المنتجة للحليب، وتشجيع الاستثمار في الإبل المنتجة للحليب، وتحويل المربي من مستهلك إلى منتج من خلال الجوائز، وإيجاد فرص عمل غير مباشرة في قطاعات مثل تنظيم الفعاليات، وتوفير المنتجات الخاصة بالإبل، وتوثيق الروابط الاجتماعية وتبادل الخبرات والمعارف.
وأكد أن المسابقة تتبع آلية عمل لضمان العدالة والشفافية وتحديد الفائز بدقة، فهناك عدة خطوات منها: الإعلان عن المسابقة حسب شروطها، والتسجيل، والقسم على أنها ملك له ومطابقة لشروط المسابقة، وعملية الحلب بمراقبة أعضاء اللجنة للتأكد من عدم وجود أي غش أو تلاعب، وقياس الكمية للفترتين الصباحية والمسائية ثم جمعها وإعلانها على المتسابقين، ومن ثم تجمع هذه الكمية لمدة ثلاثة أيام أمام المالك، وبعدها يتم تحديد الفائز.