تنتشر في الصين ظاهرة طبيعية فريدة تطلق عليها أسماء عدة مثل "البواليع الطبيعية" أو "الفجوات الغائرة"، وهي عبارة عن ثقوب عميقة داخل الأرض يكسوها غطاء نباتي وأنواع فريدة من النباتات الساحرة، ويطلق عليها كذلك "تيانكينغ"، وتعني باللغة المحلية "الحفر السماوية".

تتزين هذه الحفر على نحو غير معقول بأعداد هائلة من الأشجار والنباتات، وهو ما أثار فضول العلماء في البحث عن سر نمو هذه الكائنات الحية في ظروف بيئية قاسية لا تصل إليها أشعة الشمس لإتمام عمليات البناء الضوئي اللازمة.

وأشارت الدراسة المنشورة في دورية "تاشينيز جورنال أوف بلانت إيكولوجي" إلى أن بعض هذه الأشجار القابعة في قاع الحفر مليئة بالعناصر الغذائية وتنمو بشكل أسرع عن قرينتها تلك التي تنمو على سطح الأرض.

وتمكن العلماء من الكشف عن نباتات تفضل الرطوبة والأماكن المظللة مثل الغار والقراص والسرخس، والتي تحتوي على مخزونات ضخمة من النيتروجين والفوسفور والكالسيوم والمغنيسيوم، وهي عناصر كيميائية موجودة بوفرة في هذه الحفر الطبيعية، مما يمكّن النباتات من التغذي عليها والاستفادة القصوى منها للنمو والوصول إلى أشعة الشمس، وقد يصل عمق هذه الحفر مسافة 100 متر.

نتائج مثيرة حول عالم مجهول

وفي إطار الدراسة جمع الباحثون عينات من 64 نوعا من النباتات من داخل وخارج الحفر، وعمدوا إلى دراسة نسبة الكربون وبقية المغذيات الأخرى.

ووجد الباحثون أن النباتات في الداخل تحتوي على كربون أقل، في حين تمتلك كميات أعلى من جميع العناصر الأخرى، بالإضافة إلى معدل النمو يعد أسرع كذلك.

وبطبيعة الحال، فإن الكربون يشكل اللبنة الأساسية في تكوين هيكل وجسم النباتات، والذي يساهم في الاحتفاظ بالمياه بشكل فعال.

ومما أشارت إليه الدراسة هو أن البيئة الرطبة داخل الحفر تجعل النباتات لا تتطلب وجود الكربون في أنسجتها، لأن الماء الموجود لن يتبخر بسبب أشعة الشمس كما هو الحال في الأسطح المكشوفة.

كما أظهرت النتائج أن التربة الموجودة في الحفر الطبيعية الخلابة تمتلك نسبا أعلى من عناصر النيتروجين والفوسفور والكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم.

وتعزز نقاوة هذه التربة التي ما زالت بعيدة كل البعد عن جميع الأنشطة البشرية والملوثات نمو النباتات بسلاسة دون عوائق، مما يخلق بيئة جذابة ذات هوية طبيعية أصلية غير مشوهة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

كيف يكشف غوغل أسرار محادثاتك الخاصة مع تشات جي بي تي؟

تقوم غوغل بفهرسة محادثات المستخدمين التي أُرسلت عبر تشات جي بي تي إلى الأصدقاء أو العائلة أو الزملاء، مما يحول هذه المحادثات الخاصة التي كانت مخصصة لمجموعات صغيرة إلى نتائج بحث يمكن لملايين الأشخاص الاطلاع عليها. اعلان

ويكشف بحث بسيط باستخدام خاصية البحث ضمن موقع غوغل عن روابط تُنشأ عندما يضغط المستخدم على زر "مشاركة" في تشات جي بي تي، حيث يمكن العثور على محادثات يكشف فيها الأشخاص عن تفاصيل شخصية جداً، تشمل مشاكل إدمان، تجارب إساءة جسدية، أو مشاكل نفسية خطيرة، وأحياناً مخاوف من تجسس نماذج الذكاء الاصطناعي عليهم.

وعلى الرغم من أن هوية المستخدمين لا تظهر عبر تشات جي بي تي، إلا أن بعض الأشخاص يكشفون عن أنفسهم من خلال مشاركة معلومات شخصية دقيقة خلال المحادثات.

قد يضغط المستخدم على زر "مشاركة" لإرسال المحادثة إلى صديق مقرب عبر تطبيق واتساب أو لحفظ الرابط للرجوع إليه لاحقاً. لكن من غير الواضح ما إذا كان هؤلاء المستخدمون يدركون أن محادثاتهم أصبحت متاحة للعامة بعد الضغط على زر المشاركة، حيث يعتقدون أنهم يرسلونها لجمهور محدود.

ويظهر في نتائج بحث موقع غوغل ما يقرب من 4500 محادثة، على الرغم من أن كثيرًا منها لا يحتوي على تفاصيل شخصية أو معلومات تعريفية. ومن المرجح أن هذا العدد لا يعكس كافة المحادثات، إذ قد لا تقوم جوجل بفهرسة جميع الروابط.

وفي هذا الإطار، يُثير هذا الاكتشاف قلقاً كبيراً، خاصة وأن ما يقرب من نصف الأمريكيين في استطلاع حديث قالوا إنهم استخدموا نماذج اللغة الكبيرة مثل تشات جي بي تي للحصول على دعم نفسي خلال العام الماضي. حيث طلب ثلاثة أرباعهم مساعدة في التعامل مع القلق، واثنان من كل ثلاثة طلبوا نصائح في مسائل شخصية، وما يقرب من ستة من كل عشرة أرادوا مساعدة في حالات الاكتئاب. لكن خلافاً لجلسات العلاج النفسي الحقيقية، يمكن أن تظهر نصوص محادثات المستخدمين مع تشات جي بي تي في بحث بسيط على غوغل.

غوغل يفهرس المحادثات الخاصة التي يشاركها المستخدمون من تشات جي بي تي، مما يثير مخاوف جدية بشأن الخصوصية

وتقوم غوغل بفهرسة كل المحتوى المتاح على الويب المفتوح، ويمكن لأصحاب المواقع إزالة صفحات من نتائج البحث. لكن روابط المشاركة في تشات جي بي تي لا تُفهرس تلقائياً في محركات البحث، ويجب على المستخدمين تفعيل خيار ظهورها في نتائج البحث بأنفسهم. كما يتم تحذيرهم بعدم مشاركة معلومات حساسة ويمكنهم حذف الروابط المشتركة في أي وقت.

وفي هذ السياق، قالت متحدثة باسم شركة أوبن أيه آي إن "محادثات تشات جي بي تي خاصة ما لم يختَر المستخدم مشاركتها". وأضافت أن "إنشاء رابط لمشاركة المحادثة يشمل خياراً لجعلها مرئية في نتائج البحث عبر الإنترنت. وتظهر المحادثات المشتركة في بحث غوغل فقط إذا اختار المستخدم ذلك".

وقد وصف أحد المستخدمين بالتفصيل حياته الجنسية ومعاناته من عدم السعادة في بلد أجنبي، مدعياً أنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) وكان يبحث عن دعم نفسي. وتناول تفاصيل دقيقة عن تاريخه العائلي وعلاقاته مع الأصدقاء وأفراد العائلة.

وتناقش محادثة أخرى انتشار السلوكيات السيكوباتية بين الأطفال والأعمار التي يمكن أن تظهر فيها هذه السلوكيات، بينما كشف مستخدم آخر أنه ناجٍ من برمجة نفسية ويبحث عن طريقة لإلغاء هذه البرمجة للتخفيف من الصدمة التي عانى منها.

وتعليقًا على الأمر، قالت كاريسا فيليز، خبيرة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بجامعة أكسفورد: "أنا مندهشة للغاية. كعالمة خصوصية، أعلم جيدًا أن هذه البيانات ليست خاصة، ولكن أن تقوم غوغل بفهرسة هذه المحادثات الحساسة للغاية أمر مثير للجدل".

وقد أُثيرت مخاوف مماثلة بشأن تطبيقات دردشة منافسة، من بينها تلك التي تديرها شركة ميتا، والتي بدأت بمشاركة استفسارات المستخدمين مع أنظمة الذكاء الاصطناعي في موجز عام يظهر داخل تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وأشار النقاد إلى أن المستخدمين لا يملكون وعياً كافياً لمخاطر مشاركة المعلومات الخاصة علناً، وهو ما تأكد لاحقًا عندما ظهرت تفاصيل شخصية في هذا الموجز العام. وقتها، أكد خبراء السلامة الإلكترونية وجود فجوة بين تصور المستخدمين لكيفية عمل التطبيقات، وبين الطريقة الفعلية التي تدير بها الشركات تلك التطبيقات.

كما تعرب فيليز عن قلقها من أن هذا يعكس نهج الشركات الكبرى في التعامل مع الخصوصية، وقالت: "هذا تأكيد إضافي على أن شركة أوبن أيه آي ليست جديرة بالثقة، وأنها لا تأخذ الخصوصية على محمل الجد، مهما قالوا". وأضافت: "المهم هو ما يفعلونه فعلاً".

Related هيئة مكافحة الاحتكار الإيطالية تحقق مع "ميتا" بشأن دمج الذكاء الاصطناعي في "واتساب"وزيرة دنماركية تهاجم "ميتا": تطلق الدعاية بدل حماية الأطفال حول خصوصية البيانات.. دعوى بـ8 مليارات دولار تطال زوكربيرغ وعددًا من المسؤولين في شركة "ميتا"

وحذر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن أيه آي، في وقت سابق من هذا الشهر من مشاركة المستخدمين لأكثر معلوماتهم الشخصية مع تشات جي بي تي، لأن الشركة قد تضطر قانونياً للكشف عنها إذا طلبت المحكمة ذلك. وأضاف: "أعتقد أن هذا أمر فظيع جداً". وجاءت هذه التصريحات في مقابلة مع بودكاستر يُدعى ثيو فون، ولم يتحدث فيها عن إمكانية فهرسة المحادثات تلقائياً من قبل أوبن أيه آي.

وقالت راشيل توباكس، محللة الأمن السيبراني والرئيس التنفيذي لشركة سوشيال برُوف سيكيوريتي: "يتوقع الناس أن يستخدموا أدوات مثل تشات جي بي تي بشكل خاص تماماً، لكن الواقع أن كثيراً من المستخدمين لا يدركون تماماً أن هذه المنصات تحتوي على ميزات قد تسرب بشكل غير مقصود أكثر الأسئلة والقصص والمخاوف الخاصة بهم".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • حلول مناسبة لمشاكل الرضاعة الطبيعية بعد الولادة
  • معلومة مثيرة عن أصول البطاطس.. هُجنت مع هذه النبتة قبل 9 ملايين سنة
  • وزير الخزانة الأميركية: لدينا مقومات لإبرام اتفاق مع الصين
  • اكتشاف مذهل.. علماء فيزياء يكشفون سر “كوني” وراء تشكل البرق!
  • كيف يكشف غوغل أسرار محادثاتك الخاصة مع تشات جي بي تي؟
  • من أسرار حرب السودان
  • دراسة علمية: الإمارات تمثل انطلاقة لتحول جذري في مستقبل الزراعة
  • «ده شئ غريب».. خالد الغندور يوجه رسالة مثيرة بشأن زيزو ورمضان صبحي
  • أحمد سعد يكشف عن سر من أسراره مع الملحن أحمد طارق يحيى
  • حبس عصابة التنقيب عن الآثار في حدائق القبة