عربي21:
2025-07-06@11:05:02 GMT

بلومبيرغ: لماذا أصبح مضيق هرمز مصدر قلق مجددا؟

تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT

بلومبيرغ: لماذا أصبح مضيق هرمز مصدر قلق مجددا؟

نشر موقع "بلومبيرغ" الأمريكي تقريرا حول أسباب القلق المتجدد بشأن مضيق هرمز، خاصة أن هذا الممر المائي الضيق عند مدخل الخليج العربي نادراً ما يبتعد عن بؤرة التوترات العالمية.

وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن مضيق هرمز يُعتبر ممرا حيوياً تمر عبره حوالي 30% من تجارة النفط العالمية، مما يجعله محل مراقبة دائمة تحسباً لأي اضطراب.

وقد أعادت التهديدات الصادرة عن إيران لمعاقبة إسرائيل على اغتيال قائد رفيع في حركة حماس بطهران المخاوف بشأن سلامة الشحن عبر هذا الممر المائي الحيوي.

وذكر الموقع أن إيران استهدفت مراراً السفن التجارية التي تعبر هذا الممر الاستراتيجي على مر السنين، وهددت في الماضي بعرقلة حركة العبور فيه. ومن جهتها، تم تهدد طهران بشكل مباشر حركة المرور عبر مضيق هرمز هذه المرة، لكنها تدعم بنشاط المتمردين الحوثيين في اليمن الذين هاجموا السفن بالقرب من المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، مما يشير إلى أن إيران مستعدة لعرقلة الشحن العالمي لتحقيق أهدافها.

يربط مضيق هرمز الخليج العربي بالمحيط الهندي، ويحدهّ من الشمال إيران، ومن الجنوب الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. ويبلغ طول المضيق حوالي 100 ميل (161 كيلومتراً)، ويصل عرضه إلى 21 ميلاً في أضيق نقطة، مع ممرات الشحن في كل اتجاه بعرض لا يتجاوز ميلين فقط. وضحالة عمق المضيق تجعل السفن عرضة للألغام، كما أن قربه من اليابسة، وخاصة من إيران، يعرّض السفن لهجمات محتملة بالصواريخ الموجهة من الشاطئ أو لاعتراضها بواسطة زوارق دورية وطائرات هليكوبتر.

وذكر الموقع أن مضيق هرمز يلعب دوراً حيوياً في التجارة العالمية للنفط. ووفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ"، نقلت ناقلات النفط حوالي 15.5 مليون برميل يومياً من النفط الخام والمكثفات من السعودية والعراق والكويت والإمارات وإيران عبر المضيق خلال الربع الأول من سنة 2024. ويعد هذا المضيق أيضاً محورياً لتجارة الغاز الطبيعي المسال، حيث يمر عبره أكثر من خمس الإمدادات العالمية، معظمها من قطر.

وأضاف الموقع أن إيران استخدمت مضايقة السفن في الخليج على مدى عقود كوسيلة للتعبير عن استيائها من العقوبات المفروضة عليها، أو كوسيلة ضغط في النزاعات. في 13 نيسان/ أبريل، قبل ساعات من شن هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل، قامت قوات الحرس الثوري الإيراني باحتجاز سفينة حاويات مرتبطة بإسرائيل بالقرب من مضيق هرمز بين الخليج العربي وخليج عمان. وقد أفرجت إيران عن طاقم السفينة في أوائل أيار/ مايو، وذلك وفقًا لما ذكرته مجلة "لويدز ليست" المتخصصة في التجارة. وادعت طهران أن سفينة إم إس سي آريس انتهكت القوانين البحرية، لكن المحللين أشاروا إلى أن الدافع كان مرتبطًا بملكية السفينة الإسرائيلية.

وأوضح الموقع أن إيران عندما احتجزت ناقلة متجهة إلى الولايات المتحدة في نيسان/ أبريل 2023، زعمت أن السفينة اصطدمت بسفينة أخرى. لكن هذا الإجراء بدا وكأنه انتقام لاحتجاز السلطات الأمريكية سفينةً محمّلة بالنفط الإيراني قبالة سواحل ماليزيا بزعم انتهاك العقوبات. وفي أيار/ مايو 2022، احتجزت إيران ناقلتين يونانيتين واحتفظت بهما لمدة ستة أشهر، في رد محتمل على مصادرة السلطات اليونانية والأمريكية للنفط الإيراني على متن سفينة أخرى. وفي النهاية، تم الإفراج عن الشحنة وناقلتي النفط اليونانيتين. كما أفرجت إيران عن النفط على متن ناقلة قالت إنها احتجزتها في كانون الثاني/ يناير "رداً على سرقة النفط من قبل الولايات المتحدة".

وذكر الموقع أن إيران لم تقم حتى الآن بإغلاق مضيق هرمز. خلال الحرب بين العراق وإيران (1980 إلى 1988) هاجمت القوات العراقية محطة تصدير النفط في جزيرة خارك، شمال غرب المضيق، جزئياً لاستفزاز إيران للرد بعمل يجبر الولايات المتحدة على التدخل في النزاع. وبعد ذلك، في ما يُعرف بـ "حرب الناقلات"، هاجم الطرفان 451 سفينة، مما رفع بشكل كبير تكلفة تأمين الناقلات وساهم في ارتفاع أسعار النفط. في سنة 2011، عندما فُرضت عقوبات على إيران، هددت بإغلاق المضيق، لكنها تراجعت في النهاية عن هذا التهديد. 


وأضاف الموقع أن تجار النفط يشكّون في أن إيران قد تغلق المضيق بالكامل، لأن ذلك سيمنعها من تصدير نفطها أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، فإن البحرية الإيرانية لا تقارن بأسطول البحرية الأمريكية الخامس والقوات الأخرى في المنطقة. وقد صّرح العميد علي رضا تنغسيري، قائد القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني، قبل احتجاز السفينة إم إس سي آريس بقليل، أن إيران لديها خيار تعطيل حركة المرور عبر مضيق هرمز، لكنها تختار عدم القيام بذلك.

وأكد الموقع أن حماية مضيق هرمز كانت دائماً محل اهتمام كبير. خلال حرب الناقلات، لجأت البحرية الأمريكية إلى مرافقة السفن عبر الخليج. وفي سنة 2019، أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات وقاذفات بي 52 إلى المنطقة. وفي نفس السنة، أطلقت الولايات المتحدة عملية "سينتينيل" ردًا على تعطيل إيران لحركة الشحن. وانضمت عشر دول أخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، إلى هذه العملية التي تُعرف الآن باسم "التشكيل الدولي لأمن الملاحة".

ومنذ أواخر سنة 2023، تحوّل الكثير من التركيز على حماية الشحن بعيدًا عن مضيق هرمز نحو البحر الأحمر الجنوبي ومضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي. وقد أصبحت الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون في اليمن على السفن التي تدخل أو تخرج من البحر الأحمر مصدر قلق أكبر من مضيق هرمز. وتعمل قوة بقيادة الولايات المتحدة في البحر الأحمر على حماية حركة الشحن في تلك المنطقة.

وأشار الموقع إلى أن السعودية هي أكبر مصدر للنفط عبر مضيق هرمز، إلا أنها بدأت مؤخراً تحويل بعض الشحنات إلى أوروبا باستخدام خط أنابيب بطول 746 ميلاً عبر المملكة إلى محطة في البحر الأحمر، مما يسمح لها بتجنب المرور عبر مضيق هرمز والبحر الأحمر الجنوبي. كما يمكن للإمارات العربية المتحدة تصدير جزء من نفطها دون الاعتماد على المضيق، وذلك عبر إرسال 1.5 مليون برميل يومياً عبر خط أنابيب من حقولها النفطية إلى ميناء الفجيرة على خليج عمان. أما بالنسبة للعراق، ومع إغلاق خط أنابيب النفط إلى البحر الأبيض المتوسط لأكثر من سنة، فإن جميع صادراته النفطية تُشحن حالياً بحراً من ميناء البصرة عبر المضيق، مما يجعله معتمداً بشكل كبير على حرية المرور عبر المضيق. ولا تملك الكويت وقطر والبحرين أي خيار سوى شحن نفطها عبر هذا الممر المائي. ومعظم النفط الذي يمر عبر مضيق هرمز يتجه إلى آسيا، لذا فإن إغلاقه سيكون أقل أهمية بالنسبة لداعمي إسرائيل في الغرب.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية هرمز اليمن السعودية السعودية اليمن الاحتلال هرمز صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة عبر مضیق هرمز البحر الأحمر المرور عبر هذا الممر

إقرأ أيضاً:

تصعيد اقتصادي ضد إيران.. عقوبات أميركية تستهدف النفط والمال والسفن

فرضت وزارة الخزانة الأميركية، حزمة عقوبات جديدة استهدفت شبكة تهريب نفط مرتبطة بإيران، ومؤسسة مالية تابعة لحزب الله اللبناني، في خطوة تعكس تصعيداً ملحوظاً في الضغوط الاقتصادية الأميركية على طهران وحلفائها، بعد أيام من الضربات العسكرية التي طالت منشآت نووية إيرانية.

وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن شبكة شركات يديرها رجل أعمال يحمل الجنسيتين العراقية والبريطانية قامت منذ عام 2020 بتهريب كميات ضخمة من النفط الإيراني تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، عبر عمليات تمويه معقدة شملت خلط الخام الإيراني بالنفط العراقي وبيعه على أنه نفط عراقي خالص.

وشملت العقوبات أيضاً سفناً تشارك في عمليات نقل سرية ضمن ما يعرف بـ”أسطول الظل” الإيراني، إضافة إلى مسؤولين وكيانات مالية متورطة في معاملات تُدرّ إيرادات ضخمة لإيران وحزب الله، منها مؤسسة “القرض الحسن” اللبنانية.

وأكد وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أن بلاده “ستواصل استهداف الموارد المالية التي تغذي الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار”، مشدداً على أن العقوبات الجديدة تمنع الأفراد والكيانات المُدرجة من التعامل مع المواطنين الأميركيين أو الوصول إلى النظام المالي الأميركي.

إسرائيل تتوعد إيران بـ”ردع دائم”

بالتوازي مع التصعيد الاقتصادي، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الجمعة، بوضع “خطة تضمن عدم تهديد إيران لإسرائيل مجددًا”، مؤكداً ضرورة الحفاظ على التفوق الجوي والاستخباراتي للجيش الإسرائيلي بعد الحرب التي اندلعت بين البلدين منتصف يونيو واستمرت 12 يوماً.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، إن “العملية العسكرية انتهت لكن المعركة لم تنته بعد”، معتبراً أن عدم التحرك كان سيكلف إسرائيل ثمناً أكبر في المستقبل، فيما تواصل إسرائيل استهداف شخصيات تابعة لفيلق القدس في لبنان وسوريا.

طهران.. الضربات لم تمر بلا رد

من جانبها، أكدت طهران التزامها بمعاهدة حظر الانتشار النووي، لكنها شددت على أن قواتها المسلحة “ستتصدى بقوة لأي اعتداء جديد”، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية الإيرانية تمكنت من التصدي للهجمات الأميركية والإسرائيلية.

وتأتي هذه التطورات بينما يجري الحديث عن محادثات محتملة بين واشنطن وطهران في أوسلو الأسبوع المقبل، وسط مساعٍ دبلوماسية لتخفيف التوتر وإحياء المفاوضات النووية المتوقفة.

إيران تعلن إدارة ملفها النووي عبر مجلس الأمن القومي وتؤكد التزامها بمعاهدة عدم الانتشار

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران لا تزال ملتزمة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وباتفاق الضمانات الموقع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيراً إلى أن التعاون مع الوكالة سيُدار من الآن فصاعداً عبر المجلس الأعلى للأمن القومي، لدواعٍ وصفها بالأمنية والفنية.

وفي تدوينة نشرها الخميس على حسابه بمنصة “إكس”، أوضح عراقجي أن الخطوات الأخيرة تأتي “ضمن إطار قانوني واضح”، وذلك بعد مصادقة مجلس صيانة الدستور الإيراني على قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية، وإبلاغه رسمياً من قبل الرئيس مسعود بزشكيان كقانون واجب التنفيذ.

وكان المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، هادي طحان نظيف، قد أكد أن قرار تعليق التعاون دخل حيّز التنفيذ، وسيمتد إلى حين وضع آليات لحماية العلماء والمنشآت النووية، ضمن جدول زمني يحدده المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.

مقالات مشابهة

  • الوزراء: الأزمات الجيوسياسية تعيد تشكيل خريطة ممرات الطاقة العالمية
  • منع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول إيران مجدداً
  • إيران: وضعنا خطة لشلّ إسرائيل إذا هاجمتنا مجددا
  • لماذا يواصل الاحتلال عدوانه على غزة رغم وقف الحرب مع إيران؟
  • إيكونوميست: لماذا فشلت إسرائيل بغزة وانتصرت على إيران وحزب الله؟
  • رائد العيد : الـلايك أصبح الأفيون الرقمي للإنسان المعاصر
  • تصعيد اقتصادي ضد إيران.. عقوبات أميركية تستهدف النفط والمال والسفن
  • فريق الخبراء الأممي يناقش التمديد لعمله في اليمن للسنة الثانية عشر
  • غرق عبّارة في مضيق بالي يثير قلق المنصات بشأن السلامة البحرية
  • لماذا أصبح تحقيق أهداف إسرائيل التكتيكية أصعب في غزة؟