مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي ينفِّذ أول عملية زراعة كلية بإجراء متزامن للمتبرع والمتلقي في الوقت ذاته باستخدام روبوت واحد
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
أجرى مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، وهو جزء من مجموعة M42، بالتعاون مع فريق من خبراء كليفلاند كلينك الولايات المتحدة، أول عملية زراعة كلية باستخدام الروبوت للمتبرِّع والمتلقي في آنٍ واحد. وجمعت الجراحة بين الإماراتيَيْن القريبَيْن؛ المتبرِّع والمتلقّي، حيث كان المتلقّي يعاني من فشل كلوي في مراحله الأخيرة.
واستدعت هذه الجراحة المعقَّدة تنسيقاً دقيقاً بين الفريق الجراحي المسؤول عن المتبرِّع ونظيره المشرِف على حالة المتلقّي. وأجرى الفريق الجراحي بقيادة الدكتور جورج هبر، الرئيس التنفيذي لمستشفى كليفلاند أبوظبي، عملية نقل الكلية من المتبرِّع إلى المتلقّي في غرفتَي عمليات منفصلتين، باستخدام روبوت واحد. وعمل النظام الروبوتي الجراحي على محاكاة حركات يد الجراحين بنطاق أكبر من الحركة والتحكُّم الدقيق، وتولّى التنفيذ المباشر للإجراءات المعقَّدة ونجح في إتمامها بدقة.
وتقدِّم عملية الزراعة المتزامنة باستخدام الروبوت فوائد عدة، حيث تتيح للجراحين دقة الحركة، والرؤية ثلاثية الأبعاد، والتكبير العالي، وأداء العمل المحسّن، ما يمكِّنهم من إجراء عمليات عبر شقوق أصغر، مقارنة بالجراحات التقليدية المفتوحة. وتقود هذه المنهجية بأدنى حدود التدخُّل إلى تقليل خسارة الدم، وتعزيز دقة الإجراء، وتقليص الندبات وتعزيز سرعة التعافي.
وقال الدكتور راشد السويدي، المدير التنفيذي لقطاع القوى العاملة الصحية في دائرة الصحة – أبوظبي: «نعتز بمثل هذه الإنجازات التي يحققها القطاع الصحي في أبوظبي والتي تسهم في ترسيخ مكانة الإمارة وجهةً رائدة للرعاية الصحية. لقد استطاعت أبوظبي أن تستند إلى بنيتها التحتية المتطورة والكفاءات المتميزة لكوادرها الصحية لتعزز إمكانات زراعة الأعضاء وفق أفضل الممارسات والمعايير العالمية، ما يسهم في الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة وضمان صحة وسلامة المرضى من الإمارة وخارجها».
وقال الدكتور جورج هبر، الرئيس التنفيذي لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: «يُعدُّ التعاون ركناً رئيسياً للتقدُّم الطبي، ويجسِّد هذا الإنجاز قدرة العمل الجماعي على تطوير الرعاية الصحية. وتؤكِّد شراكتنا مع كليفلاند كلينك الولايات المتحدة على التزامنا المشترك بالارتقاء بحدود الابتكار في جراحات زراعة الأعضاء، وتضمن وضع الخبرات عالمية المستوى في متناول المرضى في أبوظبي والمنطقة. ونحن فخورون بتعاوننا معاً، وتقديم ابتكارات سبّاقة تقود بنهاية المطاف إلى تحسين المخرجات العلاجية للمرضى وإنقاذ حياتهم».
وقال الدكتور بشير سنكري، رئيس معهد أمراض المسالك البولية في معهد التخصُّصات الجراحية الدقيقة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: «نؤمن بالقوَّة الكامنة في الجراحات الروبوتية وقدرتها على الدفع نحو تحوُّل نوعي في تحسين المخرجات العلاجية للمرضى. إنَّ ابتكارنا زراعة الكلية، باستخدام الروبوت ذاته، للمتبرِّع والمتلقّي ينبع من اهتمامنا بالمريض ليحصل على النتائج الإيجابية التي تُسفر عنها العمليات الجراحية الروبوتية. وباستخدامنا هذه التقنية سابقاً على المتبرِّع والمتلقّي بشكل منفصل، استنتجنا أنه يمكن لكلٍّ منهما الاستفادة من الروبوت ذاته في الوقت نفسه. وباعتبارنا المركز الأول لزراعة الأعضاء المتعددة في دولة الإمارات، نحرص باستمرار على تحديث منهجياتنا العلاجية لتكون متوافرة في متناول المرضى في دولة الإمارات وخارجها».
وأضاف الدكتور سنكري: «إنَّ إجراء عملية في وقت واحد على المتبرِّع والمتلقّي لزراعة الكلية يتطلَّب مزيجاً فريداً من الخبرات الجراحية في استخدام الروبوت وتنفيذ الزراعة، وقدرات متقدِّمة لإعداد الخطط والتنسيق والاهتمام، مع مراعاة أدق التفاصيل على مستوى تجهيز الروبوت لمحاكاة سير عملية استخلاص الكلية من المتبرِّع إلى زراعتها للمتلقّي. ورغم أننا نتعاون حالياً مع نظرائنا العالميين بوتيرة ربع سنوية، فإننا ملتزمون بتطوير قدراتنا لخدمة مزيدٍ من المتبرِّعين والمتلقّين خلال العام المقبل بكفاءة عالية. يعمل فريقنا على استكشاف سبل استخدام الروبوت في زراعة الكبد، مع تسجيل نجاحات مبدئية في استئصال الكبد الجزئي. لذلك نواصل دراسة التطبيقات الأوسع لهذه التكنولوجيا، ليستفيد منها مزيدٌ من المرضى».
وقال الدكتور محمد التميمي، استشاري في قسم المسالك البولية في كليفلاند كلينك الولايات المتحدة: «برهن كلٌّ من كليفلاند كلينك أبوظبي وكليفلاند كلينك الولايات المتحدة مجدّداً على نجاح تنسيقهما الدائم لاستقطاب أحدث التقنيات إلى منطقة الخليج العربي. فقد تعاون أفراد فِرَق عملنا لضمان حصول المتبرِّع والمتلقّي على أرقى مستويات الرعاية. إنَّ نجاحنا بإدخال تقنيتنا الروبوتية ضمن إجراءات زراعة الأعضاء يقدِّم دلالةً على خبرات والتزام فريق عملنا. ويتوِّج هذا الإنجاز خطوة مهمة في الابتكار الطبي ورعاية المرضى، ويسلِّط الضوء على التزامنا المستمر بوضع أحدث تقنيات الرعاية الصحية في متناول سكان المنطقة».
ويُعدُّ مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي المركز الأول لزراعة الأعضاء المتعددة في دولة الإمارات. وأجرى المستشفى جراحات ناجحة عدة بمساعدة الروبوت، بعد أن طُوِّرَت هذه التقنية في البداية لعمليات استئصال البروستات وإجراءات سرطان الكلى، ثمَّ عُدِّلت لتناسب عمليات مرضى زراعة الكلى لتقليل طول الندوب وزمن التعافي بعد الجراحة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: مستشفى کلیفلاند کلینک أبوظبی زراعة الأعضاء وقال الدکتور
إقرأ أيضاً:
كلية عُمان للعلوم الصحية بشمال الشرقية .. نقلة نوعية تواكب التطور الطبي
قالت الدكتورة سالمة بنت عبدالله اليزيدية العميد المشارك بكلية عُمان للعلوم الصحية بشمال الشرقية بإبراء: إن تعليم التمريض يمثل حجر الأساس في تطوير المنظومة الصحية ورفع جودة خدمات الرعاية المقدمة للمجتمع، من خلال الجمع بين المعارف العلمية والمهارات السريرية والإنسانية اللازمة للعمل بكفاءة في مؤسسات الرعاية الصحية.
وأوضحت أن برامج التمريض شهدت تطورًا كبيرًا تماشيا مع التقدم الحاصل في العلوم الطبية، إذ أصبحت أكثر شمولًا وعمقًا من حيث الدمج بين التعليم النظري والتطبيقات العملية والممارسات المعززة بالأدلة العلمية، وهو ما يمكّن الخريجين من مواكبة التحديات الصحية الحديثة. وأضافت: «نسعى في فرع شمال الشرقية إلى تحقيق رسالة الكلية في إعداد مهنيين صحيين مؤهلين من خلال بيئة تعليمية ملائمة وبرامج ذات جودة، مع تعزيز القيم العُمانية وروح المسؤولية بما يُسهم في خدمة المجتمع».
وبيّنت أن معهد التمريض في ولاية إبراء الذي افتُتح عام 1993، تحوّل إلى كلية عُمان للعلوم الصحية في عام 2018، ليشهد البرنامج الأكاديمي نقلات نوعية في المناهج والهيكلة الدراسية. فقد تخرّج من الكلية حتى العام الدراسي 2025 نحو 971 خريجًا وخريجة من الكفاءات التمريضية، بينما يدرس بها حاليًا 176 طالبًا وطالبة من مختلف ولايات المحافظة.
وأشارت إلى أن تحويل المعاهد إلى كلية صاحبه تعديل في مدة الدراسة من سنتين أو ثلاث سنوات إلى برنامج بكالوريوس مدته أربع سنوات بعد السنة التأسيسية، إلى جانب تطوير المنهج النظري ليعتمد على التفكير النقدي والممارسة القائمة على الأدلة، مما رفع المستوى الأكاديمي للمخرجات.
وفي الجانب العملي، أكدت الدكتورة سالمة أن الكلية أولت اهتمامًا كبيرًا بالتدريب السريري الميداني لتمكين الطلبة من اكتساب خبرة تطبيقية قوية قبل التخرج. وقالت: «نُدرج في البرنامج مهارات المحاكاة السريرية والممارسات العملية في تخصصات متعددة مثل رعاية الأم والطفل، والطوارئ، والرعاية الحرجة، والصحة النفسية، إلى جانب التدريب في المستشفيات والمراكز الصحية».
ويخضع الطلبة خلال سنواتهم الدراسية لتدريب ميداني في أقسام متعددة بالمستشفيات الحكومية، تشمل الباطنية والجراحة والولادة والأطفال، والطوارئ، والرعاية الأولية، والصحة النفسية، إضافة إلى تدريب في مراكز الرعاية الصحية الأولية ومؤسسات المجتمع.
وأوضحت الدكتورة سالمة أن البرنامج يبدأ بالسنة التأسيسية التي تشمل اللغة الإنجليزية، وتقنية المعلومات، والرياضيات، ومهارات الدراسة. وبعد اجتيازها، يلتحق الطلبة ببرنامج البكالوريوس الذي يمتد لأربع سنوات ويجمع بين المحاضرات النظرية والورش والمحاكاة والتدريب السريري.
وفي الفصل الأخير من البرنامج، يركز الطلبة على التدريب المكثّف في التخصصات التمريضية المتقدمة، بما يعزز جاهزيتهم لسوق العمل.
ولفتت إلى أن الكلية تولي اهتمامًا بالغًا بالبحث العلمي، وتشجع أعضاء هيئة التدريس والطلبة على النشر والمشاركة في المشاريع البحثية، مشيرة إلى حصول عدد من طلبة وأعضاء هيئة التدريس على تمويل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. كما ينظم فرع الكلية ورشًا ودورات بحثية على مستوى المحافظة.
وفي ختام حديثها، أوضحت الدكتورة سالمة أن الكلية تعمل على تعزيز شراكاتها الدولية، إذ قامت بزيارة رسمية إلى جامعة سيبو التكنولوجية في الفلبين في نوفمبر 2025، برفقة الأستاذ ذياب الوعل مدير مكتب عميد الكلية، حيث تم توقيع رسالة إعلان نوايا للتعاون في مجالات التبادل الطلابي وتطوير البرامج الأكاديمية والبحوث المشتركة وتبادل
الخبرات.