جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-21@17:19:55 GMT

ثقافة الذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

ثقافة الذكاء الاصطناعي

 

فاطمة الحارثية

 

هل الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يُحدث ثورة تهيمن على كل أنواع التكنولوجيا الحالية؟ إن كان الجواب نعم، ما هي آليات التمكين وسرعة التنفيذ؟ وإن كانت الإجابة "لا" ما هي التحديات والعقبات؟

لن أقول أنني ازداد شغفا نحو الذكاء الاصطناعي، فالدهشة لم تتشكل بعد، والفهم الكاف لقوة هذا الابداع مازال مبهما لدى الكثير منا؛ وما يُمتعني فيه هو الوقت الذي يختصره لي في تجميع البيانات، فسابقا كان علي البحث من خلال الكثير من المصادر لتحقق من معلومة وأوجه أثرها، أما الذكاء الاصطناعي فيختصر الطريق في بضع أزرار، ولا اخفي عليكم المتعة التي أمارسها في القراءة، فهو أبدا لا يختصر أية إجابات،  واستجواب النظام عبر تعدد أنماط السؤال الواحد، نجد الاختلاف في الإجابات، رغم أن القصد والهدف من السؤال لا يتغير، فقط أقوم بتقديم أفعال وكلمات السؤال ذاته؛ وإن لم تكن للقراءة عاشقا وشغوفا، فلن تستفيد من أهم أدوات الذكاء الصناعي والذي أتحدث عنه ألا وهو محادثات الأتمتة.

طبعا إلى وقت هذا المقال، المعلومات والتغذية الفكرية المُستقاة من محادثات الأتمتة، في معظمها لا تمتلك أية حقوق للملكية الفكرية، ومحركات البحث الذي تستمد منها المعلومات التي تقدمها للمستخدم ليس لها مرجعية ولا ضوابط قانونية، ولا بوادر قريبة عن وجود أية جهات رسمية أو مستحدثة، لتبني منظومة وسياسات الملكية الفكرية التي تنتجها محركات وبرامج الذكاء الاصطناعي، خاصة المجانية منها، وهنا نستثني براءة الاختراع في المنتجات؛ أثر هذا الدخيل على التعليم عميق جدا، ونجد أن بعض الجهات التعليمية ترفض البحوث التي يقدمها طلابها، من خلال محركات الذكاء الاصطناعي، وهذا يُبقينا مع تحديات جسام مثل تحدي الوقت، وقوة تمكين أدوات التعليم الحديثة وإقصاء التعليم التقليدي، لمواكبة البنية الاجتماعية وحاجة السوق المتجددة والمتزايدة، ولتبني التغيير والمرونة، أمرا يحتاج إلى قرارات تزكي التكنولوجيا ورسوخ مبدأ التطوير المستمر، فطرق وأساليب التعلم والاكتساب، لا بد لها من التطور ومسايرة طفرات الحاجات الاجتماعية والعلمية، والاقتصاد والبيئة، وهي ليست طقوسا أزلية نتشبث بها، رغم الوضع الحالي وهو شبه انعدام مصادرها مثل المكتبات والكتب الورقية، ومنصات الأتمتة ليست مثل الكتب أو المراجع أو المقالات الإلكترونية، فهي نموذج مختلف يندر وجود اقتباسات، والسرد العلمي فيه واضحا، وهذا يقود إلى وجوب ابتكار طرق جديدة غير مدونات البحوث، للتأكد من استيعاب الطلبة العلمي والفكري للمواد التعليمية. باختصار على أساليب العلم والتعلم أن تتغير وتواكب العصر وتُعطي التوازن والعائد الاستثمار الذي يُبذل فيه وله.

الاستثمار المهني للذكاء الاصطناعي لا حدود له، وليس يسيرا كما يعتقده البعض، فهو يحتاج إلى الممارسة، وحُسن التدقيق، والكثير الكثير من القراءة، والتدقيق، بالرغم من أنك تستطيع أن تُشكل أسس أية منظومة عملية تحتاج إليها من خلال تلك المحركات، إلا أن الذكاء الاصطناعي لا يُرشدك إلى الآلية المناسبة والخاصة بك في مسائل التنفيذ والتطبيق، ولا واقعية المخاطر، والجدير بالذكر مخرجاته الحيوية مثل الروبوتات، والأفتار، والمنصات الرقمية وغيرها، تخدم قطاعات واسعة جدا، وحساسة، ومع هذا يبقى الأمن السيبراني تحديا يحد من الحلم ويُحجم الطموح؛ وله في الاستشراف باع كبير لنعود إلى مقدار سعة وقدرة القيادات الحالية التقليدية والحديثة، في تبني وقبول السيناريوهات والتصورات التي يزودنا بها. الذكاء الاصطناعي لا حجم ولا نهاية له، والمندفع نحوه يحتاج إلى الكثير من الضبطية والحكمة وحُسن الاستخدام.

وإن طال...

نحو الأفق المسير، الزاد علمًا والركب حكمة، ولا متعة إن لم تكن اللعبة عادلة، فر إلى الله، لا من الناس؛ لشغف العلم والتجربة ضرائب، وذكاء الثقافة فن للقلوب المرحة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي.. توتنهام وباريس سان جيرمان بطلا أوروبا!

عمرو عبيد (القاهرة)

أخبار ذات صلة أموريم لا يخشى الضغوط ويحلم بلقب بناء المستقبل ماجواير: الدعم الهائل من جماهير يونايتد «مفاجأة»

بفضل آلاف من عمليات المحاكاة والتحليلات الحسابية المُعقّدة، تصدق عادة توقعات «الكمبيوتر العملاق» الخاص بـ«أوبتا»، وبعض أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخرى، فيما يتعلق بنتائج بطولات كرة القدم حول العالم، وعليه، فإن «العقل الخارق» المُتخصص يُراهن على فوز توتنهام هوتسبير بلقب الدوري الأوروبي، على حساب مانشستر يونايتد، لكنه وضع احتمالين متقاربين جداً لتلك المباراة النهائية «الصعبة»، حيث منح الأفضلية لـ«الديوك» بنسبة 50.3%، مقابل 49.7% لـ«الشياطين»، أي بفارق 0.6% فقط لمصلحة «الفريق اللندني»! والحقيقة أن هذا الفارق في التوقعات يُعد «ضئيلاً جداً»، ويفتح الباب على مصراعيه أمام جميع الاحتمالات، وهو ما يعني أن «الكمبيوتر الخارق» لا يستطيع أن يُقدّم توقعات حاسمة هذه المرة، خاصة أنه وضع في اعتباره تفوق توتنهام على «اليونايتد»، في 3 مباريات جمعتهما هذا الموسم، بمختلف البطولات، لأن «الديوك» فاز فيها كلها بمجموع الأهداف 8-3، بعدما تقدّم دائماً في رُبع الساعة الأول من كل مباراة، وحافظ على تقدمه خلال ما يزيد على 90% من دقائق اللعب فيها، لكن مباراة نهائي «يوروبا ليج» ستختلف تماماً، لاسيما أن «الشياطين» أبرز كل مخالبه وشراسته في هذه النُسخة. وفي ختام ما بقي من بطولات بالموسم الحالي، كشف «الكمبيوتر العملاق» عن توقعاته الخاصة بنهائي دوري أبطال أوروبا أيضاً، إذ منح باريس سان جيرمان النسبة الأكبر، ليحصد الكأس «ذات الأذنين» للمرة الأولى في تاريخه، بواقع 53.6%، مقابل نسبة 46.4% لتتويج إنتر ميلان، ويبدو أن «العقل الإلكتروني» يثق كثيراً فيما يقدمه «الأمراء» هذا الموسم، إذ توقّع أيضاً له الفوز بكأس فرنسا، بعد أيام قليلة، بنسبة 75%، في مواجهة «المُكافح» ستاد ريمس، ومع ذلك يعتقد أن الفوز لن يكون كبيراً، وسيأتي بفارق هدف وحيد. «الذكاء الاصطناعي» يرى أيضاً أن تشيلسي يملك «اليد العليا»، في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي، عندما يواجه ريال بيتيس الأسبوع المقبل، حيث توقّع تتويج «البلوز» بنسبة 68%، وأن تأتي النتيجة بهدفين دون رد أو 2-1، وفي نهائي كأس ألمانيا، يعتقد «الكمبيوتر الخارق» أن مفاجآت أرمينيا بيليفيلد ستتوقف عند هذا الحد يوم 24 مايو، وأن نسبة تحقيقه «المعجزة» لا تتجاوز 27%، ووضع شرطاً لها أن يتقدم «الأزرق» أولاً، لأن الكفة تميل لمصلحة شتوتجارت بنسبة كبيرة جداً، فهل تتحقق التوقعات النهائية لختام البطولات الأوروبية؟

مقالات مشابهة

  • عبر 270 محطة.. الذكاء الاصطناعي يعزّز رصد الزلازل في المملكة
  • مختص: لن نستطيع الاستغناء عن الذكاء الاصطناعي.. فيديو
  • الذكاء الاصطناعي.. توتنهام وباريس سان جيرمان بطلا أوروبا!
  • دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة في الصراعات العسكرية
  • حمدان وسلطان الشحي.. «رحلة توأم في عصر الذكاء الاصطناعي»
  • الذكاء الاصطناعي كمرآة للإنسان: هل نحن فعلًا بهذا القبح؟
  • هل يكتب الذكاء الاصطناعي فصلاً جديداً في قصة لبنان؟
  • بيل غيتس يكشف عن 3 وظائف لن يهزمها الذكاء الاصطناعي
  • مميزات جديدة لواتساب من خلال الذكــاء الاصطناعي ..فيديو
  • كم من الأطفال يجب أن يَـقـتُـل الذكاء الاصطناعي؟