«كانت الحياة في البداية سهلة.. البيت كان دافي والعيال حواليا؛ وقولت لنفسي عيشي وخلي أيامك تعدي»، بتلك الكلمات التي يتخللها رائحة ذكريات الماضي التي مر عليها أكثر من 50 عامًا، بدأت «الحاجة نورا» صاحبة الـ73 عامًا حديثها مع «الوطن» عن سبب طلبها للخلع في هذا العمر، لتنسج بكلماتها لحن حزين ضمته لدعوتها بين أرفف سجلات مكتب التسوية، لكنها قلبت الموازين في آخر جلسة أمام القاضي، فما حدث داخل قاعة المحكمة؟.

قصة زواج استمرت 50 عاما.. ودعوى خلع

بدأت قصة نورا داخل «دوار» والداها في الصعيد بمحافظة سوهاج قبل 50 عامًا، عندما كانت في الـ23 من عمرها، وبالتحديد بعد وفاة والداتها، إذ كان سبب تأخرها في الزواج إلى هذا العمر مراعاة والداتها المريضة وأشقائها الصغار، لكن جاء نصيبها حتى بابا المنزل بعد أن اعتقد والداها أنها ستجلس برفقتهما طيلة العمر، وفقًا لحديثها، وأنها ستكمل حياتها أمًا لأشقائها الـ8، لكن تغير القدر خلال أيام. 

المشهد الأول

في مساء يوم الثلاثاء عام 1974، دق باب المنزل قبيل صلاة العشاء، وكان خالها وبرفقته 3 رجال وشاب يظهر عليه الغنى، من قرية تبعد عنهم، رحب والدها بهم، وفجأة سمعت صوت التهاني يعلو، وبعد مغادرتهم للمنزل أخبرها والدها وخالها بأن تمت خطبتها من قبل زوجها الحالي، وأن زفافهم سيكون خلال شهرين: «كنت مش عارفه أفرح زي باقي البنات عشان أمي مش معايا وهسيب أخواتي لمين، والوقت جري مني ولقيت نفسي عايشة في بيت تاني مع راجل شوفته أول مره في الزفة».

بعد 9 أشهر وضعت الداية بين أيدي نورا ابنها محمد، وكان تلك المرة الأولى التي فرحت فيها وشعرت بحلاوة الدنيا حسب تعبيرها، وبدأت الحياة تأخذ منعطفا آخر، إذ قرر زوجها الانتقال إلى القاهرة لفتح محل تجاري، وبالفعل انتقلت برفقته بعد أن حاولت أن تقنعه أن تجلس برفقة والدته لتراعيها وتراعي إخوتها، لكنه رفض.

المشهد الثاني

تقول نورا: «بعد ما نقلنا مصر الدنيا أخدته مني والشغل مكنش بيخلص، فقررت أنزل أساعده وبقيت زي أي عامل عنده اشتغل في المحل وفي البيت، وخلفت منه بدل العيل 7، وبعد سنين قليلة بدأ شغله يكبر واتبدل الحال، وبقى البيت جحيم لكني بقيت ساكتة عشان ضغط الشغل، والمعاملة بقيت بالأذى النفسي ويفكرني بأصلي وبدأت الإهانة قدام ولادنا، ومن 20 سنه اكتشفت أنه متجوز عليا، وبعد مشكلة كبيرة حصلت الزوجة التانية طلبت الطلاق وتم، وعشت معاه عشان ولادي».

الأيام مرت بثقل على كاهل نورا، ولم يسامحها زوجها على طلاقه من الأخرى، وبدأ الأمر يظهر في معاملته لها، وعلى الرغم من أنهما زوّجا جميع أولادهما ولديهما 13 حفيدا، فإنه لم يكف يوم عن ضربها أو إيذائها نفسيًا، وبعد 50 عامًا، بدأ يهددها بالطلاق والضغط عليها نفسيًا، لكنها أصبحت في حالة نفسية وجسدية سيئة.

على المُرة والحلوة عشنا سوا

قررت نورا أن تطلب الطلاق لكنه اتهمها بأنه تطمع في ثروته على رغم أنها جمعتها معه من البداية، لكنها ردت على أتهاماته لها بدعوى خلع حملت رقم 800، قبل عام، في محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة، وخلال الجلسة الأخيرة من دعوتها، رأت زوجها في حالة مرضية سيئة ومتأخرة، فتنازلت عن الدعوى في الدقيقة الأخيرة، لتراعاه، مرددة: «على المُرة والحلوة عشنا سوا».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محكمة الأسرة دعوى خلع طلاق طلب الطلاق

إقرأ أيضاً:

خبير سيارات: "كيوت" بديلة للتوك توك لكنها تحتاج 15 عامًا للتطبيق الكامل

صرّح اللواء حسين مصطفى، رئيس رابطة مصنّعي السيارات سابقًا، بأن الصناعة المحلية للسيارات في مصر أصبحت تمثل عنصرًا أساسيًا في تنشيط السوق، مؤكدًا أن مبيعات السيارات المُجمعة محليًا تفوقت على المستوردة بنسبة 4 إلى 3 خلال العام الحالي، في مؤشر واضح على نجاح استراتيجية الدولة لتوطين الصناعة.

خبير سيارات: السيارات المجمعة محليًا تفوقت على المستورد

وقال مصطفى، خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج "اقتصاد مصر" على قناة أزهري، إن السنوات الأخيرة شهدت افتتاح مصانع جديدة ودخول أخرى مرحلة التشغيل خلال 2026 و2027، وهو ما يعزز القدرة الإنتاجية المحلية ويزيد من تنافسية الأسعار.

وأشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية لصناعة السيارات بدأت بالفعل في إحداث تغيير ملموس، من خلال تقديم حوافز مرتبطة بنسبة المكون المحلي، وزيادة حجم الإنتاج، وجذب الاستثمارات، بالإضافة إلى الالتزام بالمعايير البيئية وتقليل الانبعاثات.

وعن السيارة الصغيرة "كيوت" التي طُرحت كبديل محتمل للتوك توك، قال مصطفى إن السيارة الجديدة تمثل خيارًا أكثر أمانًا وجاذبية، نظرًا لوجود هيكل وأبواب ومظهر أفضل، إضافة إلى إمكانية ترخيصها لأن سرعتها تصل إلى 70 كم/ساعة، بخلاف التوك توك الذي لا يُرخص لكون سرعته 60 كم/ساعة فقط.

وأوضح أن "كيوت" تعمل بالغاز والبنزين معًا، وتصل قدرتها على السير إلى 550 كم بخزاني الوقود، وتتميز بصغر الحجم بما يسمح لها بالتحرك داخل المناطق الضيقة المشابهة لطبيعة مسارات التوك توك.
لكن اللواء شدد على ضرورة التعامل الواقعي في ملف إحلال التوك توك، موضحًا أن مصر تضم ما بين 3.5 و4 ملايين توك توك وفق أقل التقديرات، وبالتالي فإن عملية الإحلال الكامل تحتاج من 10 إلى 15 عامًا وعددًا كبيرًا من مصانع الإنتاج لتوفير بديل مناسب بهذه الكميات الضخمة.
وتابع:"لا يجب تطبيق منع شامل للتوك توك الآن، بل تركه للعمل في المناطق غير الحضرية مع السيطرة عليه مروريًا، إلى حين التوسع في توفير البديل الجديد."
وأكد مصطفى أن السيارة كيوت أفضل بكل المقاييس، لكنها ليست حلًا فوريًا أو شاملًا، وأن نجاح تجارب الإحلال سيتوقف على التخطيط المرحلي وتوفير الطاقة الإنتاجية اللازمة.

مقالات مشابهة

  • لندن تسحب سيارات الأثرياء الفاخرة بسبب تهربهم من دفع المخالفات
  • ياسمين عبد العزيز: لو تزوجت لن أعلن حفاظا على البركة
  • إسلام زكي لبودكاست "كاسيت": لحنت "مليش بديل" من ١٠ سنين وعمرو دياب مبينساش الأغاني الحلوة
  • طفولتي تلاشت ببساطة.. عرائس الرياح الموسمية في باكستان
  • سهلة وسريعة .. طريقة الذرة الحلوة بالزبدة بطعم المحلات
  • سميرة أمام محكمة الأسرة: زوجي أجبرني على أفعال مُشينة.. فطلبت الخُلع
  • زواج يوسف
  • خلف: إعادة ترميم المنازل خطوة إيجابية لكنها غير كافية
  • خبير سيارات: "كيوت" بديلة للتوك توك لكنها تحتاج 15 عامًا للتطبيق الكامل
  • واشنطن تسحب آلاف التأشيرات مع إجراءات أمنية مشددة