كيف أطلق الحوثيون رصاصة الرحمة على عصر حاملات الطائرات الأمريكية؟
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
الجديد برس:
أكدت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية مجدداً انتهاء عصر حاملات الطائرات الأمريكية، مشيرةً إلى أن التطور الكبير في تقنيات الصواريخ المضادة للسفن التي تمتلكها خصوم الولايات المتحدة مثل الصين وقوات حكومة صنعاء (الحوثيين) جعل من هذه الحاملات عبئاً ثقيلاً على الجيش الأمريكي، وهو ما كشفته معركة البحر الأحمر، حيث أجبرت هذه الصواريخ البحرية الأمريكية على التراجع.
وفي تقرير حديث بعنوان “كابوس البحرية الحقيقي: عصر حاملات الطائرات يغرق”، أكدت المجلة أن حاملات الطائرات الأمريكية، التي كانت يوماً رمزاً للقوة العسكرية، أصبحت الآن عرضة للضعف في الحروب الحديثة، ومع التقدم في تكنولوجيا الصواريخ المضادة للسفن، خاصة في الصين وبين مجموعات مثل الحوثيين، تواجه هذه الحاملات خطر التحول إلى أعباء غير فعالة ومكلفة.
ودعا التقرير الولايات المتحدة إلى إعادة توجيه استثماراتها نحو توسيع أسطول الغواصات، وتطوير سفن حربية أصغر وأكثر قدرة على المناورة، إضافة إلى تعزيز تقنيات الصواريخ والأسلحة الأسرع من الصوت لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، بدلاً من التركيز على هذه الأنظمة القديمة.
وأوضح التقرير أن معظم الدول تميل إلى الاستعداد لخوض الحرب الماضية بدلاً من التكيف مع التحديات الحالية. وأكد أن واشنطن ما زالت متشبثة ببناء وصيانة حاملات الطائرات رغم تكلفتها الباهظة وتراجع فعاليتها، ورغم أن هذه الحاملات تعد معجزات تكنولوجية، إلا أنها أشبه بالبوارج القديمة التي أصبحت تاريخاً من الماضي.
وذكر أن تاريخ حاملات الطائرات ذات القمة المسطحة بالكامل كان تاريخاً عظيماً بالصدفة، وبالنسبة للأمريكيين، فإن السبب وراء اعتماد البحرية الأمريكية على هذه المعجزات التكنولوجية يعود لهزيمة اليابانيين في مسرح المحيط الهادئ في الحرب العالمية الثانية.
وأشار التقرير إلى أن تكلفة بناء حاملة طائرات نووية جديدة من فئة “جيرالد فورد” تصل إلى أكثر من 13.3 مليار دولار، فيما تتطلب صيانتها مئات الملايين. وأضاف أن تعقيد هذه الحاملات وتكلفتها الباهظة يجعلانها أهدافاً مغرية للمنافسين، ما يعني أن تدميرها أو تعطيلها أثناء القتال سيشكل خسارة فادحة للبحرية الأمريكية.
وخلص التقرير إلى أن حاملات الطائرات الحديثة أصبحت رمزاً لعصر مضى، حيث تستطيع ترسانات ضخمة من الصواريخ طويلة ومتوسطة المدى أن تتغلب على دفاعاتها. وأشار إلى أن الصين أصبحت رائدة في بناء قدرات مضادة للسفن، مما يثير قلق المتخصصين في الحرب البحرية من أن الحاملات قد تفقد فعاليتها إذا اندلعت حرب بين الصين والولايات المتحدة حول تايوان.
وأكد التقرير أن التهديد لا يقتصر على القوى الكبرى فقط، فحتى المنظمات المسلحة مثل الحوثيين في اليمن أظهرت قدرة الصواريخ المضادة للسفن على تقويض نفوذ البحرية الأمريكية، فقد استطاع الحوثيون في أواخر عام 2023 إبعاد البحرية الأمريكية عن البحر الأحمر باستخدام صواريخهم.
ودعا التقرير البنتاغون إلى وقف إهدار الميزانية على أنظمة قديمة غير فعالة، والتركيز بدلاً من ذلك على تطوير الأسلحة الأسرع من الصوت وتقنيات أسلحة الفضاء الجديدة لمواجهة التهديدات المتزايدة التي تواجهها قواته على مستوى العالم.
وفي الختام، حذر التقرير البنتاغون من أن عدم اتخاذ هذه الخطوات سيؤدي إلى تدهور فعالية الجيش الأمريكي، مشدداً على أن “عصر حاملات الطائرات انتهى” وأن الوقت قد حان للتخلي عن حاملات الطائرات قبل أن يصبح الأمر متأخراً للغاية بالنسبة للقوة العسكرية الأمريكية.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: البحریة الأمریکیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
خطبتنا الجمعة من المسجد النبوي والمسجد الحرام
مكة المكرمة
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ياسر الدوسري المسلمين بتقوى الله وأن من اتقاه وَقَاهُ، وَمَنْ حَفظَ حَدَّهُ حَفِظَهُ وَرَعَاه.
وأوضح الشيخ الدوسري أن من علامات القبول استمرار العمل في نيل المراد، وأن يكون الخير آخذًا في الازدياد، وأن من أعظم ما يُعينُ على الثبات، والاستمرار في الطاعات، أن يحفظ الله عبده في كل الأوقات، لينال حفظ الله في الحياة وبعد الممات، فعن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: كنتُ خَلَفَ رسولُ اللهِ ﷺ يَوْمَا، فَقَالَ: يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهِ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهِ تَجِدُهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهِ، وَإِذَا اسْتَعْنَتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمُ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهَ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهَ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ.
وقال: “إن أَهْمَ ما يَجِبُ حِفْظُهُ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ وحقوقه: حِفْظُ التَّوْحِيدِ، وتجريده من كل شوائب الشرك وَالتَّنْدِيدِ، فَالتَّوْحِيدُ هُوَ أَسَاسِ الدِّينِ وَقِوَامُهُ، فَلْا يرجى مَعَ اختلالِه ثواب عملٍ وَلاَ يَخْيَبُ مَعَ تحقيقه ظَّنِّ وَلاَ أَمَلَ، وأن من أهم ما يجبُ على العبد حفظه بعد توحيد الله: المحافظة على الصلاة، فهي عُمُودُ الإسلام، وأولُ ما يُحَاسبُ عليه الإنسان، وهي سِرُّالنجاح، ومفتاح الفلاح، قال تعالى:(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوسطى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)، ثم عليكم – عباد الله – بِسَائر أركان الإِسْلامِ، مِن زَكَاةٍ وَحُجِّ وَصَيَامٍ، فَأَرْعَوْهَا حَقًّ رَعايَتِهَا، وَقَوْمُوا بِحَقِّهَا خَيْرٌ قَيام”.
وأبان فضيلة الشيخ الدوسري أن حفظ الله للعبيد نوعين، وأشرف النوعين حِفْظُ الله للعبد في دينه وإيمانه، واتَّبَاعِهِ لِسُنَّةِ نَبِيِّهِ، فيحفظُهُ في حياتِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ المُضَلَّلَةِ وْمِنِ الشَّهَوَاتِ المُحَرَّمَةِ، ويَحُولُ بينه وبين ما يُفْسِدُ عليه دينه، ويحفظه عند موته فَيَتَوَفَّاهُ على الإيمانِ والسُّنَّةِ، فيما يكون الثاني حفظ الله في مصالح دنياه، كحفظه في نفسه وولده وأهله وماله، فلا يخلص إليه قذى، ولا يناله فيها أذى، مستشهدًا بقول الله عز وجل: (له معقباتٌ من بين يديه ومن خلفه يحفَظُونه من أمْرِ الله).
وشدد على أن قَدْرِ حَفِظَ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ هُوَ حَفِظَ اللَّهِ لَهُ، مستشهدًا بقَولَه- صلى الله عليه وسلم-: احْفَظُ اللَّهِ تَجِدُهُ تُجَاهَكَ، فَمَنْ حَفِظَ حَدَّ ٱللَّهِ وَرَاعِى حَقَّهُ وَجَدَ ٱللَّهُ مَعَهُ فِي كُلِّ أَحْوَالهِ، يَحُوطُهُ وَيَنَصُرُهُ وَيُوَفِّقُهُ وَيَسَدِّدُهُ، قَالَ ٱللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ اتَّقَوْا وَٱلَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}.
واختتم فضيلة الشيخ خطبته قائلًا: “واعلموا -رحمكم الله- أن مَن تعرَّف إلى الله في حال رخائِهِ، كَانَ اللهُ معهُ وحَفِظَهُ فِي كل أحوالِهِ، ودَفَعَ الضُّرَّ عنه عند حوادث الدهرِ إِذَا ادْلَهَمَّتْ، وَخُطُوبِ الزمانِ إِذَا أَلَمَّتْ”.
كما أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي الحذيفي المسلمين بتقوى الله تعالى، وشُكره سبحانه على نعمه التي لا تُعدّ ولا تُحصى، مستشدًا بقوله سبحانه: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
وأوضح فضيلته، أن أعظم بُشرى من الله تعالى للخلق، أن العلاقة بين رب العالمين وبين خلقه هي الرحمة، مبينًا أن الرحمة العامة يرحم الله بها البر والفاجر، والمؤمن والكافر، في هذه الحياة الدنيا، مستشهدًا بقوله تعالى:( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا)، وأما في الآخرة فقد اختص الله المؤمنين برحمته، لعملهم بالطاعات واجتنابهم المحرمات، قال تعالى:( وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا).
وقال فضيلته: “الرحمة صفة الله تعالى حقيقة تختص بالله كما يليق بجلال الله تعالى وعظمته، نعلم معناها ونفهم هذا المعنى، وكيفيتها لله وحده العليم بحقائق صفاته على ما هي عليه، والخير في اتباع من سلف والشر في ابتداع من خلف، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن لله مئة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخّر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة)، رواه البخاري ومسلم”.
وأبان الدكتور الحذيفي أن الرحمة تطيب بها الحياة، وتصلح المجتمعات، ويعيش الضعفاء والفقراء والمظلومون في كنف الأقوياء والأغنياء والقادرين على العدل، فإذا فقدت الرحمة، فقد الناس بهجة الحياة وتعرضوا لقسوتها وويلاتها وأصابهم من الشرور بحسب ما فقدوا من الرحمة، فربكم الرحمن جل وعلا الموصوف بالرحمة أنزل الكتاب رحمة للناس، مستشهدًا بقوله تعالى:( هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ).
وأضاف فضيلته: “إن الشريعة كلها رحمة وكمال، وأن أوامر الله جل وعلا رحمة وخير ورفعة بعمل الصالحات، وأن نواهيه رحمة تحجز عن الشرور والمهلكات، وأن سيد المرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أُرسل رحمة للناس، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، فهو -عليه الصلاة والسلام- رحمة للمؤمنين في الدنيا والآخرة، ورحمة للكافرين بتقليل وتخفيف شرورهم”.
وذكر إمام وخطيب المسجد النبوي، أن من رحمة الله تعالى، وخيراته المتتابعة، تلك النعم والعطايا والنفحات الرحمانية التي أفاض بها على من حج بيته الحرام، ووقف على صعيد عرفات، وتضرع إلى الرب الجواد الكريم في تلك المشاعر المقدسة، مشيرًا إلى أن فضل الله تعالى قد عمَّ كل مسلم على وجه الأرض، من خلال الأجور المضاعفة، والخيرات المترادفة، بصيام يوم عرفة، والذكر في العشر والصلوات والدعوات، وقرابين الأضاحي التي يُعظِّم الله بها الأجر، ويدفع بها البلاء والشرور، مبينًا أن الناس بخير ما أقاموا شعائر الدين، وما دام الحج قائمًا، فالخير باقٍ، والرحمة واسعة.
وختم فضيلته الخطبة موصيًا المسلمين بالمحافظة على ما قدموا من الحسنات، والمداومة على الاستقامة، والابتعاد عن السيئات، والإكثار من الدعاء لأنفسهم، ولولاة أمورهم، ولجميع المسلمين بالهداية والصلاح، والاستقامة على هذا الدين، مستشهدًا بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ).