صورة أخرى من حرب السودان .. تدمير المعالم العمرانية و التاريخية
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
طمست الحرب العديد من المعالم العمرانية والتاريخية والخدمية في السودان وتضررت هذه الأماكن كلياً او جزئيا.
التغيير ــ عبد الله برير
وتمثل هذه الأماكن قيماً وجدانية كبيرة لدى الشعب السوداني وتحمل إرثاً تاريخياً و اجتماعيا ضخما مثل المتاحف ودور الوثائق والإذاعة وغيرها.
وتحمل بعض الأسواق و الجسور والجامعات قيما معنويه للسودانيين مثل سوق أم درمان وسعد قشرة بالخرطوم بحري والسوق العربي بالخرطوم وغيرها.
وعلى الرغم من القيمه الخدمية لبعض الجسور إلا أنها تحمل ذكريات جميلة للعامة و تمثل إحدى معالم الخرطوم مثل كبري شمبات الذي تدمر جزء كبير منه في الحرب الحالية.
الضرر الأكبر وقع على حدائق الحيوان وبعض المحميات البرية والمتاحف المختلفة حيث فُقدت أنواع نادرة من الحيوانات والطيور المعرضة للإنقراض و تم تحويل هذه الحيوانات إلى حظائر أخرى داخل السودان أو خارجه فيما نفق عدد كبير منها بسبب الحرب وعدم وجود الرعاية.
وضاعت الكثير من المستندات التاريخية في دار الوثائق القومية وكذلك في المتاحف المختلفه بالإضافة إلى فقدان جزء كبير من الأشرطة التوثيقيه في الإذاعة السودانية والتلفزيونات وسائل الإعلام الأخرى.
و تعرض مستشفى الدايات (النساء والتوليد) بأم درمان إلى قصف أدى إلى تدميره جزئياً وكذلك الحال بالنسبه لمستشفى النو الذي تدمر ثم اعيد تاهيله وافتتاحه قبل ايام ليتعرض لقصف اخر دمره مجدداً.
صورة لكبري شمبات – مواقع التواصل الاجتمايوطالت يد الحرب مباني الجامعات الحكومية والخاصة وتحولت بعضها إلى ثكنات عسكرية وفقدت معالمها وقيمها التاريخية وتعرضت المستندات فيها وبحوث الطلاب والاساتذه وسجلاتهم للضياع وأهملت الحدائق والأشجار وبات منظرها أشبه بالخرابات.
تدمير ممنهجيعتقد الشاعر مدني النخلي أن تدمير مبان مثل دار الوثائق وفقدان محتويات الإذاعة والتلفزيون والسجل المدني وسجلات الأراضي يعتبر تدميرا ممنهجا لطمس وثائق مهمة وحقائق وأثار تاريخية.
ورأى النخلي أن المقصود هو الغاء الهوية وطمس تاريخ الوطن، وأضاف: “هذا عمل لاصلة له بالخلاف الذي قامت من أجله الحرب، ان تقتل انسان مدني وتحرق وتبيد تاريخ وطن واثاره ومحتويات فنية وفكرية وثقافية”،وتساءل: “هل هذه الأفعال يقصد بها مصلحه للوطن والناس وممتلكاتهم ومورثهم الفني والفكري والثقافي والرياضي؟”.
جريمه كبرىورأى الصحفي السوداني كمال إدريس أن تدمير هذه المنشآت مقصود وليس من قبيل الصدفة واعتبره (جريمة كبيرة جدا ) بحسب وصفه.
ونبه كمال إلى أن دار الوثائق مثلا تمثل ذاكرة وطنية للشعب السوداني، و اعتبر أن المتحف هو المُقَدّرات التاريخية الوطنية للدولة والشعب، وقال حدائق الحيوان تمثل الرئة الحيه للانسان السوداني وحتى الافريقي .
وختم بالقول الإذاعة هي الذاكرة السمعية وتحوي برامج عملاقه مثل تفسير القران الكريم، باختصار أم درمان هي وجدان السودان.
ضياع إرثمن جهته وصف الدكتور واصل النور الإذاعة بانها تمثل وجدان الشعب السوداني وترفد ثقافته وهي تخاطب المثقف والبسيط.
و اعتبر واصل أن تدمير الأسواق والجسور والمتاحف وغيرها يعني ضياع إرث ثقافي ضخم وذاخر.
ويعتبر الفنان مصطفى بكري أن طمس المعالم العمرانية جريمه كبرى ووصمة عار في جبين المحتربين.
ويضيف: تدمير دار الوثائق والمتاحف والجسور والأسواق يمحي ذاكره الأمة، هذه الأماكن لها مدلولات ثقافية واجتماعيه وتاريخية كبيرة.
و ووصفت ندى عبد الرحيم وهي ربة منزل فقدان محتويات المتحف القومي مثلا وحدائق الحيوان بأنه أمر خطير. و إستدركت بالقول: “بعد أن تنتهي هذه الحرب ربما نستطيع بنيان أجمل من هذه الاماكن لعل هذا الأمر خير لنواكب العالم بعمران جديد وحديث”.
الوسومالحرب المتحف القومي دار الوثائق القومية السودانية مستشفىالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحرب المتحف القومي مستشفى
إقرأ أيضاً:
العنف الجنسي في السودان.. خطر دائم على المواطنين في ظل الحرب
حذّرت منظمة أطباء بلا حدود، يوم الأربعاء، من أن العنف الجنسي يُشكّل "خطراً شبه دائم" على النساء والفتيات في إقليم دارفور، غرب السودان، مطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لهذا الوضع. اعلان
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، سُجلت حالات عنف جنسي "فظيعة ووحشية"، وفقاً لما صرّحت به كلير سان فيليبو، منسقة الطوارئ في المنظمة.
وأفادت المنظمة بأنها قدمت العلاج لـ659 ناجية من العنف الجنسي في ولاية جنوب دارفور، بين يناير/كانون الثاني 2024 ومارس/آذار 2025، وذكرت أن 86% منهن تعرّضن للاغتصاب، وكانت ثلث هؤلاء الناجيات دون سن الثامنة عشرة، وبعضهن لا تتجاوز أعمارهن الخامسة.
وقالت سان فيليبو: "لا تشعر النساء والفتيات بالأمان في أي مكان"، مشيرة إلى أنهن يتعرضن للهجوم داخل منازلهن، أثناء محاولتهن الفرار من مناطق القتال، وخلال بحثهن عن الغذاء أو الحطب، أو أثناء العمل في الحقول.
Relatedالكوليرا تعصف بالسودان: 172 حالة وفاة خلال أسبوع وسط انهيار صحيالسودان مأساة لا تنتهي: آلاف النازحين يصلون شمال دارفور هربًا من قوات حميدتي تصعيد دامٍ في دارفور وكردفان: الجيش السوداني يكثّف غاراته الجوية والدعم السريع يردّ بمسيّراتكما يتعرض الرجال والفتيان أيضاً للعنف الجنسي، وإن بنسبة أقل، إذ تشكل النساء والفتيات 94% من الناجين، بحسب المنظمة. وفي مستشفى منطقة طويلة، التي تقع على بُعد 60 كيلومتراً غرب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة، تم علاج 48 ناجية بين يناير/كانون الثاني ومطلع مايو/أيار، غالبيتهن فَررن من هجوم شنّته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين، وهو الهجوم الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 200 مدني، وأجبر أكثر من 400 ألف شخص على الفرار.
أما في شرق تشاد، حيث لجأ أكثر من 800 ألف سوداني، فقد عالجت منظمة أطباء بلا حدود 44 ناجياً منذ يناير/كانون الثاني، كان نصفهم من الأطفال. وروت فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً أنها تعرّضت لاغتصاب جماعي على يد عناصر من قوات الدعم السريع، وقالت: "أردت أن أفقد ذاكرتي بعد ذلك".
من جهتها، قالت روث كوفمان، المسؤولة عن الطوارئ الطبية في المنظمة، إن الوصول إلى الرعاية الصحية لا يزال "غير كافٍ"، وأضافت: "كما هو الحال مع جميع الخدمات الإنسانية والطبية في السودان، لا بد من تعزيز هذا الدعم بشكل عاجل".
ورغم توجيه الاتهامات إلى طرفي النزاع بارتكاب فظائع، فإن قوات الدعم السريع تُحمّل المسؤولية عن ممارسة عنف جنسي ممنهج. وكانت منظمة العفو الدولية قد وثّقت، في أبريل/نيسان، وجود حالات من العبودية الجنسية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة