قال الدكتور صالح طاهر سعيد أستاذ الفلسفة السياسية المساعد بكلية الاداب بجامعة عدن، إنه لا يمكن الفصل بين الاتجاهات العسكرية والسياسية للحركة الحوثية عن مجريات الصراع الدائر بأبعاده المحلية والإقليمية والدولية فحركاتها لا تخرج عن الإطار العام للصراع، فالحوثيون بوصفهم ذراع من الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية "في لبنان والعراق وسوريا وغيرها يتحركون حسب ايقاع متناغم مع هذا المحور أو مايسمون أنفسهم محور المقاومة.

محلل استراتيجي يمني يكشف لـ "الفجر".. كيف أصبحت حيل الحوثي تطوق عنق المنظمات الأممية الدولية؟ أستاذ مالية بجامعة عدن لـ "الفجر" قرار تحرير أسعار الصرف كان كارثيا والواقع أثبت عدم جدواه


◄الحركة الحوثية في اليمن على ماذا تضبط إيقاعات سلوكها في المنطقة؟


وأضاف طاهر في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، بأن الثمرة في جوهرها لايمكنها أن تخالف البذرة التى أتت منها. فهذه الأذرع تشكلت على قاعدة التفكيك المذهبي (السني الشيعي) داخل الدول العربية واستبدال الانتماء الوطني بالانتماء المذهبي والدفع بتفجير الصراع المذهبي داخل الدول العربية وضرب وحدتها الوطنية وعلى الضفة المقابلة تعمل إسرائيل على احياء الحركات الأتنية ودعمها وتشجيعها على المطالبة بالاستقلال عن دولها الوطنية، ومن ثم فإن تفكيك الدول العربية وتشجيع نمو الكانتونات المذهبية والعرقية داخلها تمهيدا لأضعافها وتقسیمها إلى كيانات هزيلة هو القاسم المشترك بين ما تعمله إيران وما تعمله إسرائيل، والعداء الظاهر بینہما غير واقعي لاشتراكهما في تنفيذ هدف واحد هو تفكيك الدول العربية وتنفيذ مخطط الشرق الاوسط الجديد القائم على الانتماءات المذهبية والعرقية ووضع نهاية للهوية العربية والهويات الوطنية لشعوب الأمة وإلغاء مسمى الأرض العربية.

 

وأكد بأنما يعمله الحوثيون في البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية في واحد من أهم ممرات التجارة العالمية خلق ذريعة مباشرة للقوى الغربية لتحرك في تشكيل أكبر حشد عسكري بحري ضم البارجات والسفن وحاملات الطائرات والغواصات في أكبر تحدي للسيادة العربية منذ الزمن الاستعماري،  ليس ذلك فحسب بل وإلحاق أضرار اقتصادية كبيرة في الدول العربية المطلة على البحر الأحمر وبحر العرب حيث انخفضت حركة السفن التجارية ووجهت ضربة للموانئ العربية الواقعة على هذا الممر العالمي الذي يعتبر شريان الحياة للدول العربية والعالم كله.


وتابع: هل يدرك الحوثيون والاذرع الأيرانية الأخرى أنهم بأفعالهم يضعفون اوطانهم ويجعلون أمنها  مستباح للقوى الخارجية، حيث تحقق إيران من خلالهم انتهاك لسيادة الدول العربية وتمزيق وحدتها الداخلية، ومع ذلك يدعون في بياناتهم وإعلامهم أنهم يدافعون عن الأمة، والدفاع عن الأمة لايتحقق من بوابة فتح ابواب شعوبها ودولها الوطنية أمام القوى الخارجية بانتهاك سيادتها وإضعافها، فهم بذلك يلعبون دور جسور العبور للقوى الخارجية إلى بلدانهم، وتكامل أدواره فما تعمله إیران واذرعها يمهد الطريق للقوى الإقليمية والدولية الأخرى للعربدة وخوض حروب الإبادة ضد شعوب الأمة على غرار ما تعمله إسرائيل والداعمين لها في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق.

 


وأوضح بأنه في خضم هذه الأفعال والأفعال المضادة نجد تفسيرًا واضحًا لأسباب الليونة في الموقف الأمريكي والأوروبي ومواقف المؤسسات الدولية في التعامل مع إيران والحوثي وبقية الأذرع الإيرانية في المنطقةفھولاء يتحركون بوعي وبغير وعي ضمن المشروع المعادي للامة ويخدمون أهدافه عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا، ومن ثم فالتعامل والليونة مع الحوثي ليس نتيجة لقوة الحوثي وحيله لكن في حقيقة الامر أن يرون في سلوكه بوابة لتحقيق أهدافهم في المنطقة العربية، ويضع كل ذلك الدول العربية وقادتها أمام تحدي الكينونة نكون أو لا نكون، فهم مطالبون بتطوير النظام الإقليمي العربي ليرقى إلى مستوى القدرة على مواجهة تحديات التفكيك من الداخل والأطماع من الخارج، ورفع مستوى التنسيق الأمني والدفاعي بين الدول العربية وإعادة الحياة والقوة للجسد العربي.


واختتم حديث بأن  العرب بحاجة إلى حلف اقتصادي عسكري (دفاعي) يحدد الخطوط الحمراء المسموح والغير مسموح في التعامل الدولي مع العالم العربي.. فنحن أمة إذا أحسنا التعامل مع الذات العربية سنشكل مع بعضنا حلقة توازن مع الأمم الاخرى، تهدف للاستقرار العالمي في هذه المنطقة من العالم. ومشاكل المنطقة كلها سببها ضعف الأمة وانعدام التوازن مع الأمم الأخرى سواء تلك الأمم التي تقع في المحيط الجغرافي للامة (إيران إسرائيل، تركيا، وإثيوبيا) والقوى الدولية الأخرى.

كاتب سياسي يمني يُجيب لـ "الفجر".. كيف يعمل الحوثي على تدمير المؤسسات التعليمية وتجنيد الأطفال؟ سياسي يمني لـ "الفجر": قرصنة الحوثي حرب بالوكالة لخدمة أجندات إيران وزادت من تدهور الأوضاع بالمحافظات المحررة

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: جامعة عدن الشحات غريب الحوثيين ايران اخبار اليمن الدول العربیة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

مصر وعدد من الدول العربية يؤكدون على الدور المحوري لـ"الأونروا"

يؤكد وزراء خارجية كلٍّ من جمهورية مصر العربية، المملكة الأردنية الهاشمية، الإمارات العربية المتحدة، جمهورية إندونيسيا، جمهورية باكستان الإسلامية، جمهورية تركيا، المملكة العربية السعودية، ودولة قطر، على الدور الذي لا غنى عنه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين ورعاية شؤونهم. 

فعلى مدار عقود، قامت الأونروا بتنفيذ ولاية فريدة من نوعها أوكلها لها المجتمع الدولي، تُعنى بحماية اللاجئين وتقديم خدمات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والمساعدة الطارئة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها، وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ٣٠٢ لعام ١٩٤٩.

ويعكس اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لقرار تجديد ولاية الأونروا لمدة ثلاث سنوات إضافية، الثقة الدولية في الدور الحيوي الذي تؤديه الوكالة واستمرارية عملياتها.

ويدين الوزراء اقتحام القوات الإسرائيلية لمقر وكالة الأونروا في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، لما يمثله هذا الاعتداء من انتهاك صارخ للقانون الدولي وحرمة مقار الأمم المتحدة، وهو ما يعد تصعيداً غير مقبول، ويخالف الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٥، الذي ينص بوضوح على التزام إسرائيل كقوة احتلال بعدم عرقلة عمليات الأونروا، بل على العكس من ذلك، تسهيلها.

وعلى ضوء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة، يؤكد الوزراء على الدور الأساسي الذي تضطلع به الوكالة في توزيع المساعدات الإنسانية عبر شبكة مراكز التوزيع التابعة لها، بما يضمن وصول الغذاء والمواد الإغاثية والمستلزمات الأساسية إلى مستحقيها بعدالة وكفاءة، وبما يتسق مع قرار مجلس الأمن رقم ٢٨٠٣.

 كما تُعد مدارس الأونروا ومرافقها الصحية شريان حياة لمجتمع اللاجئين في غزة، حيث تواصل دعم التعليم وتوفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية رغم الظروف شديدة الصعوبة، وهو ما يدعم تنفيذ خطة الرئيس "ترامب" على الأرض وتمكين الفلسطينيين من البقاء على أرضهم وبناء وطنهم.

ويؤكد الوزراء على أن دور الأونروا غير قابل للاستبدال، إذ لا توجد أي جهة أخرى تمتلك البنية التحتية والخبرة والانتشار الميداني اللازم لتلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين أو لضمان استمرارية تقديم الخدمات على النطاق المطلوب، وأي إضعاف لقدرة الوكالة سيترتب عليه تداعيات إنسانية واجتماعية وسياسية خطيرة على مستوى المنطقة بأسرها. وعليه، يدعو الوزراء المجتمع الدولي إلى ضمان توفير التمويل الكافي والمستدام لها، ومنحها المساحة السياسية والعملياتية اللازمة لمواصلة عملها الحيوي في كافة مناطق عملياتها الخمسة. 

إن دعم الأونروا يمثل ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار وصون الكرامة الإنسانية وضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لقضيتهم وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ١٩٤.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تعترض شحنة عسكرية صينية لتسليح صواريخ إيران
  • وزير الخارجية يبحث مع رئيس الوزراء الإماراتي أزمات الدول العربية
  • فى إطار التعاون المشترك.. فريق بحثى بجامعة بنها يزور معهد أنسيس بفرنسا
  • الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بالتعاون مع الأونروا..وتل أبيب ترد بحدة
  • محددات العلاقة بين إيران والمقاومة: قراءة في خطاب ظريف حول الهوية الوطنية للفصائل
  • المرأة العربية تعقد ورشة عمل إقليمية لمناقشة تطوير قوانين الأسرة
  • مصر وعدد من الدول العربية يؤكدون على الدور المحوري لـ"الأونروا"
  • بزشكيان: عازمون على تنفيذ الاتفاقية الشاملة بين إيران وروسيا
  • إيران تطلق 3 أقمار اصطناعية جديدة من قاعدة روسية وسط توتر مع الغرب
  • إيران تطالب بتدخل أممي لتخفيف القيود على دبلوماسييها في نيويورك