تصدرت أخبار الغواصة تيتان المشهد من جديد، بعد مرور أكثر من عام على الحادثة التي وقعت في يونيو 2023 الماضي، وتكشف أسرارا ومعلومات لم تكن معروفة من قبل، فضلا عن المعاناة النفسية والعقلية التي لحقت بأفراد الغواصة قبل مصرعهم، خاصة بعد ظهور معلومات جديدة، تفيد بأن طاقم الغواصة كانوا على دراية باقتراب وفاتهم قبل الإنفجار.

دعوة قضائية بعد عام من حادثة تيتان

أقامت عائلة المستكشف الفرنسي بول هنري، دعوة قضائية أمام محكمة في ولاية واشنطن الأمريكية، في 6 أغسطس الجاري، مطالبه بتعويض قدرة 50 مليون دولار، وتوجيه الاتهام بالقتل الخطأ والإهمال ستوكتون راش الرئيس التنفيذي ومؤسس الشركة الذي لقى مصرعه هو الأخر داخل الغواصة، باعتباره المسؤول عن المعاناة التي مر بها الركاب قبل وفاتهم، وإلى شركة أوشن جيت، وذلك وفقًا لما نشرته جريدة «اندبندنت» الأمريكية.

الاتهامات الموجهة في الدعوى

جاء في الدعوى أن الحادث نتج عن الإهمال والتقصير من المدعي عليهم، وتتهم الأسرة الشركة بأن المواد التي تم الاستعانة بها في تصميم وبناء الغواصة، غير مطابقة للمعايير المطلوبة.

وتشير الدعوى القضائية إلى أن «راش» على وجه الخصوص، انتهك قواعد الاتفاقيات، وتجاهل تحذيرات الخبراء، حيث استخدم مادة ألياف الكربون في صناعة هيكل الغواصة، بدلاً من استخدام التيتانيوم الذي يستخدم في صناعة الغواصات المخصصة لاستكشاف أعماق البحار، حيث اعتقد أن التيتانيوم ثقيل الحجم وغير ضروري لذلك فضل استخدام ألياف الكربون في الصناعة، التي تتأكل بمرور الزمن تحت الضغط الشديد.

ويُعتقد أن الطاقم سمع صوت تشقق ألياف الكربون بسبب الضغط على هيكل تيتان، كما جاء في الدعوى، موضحة أن الركاب كانوا يعانون من الخوف الشديد والألم النفسي، قبل أن تنفجر تيتان في النهاية.

وأضافت الدعوى أن تلك المعاناة كانت بسبب هوس راش، ورغبته في أن يطلق عليه لقب «مبتكر»، مثل شخصيات معروفة مثل ستيف جوبز وإيلون ماسك.

كما رفض راش الحصول على شهادة «دي إن في»، وهي شركة تصنيف دولي لسلامة العديد من الصناعات حول العالم.

وأضافت الدعوى، أن «المركبة تيتان عبرت إلى عمق موقع حطام السفينة تيتانك عدة مرات فقط قبل المهمة».

وقد ذكر توني بوزبي، أحد محامي الأسرة في بيان: «نأمل أن نتمكن من خلال هذه الدعوى القضائية من الحصول على إجابات للعائلة حول كيفية حدوث هذا الأمر، ومن هم المتورطين في ذلك».

بول هنري

يشار أن المستكشف الفرنسي بول هنري، ذهب برحلة لزيارة حطام سفينة تيتانيك عبر الغواصة تيتان، برفقة 4 أفراد أخرين وهم الملياردير البريطاني هاميش هاردينج، البالغ من العمر 58 عاما، وستوكتون راش، الرئيس التنفيذي لشركة أوشن جيت، ورجل الأعمال الباكستاني شاهزادا داود، البالغ من العمر 48 عاما، برفقة ابنه سليمان البالغ من العمر 19 عاما، لكن الرحلة انتهت بمأساة كبيرة في النهاية، حيث فقدت السفينة الاتصال بعد مرور أقل من ساعتين من انطلاقها، ليتم الإعلان عن وفاة كل أفرادها بعد أقل من 48 ساعة من فقدانها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الغواصة تيتان تيتانك

إقرأ أيضاً:

وول ستريت جورنال: الجيش الأميركي يغير أدواته وتكتيكاته استعدادا لحرب المحيط الهادي

قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن عصرا مروّعا من الحروب يلوح في الأفق، مما يجبر الولايات المتحدة على إعادة التفكير في كيفية الاستعداد لصراع القوى العظمى مع الصين.

وكشفت الصحيفة -في مقال بقلم نيهاريكا ماندانا- كيف يمر الجيش الأميركي بمرحلة تحول عميقة في أدواته وتكتيكاته العسكرية استعدادا لاحتمال اندلاع صراع واسع النطاق في المحيط الهادي، ولا سيما في مواجهة الصين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبير روسي: الأزمة الأفغانية الباكستانية قد تشعل حربا طاحنة بشرق آسياlist 2 of 2تجربة مسيّرة "الخفاش الشبح" تغير ملامح حروب المستقبلend of list

وبعد عقدين من الحروب غير النظامية في العراق وأفغانستان، بات الجيش الأميركي يواجه واقعا مختلفا جذريا يتميز بساحات قتال مفتوحة، وجزر متناثرة، وتفوق صاروخي وصناعي محتمل لدى الخصم، مما يفرض إعادة نظر شاملة في أساليب القتال التقليدية، كما تقول الكاتبة.

الطائرات المسيّرة أصبحت أحد الأسلحة الرائدة في الحروب الحديثة (الفرنسية)

وخلال مناورات عسكرية واسعة أُجريت في هاواي، عرض الجنود الأميركيون -حسب الكاتبة- أحدث ما لديهم من معدات خفيفة وسريعة الحركة، في مقدمتها الطائرات المسيّرة بأنواعها المختلفة، من طائرات استطلاع صغيرة إلى مسيّرات هجومية وانتحارية تدار منفردة أو ضمن أسراب.

ويعكس هذا التحول انتقال الجيش من الاعتماد على أنظمة باهظة ومعقدة إلى معدات أرخص، مرنة وقابلة للاستهلاك السريع، مشابهة لما فرضته الحرب في أوكرانيا من نماذج جديدة للقتال.

الجميع مرئي

ويؤكد قادة عسكريون أن ساحة المعركة الحديثة لم تعد تقتصر على البر والبحر والجو التقليدي، بل امتدت إلى ما يعرف بـ"السواحل الجوية" وهي المجال الجوي بين الأرض والسماء العالية، حيث تكمن الطائرات المسيّرة وتترصد وتقتل.

وفي هذا السياق، بات الجنود يتدربون على القتال بالطائرات المسيّرة وضدها، وعلى تقليص بصمتهم البصرية والإلكترونية لتفادي الرصد والاستهداف، وسط قناعة متزايدة بأن "الجميع مرئي" في الحروب الحديثة.

وقال اللواء جيمس بارثولوميز، قائد الفرقة 25 مشاة "حقيقة ساحة المعركة الحديثة هي أن الجميع يمكن رؤيتهم".

إعلان

وأضاف اللواء أن على الجنود التعامل مع "أول احتكاك" قادم من السماء أو من الطيف الكهرومغناطيسي الذي أصبح هو الواقع الجديد، حيث تتصارع الطائرات المسيّرة وأنظمة التشويش والاستشعار، كما تشير الصحيفة.

وسلّطت الكاتبة الضوء على تغييرات هيكلية داخل الجيش، أبرزها إنشاء وحدات جديدة تجمع بين الكشافة التقليديين، ومشغلي الطائرات المسيّرة، وخبراء الحرب الإلكترونية، بهدف كشف العدو واستهدافه عبر تتبع الإشارات الرقمية لمشغلي المسيّرات.

الولايات المتحدة بدأت تقلص الاعتماد على المعدات الباهظة مثل بطاريات باتريوت (الجزيرة)

ومن الإضافات عالية التقنية في هذا المجال -كما تقول الكاتبة- جهاز قابل للارتداء لتعطيل الطائرات المسيّرة، يتكوّن من وحدتين بحجم هواتف آيفون تقريبا، إحداهما، وتسمى "وينغمان" تكتشف الطائرات القادمة، والأخرى "بيتبول" تُعطّلها أو تشوش عليها بما يشبه سهما كهرومغناطيسيا، علما أن التشويش يعني كشف الموقع.

عصر مخيف من الحروب

ومع كل ذلك يدرك الجنود أن العدو يمتلك مثل ما يمتلكونه، ولهذا أصبحت الحرب الإلكترونية أكثر أهمية من أي وقت مضى، لأن الجنود الذين يقاتلون بالموجات والإشارات غير المرئية، وكانوا في السابق في الخلف، باتوا الآن في المقدمة "وجها لوجه مع العدو"، بحسب الملازم أول أندريس رودريغيز، الخبير في هذا المجال.

ولم يعد هؤلاء المتخصصون يعملون من الخطوط الخلفية -حسب الصحيفة الأميركية- بل باتوا جزءًا من الاشتباك المباشر، مما يستدعي تدريبا قتاليا بدنيا إلى جانب مهاراتهم التقنية.

ورغم التقدم السريع في تبني التكنولوجيا، يبرز تحدٍّ رئيسي يتمثل في القدرة على الإنتاج الكمي، إذ تنتج روسيا وأوكرانيا ملايين الطائرات المسيّرة سنويا، وتمتلك الصين قدرة صناعية أكبر، في حين يخشى محللون من أن يكتفي الجيش الأميركي بتطوير نماذج متقدمة من دون امتلاك مخزون كافٍ لخوض حرب طويلة الأمد.

ولهذا يسعى الجيش الأميركي إلى تسريع آليات الشراء وتحفيز التصنيع المحلي، مانحا القادة مرونة أكبر في اقتناء التقنيات الحديثة، كما تقول الكاتبة.

وفي الخلاصة رسمت الكاتبة صورة لجيش أميركي يدخل "عصرا مخيفا" من الحروب، حيث تتقاطع التكنولوجيا الرخيصة والفتاكة مع ساحات قتال معقدة وغير متوقعة، مما يفرض على الولايات المتحدة أن تتعلم بسرعة، وأن تختبر عقائدها الجديدة ميدانيا، استعدادا لصراع محتمل قد يحدد ملامح التوازن العسكري في المحيط الهادي لعقود مقبلة.

مقالات مشابهة

  • مكتمين على الحادثة.. نائب بمجلس النواب يحذر من واقعة تحرش جديدة بمدرسة شهيرة
  • وول ستريت جورنال: الجيش الأميركي يغير أدواته وتكتيكاته استعدادا لحرب المحيط الهادي
  • هل الكحول السبب؟.. صديق إسماعيل الليثى يكشف أسرار جديدة عن حادث وفاته
  • عملية سرّية في عرض المحيط.. قوات خاصة أمريكية تتحرّك ضد إيران
  • تقرير: إسطنبول على أعتاب زلزال مدمر بسبب نشاط خطير في أعماق بحر مرمرة
  • عملاق الأسمنت اليوناني “تيتان” يستحوذ على “تراسيم” التركية مقابل 190 مليون دولار
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • اختناق بغاز أول أكسيد الكربون يسجل 9 حالات وفاة في الأردن
  • روسيا: اعتراض 90 مسيرة أوكرانية.. وإصابة 7 أشخاص قرب موسكو
  • غواصة روسية تبحر 3 أيام قرب بريطانيا