نسبة وتناسب بين الشباب والفتيات
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
أنيسة الهوتية
أصابتني حيرة عند اختيار عنوان هذا المقال، كحيرة الآباءِ في تسميةِ مواليدهم، إلّا أنني تركت الأمر للمقالِ بأن يُسمِّي نفسه بعد الانتهاء من كتابته! كما فعلتُ في تسميةِ ذريتي، لم يكن الاسم الذي اخترناهُ لَهُم هو ما سمَّيناهم بهِ، إنما الصفة التي أتى بها أو ما شعرنا بهِ تجاهه، كان هو أساس الاسم الذي سُمي به.
أما بعد.. فالمقال ليس عن الأبوة ولا عن الأمومة والطفولة، إنما عن التمييز في توزيع المنح الدراسية للشباب الحاصلين على نسبة أقل من الفتيات في أغلب الكليات، والتحدي أصبح أقوى للفتيات عن الشباب، لأجل ذلك أصبح الشباب أكثر تساهلًا في دراستهم وتركهم للمنحة لا سيما خلال السنة التأسيسية.
أما الفتاة فإنهُ عليها أن تجتهد أكثر من الشاب حتى تحصل على أي منحة دراسية مهما كانت في أي كلية أو جامعة بالاجتهاد القاسي والجهاد العلمي المستميت لتصل إلى النصاب المطلوب، والشباب أمورهم "في الروب" لأنَّ النسبة المطلوبة منهم للحصول على منحة أقل بكثير من الفتاة!
لا أقول إنَّ هذه النسبة والتناسب خطأ، فإنَّنا لو رجعنا إلى أساسيات هذا الوضع المتعارف عليه والمتعامل بهِ عندنا في بعض الدول العربية الإسلامية فقط، سنجد أنها لغرض اتباع قاعدة فقهية إسلامية عظيمة وهي "الرجال قوَّامون على النساء"؛ وبالتالي إعطاءُ فرصة للشاب لبناء مستقبله، ولتأسيس عائلة والاستقرار، مع توفير منزل وحياة كريمة بجميع المتطلبات الحياتية لزوجته، أبنائه، ووالديه إذا لازالا على قيد الحياة، وربما إخوته وأخواته إن كانوا صغارًا وَغير مستقرين، أو أيتام!
لكننا باتباعِ هذا الحق، وَأدْنَا حقيقة أخرى كما كانوا في الجاهلية يئدون فتياتهم، بأنَّ نسبة كبيرة تزيد عن الثلثين من النساء يتشاركن مسؤوليات والديهن، ويتشاركن مسؤوليات أبنائهن؛ فالمرأة العاملة، وخاصة التي تعمل في القطاع الخاص حتى المساء تبقى تكد في العمل، ثم تصل إلى البيت لتنتبه إلى أبنائها، وبيتها، وزوجها، ثم تنام لبضع ساعات حتى تستطيع بدء جهادها اليومي في اليوم التالي، وإلا تنقطع لقمة عيشها التي تساعد بها أسرتها كمثل الشاب تمامًا، ولم تختلف عنه في شيء سوى أنها لا تدفع المهر للزواج؛ بل تبيع ذهبها الذي اشترته بمهرها لاحقًا لتُساعد زوجها.
ومثل هذه المرأة ما ورد في حديث نبوي، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أول من يفتح باب الجنة، إلا أني أرى امرأة تبادرني، فأقول مالك ومن أنت؟ تقول: امرأة قعدت على أيتام لي". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه المرأة قعدت على أيتامٍ لها، فما بال المرأة التي يهجرها زوجها وتقعد على أبناءٍ له وهو على قيد الحياة؟! وامرأة تقعد على إخوة وأخوات أيتام؟! وامرأة تقعد على والديها أو جديها؟! فالنساء ليس كما يتصور الأغلب أنهن فقط يأخذن؛ بل إنهن وُلِدن للعطاءِ، ودائمًا يُعطين أضعاف ما يأخذن ولكن بعملة مختلفة.
وفي المقابل بالنسبة للمرأة التي تقرر عدم العمل للتفرغ لتربية أبنائها، فهي تستحق راتبًا شهريًا لأدائها أسمىَ وظيفة في الكون وهي إدارة بيتها وتربية وتعليم أبنائها، حتى يُساعدها في تسيير احتياجاتها البسيطة كامرأة، تقديرًا وشكرًا لها لقرارها الشجاع في ظِل الواقع الحالي، ولأنها لم تنافس الرجال وتركت فرص العمل لهم.
وأيضًا ضرورة رفع السقف الأدنى للرواتب في القطاع الخاص؛ لأن 325 ريالًا لا تسمن ولا تغني من جوع بالأخص للشباب الراغب في تأسيس منزل وبناء أسرة.
فعاملات المنازل أدنى سقف لرواتبهم 120 ريالًا، مع توفير الإقامة والإعاشة والنقل والعلاج والثياب! وراتبها "صافي مصفي"! وبذلك قد يكون وضعها المادي أفضل نسبة وتناسبًا مع المعيشة.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
دعم الفتيات والشباب.. القومي للمرأة يشارك بالنسخة الرابعة من قمة المرأة المصرية
أعلن المجلس القومي للمرأة عن مشاركته ورعايته لفعاليات قمة المرأة المصرية STEM and Future Innovation Summit، المنعقدة يومي 13 و14 ديسمبر بمقر جامعة النيل الأهلية، برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وتنظيم منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرًا ومشاركة فاعلة من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
وتشارك المستشارة أمل عمار رئيس المجلس القومي للمرأة بالجلسة الوزارية الافتتاحية عبر إلقاء كلمة رئيسية بجانب مشاركة كوادر المجلس فى ورش العمل التفاعلية والجلسات النقاشية ومعرض التوظيف.
من جانبها قالت المستشارة أمل عمار رئيس المجلس القومي، أن انعقاد قمة المرأة المصرية في هذا التوقيت يمثل خطوة استراتيجية تعكس إدراك الدولة لأهمية الاستثمار في قدرات الشباب والمرأة لقيادة المستقبل، خاصة في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل العالمي والتحول نحو اقتصاد الابتكار والمعرفة.
وأوضحت أن القمة تُعد منصة وطنية رائدة لبحث سبل دعم الفتيات والشباب وتمكينهم من الالتحاق بوظائف المستقبل، من خلال تعزيز المهارات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والابتكار، وفتح آفاق جديدة لريادة الأعمال التكنولوجية، وشددت على أن مشاركة المجلس القومي للمرأة في فعاليات القمة تأتي في إطار رؤيته الشاملة لدعم تمكين المرأة المصرية وتأهيلها لمتطلبات العصر الرقمي، عبر برامج تدريبية ومبادرات نوعية تُسهم في خلق جيل قادر على المنافسة والابتكار.
من جانبها قالت دينا عبدالفتاح مؤسس ورئيس منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيراً أن المنتدى يرتبط بشراكة استراتيجية وتنسيقية مع المجلس القومي للمرأة للعمل على محاور متعددة تستهدف تمكين الشباب والمرأة القيادية وظيفيا واقتصادياً وخلق نموذج تنموي حديث يرتكز على الابتكار وريادة الأعمال لدعم تمكين المرأة والشباب والطلاب اقتصاديًا وتعزيز مساهمتهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والابتكار (STEM).
وأكدت رئيس منتدى الخمسين، أن القمة فى نسختها الرابعة تؤسس منصة للشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص والجهات الحكومية الدولية لتمكين الشباب من استشراف وظائف المستقبل وتأهيل الأجيال القادمة لمتطلبات سوق العمل عبر صياغة رؤية متكاملة تواكب مستجدات الاقتصاد الرقمي.
وتشهد قمة المراة المصرية فى نسختها الرابعة تمثيل وزاري رفيع المستوى ولفيف من السادة المسؤولين وصانعي السياسات وتمثيل للمؤسسات الدولية المعنية بقضايا المرأة وكبار القيادات التنفيذية للمؤسسات العامة والخاصة، إضافة إلى أكثر من 6000 قيادة نسائية يمثلن قطاعات متنوعة بجانب رائدات الأعمال ووفود من طلبة الجامعات المصرية والخاصة.
كما تشهد القمة حضوراً دبلوماسياً ودولياً رفيع المستوى ، وذلك بعد تأكيد مشاركة أكثر من 20 سفارة و4 مؤسسات دولية مشاركتها فى الفعاليات والجلسات وورش العمل التفاعلية ومعرض التدريب والتوظيف المنعقد على هامش الفعاليات المصاحبة للقمة.
وتطلق القمة أكبر ملتقى توظيف للفتيات وحديثى التخرج عبر تخصيص مساحة للمؤسسات والشركات داخل مكان انعقاد القمة لتقديم المعلومات والدخول في حوارات مباشرة مع الباحثات عن عمل، بالإضافة إلى تقديم المشورة وتبادل الخبرات الوظيفية عبر جلسات تفاعلية، وتقديم أكبر خريطة لفرص العمل والتدريب المتاحة في جميع القطاعات للسيدات.
ومن المتوقع أن يتم توقيع سلسلة من اتفاقيات التعاون بين شركات القطاع الخاص والجامعات المشاركة لتعزيز الربط بين التعليم وسوق العمل، كما ستبحث القمة فرص التعاون بين المؤسسات الدولية والحكومة لإطلاق صندوق دعم للمشروعات التكنولوجية الناشئة.
تشمل فعاليات القمة على مدار اليومين جلسات تفاعلية متخصصة ومتنوعة تضم وزراء، وسفراء، ورؤساء مؤسسات مالية وشركات خاصة، ومعرض توظيف موسع يخصص مساحة مباشرة للشباب من طلبة السنة النهائية وحديثي التخرج للالتقاء بالمؤسسات والشركات العاملة في جميع القطاعات، بما يعزز فرص التدريب والعمل، ويتيح تقديم المشورة الوظيفية والتوجيه المهني بشكل عملي وتفاعلي، ومساحات للتواصل والشراكات تجمع بين الجامعات والمراكز البحثية ومؤسسات القطاع الخاص، لعرض الابتكارات والمبادرات وربطها بالاحتياجات الفعلية لسوق العمل، وورش عمل للطلاب في السنة النهائية من الكليات المعنية وحديثي التخرج، ومسابقة لمشروعات طلبة الجامعات فى مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال.