بيان للمجتمع المدني بنيروبي يطالب بعملية سلام مملوكة للشعب خلال مفاوضات «جنيف»
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
طالب بيان للمجتمع المدني بنيروبي، بضمان مشاركة القوى المدنية لدعم الملكية المحلية في أي اتفاق سلام تفضي إليه المفاوضات، بما في ذلك وجود ممثلين وممثلات لمجموعات النساء والشباب الداعية للسلام في جنيف..
التغيير: نيروبي
أكد المجتمع المدني السوداني، بالعاصمة الكينية نيروبي، على أن مفاوضات جنيف، تمثل فرصة لوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية لملايين من السودانيين.
ودعا المجتمع المدني السوداني بالعاصمة الكينية نيروبي، عبر بيان، الأحد، إلى إنهاء الأزمة الإنسانية ووقف الحرب المندلعة بين الجيش والدعم السريع.
ووطالب البيان بعملية سلام مملوكة للشعب تقود لسلام دائم تمهد لتحول مدني ديمقراطي.
ودعا إلى سرعة الوصول لتوافق بين أطراف النزاع للتمهيد إلى وقف دائم لإطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية بدون قيد أو شرط.
كما دعا إلى أن يتضمن أي اتفاق مقبل وجود آليات تنفيذ ومراقبة واضحة لتنفيذ أي اتفاق بين الطرفين.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالاً عنيفاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأ في الخرطوم وامتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار، وأدى إلى أزمات إنسانية كارثية.
وقال البيان، وقع عليه أكثر من خمسين شخصاً، أن النزاع الكارثي الذي اندلع في السودان منذ 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أدى، إلى مقتل آلاف السودانيين وإصابة عشرات الآلاف من الجرحى، وتشريد ملايين السودانيين في داخل وخارج السودان. من بينهم خمسة ملايين طفل.
ولفت إلى أكثر من نصف سكان السودان، يواجهون جوعاً حاداً، إذ تشهد البلاد مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي، وسبل كسب العيش.
وأكد أن الحرب أدت كذلك إلى دمار كبير في البنية التحتية، واحتلال للمرافق العامة والأعيان المدنية، وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
وشدد البيان على أن دعوة الوساطة الأمريكية لكل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع للجلوس للتفاوض في جنيف في 14 أغسطس المقبل تمثل فرصة لوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية لملايين من السودانيين.
عملية سلام مملوكة للشعبورحب البيان الذي وقعه عدد من الفاعلين في المجتمع المدني السوداني واللاجئين واللاجئيات والمقيمين والمقيمات في كينيا بالتفاوض بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
ودعا الموقعون إلى عملية سلام مملوكة للشعب تقود لسلام دائم، وتمهد لتحول مدني ديمقراطي.
وطالب البيان بسرعة الوصول لتوافق بين أطراف النزاع بما يمهد لوقف دائم لإطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية بدون قيد أو شرط، على أن يتضمن أي اتفاق على آليات تنفيذ ومراقبة واضحة لتنفيذ أي اتفاق بين الطرفين.
ودعا إلى تنسيق الجهود الدولية للحد من تعدد المنابر للوصول إلى تصميم عملية تفاوضية تربط بين وقف إطلاق النار والحوار السياسي الذي يفضي إلى مرحلة انتقالية تضع السودان في طريق السلام والتحول المدني الديمقراطي.
وأكد ضرورة التزام الأطراف المتحاربة بالاعتراف بحقوق جميع الضحايا والمتضررين في تحقيق العدالة، بما يضمن الحق في الانتصاف الفعال، وجبر الضرر، والتعويض العادل.
كما طالب بضمان مشاركة القوى المدنية لدعم الملكية المحلية في أي اتفاق سلام تفضي إليه المفاوضات، بما في ذلك وجود ممثلين وممثلات لمجموعات النساء والشباب الداعية للسلام في جنيف.
إلى جانب تضمين أجندة النساء والشباب، وضمان تمثيلهم في أي تفاوض سياسي قادم بصورة عادلة.
شدد البيان على ضرورة تضمين أجندة النساء والشباب، وضمان تمثيلهم في أي تفاوض سياسي قادم بصورة عادلة
كما دعا البيان إلى دعم مشاركة الإعلام السوداني والدولي في تغطية عملية التفاوض، لدعم شفافية تداول المعلومات.
وأكد إعلان المجتمع المدني بنيروبي أنه وبناءً على حجم الاحتياجات الإنسانية الكبيرة التي لم تتم تلبيتها في السودان، فإن من رفع وتنفيذ المساعدات التي تم الالتزام بها.
إلى جانب وضع جميع التدابير اللازمة لمنع تحويل المساعدات أو السيطرة عليها من قبل أطراف النزاع.
طالب البيان بتضمين المبادرات الإنسانية المحلية التقليدية والمبتكرة مثل المطابخ الجماعية والتكايا وغرف الطوارئ في تقديم الخدمات وآليات المراقبة
ودعا البيان إلى ضرورة تسهيل تدفق غير منقطع للمساعدات وفتح نقاط عمليات عابرة على الحدود مع جنوب السودان وإثيوبيا وتشاد، وذلك تسهيلًا لتقديم المساعدات الإنسانية بكفاءة وسرعة.
وطالب بتضمين المبادرات الإنسانية المحلية التقليدية والمبتكرة مثل المطابخ الجماعية والتكايا وغرف الطوارئ في تقديم الخدمات وآليات المراقبة، ووضع آليات لضمان حمايتهم ككوادر إغاثة إنسانية.
حماية المدنيينوأكد البيان على أن النزاع الحالي تسبب في كارثة إنسانية للمدنيين، لذا فإنه حث الوسطاء لحمل طرفي النزاع على الالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وطالب بوقف كافة أشكال العنف الجنسي والعنف القائم على النوع، والتمييز ضد المرأة وقف كافة أشكال التمييز واستهداف النساء.
إلى جانب وضع آليات لحماية النساء من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، وكافة الانتهاكات المعرفة حسب القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، ومعاقبة مرتكبي الانتهاكات المبنية على النوع.
كما طالب البيان بتوسعة حظر وصول السلاح لدارفور ليشمل كافة السودان، ومحاسبة الداعمين لاستمرار تدفق السلاح لطرفي النزاع.
وأكد البيان على ضرورة الوقف الفوري لتجنيد الأطفال واستخدامهم في ساحة المعركة.
وشدد على مسؤولية حماية المدنيين عامة وضمان حماية الصحفيين والكوادر الطبية تقع على عاتق طرفي النزاع.
ومن واقع ذلك فإن البيان أكد ضرورة أن تتحمل هذه الأطراف المتحاربة المسؤولية الجنائية الفردية والمؤسسية الناتجة عن أي انتهاكات تطال المدنيين في مناطق سيطرتها، والالتزام باتخاذ تدابير قانونية فعالة للانتصاف وجبر الضرر.
الوسومالمجتمع المدني بنيروبي حرب الجيش و الدعم السريع حماية المدنيينالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: حرب الجيش و الدعم السريع حماية المدنيين المساعدات الإنسانیة وقوات الدعم السریع النساء والشباب المجتمع المدنی طالب البیان البیان على أی اتفاق على أن
إقرأ أيضاً:
وسط تحذيرات أممية وتصاعد الأزمة الإنسانية.. خطر المجاعة يخيم على جنوب الخرطوم
البلاد – الخرطوم
وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في السودان، أطلق برنامج الأغذية العالمي تحذيراً خطيراً من اقتراب المجاعة في مناطق واسعة جنوب العاصمة الخرطوم، مشيراً إلى مستويات مقلقة من الجوع واليأس، في ظل شح التمويل وتفاقم الأوضاع الميدانية.
وأكد لوران بوكيرا، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان، في تصريحات أدلى بها للصحافيين من مدينة بورتسودان، أن “مستوى العوز واليأس الذي تم رصده ميدانيًا شديد جداً، ويؤكد اقتراب المجاعة في عدة مناطق جنوب الخرطوم”، مضيفاً أن الموارد المتاحة لا تواكب حجم الاحتياجات الفعلية، ما ينذر بكارثة إنسانية متسارعة.
مراسلون من منظمات إنسانية وفرق ميدانية عاملة في جنوب الخرطوم، أبلغوا عن مشاهد مروعة لمئات العائلات التي تعيش في مخيمات عشوائية بلا غذاء أو ماء نظيف. وأفادت تقارير بأن السكان يعتمدون بشكل شبه كامل على المعونات المحدودة التي تصلهم عبر طرق غير آمنة، حيث تعيق المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عمليات التوزيع.
في حي “مايو” جنوب الخرطوم، شوهدت طوابير من النساء والأطفال بانتظار حصص غذائية قد لا تصل. وقال أحد العاملين المحليين في مجال الإغاثة، طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن “الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، كثير من الأطفال لم يتناولوا وجبة كاملة منذ أيام، وبعض الأسر بدأت تلجأ إلى أكل أوراق الأشجار”.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يواجه نحو مليوني شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي على امتداد البلاد، من بينهم 320 ألفاً يعيشون بالفعل في ظروف تصنّف كمجاعة. وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 100 ألف شخص داخل العاصمة الخرطوم وحدها يعانون من مستويات حرجة من نقص التغذية، وسط انهيار شبكات الدعم الحكومي وخروج المستشفيات عن الخدمة.
ويُصنف السودان حالياً ضمن الدول الأربع الأكثر تضرراً من سوء التغذية الحاد على مستوى العالم، مع تراجعٍ متسارع في المؤشرات الصحية والغذائية.
تعود جذور الأزمة الراهنة إلى الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف، وتشريد أكثر من 12 مليون شخص داخل وخارج البلاد، في ما يعتبر أكبر أزمة نزوح يشهدها العالم حالياً.
هذا النزاع لم يقتصر تأثيره على المدنيين فقط، بل تسبب أيضاً في تدمير البنية التحتية، بما في ذلك أنظمة النقل، والمرافق الصحية، وسلاسل الإمداد الغذائي، مما فاقم من هشاشة الاقتصاد السوداني المنهار أصلاً.
رغم التحذيرات المتكررة التي أطلقتها الأمم المتحدة منذ أشهر بشأن قرب نفاد الموارد الإنسانية في السودان، لا تزال الاستجابة الدولية دون المستوى المطلوب. ويطالب برنامج الأغذية العالمي الجهات المانحة بتكثيف دعمها قبل أن يتفاقم الوضع إلى مجاعة شاملة يصعب تداركها.
في ظل هذا المشهد القاتم، باتت الحاجة ملحة إلى ممرات آمنة لإيصال المساعدات، وضمان وصول المنظمات الإنسانية إلى المناطق المتضررة دون عراقيل أمنية، مع توفير تمويل فوري لتوسيع نطاق عمليات الإغاثة.
مع اقتراب السودان من حافة المجاعة، تبدو الحاجة ماسّة لتدخل دولي أكثر فاعلية وسرعة في وقف الحرب وتأمين الغذاء لملايين الجوعى، قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة بشرية لا تُمحى آثارها بسهولة من الذاكرة العالمية.