"الشعبية": بيان الوسطاء تغطية لمماطلة وتعطيل الاحتلال ومواصلة مجازره
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
صفا
قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ليلة السبت، إن ما تضمنه البيان الثلاثي القطري-الأمريكي-المصري، وإعلانه استكمال أعماله قبل نهاية الأسبوع، تغطية لاستمرار المماطلة والتعطيل من الاحتلال الإسرائيلي، مما يعني مواصلته المجازر والتهجير القسري كوسيلة ضغط، ومحاولة تقطيع الوقت لنسف الاتفاق بالكامل.
وطالبت الجبهة، في تصريح وصل وكالة "صفا"، الوسطاء بجديّة العمل لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، مشيرة إلى أن دورهم مرهون بقدرتهم على إلزام الاحتلال بوقف العمليات العسكرية أثناء عملية التفاوض حتى لا تكون المفاوضات وقت إضافي وغطاء للمجرم نتنياهو لاستكمال حرب الإبادة.
واكدت الجبهة أن "الولايات المتحدة ما زالت تدعم تعنت الاحتلال وإصراره على الاستمرار في الإبادة، ولا تريد من المفاوضات إلا حمايته ومصالحها، وتوفير كامل الغطاء لحكومة مجرمي الحرب الصهاينة، وهو ما سيقود لإشعال المنطقة".
وأضافت أن جميع الدلائل تشير إلى أن وفد الاحتلال، وبتعليماتٍ من مجرم الحرب نتنياهو، تعمد وضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق، وأن الحديث عن "فجوات" بين الطرفين ليس سوى إصرار صهيوني على عرقلة الوصول إلى حل، رغم تأكيد الوسطاء أن إطار الاتفاق قائم على مقترح بايدن، الذي وافقت عليه المقاومة، وحتى الاحتلال أبدى موافقته عليه، والآن ينقلب عليها.
وتابعت الجبهة أن "ما يسمى بـ"الفجوات" ما هي إلا الشروط التي فرضها نتنياهو خارج إطار الاتفاق، مثل الاستمرار في احتلال القطاع وحصاره واستمرار الإبادة بطرق ومسميات أخرى، وهو ما يستحيل أن يقبله شعبنا ومقاومتنا".
وأوضحت أن ما تم من مفاوضات لا يتضمن الالتزام بما تم الاتفاق عليه في 2 يوليو 2024، وأن التفاوض بهذه الطريقة تخدم فقط مساعي الاحتلال وشريكه الأمريكي، والطريقة الوحيدة لإثبات جدية هذا المسار التفاوضي الشروع بتنفيذ ما هو متفق عليه بالفعل بما يضمن انسحاباً شاملاً من القطاع، وعودة النازحين، وخطة عاجلة للإعمار والإغاثة.
وشددت الجبهة على أن أي اجتماع لا يتضمن آليات تنفيذية للاتفاق السابق والمبادئ الأساسية القائمة عليه، ولا يفرض على الاحتلال الالتزام بوقف حربه، مجرد مضيعة للوقت، ويعطي للاحتلال مزيداً من الغطاء والوقت لمواصلة جرائمه بحق شعبنا.
وأكدت الجبهة أن شعبنا ليس ملزما بمفاوضة الاحتلال لوقف حرب الإبادة، فهذه مسؤولية المجتمع الدولي أن يوقفها ويعاقب مجرمي الحرب، لكن المقاومة اتخذت القرار بالتفاوض لحماية أبناء شعبنا ورفع المعاناة عنهم وإذا كانت المفاوضات غطاء لاستمرار الجرائم فلتتوقف فوراً.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن "إسرائيل" بدعم أمريكي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 132 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمارا هائلا.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الأقصى الجبهة الشعبية مفاوضات وسطاء
إقرأ أيضاً:
أيتام غزة.. واقع مأساوي تضاعفه حرب الإبادة
الثورة / متابعات
“لست الناجي الوحيد.. أنا الشهيد الوحيد”.. بهذه العبارة يصف الطفل الناجي الوحيد من عائلته كلها “محمد.غ” (16 عاماً)، حالته، بعد فقدان عائلته كلها إثر استهداف منزلهم، وخروجه فيما يشبه المعجزة حيا من تحت الأنقاض وحيداً يقاسي مرارة الفقد والحرمان من دفء العائلة.
مصطلح الناجي الوحيد، مصطلح خاص بقطاع غزة برز منذ بدء حرب الإبادة المتواصلة على القطاع، وهو يعني أن عائلة كاملة مسحت من السجل المدني وبقي من أفرادها شخص واحد، بات وحيدا دون أهل أو عائلة يقاسي مرارة العيش وآلام الفقدان التي لا تهدأ، والأصعب والأمر أن يكون هذا “الناجي” طفلا، كما تكرر مع أكثر من 700 طفل في قطاع غزة خلال الحرب التي لا تزال نيران إبادتها مشتعلة حتى الآن.
حصيلة دامية
ووفق معطيات كشفت عنها المتحدثة باسم وزارة التنمية الاجتماعية في غزة عزيزة الكحلوت، في تصريحات صحفية، فإن حرب الإبادة المتواصلة على غزة خلّفت نحو 40 ألف يتيم، 700 منهم ينطبق عليه مصطلح “الناجي” الوحيد.
وتكشف المعطيات أن عدد الأيتام في قطاع غزة قبل الحرب بلغ 22 ألف يتيم، وهو ما يعني أن الحرب جاءت وحدها بضعفي هذا الرقم من الأيتام.
الطفل الناجي الوحيد من عائلته
الأيتام قبل الحرب، كانوا يواجهون ظروفا صعبة وقاسية، رغم وجود عدد من المؤسسات التي تعمل على توفير الكفالات الشهرية لهم من المحسنين والمؤسسات الإنسانية المهتمة، لكنها لم تكن قادرة على استيعاب الكل، لكنها اليوم باتت هي نفسها ضحية التدمير والخراب الذي أصاب معظم العمل المؤسساتي والإغاثي في قطاع غزة.
مأساة لا تتصور
“أم محمد” وهي أم لـ6 أطفال فقدت زوجها فترة كورونا، وباتت مسؤولة عن هؤلاء الأيتام الستة، تقول إن الواقع قبل الحرب كان أفضل رغم سوئه، فكان هناك من يتفقد أولادي الأيتام ويساعدهم، أما الآن فنحن لا نجد قوت يومنا ولا أحد يعمل على رعايتنا أو توفير بعض مستلزماتنا”.
الشهيد سعيد جابر أبو هويشل
استشهد مع عائلته.. زوجته سماح القيم وابنه البِكر عبدالرحمن ذو الـ 12 عامًا، وابنته ألمى، 9 أعوام، وسيلا 8 أعوام، وسارة 4 أعوام.. أما الناجي الوحيد فكان معاذ ابن الـ 11 عامًا
اضطر أبناء أم محمد للعمل، رغم حداثة سنهم، فأكبرهم عمره 13 عاماً ويخرج مع اثنين من أخوته لبيع القهوة التي تجهزها لهم أمهم، فيما تبقى من أسواق شعبية، علهم ينجحون في توفير بعض المال الذي يكفل لهم تناول وجبة واحدة في اليوم.
“يخرجون لبيع القهوة وأعلم أنهم قد يعودون لي شهداء أو جرحى على الأقل، أنتظر عودتهم كل يوم سالمين، لكنني مضطرة لذلك من أجل أن نعيش، نحن في حرب لم تبق ولم تذر، حتى أنها أهدرت كرامتنا وكرامة أبنائنا على أعتاب الطرقات”، تقول أم محمد.
“أم سامر” وهي أم لأربعة أطفال أيتام، استشهد والدهم خلال بحثه عن الطحين، إبان المجاعة التي ضربت مدينة غزة والشمال، تعيش ظروفاً قاسية.
فلا مأوى بقي لها ولأبنائها بعد أن دمر الاحتلال منزلهم في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ولا معيل لهم بعد فقدان الأب الذي كان يعمل باليومية في أعمال مختلفة قبل الحرب، واليوم أصبح في عداد الشهداء.
“اليوم الذي أستطيع أن أطعمهم فيه الخبز حتى لو كان وحده هو يوم سعيد وسار، لقد عشنا أوقاتاً طويلة في هذه الحرب لا نجد وجبة واحدة خلال يومين أو ثلاثة أيام، ولا أحد يتطلع لنا ولكثر من أمثالنا، جعلتهم هذه الحرب في عداد أفقر الفقراء”، تقول “أم سامر”.
“اطبعولي صورتها، وهاتولي أغراض أبوي.”
طفل كان الناجي الوحيد من قصف إسرائيلي اليوم، بعدما فقد عائلته بالكامل .
هذه الشهادات البسيطة، لم تتطرق إلى كثير من الجوانب الأخرى كالمتعلقة بالاحتياجات النفسية والتعليمية والتربوية وغيرها، لكنها تغني عن السؤال عن هذه الجوانب التي باتت نوعا من الترف غير الممكن في ظروف حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة.
أزمات تفاقم المشكلة
المتحدثة باسم وزارة التنمية الاجتماعية عزيزة الكحلوت، كشفت، في تصريحات صحفية، عن تجميد كافة الخدمات الخاصة بفئة الأيتام، في قطاع غزة، على قلتها، بما فيها الكفالات الدورية وغير الدورية، بسبب أزمة توفر السيولة النقدية نتيجة الحرب.
وبينت أن الأيتام لم يتلقوا كفالاتهم منذ اندلاع حرب الإبادة على غزة، وكذلك الخدمات المساندة الأخرى العينية والنفسية والاجتماعية.
أنقذوا الجميع ثم أنا!
تدرك جيداً أنه لا قيمة لحياة دون العائلة وأن لقب الناجي الوحيد هي مصيبة للعمر كله!
وترى أن الأيتام يواجهون أضرارًا اجتماعية ونفسية واقتصادية وصحية، ربما تصل إلى مرحلة الوفيات الجماعية في فترة ما، في حال استمر الوضع على ما هو عليه بسوء مستمر.
وذكرت أن الوزارة عملت بالتنسيق مع شركائها، على حصر مبدئي للأيتام الجدد في قطاع غزة، وتحديد احتياجاتهم وإدراجهم على منظومة محوسبة خاصة، منوهة إلى أنه تم أيضًا تخصيص مساعدات خاصة للأيتام، مثل: “الملابس، الطرود الصحية، المساعدات النقدية”.
وأكدت أن الوزارة تقوم حاليًا بالتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة، بالعمل على إعادة ترتيب وتنظيم ملف الأيتام، بما يضمن حماية حقوقهم القانونية والمالية.
الناجي الوحيد… الطفل كنان أنس القن استـــشهد والديه وشقيقه في مجزرة حي المنار شرقي مدينة خانيونس.
ودعت الكحلوت، تلك المؤسسات للانتقال من مرحلة الكفالة فقط إلى الرعاية الشاملة، حتى بعد تخطي العمر القانوني لليتيم (18عامًا) لتستمر الرعاية إلى ما بعد ذلك، من خلال المرحلة التعليمية والتدريب المهني، حتى توفير فرصة عمل له أو مشروع صغير، انتهاءً بزواجه وتكوين أسرة له.