لا توجد إحصائيات حقيقية لكميات الإنتاج المحلي من الثروة الحيوانية ومشتقاتها 55% من الأعلاف مهدرة نتيجة الأخطاء الشائعة لدى مربي الثروة الحيوانية تدهور سلالة الثروة الحيوانية المحلية بسبب ضعف البحوث وتهريب الحيوانات إلى الخارج عدم وجود إحصائية حقيقية لأعداد الثروة الحيوانية في كل منطقة، وذبح صغار الإناث

أكدت دراسة حديثة حول سلسلة القيمة للثروة الحيوانية في سهل تهامة، أن قطاع الثروة الحيوانية من أهم القطاعات الإنتاجية والحيوية في اليمن، ورافد اقتصادي مهمًّا من روافد الاقتصاد اليمني، وأن الثروة الحيوانية تعد جزءًا مهمًّا من قطاع الاقتصاد الوطني، الذي يشكل ما نسبته 20% من الناتج المحلي الزراعي، وتعتمد عليه نسبة كبيرة من الأسر الريفية المحلية في توفير احتياجاتها الغذائية من اللحوم، والحليب، والألبان، والبيض والعسل وغيرها، ناهيك عن تحسين دخل الأسر المنتجة ما ينعكس إيجابا على حياتها المعيشية والاقتصادية.


وقالت الدراسة ان مساهمة المستثمرين وتجار الماشية وصغار المربيين وجميع الناشطين الفاعلين في تنمية قطاع الثروة الحيوانية يمثل عاملاً أساسيا يستدعي، وضع خطط وبرامج تمكنهم من تحسين القيمة المضافة للعملية الإنتاجية لتحقق مكاسب عادلة لجميع الناشطين في حلقات سلسلة القيمة، وأشارت الدراسة التي أجريت بمحافظة الحديدة، بهدف تحديد اهم التدخلات المناسبة لتطوير سلسلة القيمة للثروة الحيوانية، ان مربو الثروة الحيوانية يعانون بشكل كبير في عملية التسويق للماشية ومنتجاتها وكذا في شراء وتوفير مدخلات ومستلزمات الإنتاج، وتناولت الدراسة عدداً من المشاكل في كل حلقات سلسلة القيمة والمقترحات المناسبة لحلها بحسب الأوليات.. وهذه التفاصيل:
الثورة / أحمد المالكي

وقالت الدراسة التي نفذها فريق متخصص من الباحثين بمؤسسة بنيان التنموية برئاسة المهندس نسيم أحمد المهدي والمهندس بكيل الرعي ضباط سلسلة قيمة الثروة الحيوية وبدعم من اللجنة الزراعية العليا وشركاء التنمية أن الثروة الحيوانية تعتبر رافداً اقتصادياً هاماً للدخل القومي وذلك لإنتاجاتها المتعددة والمتنوعة، وأن ضرورة تنمية الثروة الحيوانية صارت حاجة ملحة نظراً للمنعطفات التي تمر بها هذه الثروة المهدرة ولعل الاستثمار في الإنتاج الحيواني سواء في إنتاج الألبان بأنواعها وإنتاج اللحوم، مما سيكون له أثر تنموي كبير يعود بالنفع على هذه الثروة الهامة، الأمر الذي يحتم على الجهات المعنية العمل على تنمية وتطوير الثروة الحيوانية بوضع الخطط والدراسات والبحوث ووضع حد للظلم الكبير الذي تتعرض له الثروة الحيوانية في بلادنا سواء من ناحية ذبح الحوامل وصغار الحيوانات أو من ناحية استيراد الحيوانات من الخارج.

موجهات
وأشارت الدراسة إلى موجهات السيد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه الله والذي أكد على ضرورة الاهتمام بالثروة الحيوانية والتي منها العناية بإنتاج الاعلاف، والعناية بالطب البيطري، وتشجيع الأسر بالاهتمام بتربية المواشي والدجاج، ومكافحة ظاهرة ذبح صغار الماشية، وضروه حمايتها لما لها من أهمية في دعم الاقتصاد الأسري والوطني بشكل عام، كما أشار سماحته إلى أن الإنتاج الحيواني يعتبر حراك اقتصادي، ويحتل المرتبة الثانية بعد الإنتاج النباتي من حيث مساهمته في إجمالي الإنتاج الزراعي حيث يصل في المتوسط إلى 23,5 %. كما تعتبر الثروة الحيوانية احدى دعائم اقتصاد الأسرة اليمنية والاقتصاد الوطني حيث تساهم بما نسبته 3 % من الناتج المحلي الاقتصادي.

تنمية مستدامة
ولفتت الدراسة إلى أن معظم الأسر الريفية في سهل تهامة تعتمد على الثروة الحيوانية في توفير السيولة المادية إلى جانب كونها مصدرا غذائياً للأسرة.
وأن الدولة ممثلة بالقيادة السياسية تسعى لتحقيق التنمية المستدامة في تربية الثروة الحيوانية في الجمهورية اليمنية وذلك عبر توفير الدراسات البحثية وتوعية مربي الثروة الحيوانية بمختلف الطرق والوسائل الارشادية حول الأسس العلمية والعملية السليمة في إدارة الثروة الحيوانية من اجل زيادة إنتاجية الرأس الواحد ورفع قيمة المردود الاقتصادي والتي سوف تقلل من فاتورة الاستيراد للثروة الحيوانية ومنتجاتها، خاصة وأن فاتورة الاستيراد للثروة الحيوانية ومشتقاتها بلغت 644,459,555 دولاراً.
وأكدت الدراسة التي حصلت عليها “الثورة” أن قطاع الثروة الحيوانية يعد من أهم القطاعات الإنتاجية والحيوية في اليمن، ورافداً اقتصاديًّا مهمًّا من روافد الاقتصاد اليمني، كما تعد الثروة الحيوانية جزءًا مهمًّا من قطاع الاقتصاد الوطني في بلادنا؛ إذ يشكل هذا القطاع ما نسبته 20 % من الناتج المحلي الزراعي، وتعتمد عليه نسبة كبيرة من الأسر الريفية المحلية في توفير احتياجاتها الغذائية من اللحوم، والحليب، والألبان، والبيض والعسل وغيرها، بل إن بعض الأسر تعتمد على الثروة الحيوانية في توفير مقومات الحياة الأساسية من بناء مسكن أو تكاليف الزواج، أو شراء علاجات وملابس وغيرها وإن معظم صغار المزارعين والفئات الصغيرة في الأرياف هم من مربي الماشية.

منتجات
كما أن تحسين الإنتاج الحيواني وفق الدراسة له دور كبير في خفض فاتورة الاستيراد من المنتجات الحيوانية (الالبان ومشتقاتها -الجلود – اللحوم المجمدة) والعجول الافريقية المستوردة من الخارج.
وتعد منهجية سلاسل القيمة وتطوير نظام التسويق من صميم عمل مؤسسة بنيان التنموية، وتهدف هذه المنهجية بشكل رئيسي إلى معالجة التحديات الكامنة داخل حلقات سلاسل القيمة المستهدفة ودعم آليات الاستفادة من الفرص المتاحة بما يعزز من كفاءة وتنافسية جميع الفاعلين في تلك القطاعات ولاسيما شركات ومعامل تصنيع الألبان المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ويزيد من إمكاناتها في توليد فرص عمل مناسبة.

إتاحة الدعم
ولبلوغ هذه الغاية تقوم اللجنة الزراعية والسمكية العليا والعديد من المؤسسات الحكومية والخاصة، وبمساندة من مؤسسة بنيان التنموية بتقديم وإتاحة الدعم الفني اللازم، وتيسير فرص الوصول إلى خدمات الإرشاد الزراعي من خلال تنفيذ المدارس الحقلية لمربي الثروة الحيوانية، من أجل تحسين قطاع الثروة الحيوانية
كما ان تنسيق وتفعيل وتحقيق الروابط الفعالة بين صغار المربيين والمزارعين وجميع اللاعبين الفاعلين في الحلقات الأخرى في سلسلة القيمة لقطاع الثروة الحيوانية ومنهم الجمعيات التعاونية، وموردي الأعلاف، مصانع الاعلاف، مصانع الجلود، ومقدمي خدمات الرعاية الصحية الحيوانية، وصغار وكبار التجار، والوسطاء الأخرين، وفق الدراسة له دور حيوي وفعال في تأمين هيكل شامل يتمكن فيه جميع شركاء السلسلة من المشاركة وتحقيق الاستفادة والاكتفاء الذاتي والتنمية المستدامة
وأوضحت الدراسة تطور اعداد الثروة الحيوانية خلال الفترة 2019- 2021م حيث بلغ إجمالي اعداد الثروة الحيوانية خلال العام 2019 م 21,471,405 راس بينما بلغت خلال العام 2021 م 22,732,747 راس بمتوسط 1,261,342 راس، ونلاحظ زيادة ظاهرة بسبب توفر الاعلاف والمراعي وغلق منافذ التهريب إلى دول الجوار بسبب الحرب واهتمام.

نتائج
وتوصلت الدراسة إلى العديد من النتائج والتي منها أن فاتورة الاستيراد للثروة الحيوانية ومشتقاتها بلغت (644,459,555) دولاراً، منها اللحوم الحمراء (705.678) طن وبقيمة (377,951) دولار، الألبان ومشتقاتها (66,227) طناً وبقيمة (63,005461) دولار، الجلود (389) طناً وبقيمة (155,697) دولار (جلود فراء طبيعية واصطناعية (مقلدة)- صلال (جلود غير مدبوغة) (عدا جلود الفراء) وجلود مدبوغة (الجمارك 2022).
وبلغ إجمالي عدد الثروة الحيوانية من أبقار أغنام وماعز وابل في محافظة الحديدة بنحو (2,434,667) راس، منها (381,352) راس من الأبقار، وعدد (2,037,824) راس من الأغنام والماعز و (15,491) راساً من الإبل حسب بيانات الإحصاء الزراعي للعام 2021م.
ووصلت كمية حليب الأبقار التي يتم تسويقها 40,000 لتر يومياً وهي في تزايد مستمر ويتم تجميعها عبر نقاط التجميع من مناطق تربية الأبقار ومنتجي الحليب من مختلف العزل والقرى وتسويقها إلى مصانع الألبان عبر جمعيات منتجي الألبان في منطقة الدراسة، ومن خلال الدراسة لوحظ انه لا توجد إحصائيات حقيقية لكميات الإنتاج المحلي من الثروة الحيوانية ومشتقاتها.
ويوجد هناك تنوع في مصادر الأعلاف في المنطقة التهاميه ما بين أعلاف مالئة جافة وخشنة وخضراء، ومركزة لكن يتم استخدام كميات كبيرة من الاعلاف ونسبة كبيرة من الاعلاف تقدر 50 – 55 % مهدرة نتيجة الأخطاء الشائعة لدى مربي الثروة الحيوانية في طريقة تقديم الاعلاف للحيوانات بالرمي على الأرض دون استخدام المعالف والتقطيع المناسب للحد من الهدر.
الحظائر (زرائب) المستخدمة لإيواء الحيوانات فيتم بنائها من الموارد المتاحة في المنطقة لكنها غير مناسبة بسبب ضيق المكان وزيادة اعداد الحيوانات المراباة مع العلم ان الأغنام تحتاج إلى مساحة (1متر مربع لكل رأس جزء مضلل و2 متر مربع جزء مكشوف بينما المساحة المخصصة لإيواء الرأس الواحد من الأبقار لا تقل عن 4 متر مربع) وتبنى بأقل التكاليف ومن المواد المتاحة في المجتمع وتحتاج إلى تحسين بسيط كما لا تحوي الحظائر معالف ومشارب وان وجدت فإنها غير ملائمة للماشية.

مشكلة التسويق
يعاني المربون بشكل كبير -بحسب الدراسة- في عملية التسويق للماشية ومنتجاتها وكذا في شراء وتوفير مدخلات ومستلزمات الإنتاج، وأوضحت الدراسة العديد من المشاكل في كل حلقات سلسلة القيمة والمقترحات المناسبة لحلها بحسب الأوليات.
أما بالنسبة للأسواق قالت الدراسة ان كميات هائلة من الثروة الحيوانية تتواجد في الأسواق ولكن لا يوجد تنظيم للأسواق الخاصة بالثروة الحيوانية (مساحة مفتوحة – وسط الاحياء السكنية – لا يوجد مختصين فنيين – لا يوجد معايير فنية للبيع في الأسواق حيث يتم البيع بطريقة عشوائية دون اللجوء للبيع بالوزن الحي).
أما بالنسبة لإقبال المستهلك للمنتجات الحيوانية المحلية فقد وجدت الدراسة ميول المستهلك للمنتجات الخارجية لعدة أسباب:
أهمها الألبان ومشتقاتها: نتيجة ضعف العرض والتعبئة والتغليف وقصر فترة الصلاحية لعدم وجود بسترة طويلة الأمد والترويج ونقاط البيع.
الجلود: نتيجة توقف المصانع والمدابغ المحلية وزيادة الكميات المستورد من الجلود المصنعة.

خلاصة
وخلصت الدراسة إلى جملة من التوصيات والنتائج أهمها تدهور سلالة الثروة الحيوانية المحلية بسبب ضعف فاعلية الهيئة العامة للبحوث، وتهريب الحيوانات خاصة (الأغنام) إلى الخارج .
انخفاض في أسعار الثروة الحيوانية وذلك بسبب، دخول كميات كبيرة من الحيوانات المستوردة، وضعف المربي في جانب رعاية وصحة وتربية وتسمين الثروة الحيوانية ، وكذلك ضعف استثمار القطاع الخاص في مجال تربية وإنتاج وتسمين الثروة الحيوانية واتجاههم للاستثمار في مجال الدواجن الخارجية، عدم زراعة الأعلاف ذات القيمة الغذائية العالية مثل ( البون كام – علف الفيل ..الخ إضافة إلى الانتشار العشوائي لأسواق الثروة الحيوانية وتواجدها في الاحياء السكنية وعدم معرفة كميات الحيوانات الداخلة والخارجة من الأسواق والبيع للحيوانات بشكل عشوائي .
تواجد المجازر بشكل عشوائي وغير مرتبة ومنظمة، وضعف الرقابة على المجازر والمسالخ في المنطقة ،
تفاوت أسعار اللحوم في المطاعم والمجازر، وذلك بسبب ضعف الرقابة عليها، وكذلك انتشار ظاهرة الذبح العشوائي في المجازر .
بالإضافة إلى تردي المسالخ المركزية والفرعية في المحافظة، وضعف دور الإدارة العامة للمسالخ وأسواق اللحوم ناهيك عن توفر الثروة الحيوانية المختلفة والتي يمكن من خلالها تدريب أبناء المنطقة على صناعة الأجبان ونقل تجربة مديرية مقبنة في صناعة الجبن المحلي، وضعف استغلال الجلود وتوقف العديد من مدابغ ومصانع الجلود، واستغلال الجزارين والجلابين للمربي، وضعف التسويق في مجال اللحوم المحلية، وعدم تواجد إحصائية حقيقية لأعداد الثروة الحيوانية في كل منطقة، وذبح صغار واناث الثروة الحيوانية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: مربی الثروة الحیوانیة قطاع الثروة الحیوانیة الثروة الحیوانیة فی للثروة الحیوانیة فاتورة الاستیراد سلسلة القیمة الدراسة إلى فی توفیر کبیرة من

إقرأ أيضاً:

الاستيطان الرعوي وحرب غزة.. كيف يستغل الاحتلال الإسرائيلي الحيوانات لتعزيز التوسع؟

"تسليح المستوطنين وسرقة الأراضي، مع الاعتداء على الفلسطينيين، وذلك بغرض إنشاء المزيد من البؤر الاستيطانية" هكذا يصف الأهالي بقلب الضفة الغربية المحتلة، الوجه الآخر من بشاعة الاحتلال الإسرائيلي؛ على بُعد كيلو ميترات قليلة فقط، عن قطاع غزة المحاصر، الذي يكابد ويلات حرب الإبادة منذ عامين.

وخلال الساعات القليلة الماضية، في خلّة الضبع بمسافر يطا، جنوب الخليل، أقدم مستوطنون على إقامة بؤرة استيطانية جديدة، فوق أنقاض منازل فلسطينية، قد هدمها الاحتلال بالآونة الأخيرة؛ وذلك وسط تحذيرات مُتسارعة من محاولات السّرقة الكاملة للمنطقة وطرد سكانها الأصليين.

في هذا التقرير، تسلّط "عربي21" الضّوء على أداة التوسّع الاستيطاني، الذي بات يستند إليه جيش الاحتلال الإسرائيلي، بغية التهام المزيد من الأراضي، وكذا نشر العوائق والحواجز العسكرية، ما يُعتبر حربا أخرى إضافية، يتجرّع مرارها الفلسطيني.

ماذا تفعل عندما تكون لديك عزومة أو تحتاج للحم من أجل إعداد الطعام؟ تذهب لشرائه، هذا هو المعتاد في كل العالم.

أما في مستوطنات الضفة الغربية، فعند الحاجة إلى الخراف، يستدعي أحد المستوطنين مجموعة من أصدقائه من الشرطة الإسرائيلية، ويحمل سلاحه، ثم يذهب إلى أقرب مزرعة فلسطينية… pic.twitter.com/w7kgPkRN77 — Tamer | تامر (@tamerqdh) September 9, 2024

"شرعنة" الاحتلال.. 
"توزّعت معظم البؤر الاستيطانية عقب "طوفان الأقصى" على محافظة الخليل (8 بؤر)، رام الله (6 بؤر)، بيت لحم (4 بؤر)، فيما أقيمت 3 بؤر أخرى في كل من: نابلس ثم باقي المحافظات" هذا ما كشفت عنه هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الحكومية الفلسطينية، خلال الأيام القيلة الماضية.

وأضافت الهيئة، أنّ الاحتلال قد شرعن (إقامة غير قانونية) 11 بؤرة استيطانية، وتحويلها إلى مستعمرات أو أحياء استيطانية تتبع لمستعمرات قائمة سلفا، وأحالت ما مجموعه 9 بؤر أخرى لإجراءات الشرعنة. ناهيك عن شقّ 7 طرق لتسهيل تحرك المستوطنين وربط بؤر بمستوطنات قائمة.

وبحسب المصدر الفلسطيني نفسه، فإنّ الحواجز الدائمة والمؤقتة من بوابات وحواجز عسكرية أو ترابية -تقسّم الأراضي الفلسطينية وتفرض تشديدات على تنقل الأفراد والبضائع- قد بلغت 872 حاجزا عسكرياً وبوابة، منها أكثر من 156 بوابة استحدثت عقب 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

"الجديد في الإجراءات الإسرائيلية في عام الحرب هو تسريع كل المخططات والسياسات سواء البناء الاستيطاني أو مصادرة الأراضي أو هدم المباني الفلسطينية" تابعت الهيئة، مشيرة إلى: "الاستيلاء على 52 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) خلال عام الحرب، وإقامة 12 منطقة عازلة حول المستعمرات".

بالإضافة إلى ما سبق، درست جهات تخطيط دولة الاحتلال الإسرائيلي ما عدده: 182 مخططا هيكليا لبناء ما مجموعه 23 ألفا و267 وحدة استيطانية على مساحة 14 ألف دونم، وتمّت المصادقة على 6300 وحدة منها، وفقا لما كشفت عنه الهيئة الفلسطينية، مردفة أنّ: "المخططات الهيكلية توزّعت على محافظة المدينة المقدسة بـ65 مخططا هيكليا".

#شاهد| مستوطنون يطلقون مواشيهم بمحاصيل زراعية للقلسطينيين شرق شعب البطم، وقاموا باستفزاز المواطنين وسرقة هاتف لأحد النشطاء الاجانب pic.twitter.com/XXJNn20ARw — وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) May 31, 2025
كيف يتم استحداث البؤرة.. 
"نعيش في الضفة بقلب الطبيعة التي تحيط بالقرى، بقلب أراضينا التي ورثناها أبا عن جد، لنستيقظ يوميا على مستوطنين جُدد يرعون أغنامهم وأبقارهم، ليستولون فجأة على الأراضي، بمساندة جيش الاحتلال الإسرائيلي" هكذا يصف عدد من الفلسطينيين الواقع المرير، الذي يُقاومونه بما أوتوا من جهد وإصرار.

ويتابعون في وصف للمشهد التي لا يُغادر ذاكرتهم الحيّة: "يبني المستوطنون مزارعهم على أرض سُرقت منّا، وبوقاحة يطلبون مدّ المياه والكهرباء من سلطة الاحتلال. هكذا، فجأة، يُحدث المستوطن إلى بؤرة استيطانية جديدة، ليضمّ إليه أراض جديدة في كلّ مرّة يرعى فيا. ما يسمى سياسة: الاستيطان الرعوي".



المستوطنون لا يكتفون بسرقة الأراضي لإنشاء البؤر الاستيطانية، بل يعتدون أيضا على التجمعات السكانية الفلسطينية المتواجدة في الضفة الغربية. ووثّق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، 1536 هجمة حتى 24 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أسفرت 152 هجمة منها عن سقوط الشهداء بين الفلسطينيين.

وتابع المكتب الأممي: "1226 هجمة ألحقت الأضرار بممتلكات تعود للفلسطينيين. بينما تقول هيئة الجدار إن 11 فلسطينيا استشهدوا برصاص المستوطنين". ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، هُجّرت 285 أسرة فلسطينية تضم 1669 فردا، بمن فيهم 807 أطفال، من التجمعات البدوية والرعوية، أرجاء الضفة الغربية، جرّاء هجمات المستوطنون والقيود التي يفرضونها بالقوّة.

مصادر محلية: فيديو يوثق سرقة ميلشيات المستوطنين جراراً زراعياً من قرية مردا قرب سلفيت خلال ساعات الليل pic.twitter.com/W4QIVm4lwI — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 1, 2025
أيضا، هدمت 1814 منشأة ومنزلا في عموم الضفة المحتلة منذ ما يُناهز العامين (منذ 7 أكتوبر)، نتج عنها تهجير نحو 4500 فلسطيني. فيما تبرز منظمة "السلام الآن" العبرية أنّ 43 بؤرة جديدة قد أُنشئت منذ "طوفان الأقصى" جلّها بؤر زراعية، بالمقارنة مع متوسط سنوي كان يبلغ 7 بؤر على مدى 3 عقود تقريبا، ما قبل ذلك.

وبحسب عدد من التقارير العبري، ووفقا للمنظّمة ذاتها، فإنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي موّلت هذه البؤر المُشرعنة غصبا بما يُناهز 7.5 ملايين دولار خلال العام الماضي، فيما خصّصت لها 20 مليون دولار هذا العام. ما يكشف بالملموس أنّ ما تعيشه الضفة الغربية المحتلة لا يقلّ خطورة عمّا يواصل عليه الاحتلال من حرب للإبادة الجماعية بقلب القطاع المحاصر. 


"السّرقة" بوضح النّهار..
عقب توقيع "اتّفاق أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، عام 1993، تمّ تقسيم الضفة الغربية المحتلة إلى ثلاث مناطق، وهي: المنطقة أ والمنطقة ب والمنطقة ج.

المنطقة أ -السيطرة الأمنية والمدنية للسلطة الفلسطينية-: تشكّل 18 في المئة من الضفة الغربية المحتلة. 

المنطقة ب -السيطرة المدنية للسلطة والأمنية لكيان الاحتلال-: تشكل 21 في المئة من أراضي الضفة الغربية المحتلة.

المنطقة ج -السيطرة الأمنية والمدنية فيها للكيان الصهيوني-: تشكّل 61 في المئة من أراضي الضفة الغربية المحتلة.


وفي حديثهم لـ"عربي21" أكّد عدد من الفلسطينيين، أنّ: "الاحتلال الإسرائيلي، لا يعترف بهذه التقسيمات، على الرّغم من ظلمها لنا أساسا؛ إذ أنّهم يُشرعنون لاستباحة كافة أراضيها، لسرقتها في وضح النهار، بالتّحايل، وعبر انتهاج سياسة الاستيطان الرّعوي، الوقح".

وبحسب عدد من التّقارير الإعلامية العبرية، المُتفرٍّقة، فإنّ: "الاحتلال الإسرائيلي عبر الاستيطان الرعوي، يتذرّع بقانون إسرائيلي، يقول: كل أرض لا يتم استصلاحها طيلة 10 سنوات تصبح ملكا لهم"، ما يجعل اعتداءات المُستوطنين المُتواصلة على الأراضي والأهالي في الضفة الغربية المحتلة، يُفسّر بكونه: "تمهيدا للتوسّع".

بعد مواجهات مع الفلاحين.. مستوطنون يشعلون النار في المحاصيل الزراعية للفلسطينيين بموسم الحصاد في سهل مرج سبع ببلدة المغير شمال شرق رام الله#تفاعل ليصل إليك كل جديد pic.twitter.com/GL6fOqCHED — TRT عربي (@TRTArabi) May 27, 2025
وفي إحدى التقارير العبرية، المُتطرّقة لـ"الاستيطان الرّعوي"، قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إنّ: "الهدف منه هو: الاستيلاء على المناطق ج". في إشارة إلى أنّ: "المستوطنون الرّعاة، ينتمون في الواقع إلى جمعيات ومؤسّسات تسعى للسيطرة على أراضي الضفة".

وكان السكرتير العام لحركة "أمانا" الاستيطانية، زئيف حيفر، قد بيّن في تقرير نشرته مجلة "معا" أنّ: "المزارع الاستيطانية الرعوية وسيلة أكثر نجاعة من البؤر التي تعتمد البناء الاستيطاني التقليدي"، مردفا: "خلال 50 سنة استطعنا السيطرة على 100 كيلو متر مربع من مساحة الضفة الغربية، بينما سيطرت المزارع الرعوية الاستيطانية في فترة قصيرة على أكثر من ضعفي هذه المساحة". 

"يخططون لإنشاء مزيدٍ من البؤر الاستيطانية المخصصة لرعاة الأغنام والأبقار في المناطق جيم" أكّد السكرتير العام لحركة "أمانا" الاستيطانية؛ وذلك أمام ما يصفه عدد من الفلسطينيين بـ"تخلّي العالم عليهم، وخيبة أملهم من المجتمع الدولي".

ويتابع الفلسطينيين، وفقا لعدد من المنشورات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، التي رصدتها "عربي21" بالقول: "نُمنع من دخول أراضينا أو الاقتراب منها، وغالبا ما نتعرّض للاعتداء أو الطرد بالقوة من قبل مستوطنين مسلحين، مدعّمين بجيش الاحتلال الإسرائيلي"، ما يضرب عرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان، وأمام مرأى العالم.

لم يتركوا شيئًا من شرهم وفسادهم في الأرض، حتى الطيور تعمّدوا قتلها.

مستوطنون يدهسون أوزًا لمزارع فلسطيني في قرية مسافر يطا، قضاء الخليل . pic.twitter.com/PbB5RFyu7P — Tamer | تامر (@tamerqdh) February 3, 2025
واضطرّ أكثر من 1,000 فلسطيني إلى مغادرة أراضيهم منذ عام 2020، وذلك في الأغوار الشمالية، فقط، إثر اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ناهيك عن حرمانهم من أساسيات العيش (ماء وكهرباء). فيما تتوالى الأرقام في المناطق الفلسطينية الأخرى، بقلب الضفة الغربية المحتلة.

كذلك، في عام 2023، هجّرت قسرا، نحو 25 قرية بدوية شرقي الضفة الغربية المحتلة، كانت تقطنها منذ عقود طويلة عشائر تصنفها الأمم المتحدة من ضمن الشعوب الأصلية للمنطقة. 

خطر مُتسارع.. 
أعلن وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الحرب، يسرائيل كاتس، الخميس، أنّ: "المجلس الوزاري المصغّر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" صادق على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة تشمل تسوية (شرعنة) بؤر استيطانية، على طول الحدود مع الأردن".

وتحت بند "منح المراعي" عملت وزارة الزراعة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، خلال الفترة ما بين 2017 حتى 2024، موّل الاحتلال "المزارع الاستيطانية" الرّامية لتهجير الفلسطينيين من ديارهم، بما يُقارب 3 ملايين شيكل، فيما استثمر "الصندوق القومي اليهودي" فيها ما يناهز 4.7 مليون شيكل، بتمويل من المتطوعين، بمعنى أن دولة الاحتلال الإسرائي بكامل من فيها، تدعم "المستوطنات الرّعوية".

وأمام صمت العالم، عن هذه "السّياسة التوسّعية" المُستجدّة، يُواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسته لسرقة الأراضي الفلسطينيي، حيث لا تقلّ وحشية "الاستيطان الرّعوي" عن حرب الإبادة التي تُمارس على قطاع غزة المحاصر.


أي تنديد؟
وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، هاميش فالكونر، انتقد هذه السياسات، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" بالقول إنّ: "المستوطنات تضرّ بأمن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، وتنتهك القانون الدولي".

وكانت مصر، قد أعربت أيضا عن إدانتها التي وصفتها بـ"الشّديدة" لـ"إعلان دولة الاحتلال الإسرائيلي عن إنشاء وكالة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، إلى جانب اعترافها بـ13 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية".

وأوضحت وزارة الخارجية المصرية، عبر بيان رسمي، رفضها المُطلق لمزاعم "المغادرة الطوعية"، فيما شدّدت على أنّ: "التهجير الذي يتم تحت القصف والحصار والتجويع هو جريمة حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني".

إلى ذلك، دعت مصر، المجتمع الدولي ومجلس الأمن، إلى: "اتّخاذ موقف حاسم تجاه هذه الانتهاكات الإسرائيلية، والتحرك بجدية لوقف التوسع الاستيطاني واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس".

مقالات مشابهة

  • بسبب مرض الكبد الدهني.. طبيب يحذر من الإفراط في تناول اللحوم بعيد الأضحى
  • رئيس إيطاليا: معاناة غزة غير إنسانية ووقف إطلاق النار ضرورة ملحة
  • الاستيطان الرعوي وحرب غزة.. كيف يستغل الاحتلال الإسرائيلي الحيوانات لتعزيز التوسع؟
  • الأضاحي وتنمية الثروة الحيوانية
  • محافظ القليوبية يتفقد مزرعة متخصصة في تربية الثروة الحيوانية
  • محافظ القليوبية يتفقد مزرعة متخصصة فى تربية الثروة الحيوانية بقرية العمار بطوخ
  • الحديدة.. ترتيبات للرقابة الصحية على الأضاحي وحماية الثروة الحيوانية
  • مزاد أضاحي شهير بمصر يضبط ميزان الثروة الحيوانية.. تعرف عليه
  • للمرة الأولى في المملكة.. برنامج «الثروة الحيوانية والسمكية» ينجح في توطين اختبارات التحسين الوراثي لرفع إنتاجية الأبقار
  • الزراعة تنفذ ندوات إرشادية بالمحافظات للنهوض بالثروة الحيوانية والداجنة