الأم: كانت ابنتي تحلم أن تعمل «محامية» الأم: لم تتغيب ابنتي عن المنزل إلا في يوم الحادثة.. وكانت مصابة بالاكتئاب المحكمة تأمر القبض على شاهد لتغيبه لجلستين
لعلّها من أصعب اللحظات التي مرت بها والدة المجني عليها «قتيلة سند»، كانت اليوم الاربعاء في أروقة المحكمة.
وقفت الأم المكلومة امام المحكمة، وبدأت تتنهد بعد كل جواب تجيبه على أسئلة القاضي، وهي تحاول حبس مشاعرها ودموعها عن التدفق، إلا أنها وخلال أقل من 5 دقائق انهارت بالبكاء.


وفي لحظات البكاء والانفعال، كانت الأم تكرر بأن ليس ابنتها فقط من ماتت، وإنما ماتت العائلة بأكملها.
وسردت والدة الضحية أقوالها مع مزج حلم فقيدتها (المجني عليها) التي كان حلمها ان تقف امام القضاء كمحامية عند تخرجها من الدراسة، إلا ان حلم ابنتها سلب بواقعة القتل.
لقد كانت جميع الانظار متجهة لشفاة والدة القتيلة في الجلسة الرابعة من المحاكمة- والتي استمرت حوالي 20 دقيقة فقط-، حيث وقفت امام المحكمة لتدلي بشهادتها وهي متحسرة على فقد ابنتها وتحاول كتمان دموعها، وذلك بعد الانتهاء من سماع أقوال رئيس قسم الطب الشرعي بعدما أن قام محامي المتهم بتوجيه الاسئلة لهما.
من جانبه، أكد رئيس قسم الطب الشرعي خلال الجلسة بأن المتهم أكد له بأنه أجهز على ضحيته بعد شل مقاومتها وخنقها، في الوقت الذي ذكر رئيس نيابة محافظة العاصمة الحاضر بأن أقوال الشهود في الجلستين الماضيتين تؤكد على قصد المتهم في قتل المجني عليها وإزهاق روحها مع سبق الإصرار منتهزاً عجزها عن المقاومة وعدم تمكن الغير من الدفاع عنها.
وخلال الجلسة، حضر المتهم الذي كان رأسه منخفضا احيانا أو يضع يديه على وجهه، في الوقت الذي حضر معه المحامي الشيخ راشد آل خليفة الذي وجه مجموعة من الاسئلة لرئيس قسم الطب الشرعي وأم المجني عليها، إذ ذكر رئيس قسم الطب الشرعي بانه وبناء على تكليف النيابة العامة له قام بفحص المتهم الذي حضر اليه وكان في حالة طبيعية.
وأضاف الشاهد بأن المتهم كان يجاوب على أسئلته وهو يعي ما يقوله من اجوبة، مشيرا الى أن المتهم أكد له ردًا على سؤاله بشأن إن كان به أي إصابات، فرد المتهم بأنه ليس به أي إصابات لكونه باغت المجني عليها التي لم تتمكن من مقاومته وذلك عبر شل حركتها ومن ثم أجهز عليها بخنقها.
أما الشاهدة الرابعة التي عرفت بنفسها بعد سؤال المحكمة عن صفتها كشاهدة فردت بأنها والدة المجني عليها ،إذ بدأت ترد على الاسئلة وهي تتنهد بعد إجابتها على كل سؤال الى ان انفجرت وبدأت تبكي وقالت بان العائلة باكملها ماتت بسبب موت ابنتها وان حلم ابنتها المجني عليها عند تخرجها بأن تصبح محامية.
وذكرت الام بأن ابنتها المجني عليها لم تكن تعاني من أي مرض حتى عام 2021 حيث أصابها اكتئاب، مضيفة بان ابنتها لم تكن تخرج أو تتغيب عن المنزل، الا في يوم الواقعة.
وفي ردها على سؤال الموجه من نائب رئيس نيابة محافظة العاصمة الحاضر قالت الام بأن ابنتها لم يكن لديها انترنت الا انه من خلال تطبيق سناب، حيث توصلنا الى أنها متواجدة عبر تحديد الموقع بانها على بحر المالكية ومن ثم انقطع الاتصال كليا، كما أنهم توجهوا لبحر المالكية الا أنهم لم يشاهدوها هناك.
وبعد الانتهاء من الشاهدين الحاضرين كرر قاضي المحكمة هل تم اعلان الشاهد الأخير، فرد الشرطي الخاص بالمحكمة بأنه تم اعلانه قبل الجلسة الماضية وعن جلسة اليوم (أمس الأربعاء)، الا انه لم يحضر ، وعليه قررت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة القبض على الشاهد الذي هو من عثر على جثة المجني عليها وأبلغ الشرطة بالواقعة، الا أنه لم يحضر للشهادة أمام المحكمة رغم اعلانه خلال جلستين بضرورة حضوره.
وقبل رفع الجلسة قررت المحكمة إرجاء القضية حتى 17 أغسطس للقبض على الشاهد الخامس، وكلفت النيابة العامة بجلب الملف الطبي الخاص بالمجني عليها مع استمرار حبس المتهم.
وكان نائب رئيس نيابة محافظة العاصمة صرح بأن النيابة العامة كانت قد بدأت تحقيقاتها المكثفة في ملابسات مقتل الفتاة، وذلك منذ إخطارها من قبل مركز شرطة جنوب العاصمة بمديرية شرطة محافظة العاصمة بالعثور على جثة متحللة تعود لأنثى مجهولة الهوية بمنطقة نائية بناحية منطقة سند، والتي توصلت التحقيقات وإجراءات الاستدلال فيما بعد إلى تحديد شخصيتها، حيث انتقلت النيابة آنذاك وناظرت الجثة وأجرت معاينة لمكان العثور عليها دلت على قيام شبهة جنائية في الوفاة.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا محافظة العاصمة المجنی علیها

إقرأ أيضاً:

عُمان.. والنظرية الكونية للسلام

لقد كانت سلطنة عمان تسعى جاهدة لمنع وقوع الحرب بين إيران؛ وأمريكا وإسرائيل، فهي تدرك الخطر المحدق بالمنطقة الذي لن يقتصر شره على الأطراف المتقاتلة، وإنما قد يتعداها إلى جبهات دولية أوسع، وربما تشترك في الحرب أطراف أخرى؛ يتمحور بعضها مع إيران والآخر مع إسرائيل، في حالة استقطاب حصل مثلها من قبل في القرن العشرين الميلادي، أدت إلى اشتعال الحربين الكبريين اللتين فتكتا بملايين البشر، وعلى إثرهما ألقت أمريكا قنبلتيها الذريتين على اليابان. إن تلك الحروب الجنونية؛ كانت تُحَدِّث قادتها بأنها آخر الحروب، وأن العالم سينعم بعدها بالسلام عندما يتخلص كل محور من «الآخر الشرير»، ولكن لم يحصل شيء من ذلك، وإنما تواصلت الحروب.

ومنذ التسعينيات الميلادية استفردت أمريكا بالنظام العالمي، ولم يحل السلام في الأرض.. بل إن أمريكا ذاتها واصلت الحروب، وعملت على تأجيج أوارها: (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً) «المائدة:64».

بينما كانت سلطنة عمان تسعى إلى منع تدهور الأوضاع، وجمعت أمريكا وإيران على طاولة المفاوضات، وكان قلب المنطقة معلقاً أمله على نجاحها، بالوصول إلى اتفاق بين الطرفين حول الملف النووي، إذا بإسرائيل تعاجل للإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية في إيران؛ باغتيالات واسعة لقياداتها العسكرية وخبرائها النوويين، لكي تعيد تشكيل الشرق الأوسط تحت سيادتها. إن ما قامت به إسرائيل لن يؤدي إلى وضع أفضل، مهما كانت طبيعته الجديدة التي ستولد تحت ركام الدمار، وإنما سيؤدي إلى مزيد من الصراعات الدموية، التي لن يقف أثرها على المنطقة، وإنما سيحدث خللاً عميقاً في المصالح العالمية، وانبعاثَ موجة من الإرهاب الدولي. هذه المرة.. لن يكون مقتصراً على الأساليب التقليدية، وإنما سيستعمل أسلحة نووية، ويستند إلى خوارزميات رقمية، ربما ببرمجة بسيطة تفجر مفاعلات نووية، أو تقطع الكهرباء عن بلدان؛ تصبح فجأة مدناً للموت بعد أن كانت تضج بالحياة.

(السلام مذهب آمنا به).. مقولة خالدة قالها السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيّب الله ثراه (ت:2020م)، تعد المبدأ الأخلاقي الذي يدفع بعمان إلى السعي لوقف انفجار الوضع الذي تعيش المنطقة ويلاته الآن. هذه المقولة.. لم تكن بالنسبة لعمان موقفاً استراتيجياً فحسب، وإنما مبدأُها السياسي الأول، وهي قبل ذلك؛ تكثيف لما يطمح إليه الضمير العماني بأن يسود في العالم. إن السلام لدينا نحن العمانيين أرسخ من كونه حاجة ماسة لتجنب ويلات الحرب، فهو قيمة أخلاقية لكي تعيش به الشعوب، وتؤسس الدول عليه علاقاتها. وهو كذلك؛ أمر وجودي، فإنْ كان كثير من الدول أقامت فلسفة وجودها على التوسع والحرب؛ فإنَّ عمان فلسفة وجودها السلام. إننا لا نريد أن نعيش على هذه البسيطة في حالة صراع، لأن العيش تحت رحمة الحرب ليس بحياة.. بل دمار وفناء وظلم وانحدار أخلاقي، يقول الشاعر العربي المخضرم زهير بن أبي سلمى (ت:609م):

وَمَا الحَرْبُ إِلَّا مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُمُ

وَمَا هُوَ عَنْهَا بِالحَدِيثِ المُرَجَّمِ

مَتَى تَبْعَثُوهَا تَبْعَثُوهَا ذَمِيْمَةً

وَتَضْرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُوهَا فَتَضْرَمِ

فَتَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَا

وَتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ

فَتُنْتِجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُمْ

كَأَحْمَرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ

فَتُغْلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِلُّ لأَهْلِهَا

قُرَىً بِالْعِرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَمِ

وبعد؛ فلا أطيل الحديث عن فلسفة السلام التي اتخذته عمان مذهباً، ويكفي أن أقول بأنه واجب ديني وأخلاقي؛ قال الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) «البقرة:208»، فالسلم..

قرين الإيمان، والحرب.. اتباعٌ لخطوات الشيطان. وإنما المقال يتحدث عن السلام بكونه مذهباً للبشر كافة، يلتزمون به في كل أحوالهم، وينشرونه بين بعضهم البعض، فيكون نظرية من النظريات الكبرى التي تعتنقها الإنسانية، تسري بين الناس كسريان العولمة والعصر الرقمي. وإذا كان العدل يقتضي أن من يُعتدى عليه؛ فله الحق أن يرد عن نفسه العدوان، فاجتثاث العدوان من أصله هو ذروة العدل، ولذا؛ ينبغي أن تتوافر إرادة بشرية جامعة لاعتناق السلام مذهباً.

فإن قلتَ: أتقول هذا والعالم على شفا جرف هارٍ من حرب عالمية؟ أتقول هذا وأنت تحت مسار الصواريخ والطائرات والمسيّرات التي تتبادل توزيع الموت بين إيران وإسرائيل، بعدما اكتسحت إسرائيل غزة وأبادت أهلها، ودمرت الجنوب اللبناني؟!

قلتُ: إن هذا الوقت هو الأنسب، فكم من نظرية فلسفية انبثقت بعدما بلغت القلوب الحناجر من أهوال المعارك. فالحروب بين أفراق المسلمين أنتجت الفلسفة الإسلامية «علم الكلام»، والحروب بين الكاثوليك والبروتستانت بين المسيحيين الغربيين أنجبت فلسفة التنوير، والحرب العالمية الثانية ولدت الفلسفة الوجودية والنزعة الإنسانية الجديدة. فهذا هو الوقت الذي يلح علينا أن نسعى إلى إلغاء الحرب من قاموس حياتنا.

نصف قرن.. سعت عمان بمبدأ السلام العظيم بين الدول، لم تنزع فتيل الحرب من المنطقة لكنها خففت من ويلاتها، كما أنها كانت باباً مفتوحاً للرجوع إلى حالة السلم بين الأطراف المتنازعة. إن الحرب ليست حالة عابرة.. بل هي ظاهر أزلية، فقد وجد الإنسان على الأرض ووجد معه الصراع، ومن المثالية المتعالية على الواقع أن نتصور بأن السلام سيحل على الأرض لكون بضع دول تعمل على حل المشكلات بين المتحاربين. ولذا؛ ما تحتاجه البشرية في مستقبلها هو السلام الذي يعم العالم. لأن الحروب المستقبلية لن تكون عادية، ربما أن ضرباتها الاستباقية ستكون شبيهةً بما فعلته قنبلتا هيروشيما وناجازاكي، فما أدراكما يعقبها من محق وسحق؟! إن المسار الطويل من الحروب وتعقيدات الشبكة البشرية الضخمة؛ جعلنا نستبعد أن يكون السلام هو الحالة الطبيعية للبشر، وأن الحرب هي الاستثناء. بيد أن هذا لا يمنع أن يكون السلام هو الجهاد الأخلاقي الأسمى الذي ينبغي للبشرية أن تسعى إليه.

إن سلطنة عمان مؤهلة لأن تنتج نظرية كبرى للسلام تعم العالم، إن لدينا من النفوس الصادقة ما يؤهلها أن تحول «مبدأ السلام» من ممارسات محدودة بمعالجة الملفات الملتهبة، إلى «مبدأ إنساني شامل». إلا أن التنظير وحده لا يكفي، فلا بد أن يستتبعه عمل دؤوب يبشر بالسلام على المستوى العالمي، ولتحقيق ذلك أقترح الخطوات الآتية:

1. تخصيص لجنة من المفكرين العمانيين لوضع «نظرية السلام»، من حيث رؤيتها الكلية ورسالتها الشاملة وأهدافها العالمية، وتجارب السلام، وتطبيقاته في العالم، والتحديات التي تقف أمامها. وبلورة كل ذلك في دراسات موسعة، عبر ندوات ومؤتمرات؛ يُقدِم فيها بحوثاً فلاسفة ومفكرون وناشطو السلام، ثم الخروج بنظرية واعية وناضجة وعملية؛ غير مسهبة ولا معقدة بالتنظيرات المفاهيمية.

2. بعد مراجعات من أنظمة الدولة القانونية والدستورية بسلطنة عمان؛ بما في ذلك مجلسا الدولة والشورى، ثم اعتمادها من قِبَل جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- تُضمن «النظام الأساسي للدولة».

3. على المستوى العماني؛ إنشاء هيئة خاصة بـ«نظرية السلام»، لتضمينها في مناهج التعليم المختلفة، واشتغال الكراسي الأكاديمية في الجامعات العالمية على تمكينها للطلبة، وإقامة البرامج التثقيفية لها.

4. اعتماد مؤتمر سنوي؛ مقره مسقط، لتعميم نظرية السلام على أرجاء العالم، ويجعل من عمان قِبلة العالم للسلام.

5. رفعها إلى هيئة الأمم المتحدة لتضمينها في مبادئ ومواثيق وقوانين المنظمة العالمية، ثم تعمل الهيئة على فتح مكاتب للعمل بالنظرية في الدول الأعضاء بها.

6. تشكيل تيار عالمي من دعاة السلام؛ خاصةً الشباب، ودعم جهودهم وأنشطتهم، وترشيد أعمالهم وبرامجهم في العالم، حتى لا تخرج عن سياقها العام وهدفها المنشود. بهذا تكون سلطنة عمان صاحبة نظرية كونية، هي أنبل النظريات التي ينبغي أن يتمثلها البشر.

مقالات مشابهة

  • خبير قانوني :تعيين رئيس وأعضاء المحكمة الاتحادية من صلاحيات مجلس القضاء الأعلى
  • سلمى أبو ضيف: زوجي هو من اختار اسم ابنتي.. وهذا هو شعوري بعد ولادتها
  • عُمان.. والنظرية الكونية للسلام
  • مصدر قضائي ينفي استقالة رئيس المحكمة الاتحادية
  • رئيس برلمانية الشعب الجمهوري: مواجهة ظواهر التنمر ليست مسئولية التعليم وحدها
  • تعلن نيابة ومحكمة نهم و بني حشيش الإبتدائية أن على المتهم هشام مهدي يحيى الحضور إلى المحكمة
  • رئيس الحكومة اللبنانية يدين التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة بدمشق
  • ليست بدون جدوى.. كيف تشكل إطلالات المشاهير قوة ناعمة في صالحهم في المحكمة؟
  • بالإشارة إلى القرار الصادر الذي قضى بالنشر عن المتهم الفار من وجه العدالة وهو سليم علي الحداد
  • بينهم عائلات بأكملها.. ارتفاع عدد شهداء العدوان على غزة إلى 55,908