شبكة اخبار العراق:
2025-05-31@02:54:51 GMT

رحلة دبلوماسية فـي عالم مضطرب

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

رحلة دبلوماسية فـي عالم مضطرب

آخر تحديث: 20 غشت 2024 - 3:58 مبقلم: أحمد صبري لعلَّ مَن يقرأ مذكّرات الدبلوماسي العراقي الراحل نزار حمدون ويغوص في غمار تفاصيلها الَّتي عاشها على مدى نصف قرن يستطيع القول انها رحلة مثيرة مليئة بالأحداث والتحديات الَّتي وضعته في صدارة المشهد الدبلوماسي والحدث السياسي.ورحلة حياة دبلوماسيَّة هي حصيلة تجربة الراحل نزار حمدون رصدها وعاش تفاصيلها كان شاهدًا على حقبة من الزمن كانت مليئة بالأسرار والمواقف حاول فك شفرتها برؤيَّة السياسي والدبلوماسي كرَّسها في جهده الوطني لتجنيب العراق مخاطر التهديدات الخارجيَّة الَّتي كانت تستهدفه حاضرًا ومستقبلًا.

وعلى الرغم من هامش المرونة الَّتي كانت متاحة لجهد ودور حمدون، إلَّا أنَّه وظفها لخرق جدار العزلة والعداء الغربي والأميركي تحديدًا للعراق مستغًّلا علاقاته الشخصيَّة مع صنَّاع القرار في البيت الأبيض لدرء العمل العسكري على بلاده، وفتح أفق ونافذة جديدة تؤسِّس لعلاقة متوازنة، إلَّا أنَّ الأحداث كانت تسير على عكس ذلك الَّتي أدَّت بالنِّهاية على احتلال العراق عام 2003. وأفرد كاتب المذكرات حيزًا كبيرًا لتطورات العلاقة مع الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة عندما كان سفيرًا لبلاده في واشنطن ومندوبًا للعراق في الأُمم المُتَّحدة ووكيلًا لوزارة الخارجيَّة العراقيَّة واصفًا في مقدِّمة مذكراته أنَّ كتابة المذكرات مسؤوليَّة ثقيلة وعبء أخلاقي وتصبح المسؤوليَّة أثقل والعبء أكبر عندما يكُونُ الكاتب ممن تعاطوا السياسة وغاصوا في عمق أسرارها. ويتوقف حمدون عند تطورات الموقف العراقي والأميركي من اجتياح الكويت في الثاني من أغسطس 1990 ، وأسرار المراسلات مع القائم بالأعمال الأميركي في العراق جوزيف ولسون لتجنب الحرب وترجيح الحل السياسي على الحل العسكري والمبادرات العربيَّة والغربيَّة لتفادي الحرب، لا سِيَّما المبادرة الروسيَّة الَّتي وافق العراق عَلَيْها ودار الخلاف على تفاصيلها وخواتيم هذه الأزمة كانت بالعمل العسكري ضدَّ العراق عام 1991، ثمَّ فرض الحصار عَلَيْه الَّذي دام 13 عامًا متواصلة. وعلى الرغم من تباين بعض الآراء حَوْلَ مذكرات (رحلة حياة دبلوماسيَّة) إلَّا أنَّها كانت بالأحوال كافَّة شهادة موثقة بَيْنَ مرحلتين في عالَم مضطرب جال فيها حمدون محاولًا كشف أسرار ما دار بَيْنَهما ودوره في تسليط الضوء على اتجاه مرحلتي اجتياح الكويت واحتلال العراق في مقاربة تضع القارئ في قلب الحدث وأسراره وما تمخَّض عَنْها من نتائج كارثيَّة ما زلنا نئنُّ من تداعياتها. ويصف الراحل نزار حمدون مرحلة عمله في واشنطن بأنَّها كانت متميزة في سماتها عن كلِّ ما قَبلها من نشاط عمل حزبي وسياسي، وكانت الحرب الأميركيَّة العراقيَّة فاصلًا بَيْنَ مرحلتين متميزتين في حياته المهنيَّة.وفي معرض رؤيته لكتابة مذكراته يقول حمدون: دوَّنت بها سيرتي وخلاصة تجربتي في الحياة واضعًا ما يتوافر من معلومات ووثائق لاعتقادي أنَّ هناك زوايا معيَّنة من حقبة مهمَّة من تاريخ العراق لم ولن تكتب بدوني كما ينبغي لتطلع الأجيال العراقيَّة عَلَيْها.ويكشف مقدِّم الكتاب عن فشل محاولة من مخابرات غربيَّة لم يسمِّها لاستقطاب الراحل نزار حمدون وتشجيعه على الانشقاق، لكنَّه رفض ذلك معتبرًا أنَّ غزو العراق واحتلاله سيمهد لإضعافه وتفتيته.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

الفضاء الإلكتروني والتجسس السيبراني

بقلم : الفريق الركن الدكتور عماد ياسين الزهيري ..

برزت عناوين الفضاء الإلكتروني و التجسس السيبراني السيادة السيبرانية و العنف السيبراني و الإرهاب السيبراني و الجريمة السيبرانية و الهجوم و الدفاع السيبراني و الهوية السيبرانية و الجغرافية السيبرانية و الأخلاق السيبرانية ، و أهمها الحرب السيبرانيةخلال العقود الثلاثة الأخيرة ، أصبحت الحرب السيبرانية ذات تأثير واضح على سياسيات الدول و المجتمعات ، و تساهم بتحديد مكانة الدولة و قوتها و أستقرارها محلياً و أقليمياً و دولياً ، و ظهر مايسمى بواقع العالم الإفتراضي بشكليها اللاواقعية و اللامحدودية ، محفزاً للحالمين و أصحاب الخيال من ذوي المواهب العلمية ، و أصبحت المصطلحات العلمية و العسكرية السيبرانية واقع حال معتمد في المخاطبات و البحوث و الدراسات ، و بدأت الأكاديميات العسكرية و كليات الأركان و الحرب ، بتوجيه مراكز بحوثها للإهتمام بهذه الحرب الحديثة و البحث عن كل جديد .
و دراسته و إدراج ما يهمها منه في مناهج الدراسة بجميع المستويات ، الغاية
توجيه صناع القرار و متخذيه بتخصيص المزيد من الموارد و القدرات و الأموال و الجهود لدراسة الحرب القادمة ، و أهمية الأمن السيبراني و العملياتي و الهجومية و الدفاعية التي يتعرض لها العراق .
و قد أصبحت ظاهرة الهجوم السيبراني واضحة و أبتعدت عن السرية و الغموض ، و بدأ إستخدامها بجميع المستويات و بمختلف الاتجاهات وبلغت من الخطورة ، و الأهمية أن تدار من هكذا هجومات ، بأوامر من أعلى سلطة بالدولة ، بل قامت بعض الدول بربط تلك المراكز و المؤسسات بأعلى سلطه لها و الأشراف شخصياً من قبل الرؤساء و الملوك ،و دعمها بشكل مباشر نتيجة النتائج الكبيرة و المذهلة التي تحققها أتجاه الأعداء و الخصوم و بكلفة زهيدة ، قياساً بالحروب الأخرى و حجم الإمكانات و الموارد المطلوبة لتحقيق نصر أو إنجاز ، و هذا ما أرغب بالتركيز عليه لأنه يدخل ضمن توقعاتي الخاصة بحربنا مع الارهاب ، أو لربما مع أعداء محتملين من داخل أو خارج الحدود الوطنية ، غالباً ما نستعمل مصطلح الهجوم الإلكتروني أو السيبراني على جميع عمليات سرقة الملفات أو المعلومات أو الأموال أو الصور الشخصية أو تعطيل مواقع معينة أو التأثير على شبكات الكهرباء أو محطات الطاقة النووية أو منظومات نقل الأموال بين المصارف ، و أغلبها تحمل آثار قانونية و أمنية خطيرة ، على تلك الدول أو المؤسسات أو الشركات ، و كل ذلك يتم بالقوة الإلكترونية عبر الفضاء السيبراني ، مسلحة بجميع الأسلحة و الوسائل و الأدوات الناعمة ، لتوجيه ضربات مؤلمة و تسبب الكثير من الذعر و الخوف و تسبب الكثير من الخسائر ، و أخطرها هو أن تفقد الدولة غطائها حول معلوماتها و أمن مواطنيها و بالدخول الى التفاصيل ، أن تلك الهجومات تتضمن سرقة بيانات أو إتلافها أو تغييرها أو تشفيرها ، و لربما يستخدمون أسلوب التسلل عبر برامج تجسسية ، أو هجوم مباشر عبر برامج لها القدرة على التدمير ، و أن أخطر ما في الهجوم السيبراني ، إنه لطالما ينجح و خاصة مع الدول التي لاتمتلك وسائل الرد أو الردع أو الدفاع النشط ، و أكثر الأسباب التي تجعل الهجومات ناجحة ، أننا لانستطيع أن نميز جهة الهجوم من مدني غير شرعي ، أو مقاتلين الكترونيين لدولة معينة ، كما ساهمت أكثر الدول من إنتاج جيوش الكترونية و ذباب الكتروني ، بمستويات مختلفة لضمان عدم توجيه الإتهامات لها من الآخرين .
علينا كجيش عراقي الإسراع بتأسيس منظومة الحرب السيبرانية بقسميها الهجومي و الدفاعي ، و ربطها بالجهد الوطني المتيسر حالياً ، و البدء بخطة أفتح مراكز بحوث و دراسات لجمع الجهد الوطني بهذا المجال ، مع فتح مختبرات أختصاصية و جذب المواهب العلمية لإنتاج برامجنا الخاصة بنا ، و أستخدمها لضمان أمن العراق و شبكاتها سيبرانية ، كما يتطلب منا فتح وحدات أختصاصية لمكافحة الجريمة السيبرانية و الإرهاب السيبرانيو تأسيس سياقات عمل بهذا المجال ،خاص بالأداء العام و الأداء الفردي في هذا المجالات القوة الناعمة و القوة الذكية ، مصطلحات أعتمدها جوزيف ناي الأبن في فترة بيل كلنتون في مجال الحرب السيبرانية ،و لذلك علينا إعتمادهما لغرض التأثير على صناع القرار و متخذيه ، لا نتاج قدرات قادرة على زيادة إمكانيات العراق للدفاع عن مصالحه الحيوية ، أن تجربة الحرب ضد الإرهاب بينت أهمية الحرب السيبرانية و تأثيرها على شبكات الإرهاب ، حيث نجح الإرهابيون من أستخدام الشبكات العالمية لتجنيد الكثير من أنصارهم و تسبب ذلك بخلط الأوراق و تداخل الجبهات بشكل جعل الجميع يتبادلون الإتهامات بدعمهم للإرهاب ، و علينا أن نبني سياسة وزارة الدفاع مع التكنولوجيا الحديثة لرسم سياسة سيبرانية ، تجمع بين الواقع و الطموح و تكون قادرة على التكيف مع الواقع الحالي و مواكبة التطور السريع في هذا المجال ، و عدم السماح للأخرين من جعلنا ضحايا أو مستخدمين من الدرجة الثانية و الثالثة .
خلاصة رؤيتي ..
أن إستخدام الوسائل و الأدوات الهجومية و الدفاعية في الحرب السيبراني ، سواء كانت الحرب تقليدية أو غير تقليدية أو كانت حرب هجينة ، فأنها تعطي الزخم الكبير للحصول على الإنتصار بأقل كلفة ممكنة .
و يمكن للعراق بأستخدام المواهب الوطنية أو تحالفاته مع بعض الدول أو أشتراكاته مع بعض الدول لتأسيس منظومة أمن سيبراني قادرة على الدفاع عن المصالح الحيوية للعراق ، في جميع المجالات و لربما يمكن تطويره كسلاح ردع ضد الخصوم ، و لتأسيسه بعيداً عن الآلة العسكرية أو القوة الخشنة ، و يمكن أستثمار الأجواء الإيجابية مع هذا الملف ، للبدء بخطوات علمية و عملية شجاعة ، و مواكبة التطور الكبير مع دول الجوار أو حتى المنظمات الإرهابية التي تستخدم مثل هكذا أساليب و على المنظرين العسكريين العراقيين البدء بوضع نظرية أمن سيبرانية عراقية رصينة تراعي ظروف العراق و مصالحه و التحديات ، و المصاعب التي تواجه بين الأعداء الحاليين و الاعداء المحتملين .

عماد الزهيري

مقالات مشابهة

  • أثير الشرع: المثقف العراقي عاش اغترابا داخليا
  • خسائر بعد أشهر.. شهادات تكشف خفايا التدريب العسكري في العراق
  • وول ستريت جورنال: أميركا تخسر تفوقها الصناعي العسكري بينما تتقدم الصين بثبات
  • باحث بالشأن الثقافي العراقي: حرية المثقفين موجودة في العراق ولكن دون تجاوز الخطوط الحمراء
  • القرار العراقي في أتون انتخابات متعثرة
  • البرلمان العراقي هل الإلغاء حل أم بداية لمشكلة أكبر؟
  • الفضاء الإلكتروني والتجسس السيبراني
  • رئيس المحكمة الاتحادية:الدستور “حرم سرقة المال العام العراقي”
  • الحرب تعيد الخربة إلى أصلها: هل كانت مزرعة عدس؟
  • كيف يعزّز فشل إسرائيل العسكري في غزة من مكاسب حماس الاستراتيجية والدولية؟